فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 26, 2014, 11:55 PM
 
Smile تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf

تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf

تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf





نسخة معالجة ومخفضة
من كتاب
سيجيء الموت وستكون له عيناك
جمانة حداد

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

مئة وخمسون شاعراً، مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين. مئة وخمسون صرخوا (أو همسوا): "كفى" وسبقونا إلى الضفة الأخرى، على رؤوس أصابعهم عبروا، كي لا يوقظوا خوفهم فينتبه ويحول. على رؤوس أصابعهم، لأن الحزن خفيف هو الحزن الخفيف. نعم، مئة وخمسون، في القرن العشرين، انتحروا. مئة وخمسون شاعراً وشاعرة، من ثمانية وأربعين بلداً، من جهات الأرض الأربع، احتقروا، بعشرين لغة مختلفة، وباثنتي عشرة طريقة مختلفة، هذه الحياة "الانتحارية". مئة وخمسون بطلاً وبطلة ازدروا العروش كلها، الباطلة منها وغير الباطلة، وارتموا في الهاوية. (جبن؟ شجاعة؟ لا يهم. ارتموا). هو كتاب أنطولوجي مستفز وعدواني بسبب "هويته" الانتحارية يرى إلى الشعراء المنتحرين في القرن العشرين، ومن جهات العالم الأربع، بعين شعرية وترجمية، علمية، ومعرفية، ومدققة، وصارمة، ولينة، وعارفة، وذكية، ونزيهة، ومتمرسة بجوهر الشعر وبالترجمات الواثقة من مرجعياتها ومعاييرها اللغوية، ومن معادلاتها ودلالاتها وتأويلاتها الشعرية.

هو كتاب موسوعي عالم، من الصفحة الأولى إلى الصفحة 656. لكن مسكر. وخاطف، ومستول وصافع، ومدوخ، وجالد، ومقلق، ومخيف، وموحش، ومعذب، ومتوحش، وطارد للنوم ومهشل لسكينة الروح، وخصوصاً مسالم وفاتح لشهية المعرفة والاستزادة.
وهو كتاب يصعق قارئه ويصيبه بالدوار، وإن يكن قارئاً "حديدياً"، متماسكاً، ويقف على أرض ثابتة.

جمانة حداد

شاعرة ومترجمة وصحافية لبنانية. محررة القسم الثقافي في جريدة النهار اللبنانية، ومديرةً إداريةً لجائزة البوكر العربية. ورئيسة تحرير مجلة "جسد" المتخصصة في آداب الجسد وفنونه. منذ العام 1995 أصدرت تسع مجموعات شعرية،
ولها في الترجمة: لمسات الظل، 2002، شعر، ايمانويل ميناردو، عن الايطالية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. بيروت عندما كانت مجنونة، 2003، رواية، انطونيو فيراري، عن الايطالية، دار النهار للنشر، بيروت. هناك حيث يشتعل النهر، انطولوجيا الشعر اللبناني الحديث بالاسبانية - سيجيء الموت وستكون له عيناك: مئة وخمسون شاعراً انتحروا في القرن العشرين، 2007، دار النهار للنشر والدار العربية للعلوم، بيروت. نالت جائزة الصحافة العربية في دبي عام 2006

من قصائد الانطولوجيا
لـ تشيزاري بافيزي / Cesare Pavese

سيجيء الموت وستكون له عيناكِ

هذا الموت الذي يرافقنا

من الصباح الى المساء

أرِقاً، أصمّاً،

كحسرة عتيقة

أو رذيلة بلا جدوى.

ستكون عيناك حينئذ

كلمةً قيلت سدى

صرخة مكتومة، صمتاً ستكونان

مثلما تتراءيان لكِ كل صباح

حين تنحنين على ذاتك في المرآة.

في ذلك اليوم يا أملاً غالياً

نحن أيضاً سوف نعرف

أنّ الحياة أنتِ وأنك العدم.
.
يرتدي الموت نظرةً لكل منا:

سيجيء الموت وستكون له عيناكِ

سيكون له طعم التخلّي عن رذيلة

سوف يشبه رؤية وجه مضى

ينبثق من الخيال

كما الإنصات الى شفتين مغلقتين سيكون.
.

آنذاك

سوف ننزل إلى الهاوية بسكون.

*
التحميل

أتمنى لكم قراءة ممتعة


تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf

تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
  #2  
قديم February 26, 2014, 11:59 PM
 
Smile رد: تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ،



عرض للكتاب من موقع مجلة العربي

سيجيء الموت... وستكون له عيناك
شوقي بزيع


كتاب «سيجيء» الموت وستكون له عيناك» الذي أعدّته وترجمت نصوصه وقدمت له الشاعرة اللبنانية جمانة حداد ليس كتابًا عاديًا بأي وجه من الوجوه بل هو عمل فريد ومؤثر واستثنائي بكل الاعتبارات والمقاييس.

فـــفــرادة الكــــــتاب الأنطولوجي تبدأ من فكرته بالذات حيث انطلقت المؤلفة من فكرة محورية هي الانتحار، وانتحار الشاعر بالذات، لتعمل عبر سنوات أربع على البحث والتحري عن معظم أولئك الذين رفضوا انتظار الموت والإذعان لتوقيته ووضعوا بملء إرادتهم حدًا نهائيًا لتلك العلاقة الجحيمية والمقلقة بينهم وبينه. صحيح أن الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة تمامًا، إذ أن العديد من الدارسين الغربيين تصدوا لها من قبل عبر مجموعة من الكتب والمؤلفات، لكن هذه الكتب كانت تنحصر في نطاق ضيق أو تغطي بلدًا بعينه أو مجموعة بلدان متجاورة، بينما عمل حداد الموسوعي يغطي القارات الخمس، ويشتمل على شعراء منتحرين من ثمانية وأربعين بلدًا من بلدان العالم. كما أن كتاب المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري حول «انتحار المثقفين العرب» اعتمد منهجًا آخر يقوم على دراسة الظاهرة وتقصي نماذجها وأسبابها مكتفيًا بالعديد من الحالات المحصورة في الإطار العربي. أما هنا، فنحن إزاء مائة وخمسين نموذجًا من نماذج انتحار الشعراء في القرن العشرين، وإزاء عشرات النصوص المترجمة عن غير لغة من اللغات المعروفة.

يحق لناشر الكتاب الموسوعي تبعًا لذلك أن يذكر على غلافه الأول «أن قارئ الكتاب يجد نفسه تحت سقف عمارة انتحارية خالصة وخالية من الثغر والنقائص. فكأنها حصيلة عمل جماعي مضن ودءوب لفريق متكامل من الباحثين والدارسين والمترجمين، من العالم أجمع. في حين أنها صنيع الشاعرة جمانة حداد وحدها». ولكننا إذ نوافق الناشر على إشارته إلى الجهد الاستثنائي الذي بذلته المؤلفة لكي يصبح الكتاب ما هو عليه، فإن إشارته إلى خلو الكتاب من الثغر والنقائص، ليست في مكانها تمامًا، ذلك أن أي كتاب أو عمل إبداعي أو موسوعي لا يمكن أن يبلغ مرتبة الكمال مهما بلغت منزلته من الدقة والإتقان، كما أن الكمال ليس صفة إنسانية بأي حال من الأحوال. ومع ذلك، فإن هذه الملاحظة العارضة لا تقلل من قيمة الكتاب ولا من الجهود الاستثنائية لمؤلفته جمانة حداد، التي يحسب لها تنقيبها في الكثير من الكتب والموسوعات والمجلات والصحف وصفحات الإنترنت، كما مراسلتها للعديد من المعاهد والجامعات والأشخاص من أجل الحصول على المعلومات والوثائق اللازمة لإنجاز عملها الضخم.

على أن أول ما يتبادر إلى الذهن لدى الشروع في قراءة الكتاب هو الدافع الذي حدا المؤلفة على تلقف مثل هذه الفكرة المرهقة والسوداء، والذهاب بعيدًا في تقصي هاجس الموت وتأريخ لحظاته القاتلة لدى ذلك العدد الوفير من الشعراء. إلا أن المؤلفة التي تدرك بحدسها العميق هواجس قرائها ومساءلاتهم تحاول في مقدماتها المطردة للكتاب أن تقود هؤلاء القراء إلى نواة العمل وبذرته الجنينية، التي بدأت من خلال ترجمات عدة قامت بها الشاعرة التي تتقن لغات سبعًا، في إطار عملها في الملحق الأسبوعي لجريدة «النهار» اللبنانية. وإذ ذاك، وبالمصادفة المحضة اكتشفت أن العديد من الشعراء الذين أحبتهم ومن بينهم الأرجنتينية ألفونسينا ستورني والفرنسي جان بيار دوبري والإيطالي تشيزاري بافيزي وغيرهم قد قضوا انتحارًا ولم تحل قوة موهبتهم وإبداعهم دون أن يسيروا بأقدامهم باتجاه الموت. ومن هؤلاء بالذات انطلقت نواة عملها الموسوعي التي بلغت في البداية ثلاثة وثلاثين شاعرًا ثم ما لبثت تتدحرج وتكبر مثل كرة الثلج لتصل إلى ما وصلت إليه.

قصيدة إضافية

لم تكن المقدمة الطويلة التي وضعتها جمانة حداد لكتابها سوى قصيدة جديدة تضاف إلى القصائد الكثيرة المبثوثة في ثناياه. فهي تحاول بلغة عالية، تجمع الصور والشواهد الموحية إلى الأفكار العميقة والثقافة الموسوعية، أن تقدم لنا أبطالها المنتحرين لا بوصفهم مجرد مجرمين بحق أنفسهم، بل بوصفهم ممثلي التراجيديا الإنسانية الكبرى التي تضع البشر، منذ يهوذا الاسخريوطي، أمام مأزق الاختيار بين الإذعان والتمرد، بين الطاعة والمعصية، بين القبول الأعمى بالعالم والذهاب في التجربة والاختبار حتى نهاية الشوط. المنتحرون وفق رؤية حداد لم يذهبوا إلى الموت من خلال فقر الحياة وجدبها، بل عبر الامتلاء بها إلى الاختناق، وعبر الرغبة المضمرة في الوقوف على ما يتبعها من مجاهيل. وهي لذلك تستشهد بقول كونفوشيوس: «مَن لا يعرف ما هي الحياة. أنّى له أن يعرف الموت؟». وخيانة الحياة في هذه الحالة، هي الممر الإجباري لمعرفتها والوقوف على سرها العميق ولغزها المحير. لكن المؤلفة التي تحاذر أن تبدو كأنها مفتونة بلعبة الموت تلك، ما تلبث في مكان آخر أن تعود إلى فكرة الجريمة، مبدية نفورها من مشهد الدم المراق ومن فظاعة بعض الحالات، التي أتيحت لها مشاهدتها عبر الصور الفوتوغرافية أو الفيديو أو الإنترنت، والتي لا يبدو معها الانتحار نوعًا من الفانتازيا الجمالية بقدر ما يثير الهلع والرعب والنفور.

تحرص المؤلفة من ناحية أخرى على توضيح أن اختيارها للشعراء المنتحرين لم يتم لأسباب إنسانية أو أخلاقية مجردة، بل لأسباب فنية وإبداعية، حيث إنها ركزت فقط على أولئك الذين قدموا إسهامات كبيرة ومميزة في حركة الشعر العالمي. وإذا كانت قد حصرت كتابها في شعراء القرن العشرين، فذلك لأنها لا تستطيع الإحاطة بكل أولئك الذين قضوا منتحرين في العصور كلها. كما أن اختيارها للشعراء دون سواهم من الفنانين والروائيين والرسامين والمسرحيين، فقد تم للسبب إياه، حيث يتعذر على أي عمل مماثل أن يحيط بكل حالات الانتحار في عالم الثقافة والفكر والسياسة والفن. ومع ذلك، فإن حداد لا تتردد في تقديم ملحق إضافي بأسماء عشرات الروائيين والفنانين والكتّاب المنتحرين عبر الأزمنة مكتفية بذكر أسمائهم وهويتهم الإبداعية وتواريخ ولاداتهم وانتحارهم.

بين الموضوعية والانحياز

على أن جمانة حداد لا تنكر بالمقابل أن كل أنطولوجيا شعرية هي نوع من أنواع المختارات التي تتحكم بها بحدود، معينة، ذائقة المؤلف وتعاطفه مع هذا الشاعر أو ذاك، مع هذه التجربة أو تلك. صحيح أنها حاولت أن تقيم نوعًا من المسافة الموضوعية بينها وبين عملها الموسوعي، وأن تستند إلى الكثير من الإحصاءات والمواد التاريخية والأرشيفية، ولكنها لم تستطع تحييد ذائقتها الأدبية بشكل كامل، وبخاصة في القسمين الأولين من الكتاب، حيث أبدت انحيازًا واضحًا لعدد من الشعراء الذين أدرجتهم في القسم الأول، وخصتهم بعناية لافتة تفوق عنايتها بشعراء القسم الثاني. وإذا كان من حق المؤلفة أن تميز بين الشعراء وفقًا لذائقتها الخاصة ولتعاطفها مع بعض التجارب على حساب التجارب الأخرى، فإن الأمانة والإنصاف يقضيان بالإشارة إلى أن هذا التقسيم لم يكن عادلاً في بعض الأحيان. إذ ليس منصفًا - في رأيي - أن تضع المؤلفة شاعرًا كبيرًا من وزن السويدي الحائز جائزة نوبل هاري مارتينسون في القسم الثاني من الكتاب، في حين تضع الشاعر المصري منير رمزي في القسم الأول وهو الذي لم يتجاوز عمره لحظة انتحاره السنوات العشرين، كما أن تجربته «محدودة وهامشية وهزيلة»، وفق تعبير المؤلفة نفسها. وإذا كانت المؤلفة في أي حال لم تخف عن القرّاء انحيازها للمنتحرين العرب الذين وضعت معظمهم في المجموعة الأولى من الأنطولوجيا، فإن هذا الانحياز لا يجد، عدا في الجانب العاطفي والقومي، مبرره المقنع، خاصة وأن معظم النصوص المثبتة لهؤلاء ليست في المستوى المطلوب، إلا أن هذه الملاحظات العابرة تظل هامشية تمامًا بالقياس إلى ضخامة العمل وفتنته والجهود المبذولة من أجل إنجازه.

في مقالتها النقدية «فن الحوافز» تستشهد جمانة حداد بقول الشاعرة الإنجليزية المنتحرة في ستينيات القرن الماضي، سيلفيا بلات «الموت فن، وإني أمارسه بإتقان: في وسعكم القول إنه دعوتي». كما أنها تضيف إلى ذلك الاستشهاد قول دانيال ستيرن «المنتحرون هم أرستقراطيو الموت» لتذهب إلى تحليل خاص يتضمن الكثير من الجرأة والمجازفة، وهو أن الانتحار لا يعني بالضرورة انسحابًا إلى الخلف أو انطواء على النفس، بل هو في بعض وجوهه جوع إلى الظهور حيث «ليس ثمة أكثر استعرائية أو استعراضية من المنتحر، وليس ثمة أكثر نرجسية وحبًا للذات وإيمانًا بأهميتها من الشاعر المنتحر». ومع أن المؤلفة لا تستبعد الأسباب المرضية أو العاطفية أو الاجتماعية الأخرى للانتحار، إلا أنها تركز على البعد النرجسي لهذه الظاهرة التي يقرر فيها المبدع أن يختار مصيره بيديه، وأن يشن هجومه الأخير على الحياة بدلاً من أن ينتظر كالعجائز اليائسين مصيره الأسود. وهذه القراءة الجريئة بدورها لفلسفة الانتحار ذكرتني من غير وجه بالقراءة الجريئة المماثلة التي قدمها صادق جلال العظم للشعراء العذريين عبر كتابه الشهير «في الحب والحب العذري». فلقد اعتبر العظم أن هؤلاء الشعراء لم يفعلوا ما فعلوه ولم يصلوا إلى حالة الوله والوجد المفضيين إلى الجنون أو الانتحار كرمى لعيون حبيباتهم فحسب، بل لإرضاء نرجسيتهم العالية، التي أبت عليهم أن يكونوا مجرد أعداد بشرية معرّضة للنسيان والاضمحلال، عن طريق بناء الأسرة والزواج التقليدي، ودفعهم بالتالي إلى المجازفة بحبيباتهم وبسعادتهم المؤقتة من أجل الحصول على الشهرة والمجد والخلود.

سيجيء الموت

قبل الشروع في قراءة الكتاب لفتني عنوانه الجميل «سيجيء الموت وستكون له عيناك» الذي ظننته بداية من وضع المؤلفة، إلى أن اكتشفت أنه عنوان قصيدة للشاعر الإيطالي المنتحر تشيزاري بافيزي يقول فيها:

سيجيء الموت وستكون له عيناكِ
هذا الموت الذي يرافقنا
من الصباح إلى المساء
أرقًا، أصم
كحسرةٍ عتيقة
أو رذيلةٍ بلا جدوى
ستكون عيناكِ حينئذٍ
كلمةً قيلت سدى
صرخةً مكتومة، صمتًا ستكونان،
مثلما تتراءيان لك كل صباح
حين تنحنين على ذاتك في المرآة

على أن ذلك لا يقلل من قيمة العنوان، كما في براعة حداد في اختيارها لما وجدت فيه ذروة العلاقة الرمزية بين الحب والموت، وبين الافتتان والهلاك. وهذه المفارقة المأساوية تجد تجلياتها، ليس في هذا الكتاب وحده، بل في الكثير من النصوص والأدبيات العربية والعالمية منذ النصوص المبكرة للسومريين والبابليين والفراعنة وحتى اليوم. كما أن قارئ الكتاب لابد وأن يلفته ذلك البعد النبوئي لمعظم النصوص المختارة، بحيث تبدو القصائد تعبيرًا عن النزوع الانتحاري للشعراء المختارين أو تمرينًا نفسيًا وإبداعيًا على لحظة المواجهة القادمة، أو استعجالاً لقدوم ذلك الزائر الغريب.

يكفي أن نستعرض بعض العناوين المترجمة لتتضح لنا بعض ملامح ذلك اللغز المحير أو تلك النبتة الشيطانية التي يربيها الشعراء في دواخلهم. عناوين من مثل «المسني أيها الموت أنا رجل مكتمل» لجورج تراكل، أو «يجب أن تحبوني لأني سوف أموت» لماريتا تسفيتا بيفا، أو «الأوان فات» لمايا كوفسكي، أو «أيها القلب لن تخفق بعد الآن» لسيرغي يسينين، أو «أريد أن أموت هكذا بين ذراعيك» لغويتيسولو، أو «يعرفني الموت أكثر ما نظن الحياة» لتيسير سبول وعشرات غيرها. ومن يتأمل قصائد الكتاب، لابد وأن يلاحظ اشتراك الشعراء، بالرغم من تفاوت نصوصهم وتجاربهم، في امتلاك تلك الغريزة المأساوية التي تدفع مصائرهم نحو نهاياتها، أو في امتلاك ذلك الحدس القوي بالموت الذي يجد في قصيدة الشاعرة الأرجنتينية ألفونسينا ستورني انعكاسه المباشر:

حدسي يقول لن أعيش طويلاً
رأسي هذا يشبه البوتقة
يطهر ويحرق
لكن بلا شكوى وبلا رعب ظاهر
حدسي يقول لن أعيش طويلاً
ولكي أنتهي
أودُّ لو تولد في سماء بلا غيوم
تحت شمس صافية
أفعى بيضاء من ياسمينة كبيرة
وبرقًّةٍ،
برقَّةٍ تلدغ قلبي.

تبقى أخيرًا الإشارة إلى جمالية الترجمة وشفافية لغتها، فضلاً عن حرص الشاعرة حداد على الجمع بين الدقة والأمانة في نقل النصوص والاحتفاظ بروح النص وجوهر المعنى. وسواء كانت الترجمة تتم مباشرة عن النص الأصلي، أو عبر لغة أخرى وسيطة، فإن ما يتراءى لنا من سلاسة وانسياب تعبيريين يجعل القصائد تبدو كأنها مكتوبة بلغتها الأم وليست منقولة عن لغات أخرى. وقد ساعد في توفير ذلك إتقان المؤلفة العديد من اللغات الأجنبية، إضافة إلى إصغائها إلى أدق ما في اللغة العربية من أسرار، مما يثبت مرة أخرى أن الشعراء، بالذات، هم أفضل مترجمي الشعر.

__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 27, 2014, 05:31 AM
 
رد: تحميل سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ،

اخى معرفتى صباح جميل وجهد مامول وشكر موصول مع كل الحب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
jpldg سيجيء الموت وستكون له عيناك ، جمانة حداد ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة ، pdf

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل الذاكرة الفائقة ، غريغور شتاوب ، نسخة معالجة ومخفضة ، مجلة الابتسامة معرفتي الكتب المعالجة والمخفضة 19 September 4, 2016 05:44 PM
الكتاب المهم : النجاح بعد العقبات - نسخة معالجة , عالية الجودة وحصرية على مجلة الابتسامة @ ^_^ Mohammad karrar ^_^ @ الكتب المعالجة والمخفضة 395 October 28, 2014 02:38 PM
تحميل سفينة نوح ، خالد الخميسي ، نسخة معالجة ومخفضة ، pdf معرفتي الكتب المعالجة والمخفضة 5 March 8, 2014 06:59 PM
تحميل رواية الدود ، علوان السهيمي ، نسخة معالجة ومخفضة ، pdf معرفتي الكتب المعالجة والمخفضة 3 January 14, 2014 11:10 AM
تحميل فكر في نفسك على أنك ناجح ، د. علي رضا أزمنديان ، نسخة معالجة ومخفضة معرفتي الكتب المعالجة والمخفضة 21 May 1, 2013 02:10 AM


الساعة الآن 12:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر