فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم February 24, 2014, 11:12 PM
 
تعرف علي طرق السرد بضمير المخاطب وفنياته ومعناه

منذ أن نشر ميشيل بوتور روايته «التعديل» La Modification عام 1957، والسرد بضمير المخاطب يحتل مكانة متميزة بين القصص المجدِّدة، ويستخدم بطرق مختلفة لدى عدد متزايد من الكتاب.

كان من الغريب إذن، ألا نجد دراسة جادة لهذه الاستراتيجية السردية ، في الكتابات الواسعة المخصصة لوجهة النظر، أو للخطاب السردي، أو لشعرية القص. وشكواى هذه ليست جديدة؛ إذ ينتقد بروس موريسيت Morrissette - في مقالته التأسيسية ، وغير المعروفة مع ذلك- «سرد الأنت في الأدب المعاصر» 1965، عددًا من المنظِّرين (ومن بينهم واين بوث Booth ) لإهمالهم عن غير قصد، أو حتى إنكارهم، لوجود السرد بضمير المخاطب (ص٧)(١)

ولابد أن نلاحظ أن الستينيات وأوائل السبعينيات قد أنتجت عددًا من التوسعات المثيرة في النصوص المكتوبة بضمير المخاطب، من بينها «هالة Auta ) (1962لكارلوس فيونتس ، والفصل الأول من رواية «غصن الزيزفون» The Lime Twig (1962) لجون هاوكس ، ورواية «الرجل الذي ينام» Un Homme qui dort (1967) لجورج بيريك ، ورواية «مكان وثني» A Pagan Place (1970) لإندا أوبرين، وقصة«الشخص الثاني» The Second Person (1970) لـ و. س.ميروين ، وصفحات متعددة من رواية Gravitys Rainbow لتوماس بينكون.

ورغم أن كثيراً من المعلقين والنقاد في مناقشتهم لأعمال مفردة، قد أدركوا التوسعات المراوغة للصوت السردي والمنظور السردي(٢)، فإن نظراتهم تلك لم تتخذ أبدًا طابعًا نظريًّا؛ ففي ختام كتابه «القصة والخطاب»، وحين يشير سيميور شاتمان Chatman إلى مجالات نظرية السرد التي تحتاج لبحث أوسع، يتساءل صراحةً :«تُرَى ما الوضعية الدلالية للراوي في القصص المحكية بضمير المخاطب، مثل قصة «التعديل»؟ (ص264). ومع الأسف سيظل هذا الموضوع مهمَلاً إلى حد بعيد في الأعمال الكبرى في نظرية السرد، التي نشرت خلال الثمانينيات، أعمال ميكي بال Mieke Bal، وسوزان لانسر Susan S. Lancer، وفرانز شتانزيل Franz Stanzel، وجيرالد برنس Gerald Prince، وجيرار جينيت Gerard Genette، وشلوميث رايمون كينان Shlomith Rimmon-Kenan، ووالاس مارتن Wallace Martin؛ (٣) فكل هؤلاء النقاد اختصروا دراسة السرد بضمير المخاطب في جمل قليلة، وأزاحوها إلى الهوامش، أو أخفقوا حتى في ملاحظة وجود هذا النوع من السرد. وينطبق هذا حتى على دوريت كوهين، التي يشرح كتابها «عقول شفافة» وبالتفصيل، لماذا يختار كتاب معينون توظيف صيغة ضمير المتكلم أو ضمير الغائب في السرد، وهو الكتاب الذي يتضمن بحثاً ممتازاً لما تسميه «المونولوج الأوتوبيوجرافي» الذي يتوجه إلى «الأنت»(ص178-186).

وسأحاول فيما يلي استقصاء النطاق المتسع للقصص المحكية بضمير المخاطب، وتمييزها عن الأشكال المشابهة لها على نحو مصطنع، ثم أوضح أن نظرية السرد لم يعد بإمكانها تجاهل تلك الممارسة السردية.

وسأميز بين ثلاث صيغ للسرد بضمير المخاطب: ما أسميه «الصيغة النموذجية Standard، والصيغة «الشرطية Subjunctive ، والصيغة «الموجهة إلى الذات Au toteilic» وفي غضون ذلك سأحاول أن أوضح العلاقات المتغيرة بين ضمير المخاطب وجاريه التقليديين الراسخين: ضمير المتكلم وضمير الغائب، ثم أطرح التأملات المختلفة حول الدوافع الاجتماعية والأدبية والفلسفية التي تقف وراء ظهور هذا التكنيك وتزايده في زماننا. وسأشير في النهاية إلى أن التحليلات التي تمت في مقالتي هذه، يمكن أن تلقي الضوء على قضايا أخرى في نظرية السرد، مثل النقد الخاص باستجابة القارئ، كما سأناقش أمثال هذه الممارسة السردية في أنواع أخرى.

غير أنه من الضروري أولا، أن نفرق بين السرد بضمير المخاطب، وأنماط أخرى من القص توظف ضمير المخاطب عادة على مستوى السرد. وأحد هذه الأنماط حديثُ المؤلف المعروف، الذي يتوجه فيه مباشرة إلى المروي عليه أو«القارئ الكريم»، وهي الممارسة الشائعة لدى فيلدنج وثاكري(٤). وتعود أصول هذا النوع من السرد الإطاري إلى قصص رابليه وتوماس ناشي، وربما نجد أكثر توظيفاته وضوحًا (وسخرية) في «ترسترام شاندي» و«لوليتا».

والنوع الثاني من السرد الذي يستخدم لفظة «أنت» بشكل متكرر، ولكننا لا نسميه سرداً بضمير المخاطب، هو المونولوج الموجه إلى مستمع حقيقي أو متخيل، في أعمال من قبيل «مذكرات من تحت الأرض» Notes from The Underground لدستويفسكي، و«السقوط» la Chute لكامو، و«صورة زائفة» Travesty لهاوكس Hawkes. ويمكن أن نضيف إلى هذه المجموعة قصص سيلينيه: الروايات المكتوبة وكأنها تلقى على جمهور قريب، وقد نضيف إلى ذلك روايات ناتالي ساروت التي تصف الصراعات الداخلية أو تحور الأصوات الفرعية(٥). كل هذه الأعمال يمكن استيعابها بسهولة من خلال النظريات الثنائية التقليدية في «وجهة النظر»؛ إذ يوجد حديث المؤلف خارج ما نسميه السرد. أما المونولوج الأوتوبيوجرافي (والأشكال القريبة منه) الموجهة إلى الشخصيات، فرغم أنها ليست إلا أشكالاً صامتة - أو قل أشكالاً احتمالية - داخل العالم القصصي، فإنها صوت واحد لمحاورة غير متساوية، إنها محاكاة Mimesis مقنعة بقناع رقيق من السرد Diegesis.



(١)

ئ؟يمكن تعريف السرد بضمير المخاطب بأنه أي سرد يضع بطله في صورة ضمير المخاطب. ويكون هذا البطل عادة هو الشخص الوحيد الذي يُرَى العالم من بؤرته، كما أنه هو أيضًا المروي عليه في العمل على وجه العموم. وتُحكَى القصة في أغلب الأحوال في الزمن المضارع، وبعض الأشكال تتضمن كذلك استخداماً متكرراً للزمن الشرطي والزمن المستقبل. إن بحثي يرسم الاتجاهات ولا يحدد شروطاً ثابتة؛ ذلك أن السرد بضمير المخاطب شكل بالغ المرونة، وكينونته الخاصة تتجنب أي ثبات.

وأكثر أشكال السرد بضمير المخاطب شيوعًا، وهو ما أسميه «الشكل النموذجي»، هو أيضاً الشكل الأكثر لصوقاً بأشكال السرد التقليدية؛ ففيه تُحكَى القصة عادة في الزمن المضارع، وحول بطل واحد هو الذي يشار إليه بضمير المخاطب، وتشير «الأنت» إلى الراوي والمروي عليه أيضًا، رغم أن هناك كما سنرى بعض التفاوتات في هذا المثلث الغريب. هذا هو الشكل المستخدم في رواية «التعديل»، ورواية «هالة»، ورواية «أضواء ساطعة، مدينة كبيرة». وينسب اختراع هذا التكنيك غالباً لبوتور، غير أن هناك قصتين قصيرتين على الأقل قبل بوتور: قصة ماري ماكارثي «الـمُضِيف الكريم»The Genial Host (1941)، وقصة إلسي إشنجر(Spiegelgeschichte))(1954)، وهما قصتان مكتوبتان بالكامل بضمير المخاطب؛ ففي صفحة نمطية من قصة مكارثي نقرأ ما يلي:

« الان انت مترددة، تزنين الدعوة، وإن عاجلاً أو آجلاً ستتخاصمين معه، أنت تعرفين، ولكن ليس الآن، ليس قبل أن تكوني شديدة الفقر، بلا محبين ، شديدة الوحدة (ص٣٦١).

وتعطينا السطور الافتتاحية من قصة إشنجر أيضاً ، نموذجاً ممتازاً لهذا الشكل :

«حين يدفع شخص ما سريرك خارج السجن، حين ترى أن السماء تزداد اخضراراً، وحين تود إنقاذ الكاهن من مشكلات مراسم التأبين، هنا ستصحو بنعومة...»(ص٤٤)

كان يمكن لهذه العبارات أن تكتب بضمير المتكلم أو بضمير الغائب، مع تبئيرها على شخص ما، وكان يمكن أن تكتب بالحديث غير المباشر الحر. ولكن تم اختيار ضمير المخاطب بدلاً من ذلك، ونتج عن ذلك نمط مختلف من السرد، ينطوي على غموض في هوية «الأنت» ووضعيتها؛ فهو بدايةً، ومن الوجهة المعرفية، ضمير أشد التباسًا من «الأنا» أو«الهو» التقليديين؛ حيث لا نجد صعوبة غالباً في تشغيلهما، كأننا نلتقي بنص قصصي لأول مرة.

الـ«أنت» You أوالـ«أنتم» Du في هذه الحالة تهدد أيضاً الاستقرار الأنطولوجي للعالم القصصي بقدرما تتوجه بالضرورة إلى القارئ، بالإضافة إلى الشخصية المحورية. وفي قصص ضمير المخاطب النموذجي (وعلى خلاف أشكال ضمير المخاطب الأخرى) يتمايز البطل/المروي عليه تماماً عن القارئ الفعلي أو الضمني، ومع ذلك فإن إحدى سمات عدم الاستقرار في تلك الصيغة السردية، أن هذا التمايز يمكن محوه إذا أمكن «للأنت» أن تشير أيضاً إلى القارئ.

ومعظم المؤلفين يستخدمون هذه الصيغة مع حرص على التمايز؛ ففي «الرجل الذي ينام» يكتب بيريك:

« عمرك خمسة وعشرون عاما ، وعندك تسع وعشرون سُنة ، وثلاثة قمصان ، وثمانية جوارب ، وبعض كتب لم تقرأها بعد ، وبعض اسطوانات لم تسمعها بعد» (ص٢٤)

عند القراءة الأولى لسطور مثل هذه، يكون من المستحيل تقريبا أن نتجاهل دور كلمة «أنت»، أو أن نضعها بين قوسين، أو أن نمحوها وكأنها تقع في كل مواقف الخطاب الأخرى؛ ذلك أنها تشير، من غير شك وعلى وجه الحصر، إلى المتلقي..إلينا نحن. إن التفاوت الضمني إذن (فعمرنا ليس خمسًا وعشرين، وعندنا أكثر من تسع وعشرين سِنُة) يوضع جنبًا إلى جنب مع الهوية المحتملة؛ ففي كل الاحتمالات نحن نملك كتبًا متعددة واسطوانات لم نستخدمها بعد. هذه «الأنت» ليست مستقرة بطبعها، ومهددة دائما بالاختلاط مع شخصية أخرى، مع القارئ، أو حتى مع ضمير نحوي آخر.


</B>




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحث عن تاريخ و مفهوم الإرهاب ومعناه admin بحوث علمية 3 February 28, 2012 06:12 PM
أتدري من المخاطب بهذه الآية دمعتي لك النصح و التوعيه 0 November 27, 2010 10:08 PM


الساعة الآن 08:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر