فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > الروايات والقصص المترجمة

الروايات والقصص المترجمة تحميل كتب روائية مترجمة لأشهر الكتاب و المؤلفين الأجانب



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم July 5, 2010, 09:19 PM
 
Smile جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي

جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي
جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي




رواية
البصيرة
لأديب نوبل البرتغالي
الذي غادر عالمنا منذ أسابيع قليلة
جوزيه ساراماغو

سلسلة الجوائز - العدد 34



عن رواية " البصيرة " لساراماغو
بقلم أحمد عبد اللطيف


صدرت " البصيرة " في 2004 ، أي بعد حصول ساراماغو علي نوبل بست سنوات ، ولو نشرت قبل ذلك لإستحق عليها " وحدها " النوبل . ومع انه تمتع من أول أعماله بالنضج الفني ، الذي يفتقده الكثير من الروائيين في أعمالهم الأولي ، إلا أن النضج في هذه الرواية قد بلغ مداه ، بداية من فكرة الرواية ، وحبكتها ، وسردها الجديد ، ومرورا بتطور أحداثها ، وليس نهاية بوصف مكانها والحوار المناسب لكل شخصياتها ، وإطلالة المؤلف علينا من حين لآخر ليعلق علي حدث ، أو لينقد سلوكا ، وإتباعه أحيانا إسلوب السرد الشفهي ، وتعمده في كسر الإيهام ، ليذكّر القاريء دائما أنه هو الراوي لكل الأحداث ، بل وتحاوره معه ، وهي كلها ملامح شكلت الرواية " الساراماغية " التي تتميز بالإضافة لذلك ، في هذا العمل علي وجه الخصوص ، بالعبثية ، لكنها ليست العبثية الكافكاوية ، التي تخلق من المستحيل ممكنا ومن الخيال واقعا ، لكنها العبثية الساراماغية التي تخلق من الممكن صعب المنال حقيقة ، فيمتزج الواقع مع الخيال ، والخيال مع الواقع ، ويقنعك به في تطور مدهش للأحداث ، وفي النهاية تختم الرواية بشكل غير متوقع .
ومثلما ادهشنا ساراماغو في رواية " العمي " التي قدم لنا فيها القمع بأيدي القوات السياسية ، يعود إلينا ، بعد العمي باربع سنوات ، ليتناول موضوعا شبيها ، لكن بشكل مختلف ، لكن " البصيرة " ليست إمتدادا ل " العمي " ، وإن ظهرت في جزء ما من هذه الرواية كخلفية مضيئة .
تحاول الرواية الإجابة عن السؤال التالي : ماذا سيحدث لو قام أكثر من 80% من سكان مدينة ما بالإدلاء بأصوات بيضاء ؟ ، أصوات بيضاء ، وليست اصوات ملغية ، ولا إمتناع عن الإنتخابات ، بل ذهبوا إلي اللجان الإنتخابية ، بأصوات صالحة ، لكنهم لم ينتخبوا أيا من الأحزاب الثلاثة : اليمين ، اليسار ، الوسط . لقد قرر كل ناخب ، من تلقاء نفسه ، منفردا ، بدون أن يتفق مع أحد ، وبدون إنضمامه لمنظمة ثورية ، ولا جماعة إرهابية ، أن يدلي بصوت أبيض . هذه هي نقطة البداية ، بعدها يأتي ساراماغو ليسرد ويصف ، ويبدأ العبث .
بهذه البداية المتوترة ينشيء ساراماغو مدرسة خاصة به في العبث ، حيث الواقع و الخيال يؤديا دورا شديد الخصوبة ، وهو عبث تكرر بعد ذلك في روايته " علامات الموت " التي تقوم فكرتها علي قوم رفضوا الموت وتمنوا زواله ، فإنتهي الموت ، لكن الزمن لم يتوقف ، فصار الطفل شابا و الشاب ناضجا و الناضج عجوزا والعجوز هرما ، وهرما أكثر ، وأكثر وأكثر ، فكان نتيجة ذلك أن تمنوا ان تعود نعمة الموت من جديد . وبالمناسبة ، فان علامات الموت ظهرت بعد البصيرة مباشرة ، وهو ما يؤكد بداية مرحلة جديدة في أدب ساراماغو .
في " البصيرة " يجلس الكاتب العالم بكل شيء ، الملم بتفاصيل الأحداث و الشخصيات ، واضعا يده اليمني فوق خده كعادته ، مبتسما إبتسامته الساخرة ، بملامح وجهه البريئة ، ليروي ، ويروي ويروي ، إكذوبات الديمقراطية ، هو لا يهدمها ، ولا يرفض المجتمع الديمقراطي الغربي ، بل يعيد كشفه ، يعيد إصلاحه وتجديده ، يكشف عيوبه ، يظهر اليد الحديدية المغطاة بالقطيفة ، كما يقول هو نفسه في إحدي لقاءاته ، فبدلا من أن تبحث الحكومة عن المرض ، تعالج العرض ، فتلجأ للعنف و القمع و الحصار و التعذيب والتجويع ، فكل شيء مباح من أجل الحفاظ علي كرسي السلطة . ولأن الكاتب لا يعيش في برج عاجي ، ولأنه شديد الإطلاع ، قرر أن تجري احداث روايته في مدينة ما ، هي عاصمة لدولة ما ، بدون أن يذكر إسمها ، فتلك الأحداث قد تقع في أي مكان في الأرض .
ظل سكان العاصمة في بيوتهم يوم الإنتخابات ، خرجوا فقط في الساعة الأخيرة حيث اكتظت الصفوف ، ليثبتوا لحكومتهم انهم لم يمتنعوا بسبب الامطار الغزيرة ، وانما لانهم يرفضون المرشحين جميعا ، فما كان من الحكومة إلا ان ظنت أن هناك رأسا محرضا علي الإنقلاب ، منظمة فوضية تبغي القضاء علي سلطتها ، فقرروا ، بكل عبثية ، اللجوء للوسائل المعروفة من اجهزة كشف الكذب و التعذيب . وهنا يظهر المؤلف العبثي الساخر من جديد ، عندما تصر امرأة علي أن يجلس الضابط علي نفس الجهاز ليرد علي نفس السؤال : هل أدليت بصوت أبيض ؟ فتكون إجابة الضابط بالإيجاب ، ليبرز بذلك المؤلف الخديعة التي تستخدمها الأنظمة الفاسدة .
ومع تتابع الاحداث ، تظهر ملامح الرواية الساراماغية بوضوح ، خاصة عندما تقرر حكومة هذا البلد أن تفرض الحصار علي العاصمة ، وإنشاء عاصمة جديدة ، علي أن تبقي العاصمة القديمة معاقبة بالجوع في إنتظار التموين الذي تبعثه لهم الحكومة الميمونة . وخلال هذه الأحداث ، تظهر صورة رئيس الجمهورية ، ورئيس الحكومة وكامل هيئتها ، فتظهر عبقرية المؤلف في وضع الحوار المناسب لكل شخصية ، بشكل يحسد عليه ، وبناء علي الخلفية المزود بها كل منا عن شاغلي تلك المناصب . وليكتمل العبث ، قررت الحكومة " تلبيس " التهمة لشخص ما ، وهنا تظهر " العمي " كخلفية للرواية ، حيث يكون هذا الشخص هي المرأة الوحيدة التي لم تصب بالعمي أثناء وباء العمي الأبيض الذي حدث في روايته السابقة " العمي " .
وبعد كل هذه الأحداث ، وبعد سرد أكثر من نصف الرواية ، يظهر البطل ! ، وتلك خاصية أخري من خصائص الكاتب . البطل هنا هو مأمور مباحث كلفه وزير الداخلية بالتحقيق مع المرأة السابق ذكرها و العثور علي ادلة لإدانتها ، لكن البطل يتعاطف مع " المتهمة " حيث لا يجد سوي ادلة براءتها ، فيصمم علي الوقوف معها مهما كلفه الأمر ، فيدفع حياته ثمنا لموقفه . جدير بالذكر أن المأمور ينتمي لحزب اليمين ، الحزب الحاكم ، رغم أن ساراماغو نفسه يساري ، إلا ان ذلك لم يؤثر عليه ، فما كان يهمه سوي التطور المنطقي للرواية ، كما أنه ايضا لا يقدس حزب اليسار المنتمي له . وبرغم أن الرواية مليئة بالعبارات المحملة بمعني الرواية ، إلا ان أهم عبارة تأتي علي لسان المامور : " من وقع هذا الميثاق نيابة عني ".
بدأ الكاتب روايته بالإستشهاد التالي : " قال الكلب : علينا أن نعوي " . وهو إستشهاد ذكي يناسب جو الرواية الذي يحث علي الثورة ضد كل ظلم .
وختم الرواية علي لسان رجل أعمي بعد أن قُتل الكلب الذي كان يعوي : "الحمد لله ، فأنا أبغض عواء الكلاب ". وهي إشارة إلي أنه لا أحد يكره صوت الثورة ، سوي العميان .
اما عنوان الرواية فهو مأخوذ من فكرتها ، هؤلاء القوم الذين إستنارت بصيرتهم فجأة ، وبلا رصاصة واحدة ، أعلنوا غضبهم .
بكتابة هذه الرواية إرتاح ضمير ساراماغو ، حيث قال في احدي لقاءاته بجريدة الباييس الإسبانية عقب نشرها " لو جاءني الموت الآن ، سأموت وأنا مرتاح الضمير ، فقد كتبت ما أردت " . وقبل نشر " البصيرة " بعدة شهور في البرتغال و اسبانيا و امريكا اللاتينية قال الكاتب : أعلم أن هذه الرواية ستسبب لي الكثير من المشاكل ، كما حدث مع روايتي " إنجيل المسيح " . وعقب نشرها قال ميجيل فيجيا ، أحد أبرز أعضاء الحزب اليساري اليمقراطي البرتغالي ، وهو الحزب الذي ينتمي له ساراماغو ، " لقد أصعقتني هذه الرواية " . وبرغم ان علاقته تحسنت مع البرتغال بعد سنوات من " انجيل المسيح " ، إلا أن ساراماغو عاد مرة أخري ليلقي حجرا في المياه الراكدة ، لكن المياه هذه المرة سياسية ، وليست دينية .
وأخيرا ، فإن الإنتخابات البيروانية التي جرت عقب نشر هذه الرواية ، ساد فيها " الصوت الأبيض " . وظهر في فرنسا حزب ينادي بالصوت الأبيض . ولم تسلم إسبانيا من العدوي ، ففي 2004 أدلي 600 ناخبا بصوت ابيض . هؤلاء هم الكتاب الذين يغيرون العالم .

أحمد عبد اللطيف
كاتب ومترجم مصري


التحميل

أتمنى لكم قراءة ممتعة


جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي
جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي

التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; February 1, 2014 الساعة 12:25 PM سبب آخر: وضع رابط دائم على مركز تحميل المجلة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم July 29, 2010, 03:03 AM
 
رد: جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي

مقدمة ممتازة تشجع على قراءة الرواية
ولساراماجو رواية أخي تدعى العمى

شكرا لك أخي وبارك الله فيك
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم July 29, 2010, 09:48 PM
 
رد: جوزيه ساراماجو ، رواية البصيرة ، سلسلة الجوائز ، حصريا من معرفتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيامنا الحلوة مشاهدة المشاركة
مقدمة ممتازة تشجع على قراءة الرواية
ولساراماجو رواية أخي تدعى العمى

شكرا لك أخي وبارك الله فيك
تحياتي لمرورك الكريم أخي أيامنا الحلوة
رواية العمى موجودة بالمنتدى
كما أبشرك بأنني أضع
روايتي الطوف الحجري وثورة الأرض
ضمن قائمة
الأعمال التي سأقدمها لساراماجو إن شاء الله
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جوزيه ساراماجو ، البصيرة ، سلسلة الجوائز ،



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيتزجيرالد , ف . سكوت , جاتسبي العظيم , رواية , حصريا من معرفتي معرفتي كتب الادب العربي و الغربي 7 December 3, 2017 01:05 AM
طه وادي , الكهف السحري , رواية , حصريا من معرفتي معرفتي الروايات والقصص العربية 16 June 10, 2015 02:50 PM
محمود الورداني , رواية رائحة البرتقال , حصريا من معرفتي معرفتي الروايات والقصص العربية 15 March 18, 2015 12:31 PM
محمد البساطي , أسوار , رواية ، حصريا من معرفتي معرفتي الروايات والقصص العربية 8 March 18, 2015 12:11 PM
رجاء النقاش , أدب وعروبة وحرية , سلسلة ذاكرة الكتابة , حصريا من معرفتي معرفتي كتب الادب العربي و الغربي 0 July 8, 2009 04:52 PM


الساعة الآن 05:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر