فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 20, 2013, 02:36 PM
 
صدق أو لا تصدق العرب هم الأكثر إنفاقاً على التسلح والأمن ؟

صدق أو لا تصدق؛ لعل هذا العنوان الأنسب لما تفيد به تقديرات خبراء ومؤسسات عاملة في مجال التسليح والأمن، باحتلال البلدان العربية في هذه التقديرات المركز الأول عالمياً على صعيد الإنفاق العسكري والأمني، حيث قدِّر الإنفاق في العامين الماضيين بأكثر من 300 مليار دولار أميركي، مقارنة مع ما يقارب 820 مليار دولار الحجم الكلي للناتج والإنفاق الجاري للبلدان العربية سنوياً، أي ما نسبته 26% .
وتشير المعطيات إلى أن إجمالي الإنفاق العسكري والأمني للبلدان العربية قدِّر بنحو 680 مليار دولار خلال الفترة بين 2002 و 2010 أي بمعدل 75 مليار دولار سنوياً، ما يؤكد، حسب تقرير صادر عن جامعة الدول العربية صبَّ في السياق ذاته، أن هذا الإنفاق زاد بشكل كبير في العامين الماضيين بمعدل 161 مليار دولار سنوياً.
الخبراء يعزون ارتفاع الإنفاق العسكري والأمني للبلدان العربية إلى توسع غالبية حكومات البلدان العربية في زيادة عدد أفراد الجيوش والأجهزة الأمنية، وشراء أسلحة ومعدات عسكرية وأمنية، ورفع رواتب العسكريين وأفراد قوات الأمن، خاصة في بلدان الخليج العربي، على وقع رياح ثورات "الربيع العربي" والمخاوف من امتداد تداعياتها لتشمل دول مجلس التعاون، وتوتر العلاقات مع إيران على خلفية البرامج النووي الإيراني والأزمة السورية.
وعموماً جاء في تقرير سابق صادر عن "صندوق النقد " و"المؤسسة العربية للاستثمار" أن "الإنفاق الدفاعي العربي شكَّل أكثر من سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في معظم الدول العربية خلال السنوات العشر الماضية"، وهي من أعلى النسب في العالم، ووفقاً لتقديرات 2013 ستكون الأعلى بلا منازع مقارنة مع الحجم الكلي للناتج والإنفاق الجاري للبلدان العربية سنوياً، بارتفاعها إلى ما نسبته 26%. علماً بأن مستوى الإنفاق العسكري العالمي يشكّل وسطياً ما نسبته 2.7% من الدخل القومي لمجموع دول العالم.
يُذكر أن أكبر زيادة سجلت في حجم النفقات العسكرية على المستوى العالمي، خلال القرن الماضي، هي زيادة النفقات الأميركية في خضم "الحرب الباردة" مع الاتحاد السوفييتي السابق، من 8% إلى 16%، واعتبرت حينها قفزة كبيرة في سباق التسلح تهدد الأمن والسلم العالميين، وبأنها كانت أحد العوامل الرئيسية لانهيار الاتحاد السوفييتي بإرهاقه اقتصادياً لمجاراة الولايات المتحدة وحلف (الناتو) في سباق التسلح.
لكن مثل هكذا نسب زيادة أصبحت ضئيلة بالقياس إلى نسب الزيادة التي تقدم عليها بعض الناهضة وبلدان العالم الثالث، مثل الهند التي زادت إنفاقها في السنوات القليلة الماضية بما نسبه 67%، والسعودية بالنسبة نفسها تقريباً، وكوريا الجنوبية 48%، والبرازيل 30%. علماً بأن الدول الأربعة، تعاني من أزمات اقتصادية وتنموية، مع الاختلاف في واقع كل بلد ودرجة ونوعية الأزمات.
وللمقارنة بين إنفاق البلدان العربية في المجالين العسكري والأمني وباقي دول العالم، تنفق الولايات المتحدة الأميركية، التي يبلغ حجم إنفاقها 46% من حجم الإنفاق العالمي، ما نسبته 4% من دخلها القومي. بينما تنفق الصين ما نسبته 6.6% من دخلها القومي، وتنفق فرنسا ما نسبته 4.2%، وبريطانيا 3.8%، أما روسيا فتنفق ما يقارب 305%.
وتوضح الأرقام أن ما تنفقه البلدان العربية، وبلدان أخرى في العالم الثالث، يفوق حجم ما تنفقه هذه الدول على التنمية الاقتصادية والمجتمعية والبنية التحتية وخلق فرص عمل، والتعليم والصحة والبحث العلمي.. الخ. ويترجم ذلك بعدم إخضاع الإنفاق على التسلح والأمن لمعايير تراعي ضرورات أن لا يؤثر ذلك على متطلبات تنمية مستدامة ومتوازنة، ومعالجة المعضلات الاقتصادية والفقر والعوز في الخدمات العامة والرعاية الاجتماعية.
ويتبادر للذهن في ظل احتلال البلدان العربية المركز الأول عالمياً في الأنفاق العسكري والأمني، مقارنة مع الحجم الكلي للناتج والإنفاق المحلي للبلدان العربية، أن ثمن طائرة "f22" البالغ 100 مليون دولار يكفي لتشجير 240 كم2، وهذا كفيل بإنقاذ موريتانيا من مشكلة التصحر التي باتت تهدّد العاصمة نواكشوط، بعد أن ابتلعت الكثير من البلدات والقرى الموريتانية.
ويمكن للبحث العلمي أن يحقق قفزة نوعية فيما لو حوِّل لصالحه جزء من الإنفاق العسكري والأمني، فالإنفاق على البحث العلمي في البلدان العربية لا يتجاوز 02% من الموازنات العامة، وبالأرقام يعادل ذلك 14.7 دولار أمريكي للفرد، مقابل 1205 دولارات للفرد في الولايات المتحدة، و531 دولار للفرد في الاتحاد الأوروبي. وهو ما يؤكد أن الفجوة العلمية بين البلدان العربية والبلدان المتقدمة ليس مردها ضعف الإمكانيات المادية، بل عدم الاهتمام بالبحث العلمي ومخرجات التعليم.
كما يمكن لبرامج مكافحة الفقر والبطالة في البلدان العربية، أن تحقق اختراقات كبيرة في مدة زمنية قصيرة نسبياً، في حال وضعت لها موازنات كافية، وهذا لا يسهم فقط في رفع المعاناة عن الطبقات الدنيا والوسطى، إنما يسهم أيضاً في تجفيف منابع التطرف والإرهاب والعنف المجتمعي. خاصة أن حكومات البلدان العربية بدأت تقدِّم الأخطار الداخلية على الأخطار الخارجية بعد موجة ثورات "الربيع العربي".
وبلغة الأرقام، حسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول التنمية البشرية في البلدان العربية عام 2009، ارتفعت معدلات الفقر العام بنسبة تتراوح ما بين 28.6%- 30%، أي ما يعني أن هناك 65 مليون مواطن عربي تحت خط الفقر. ويقدَّر عدد الأميين في البلدان العربية بحوالي 70 إلى 100 مليون نسمة، يُمثلون ما نسبته 27% من إجمالي السكان، وتبلغ نسبة الإناث من الأميين حوالي 60 إلى 80%.
وبيَّنت تقارير مؤتمر العمل الدولي الذي عقد جنيف، حزيران/يونيو 2013، أن عدد العاطلين عن العمل في العالم يناهز الـ 150 مليون شخص منهم نحو 20 مليوناً على مستوى الدول العربية.
أرقام بالغة الدلالة، يعجز القارئ أمامها عن فهم معنى زيادة الإنفاق العسكري والعسكري في البلدان العربية، وتراجع أوجه الإنفاق الأخرى على التنمية ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة والأمية وتدهور البيئة. وهي بلا ريب ماركة عربية مسجلة في القرن الحادي والعشرين.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)

13:27 | 2013 / 09 / 17



عامر راشد
__________________
ﭑڼہۣۗڛہۣۚآڼ څہۣۗآړٰچ عہۣۙڼ ﭑڵڦہآڼہۣۗۄٰڼ

|. .كَتِيْبَة أِنْتِحاآآر ْ..|



♥ syria

’’ أَيُــهَا الوَطَنْ : لا تَبكِي كَيْ لا أَحْتَرِق

فَدُموعَكَ .. تشبِهُ دُموْعَ ...أمي... ’’





رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 10, 2013, 11:17 AM
 
رد: صدق أو لا تصدق العرب هم الأكثر إنفاقاً على التسلح والأمن ؟

لا أعرف إذا كان العرب سيستعملون هذه الأسلحة أم سيرمونه في القمامة
وحتى الآن أنا متؤكد أنهم سيرمون هذه الأسلحة في القمامة بعد مرور وقت طويل في المخازن لأن العرب لا يستطيعون إلا قتل شعوبهم أما من تعدى عليهم من الخارج فهو الحبيب الذي نقبل له يديه ورجليه وإذا أراد أن نمسح الجزمة فنحن مستعدون كذلك
__________________






رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 12, 2013, 11:51 PM
 
رد: صدق أو لا تصدق العرب هم الأكثر إنفاقاً على التسلح والأمن ؟

صدقت والله ..\\ وأن لم يرمونها في القمامة .. سيرمون بها شعووبهم ..

بارك الله في مروورك الراقي يا راقي ..
__________________
ﭑڼہۣۗڛہۣۚآڼ څہۣۗآړٰچ عہۣۙڼ ﭑڵڦہآڼہۣۗۄٰڼ

|. .كَتِيْبَة أِنْتِحاآآر ْ..|



♥ syria

’’ أَيُــهَا الوَطَنْ : لا تَبكِي كَيْ لا أَحْتَرِق

فَدُموعَكَ .. تشبِهُ دُموْعَ ...أمي... ’’





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل فعلا الناس الأكثر ضحكا هم الأكثر حزنا..؟؟؟ رماد الايام مقالات حادّه , مواضيع نقاش 22 October 12, 2009 12:22 PM
استطلاع رأي أمريكي في ست دول عربية : الرئيس الأسد الأكثر شعبية بين القادة العرب Al_Mostabed قناة الاخبار اليومية 1 May 23, 2009 05:36 PM


الساعة الآن 02:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر