فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 6, 2013, 05:10 PM
 
و يبقى حلماً

يا لها من وحشية ، قالتها غادة و هي توزع نظراتها على بعض صور التحقيق الصحفي الذي كانت تعده للنشر

قاطعها عامل البوفيه عم كامل

بشعره الذي غطاه اللون الأبيض قائلا : استاذة غادة بعد اذنك يا بنيتي الوقت قد تأخر و آن أوان العودة للبيت.
بعد أن تعدت الساعة وقت الظهيرة بأربع ساعات ، فأجابت : حسنا يا عم كامل سأنهي آخر فصل من التحقيق و سأذهب لا تقلق ،
عادت غادة بنظراتها للصور ، إلى الآن يفكرون في المرأة كمخلوق ثانوي ، للمتعة فقط !! تبا لهم ، خرجت منها بمنتهى الانفعال
و أغلقت الملف و استلقت على الكرسي و أغلقت عينيها لإستراحة قصيرة .
غادة ماذا تفعلين هنا ؟ ألم تعودي للمنزل بعد ؟ كان هذا مدير التحرير الأستاذ تيسير ، شاب ثلاثيني العمر يكن الكثير من الإعجاب إليها
تلقت غادة سؤاله بإستغراب و تلفتت يمينا و يسارا و أدركت حينها أنه على حق . و هي تصفف شعرها : نعم نعم يبدو اني استغرقت الوقت كله في مراجعة الملف و نسيت نفسي و نمت من التعب ، و هل انتهيت من مراجعة التحقيق ؟ نعم و لكن و لكن لم يتبقى سوى عنوان التحقيق ، قال لها : اذن اذهبي الى البيت و فكري في عنوان مناسب للغد هيا هيا .
أخذت غادة مفاتيح السيارة و اتجهت الى باب الجراج متثاقلة الخطوات فالتعب قد تملك منها ، فعلى مدار ثلاث سنوات و هو عمر عملها في الصحيفة ، كانت غادة طالبة كلية الإعلام مثال للفتاة الناضجة المتقدة بالأفكار الثورية تشارك في معظم الانشطة الجامعية ، و تبدي رأيا بلا خوف أو تراجع ، و يا ويل من يقع معها في نقاش ، و جاءت الفرصة لغادة حين التحقت كمتدربة في قسم الحوادث في الصحيفة التي تعمل فيها ، و تدرجت فيه بجهدها الملحوظ حتى أصبحت نائبة لرئيس القسم ، و ما لفت نظرها بشكل أساسي الانحدار الأخلاقي الذي أصاب المواطن المصري و خاصة بعد انقضاء ثورة الخامس و العشرين من يناير ، و كان هذا موضوع التحقيق الذي أخذ وقتها كله ، ليظهر بالصورة المطلوبة و كما تتمناه ، انطلقت غادة بسيارتها متجهة للمنزل فتحت نافذة السيارة لأستنشاق بعض الهواء يقال عنه نظيف بعد أن أصبح مضرب من الخيال .
شعرت غادة بالجوع و تذكرت انها لم تفطر بعد فتوقفت عند محل شهير لبيع المأكولات ، و أخذت دورها في الزحام المعتاد، و رغم انها حادة الطباع الا أنها تتمتع بقوام رشيق و شعر أسود طويل ينسدل بعفوية على كتفيها ، و كان هذا يكفي لتلفت الأنظار اليها ،
الأنظار الجائعة لأي جسد أنثوي ليشبع حاجته ، وقفت غادة معتقدة أن البائع سيشفق عليها و يلبي طلبها في البداية لأنها امرأة ، و لكن هيهات لم يبالي بها و بدأ الزحام يكثر ، و الأاجساد الذكورية تقترب شيئا فشيئا و أحست بيد توضع على صدرها ، فلما تلفتت الى صاحب اليد ، وجدت وجها باردا و كأنه لا يراها فاستعدت أن تلقي عليه فاصلا من السباب و هي قادرة على ذلك ، ولكن سبقها البائع :
تفضلي طلبك جاهز ... أخذته على مضض و ركبت السيارة و انطلقت ، أخذت غادة تحدث نفسها بصوت ملحوظ ..
لما علينا نحن معشر النساء ان نظل صامتين و هم يتمادون و يتمادون ، في اهانتنا و كأننا لا شئ جنس أخر اتيا من الفضاء تكون الغلبة لتلك المسوخ البشرية المسماة بالذكور ، و لم تنتبه غادة انها تقود بسرعة و عندما أدركت ذلك لم تستطع ان تتفادى الإصطدام بسيارة أمامها ، لم تصب غادة سوى اصابة طفيفة أعلى حاجبها وانما الضرر كله أصاب سيارتها ، و بعد شد و جذب و الأصوات تتعالى بالرغم من انه خطأها الا انها أبت أن تخرج منكسرة و في النهاية انتهى الجدال بمبلغ من المال دفعته غادة للرجل بعد جولة طويلة من الإقناع
و بمساعدة المارة استطاعت بصعوبة أن تصل الى الميكانيكي فقد كان لحسن الحظ قريب من مكان الحادث ، أخذ يتفحصها و كأنه طبيب ووقف مواجها لها قائلا : لا تقلقي هي بخير و لكن ستحتاج ليومين من الإصلاح لا أكثر .
يومين يا الله ما هذا اليوم ، حسنا لك هذا . و تذكرت غادة الأفطار و همت لترجع و لكنها قالت : لا بأس فقد أفطرت بما فيه الكفاية اليوم
، و استكملت رحلة العودة الى المنزل و لكن هذه المرة على أرجلها ، تخرج من شارع لتدخل اخر ، تتلقى صفارة من صغير أبله من هنا و بعض الكلمات البائسة من هناك ، و اقتربت أكثر من المنزل و توقفت قليلا امام محل لبيع الهدايا تريد شراء هدية لصديقها فهو يوم عيد ميلاده ، تلقي بنظراتها على مختلف الهدايا المعروضة على واجهة المحل حائرة ، و فجأة رأت انعكاس شخص على زجاج المحل خلفها ، مقتربا بفمه في اذنها هامسا بكلمات يصعب وصفها و رفع يده موجها إياها الى الى .......
لا لا هذا يكفي و رفعت حذائها ذي الكعب العالي بضربة على رأسه ، مخرجة كل معاني الغضب يا حيوان بلا عقل اترضاها على احد من بناتك أو أخواتك ، و الغريب هنا هي برودة الاجابة من رجل تخطى الأربعين عندما أجاب : بسبب ثيابك فانت تثيرين الرجال فهي غلطتك انت ، و لم تتمالك غادة أعصابها و باغتته بضربة أخى على وجهه فجرت على اثرها الدماء من انفه و هنا ادرك الناس ان شيئا يحدث ، و بدأو في التسؤل عما حدث فحكت غادة كل ما جرى و بداخلها احساس ان الناس بالطبع لن يتعاطفوا ابدا معها ، فهي المراة الجزء الضعيف في المعادلة و هو الرجل و لكن ما حصل ادهشها تماما ، اخرج كل واحد ما في جعبته من غضب و بدأو بضرب الرجل نعم الرجل !! و تلقينه درسا لا ينساه ، و هي تكاد تقفز من الفرحة و أصروا كذلك على الذهاب للشرطة لتأخذ غادة حقها كاملا ووفقتهم بالطبع ، و هي في طريقها احست احساسا رائعا ان هناك شيئا تغير في البلد نعم هي واثقة من ذلك .
عندما ندرك ان لنا حق يجب ان نقاتل من أجله و من الأكيد اننا سنجد من يقف الى جانبنا و لكن لا نيأس ، ووصلوا الى باب القسم ، دخلت غادة بزهو المنتصرين و هو مدرجا بدماءه ووقفوا امام الضابط و هو يسأل و هي تجيب اجابة الواثق ،
الى أن نطق الضابط و سائلا غادة : أو يلزم أن نصعد الموضوع ؟؟ يكفي ما جرى له و قد أخذ درسا و لا داعي لجلبالمتاعب إليك أليس كذلك ؟
و تلقت غادة الكلام و فتحت عينيها كمن تجمدت دماءه ...................... أستاذة غادة يا أستاذة غادة أفاقت بعد غفوة نوم قصيرة على كرسيها ، هيا يا ابنتي لقد تأخر الوقت كثيرا .
حسنا يا عم كامل حسنا ووقفت تلملم أشياءها و تنظربإبتسامة أسى على التحقيق و تغلقه و كتبت عليه عنوان ((و يبقى حلمًا )) .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 6, 2013, 07:30 PM
 
رد: و يبقى حلماً

رغم أني قرأت العنوان لم أتوقع أن يكون حلمــــا ...
ملاحظة : لقد إستمتعت و أنا أقرأ...
ننتظر بقية مغامرات غادة
__________________
البداية هي نصف كل شئ ، فلم الانتظار
<****** type="****/java******"> new Typing****(********.getElementById("240920")); Typing****.runAll();
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وكان حلماً لا دنب لي الا انتي كلام من القلب للقلب 1 August 23, 2012 05:37 PM
رآيت حلماً صآر هدفاً ~~> لكل من يتمنى تحقيق آحلآمه ,, βảŷảή علم النفس 22 May 11, 2012 11:14 PM
"جامعة القدس المفتوحة" تحقق حلماً لكفيفة طال انتظاره خمسين عاماًً (فلسطينيه عاشقةالحرية) المواضيع العامه 0 August 30, 2011 11:15 PM
يبقى الإحساااااااس .... !!! آحسآسي آلمآسي كلام من القلب للقلب 1 December 2, 2008 05:07 PM


الساعة الآن 04:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر