|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
و يبقى حلماً
قاطعها عامل البوفيه عم كامل بشعره الذي غطاه اللون الأبيض قائلا : استاذة غادة بعد اذنك يا بنيتي الوقت قد تأخر و آن أوان العودة للبيت. بعد أن تعدت الساعة وقت الظهيرة بأربع ساعات ، فأجابت : حسنا يا عم كامل سأنهي آخر فصل من التحقيق و سأذهب لا تقلق ، عادت غادة بنظراتها للصور ، إلى الآن يفكرون في المرأة كمخلوق ثانوي ، للمتعة فقط !! تبا لهم ، خرجت منها بمنتهى الانفعال و أغلقت الملف و استلقت على الكرسي و أغلقت عينيها لإستراحة قصيرة . غادة ماذا تفعلين هنا ؟ ألم تعودي للمنزل بعد ؟ كان هذا مدير التحرير الأستاذ تيسير ، شاب ثلاثيني العمر يكن الكثير من الإعجاب إليها تلقت غادة سؤاله بإستغراب و تلفتت يمينا و يسارا و أدركت حينها أنه على حق . و هي تصفف شعرها : نعم نعم يبدو اني استغرقت الوقت كله في مراجعة الملف و نسيت نفسي و نمت من التعب ، و هل انتهيت من مراجعة التحقيق ؟ نعم و لكن و لكن لم يتبقى سوى عنوان التحقيق ، قال لها : اذن اذهبي الى البيت و فكري في عنوان مناسب للغد هيا هيا . أخذت غادة مفاتيح السيارة و اتجهت الى باب الجراج متثاقلة الخطوات فالتعب قد تملك منها ، فعلى مدار ثلاث سنوات و هو عمر عملها في الصحيفة ، كانت غادة طالبة كلية الإعلام مثال للفتاة الناضجة المتقدة بالأفكار الثورية تشارك في معظم الانشطة الجامعية ، و تبدي رأيا بلا خوف أو تراجع ، و يا ويل من يقع معها في نقاش ، و جاءت الفرصة لغادة حين التحقت كمتدربة في قسم الحوادث في الصحيفة التي تعمل فيها ، و تدرجت فيه بجهدها الملحوظ حتى أصبحت نائبة لرئيس القسم ، و ما لفت نظرها بشكل أساسي الانحدار الأخلاقي الذي أصاب المواطن المصري و خاصة بعد انقضاء ثورة الخامس و العشرين من يناير ، و كان هذا موضوع التحقيق الذي أخذ وقتها كله ، ليظهر بالصورة المطلوبة و كما تتمناه ، انطلقت غادة بسيارتها متجهة للمنزل فتحت نافذة السيارة لأستنشاق بعض الهواء يقال عنه نظيف بعد أن أصبح مضرب من الخيال . شعرت غادة بالجوع و تذكرت انها لم تفطر بعد فتوقفت عند محل شهير لبيع المأكولات ، و أخذت دورها في الزحام المعتاد، و رغم انها حادة الطباع الا أنها تتمتع بقوام رشيق و شعر أسود طويل ينسدل بعفوية على كتفيها ، و كان هذا يكفي لتلفت الأنظار اليها ، الأنظار الجائعة لأي جسد أنثوي ليشبع حاجته ، وقفت غادة معتقدة أن البائع سيشفق عليها و يلبي طلبها في البداية لأنها امرأة ، و لكن هيهات لم يبالي بها و بدأ الزحام يكثر ، و الأاجساد الذكورية تقترب شيئا فشيئا و أحست بيد توضع على صدرها ، فلما تلفتت الى صاحب اليد ، وجدت وجها باردا و كأنه لا يراها فاستعدت أن تلقي عليه فاصلا من السباب و هي قادرة على ذلك ، ولكن سبقها البائع : تفضلي طلبك جاهز ... أخذته على مضض و ركبت السيارة و انطلقت ، أخذت غادة تحدث نفسها بصوت ملحوظ .. لما علينا نحن معشر النساء ان نظل صامتين و هم يتمادون و يتمادون ، في اهانتنا و كأننا لا شئ جنس أخر اتيا من الفضاء تكون الغلبة لتلك المسوخ البشرية المسماة بالذكور ، و لم تنتبه غادة انها تقود بسرعة و عندما أدركت ذلك لم تستطع ان تتفادى الإصطدام بسيارة أمامها ، لم تصب غادة سوى اصابة طفيفة أعلى حاجبها وانما الضرر كله أصاب سيارتها ، و بعد شد و جذب و الأصوات تتعالى بالرغم من انه خطأها الا انها أبت أن تخرج منكسرة و في النهاية انتهى الجدال بمبلغ من المال دفعته غادة للرجل بعد جولة طويلة من الإقناع و بمساعدة المارة استطاعت بصعوبة أن تصل الى الميكانيكي فقد كان لحسن الحظ قريب من مكان الحادث ، أخذ يتفحصها و كأنه طبيب ووقف مواجها لها قائلا : لا تقلقي هي بخير و لكن ستحتاج ليومين من الإصلاح لا أكثر . يومين يا الله ما هذا اليوم ، حسنا لك هذا . و تذكرت غادة الأفطار و همت لترجع و لكنها قالت : لا بأس فقد أفطرت بما فيه الكفاية اليوم ، و استكملت رحلة العودة الى المنزل و لكن هذه المرة على أرجلها ، تخرج من شارع لتدخل اخر ، تتلقى صفارة من صغير أبله من هنا و بعض الكلمات البائسة من هناك ، و اقتربت أكثر من المنزل و توقفت قليلا امام محل لبيع الهدايا تريد شراء هدية لصديقها فهو يوم عيد ميلاده ، تلقي بنظراتها على مختلف الهدايا المعروضة على واجهة المحل حائرة ، و فجأة رأت انعكاس شخص على زجاج المحل خلفها ، مقتربا بفمه في اذنها هامسا بكلمات يصعب وصفها و رفع يده موجها إياها الى الى ....... لا لا هذا يكفي و رفعت حذائها ذي الكعب العالي بضربة على رأسه ، مخرجة كل معاني الغضب يا حيوان بلا عقل اترضاها على احد من بناتك أو أخواتك ، و الغريب هنا هي برودة الاجابة من رجل تخطى الأربعين عندما أجاب : بسبب ثيابك فانت تثيرين الرجال فهي غلطتك انت ، و لم تتمالك غادة أعصابها و باغتته بضربة أخى على وجهه فجرت على اثرها الدماء من انفه و هنا ادرك الناس ان شيئا يحدث ، و بدأو في التسؤل عما حدث فحكت غادة كل ما جرى و بداخلها احساس ان الناس بالطبع لن يتعاطفوا ابدا معها ، فهي المراة الجزء الضعيف في المعادلة و هو الرجل و لكن ما حصل ادهشها تماما ، اخرج كل واحد ما في جعبته من غضب و بدأو بضرب الرجل نعم الرجل !! و تلقينه درسا لا ينساه ، و هي تكاد تقفز من الفرحة و أصروا كذلك على الذهاب للشرطة لتأخذ غادة حقها كاملا ووفقتهم بالطبع ، و هي في طريقها احست احساسا رائعا ان هناك شيئا تغير في البلد نعم هي واثقة من ذلك . عندما ندرك ان لنا حق يجب ان نقاتل من أجله و من الأكيد اننا سنجد من يقف الى جانبنا و لكن لا نيأس ، ووصلوا الى باب القسم ، دخلت غادة بزهو المنتصرين و هو مدرجا بدماءه ووقفوا امام الضابط و هو يسأل و هي تجيب اجابة الواثق ، الى أن نطق الضابط و سائلا غادة : أو يلزم أن نصعد الموضوع ؟؟ يكفي ما جرى له و قد أخذ درسا و لا داعي لجلبالمتاعب إليك أليس كذلك ؟ و تلقت غادة الكلام و فتحت عينيها كمن تجمدت دماءه ...................... أستاذة غادة يا أستاذة غادة أفاقت بعد غفوة نوم قصيرة على كرسيها ، هيا يا ابنتي لقد تأخر الوقت كثيرا . حسنا يا عم كامل حسنا ووقفت تلملم أشياءها و تنظربإبتسامة أسى على التحقيق و تغلقه و كتبت عليه عنوان ((و يبقى حلمًا )) . |
#2
|
||
|
||
رد: و يبقى حلماً
رغم أني قرأت العنوان لم أتوقع أن يكون حلمــــا ...
ملاحظة : لقد إستمتعت و أنا أقرأ... ننتظر بقية مغامرات غادة
__________________
البداية هي نصف كل شئ ، فلم الانتظار
<****** type="****/java******">
new Typing****(********.getElementById("240920"));
Typing****.runAll();
******>
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وكان حلماً | لا دنب لي الا انتي | كلام من القلب للقلب | 1 | August 23, 2012 05:37 PM |
رآيت حلماً صآر هدفاً ~~> لكل من يتمنى تحقيق آحلآمه ,, | βảŷảή | علم النفس | 22 | May 11, 2012 11:14 PM |
"جامعة القدس المفتوحة" تحقق حلماً لكفيفة طال انتظاره خمسين عاماًً | (فلسطينيه عاشقةالحرية) | المواضيع العامه | 0 | August 30, 2011 11:15 PM |
يبقى الإحساااااااس .... !!! | آحسآسي آلمآسي | كلام من القلب للقلب | 1 | December 2, 2008 05:07 PM |