|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
ضحكة على أنغام صامتة
(( مسابقة مكونة من اثنين مشتركان لمدة اسبوع ، على جزيرة للبحث عن الكنز وهي كلمة كل من يقرأها يسيل لعابه لما سيجده من مال و جواهر ، و هو ما يصبو إليه مازن ليكون نفسه ، و يصبح ذا مكانة بين الجميع . و على النقيض كانت سمر فتاة من عائلة ثرية تنال كل ما ترغب به ، الكل يطمع في أن تصبح صديقة له ، تمتلك وجها ملائكي و شعر اسود ، ممتلئة بعض الشئ . كان قد جمعها موقف مع مازن حين أحرجته أمام صديقاتها و تهكمها على مظهره ، تضحك عليه و ضحكاتها تنبت جرحا غائرا في صدره فهي الساكنة في المنزل الكبير يلفه حديقة واسعة ، على الجانب الشرقي من المدينة ، أما هو فيسكن في منزل بسيط يفصل بينه و بينها خط فاصل و حدود ابتدعها الناس للتفرقة بين الغني و الفقير . نعود ليوم المسابقة و بعد اعلان اسماء المشتركين نظر كل منهما للآخر نظرة تملأها الغضب ، فمن ناحيته كيف سيظل اسبوعا كاملا مع انسانة تافهة ، وهي كان الشعور المسيطر علبها هو الاشمئزاز من كونها شريكة الشخص الذي سينقص من رصيدها أمام اصدقائها . هم مازن أن يفتح فاه كي يعترض و لكن باغته صوت المعلن لا يمكن التراجع او استبدال الشريك ، فقبل كل منهما على مضض ، ابتداالمسير والمتسابقون يد بيد نحو السفينة التي ستقلهم نحو الجزيرة ، بالطبع إلا اثنين كان التباعد عنوانهم جلس كل واحد على مقعده المجهز له . و بدات الرحلة لم تكن ستستغرق سوى يوم واحد ، مر كالدهر بالنسبة اليه ، هي تتحدث مع الجميع و هو جالس وحيد لا يفكر سوى انه في سبيل نيل الجائزة سيتقبل فكرةمشاركتها هذه الرحلة الغامضة . هيا لقد وصلنا نادى صوت قبطان السفينة بصوت اجش ، و رست السفينة على جزيرة مجهولة للجميع ولكنها رائعة الجمال تظللها أشجار النخيل من كل جانب ، و رمال البحر الذهبية تملأ جنباتها محتضنة الجزيرة في مشهد خيالي . بدأ المشاركون ينزلون الواحد تلو الأخر مندهشين من روعة المنظر ، قام المعلن بتعريف كل فريق على المسار الذي سيبدا منه ، وانطلق عائدا نحو السفينة و على وجهه ابتسامة قائلا : ادعو لكم بالتوفيق و ... و الحظ . لوح بيده لهم و ابتعدت السفينة عن انظارهم في أدغال البحر. نظر كل منهم للأخر نظرات مليئة بالتوتر و قطعهم صوت مازن قائلا : هيا فلا مضيعة للوقت. و انطلق نحو المسار المعد له ، و خلفه كانت هي سمر غاضبة فلتنتظر يا هذا نظر وراءه و لم يبالي فأكملت أظن أن من الرجولة أن تنتظر رفيقتك في الفريق . أليس كذلك ؟ فضحك بصوت تملاه السخرية رفيقك !! أمتاكدة من هذا ؟ فقالت : أولا تعرف ان من شروط المسابقة أن نجد الكنز سويا ، شئت أم أبيت فأنا شريكتك و ان كان ذلك أبغض امنياتي ، امتقع وجهه غاضبا و أكملو المسير ، وصلو الى المكان المشار عليه على الخارطة التي كانت معهم ووجدوا ورقة معلقة على جذع شجرة تقول : (( المكان العالي يرى من بعيد و القوي يساعد الضعيف .)) فلم يفهما الأمر فوصلا أنه لغز يجب حله . فبادرت سمر بالحديث بعد تفكير طويل ، ارى أن المقصود بالضعيف هنا أنا و المكان العالي هو الشجرة ، لذلك يجب أن تساعدني على تسلق الشجرة لأنه أكيد سنجد الدليل التالي . فأجاب بسخرية اذا هيا تسلقيها يا ذكية ، و أنا سأنتظر و ضحك ، فقالت : اسمع يا هذا أنا و انا وانت نريد تحقيق الهدف من اشتراكنا في المسابقة ، أنت لإحتياجك للكنز و المال و أنا لأ ثبت للجميع انني لست تافهة كما يظنون و منهم انت . حسنا حسنا ، و صنع مازن حبلا به عقدة و رماه ليتصل بفرع عالي في الشجرة ، و اشبك يديه لتضع قدميها و تمسك بالحبل و تبدا بالصعود ، و هو يسندها بيديه و يراقبها حتى وصلت . قالت : ما أروع المنظر من هنا ، فأجاب ليس هذا وقته ابحثي عن الدليل هيا . تلفتت يمينا و يسارا حتى وجدت زجاجة و بها ورقة ، فرمتها اليه لتستعد للنزول ، و ساعدها مازن حتى وصلت و فتحا الورقة و قرأها و كانت تقول : (( الراحة هدف المتعبين و نفق مظلم يقي من المطر )) فكرا طويلا حتى ابتدا الليل يظهر ، و يسدل ستائره عليهما . فقررا المكوث في هذا المكان و ذهب هو ليحضر بعضا من الحطب ليشعل نارا ، تدفئهما في برد الليل . و هي تحاول أن تدق وتد الخيمة ، فأصابت يدها و توجعت ، رجع مازن و رأها تمسح دموع من عينيها ، سألها : ماذا حل بك ؟ ردت لا شئ فوجد يدها تدمي فقال هاتي يدك ، و بدأ بلف بعض الأعشاب كما تعلم . انتبهي يا صاحبة اليد الناعمة في المرة القادمة ، شكرته و من ثم أشعل مازن النار ، وساد الصمت بينهما ، حتى شعرا بالنعاس و نامت سمر بعمق من التعب ، و هو ينظر اليها نظرة هو نفسه لم يفهمها ، ووجد نفسه يقوم ي يحضر غطاء كان قد صنعه ووضعه عليها ، ليقيها من البرد . حلت شمس الصباح بأشعتها الدافئة، ووجدت سمر الغطاء عليها فقالت: كيف جاء الغطاء هنا ؟ أجاب مازن : ارى انك تمشين و انت نائمة و ضحك ، فتلقت اجابته بسخرية . استكملا المسير نحو الدليل التالي ، و على عكس ما يظهرانه لبعضهما ، أظهرا تعاونا جميلا فيما بينهم ، حتى وصلا الى كهف يتوسط الأشجار ، فقالت سمر : نعم هذا هو النفق الذي يقي من المطر انه الكهف . استكشفا الكهف ووجداه رطبا و قررا المكوث فيه لهذه الليلة ، ابتدا المطر يهطل بغزارة و هما يجلسان في مواجهة بعضهما ، يسيطر عليهما الصمت ، شعرت سمر بالتعب و استلقت على ظهرها واستسلمت للنوم ، أما مازن فظل متابعا لقطرات المطر متخيلا نفسه متوجا بالجائزة التي ستغير مجرى حياته . أثناء ذلك سعرت سمر بصوت ريب بجانبها ، فإستيقظت ووجدت أفعى تنظر اليها و مقتربة منها ، فخافت و بحركة غريزية و سرعة غير متوقعة ، رمت بجسدها بجانب مازن ، الذي هدأ من روعها و أخذ حجرا كبيرا و أوقعه على رأس الأفعى ، فغرت فاهها و ماتت . أخذ يربت على كتفها حتى اطمأنت و نامت مستلقية على كتفه حتى الصباح . استيقظت سمر على صوت مازن و هو يقول : هيا لقد وجدت دليلنا التالي ، و كان عبارة عن كلمات منقوشة على حجر تقول (( النصيحة كنز بين الأصدقاء الممر الطويل يوصل أحيانا )) و ابتدأ يسيران طويلا ، و اشتد التعب عليهما , حتى وصلا منحدرا عميق نظرا لأسفل و تملكهما الرعب و الخوف من المنظر ، ووجدا جسرا قديم بعض الشئ أيقنا انه لابد من عبوره كي يكملا الرحلة . اعترضت سمر لا يمكن ان أعبره فانا أخاف المرتفعات .. لا لا يمكن . قال مازن : اطمإني و لا تنظري الا أسفل و ستعبرينه بسهولة ، لا .. لا لن أستطيع أنا أعرف نفسي ، هتف مازن وجدتها سأمسك يدك و أمشي امامك للخلف و انتي مغمضة العينين و لا تفتحينهما حتى أقول لك . وو افقت ببعض التردد و أمسك كلتا يديها ، و بدأ التحرك للخلف و هي مغمضة العينين ، كان خائفا بعض الشئ لكنه يخفيه كي لا يثير فزعها ، وصلا الى منتصف الجسر اهتز قليلا فخافت ، و صرخت : أرجوك لا أستطيع ، لا تقلقي أنا معك . و أخيرا وصلا لنهاية الجسر ، وقال هيا افتحي عينيكي الان فرأت قدميها على الأرض ، نظرت خلفها و قالت : لا تكررها مرة اخرى و ابتسمت ابتسامة خجولة و شكرته ، لمحا عشا صغيرا أسفل شجرة ، نظرا بقرب فوجدا به أوراق مبعثرة جمعاها و كونا كلمات كانت تقول : (( الأحلام تكون أجمل حين تتحقق و القمة ليست سهلة الوصول )) . و مكثا الليلة في مكانهما حتى الصباح ، و في اليوم التالي استكملا المسير و ابتدأ الكلام بينهما لأول مرة ، ذابت جبال الجليد التي كانت تستوطن قلبيهما ، و سارا طويلا حتى وصلا أسفل جبل شاهق الارتفاع ، فنظرا لبعضهما و قالت : نعم نعم انه هنا الكنز على قمة الجبل ، يا مازن، وافقها بإيماءة برأسه و لكن كان من الواضح صعوبة تسلقه ، فقالت : هيا سنساعد بعضنا البعض و بدأت حلة الصعود ، كان خلفها حتى يساندها اذا خانتها أرجلها ، ترفع نفسها و تخطو الخطوة نحو الأخرى و هي مطمئنة أنه سيساعدها اذا وقعت و استمرا يساعدا بعضهما و على شفاهم ضحكة خافتة ، حتى وصلا نعم وصلا الى القمة ، بعد ان بلغ التعب أشده عليهما ، و ارتمى كل منهما على الأرض قال مازن : لقد فعلناها يا سمر فعلناها .. نعم يا مازن فعلناها سويا . و بعد القليل من الراحة ، تلفتا حولهما ووجدا قندوق يتوسط القمة ، انه الكنز يا سمر قالها مازن ، فإبتسمت سمر و أكمل : سأحقق حلمي و سأصبح ثريا و تهللت أساريره من الفرحة ، و ركض نحوهو هي خلفه بخطوات متثاقلة ، عندئذ قالت : هيا افتحه يا مازن فأنت تحتاجه أكثر مني ، و قد حققت هدفي بالوصول و هذا يكفيني ، انت تستحقه يا مازن ، ابتسم قائلا : أو تعرفين أن رأي فيك أنك انسانة تافهة و مستهترة لقد خدعت بمظهرك في بادئ الأمر و لكنك أثبت لي أنك انسانة رائعة و تملكين قلبا طيبا و ارادة قوية ، و لي الشرف التشارك معك هذه الرحلة . أجابت سمر بنرة خجل : كم أنت صريح سأفكر في مسألة قبولك صديقا لي ، و ضحكا سويا هيا هيا افتح الصندوق لا أطيق الانتظار قالتها سمر بلهفة ، و بدأ مازن بفتح الصندوق و معه تدق طبول قلبه من شدة التوتر ، و فتح الصندوق وو جد ... (( ورقة )) نعم ورقة ، اخذها مازن بإندهاش و قرأها : (( مبارك لكما وصولكما للكنز أعرف انكما توقعتما المال و الجواهر كما ظن الجميع ، لكن فكرا جيدا كيف وصلتما الى هنا لم يكن احد ليصل دون الأخر ، كنزكما هو أنكما أصبحتم أصدقاء أو كنتم أصدقاء و أصبحتم أحباء ، ذكرياتكما معا حبل يصعب قطعه . )) نظرا لبعضهما نظرة تقف لها المعاني عن وصفها ، ضحكت سمر و ضحك مازن ضحكات عالية تردد صداها على قمة الجبل ، ضحكة على أنغام صامتة |
#2
|
||
|
||
رد: ضحكة على أنغام صامتة
قصة رائعة
جيدة الحبكة سلسلة ذات معاني كبيرة و عبر جمة وفقك الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مظاهرات صامتة !!!! | advocate | مقالات الكُتّاب | 1 | March 1, 2011 05:11 PM |
اجمل ضحكة طفل في العالم مضحكة جدا ، احلى و اروع ضحكة طفل في العالم | Yana | امومة و طفولة | 0 | March 24, 2010 04:43 PM |
عبادة صامتة | بنت العلياء | النصح و التوعيه | 0 | February 15, 2010 08:45 PM |
عبارات صامتة | عاشقة الليل والوحدة | كلام من القلب للقلب | 4 | May 24, 2009 04:54 AM |