فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 6, 2013, 12:36 AM
 
ضحكة على أنغام صامتة

لم يتبقى غيركما كان هذا صوت المعلن عن المسابقة ، التي أعلن عنها على مدار الأسابيع الماضية . امتقع وجه مازن و زجر بغضب ، فلم يكن يريد أن يكون اسمه مرتبط بها ( سمر ) ، لم يكن يطيقها اطلاقا يراها فتاة مغرورة لا يهمها سوى الإعتناء بمظهرها ، وهو المنحدر من عائلة بسيطة، طموح بعض الشئ تخرج من كلية التجارة و كان يعمل بشكل مؤقت كندوب للمبيعات ، بالطبع لم يرضيه هذا فلجأ للتفكير في طريقة أخرى ، لكسب المال فوجد ضالته في ذلك الإعلان .
(( مسابقة مكونة من اثنين مشتركان لمدة اسبوع ، على جزيرة للبحث عن الكنز وهي كلمة كل من يقرأها يسيل لعابه لما سيجده من مال و جواهر ، و هو ما يصبو إليه مازن ليكون نفسه ، و يصبح ذا مكانة بين الجميع . و على النقيض كانت سمر فتاة من عائلة ثرية تنال كل ما ترغب به ، الكل يطمع في أن تصبح صديقة له ، تمتلك وجها ملائكي و شعر اسود ، ممتلئة بعض الشئ .
كان قد جمعها موقف مع مازن حين أحرجته أمام صديقاتها و تهكمها على مظهره ، تضحك عليه و ضحكاتها تنبت جرحا غائرا في صدره فهي الساكنة في المنزل الكبير يلفه حديقة واسعة ، على الجانب الشرقي من المدينة ، أما هو فيسكن في منزل بسيط يفصل بينه و بينها خط فاصل و حدود ابتدعها الناس للتفرقة بين الغني و الفقير .
نعود ليوم المسابقة و بعد اعلان اسماء المشتركين نظر كل منهما للآخر نظرة تملأها الغضب ، فمن ناحيته كيف سيظل اسبوعا كاملا مع انسانة تافهة ، وهي كان الشعور المسيطر علبها هو الاشمئزاز من كونها شريكة الشخص الذي سينقص من رصيدها أمام اصدقائها .
هم مازن أن يفتح فاه كي يعترض و لكن باغته صوت المعلن لا يمكن التراجع او استبدال الشريك ، فقبل كل منهما على مضض ، ابتداالمسير والمتسابقون يد بيد نحو السفينة التي ستقلهم نحو الجزيرة ، بالطبع إلا اثنين كان التباعد عنوانهم جلس كل واحد على مقعده المجهز له . و بدات الرحلة لم تكن ستستغرق سوى يوم واحد ، مر كالدهر بالنسبة اليه ، هي تتحدث مع الجميع و هو جالس وحيد لا يفكر سوى انه في سبيل نيل الجائزة سيتقبل فكرةمشاركتها هذه الرحلة الغامضة .
هيا لقد وصلنا نادى صوت قبطان السفينة بصوت اجش ، و رست السفينة على جزيرة مجهولة للجميع ولكنها رائعة الجمال تظللها أشجار النخيل من كل جانب ، و رمال البحر الذهبية تملأ جنباتها محتضنة الجزيرة في مشهد خيالي .
بدأ المشاركون ينزلون الواحد تلو الأخر مندهشين من روعة المنظر ، قام المعلن بتعريف كل فريق على المسار الذي سيبدا منه ، وانطلق عائدا نحو السفينة و على وجهه ابتسامة قائلا : ادعو لكم بالتوفيق و ... و الحظ . لوح بيده لهم و ابتعدت السفينة عن انظارهم في أدغال البحر.
نظر كل منهم للأخر نظرات مليئة بالتوتر و قطعهم صوت مازن قائلا : هيا فلا مضيعة للوقت. و انطلق نحو المسار المعد له ، و خلفه كانت هي سمر غاضبة فلتنتظر يا هذا نظر وراءه و لم يبالي فأكملت أظن أن من الرجولة أن تنتظر رفيقتك في الفريق . أليس كذلك ؟
فضحك بصوت تملاه السخرية رفيقك !! أمتاكدة من هذا ؟ فقالت : أولا تعرف ان من شروط المسابقة أن نجد الكنز سويا ، شئت أم أبيت
فأنا شريكتك و ان كان ذلك أبغض امنياتي ، امتقع وجهه غاضبا و أكملو المسير ، وصلو الى المكان المشار عليه على الخارطة التي كانت معهم ووجدوا ورقة معلقة على جذع شجرة تقول : (( المكان العالي يرى من بعيد و القوي يساعد الضعيف .)) فلم يفهما الأمر فوصلا أنه لغز يجب حله .
فبادرت سمر بالحديث بعد تفكير طويل ، ارى أن المقصود بالضعيف هنا أنا و المكان العالي هو الشجرة ، لذلك يجب أن تساعدني على تسلق الشجرة لأنه أكيد سنجد الدليل التالي . فأجاب بسخرية اذا هيا تسلقيها يا ذكية ، و أنا سأنتظر و ضحك ، فقالت : اسمع يا هذا أنا و انا وانت نريد تحقيق الهدف من اشتراكنا في المسابقة ، أنت لإحتياجك للكنز و المال و أنا لأ ثبت للجميع انني لست تافهة كما يظنون و منهم انت . حسنا حسنا ، و صنع مازن حبلا به عقدة و رماه ليتصل بفرع عالي في الشجرة ، و اشبك يديه لتضع قدميها و تمسك بالحبل و تبدا بالصعود ، و هو يسندها بيديه و يراقبها حتى وصلت . قالت : ما أروع المنظر من هنا ، فأجاب ليس هذا وقته ابحثي عن الدليل هيا .
تلفتت يمينا و يسارا حتى وجدت زجاجة و بها ورقة ، فرمتها اليه لتستعد للنزول ، و ساعدها مازن حتى وصلت و فتحا الورقة و قرأها
و كانت تقول : (( الراحة هدف المتعبين و نفق مظلم يقي من المطر )) فكرا طويلا حتى ابتدا الليل يظهر ، و يسدل ستائره عليهما .
فقررا المكوث في هذا المكان و ذهب هو ليحضر بعضا من الحطب ليشعل نارا ، تدفئهما في برد الليل .
و هي تحاول أن تدق وتد الخيمة ، فأصابت يدها و توجعت ، رجع مازن و رأها تمسح دموع من عينيها ، سألها : ماذا حل بك ؟
ردت لا شئ فوجد يدها تدمي فقال هاتي يدك ، و بدأ بلف بعض الأعشاب كما تعلم .
انتبهي يا صاحبة اليد الناعمة في المرة القادمة ، شكرته و من ثم أشعل مازن النار ، وساد الصمت بينهما ، حتى شعرا بالنعاس و نامت سمر بعمق من التعب ، و هو ينظر اليها نظرة هو نفسه لم يفهمها ، ووجد نفسه يقوم ي يحضر غطاء كان قد صنعه ووضعه عليها ،
ليقيها من البرد .
حلت شمس الصباح بأشعتها الدافئة، ووجدت سمر الغطاء عليها فقالت: كيف جاء الغطاء هنا ؟ أجاب مازن : ارى انك تمشين و انت نائمة و ضحك ، فتلقت اجابته بسخرية .
استكملا المسير نحو الدليل التالي ، و على عكس ما يظهرانه لبعضهما ، أظهرا تعاونا جميلا فيما بينهم ، حتى وصلا الى كهف يتوسط الأشجار ، فقالت سمر : نعم هذا هو النفق الذي يقي من المطر انه الكهف . استكشفا الكهف ووجداه رطبا و قررا المكوث فيه لهذه الليلة ،
ابتدا المطر يهطل بغزارة و هما يجلسان في مواجهة بعضهما ، يسيطر عليهما الصمت ، شعرت سمر بالتعب و استلقت على ظهرها واستسلمت للنوم ، أما مازن فظل متابعا لقطرات المطر متخيلا نفسه متوجا بالجائزة التي ستغير مجرى حياته .
أثناء ذلك سعرت سمر بصوت ريب بجانبها ، فإستيقظت ووجدت أفعى تنظر اليها و مقتربة منها ، فخافت و بحركة غريزية و سرعة غير متوقعة ، رمت بجسدها بجانب مازن ، الذي هدأ من روعها و أخذ حجرا كبيرا و أوقعه على رأس الأفعى ، فغرت فاهها و ماتت .
أخذ يربت على كتفها حتى اطمأنت و نامت مستلقية على كتفه حتى الصباح .
استيقظت سمر على صوت مازن و هو يقول : هيا لقد وجدت دليلنا التالي ، و كان عبارة عن كلمات منقوشة على حجر تقول
(( النصيحة كنز بين الأصدقاء الممر الطويل يوصل أحيانا )) و ابتدأ يسيران طويلا ، و اشتد التعب عليهما , حتى وصلا منحدرا عميق
نظرا لأسفل و تملكهما الرعب و الخوف من المنظر ، ووجدا جسرا قديم بعض الشئ أيقنا انه لابد من عبوره كي يكملا الرحلة .
اعترضت سمر لا يمكن ان أعبره فانا أخاف المرتفعات .. لا لا يمكن . قال مازن : اطمإني و لا تنظري الا أسفل و ستعبرينه بسهولة ،
لا .. لا لن أستطيع أنا أعرف نفسي ، هتف مازن وجدتها سأمسك يدك و أمشي امامك للخلف و انتي مغمضة العينين و لا تفتحينهما حتى أقول لك . وو افقت ببعض التردد و أمسك كلتا يديها ، و بدأ التحرك للخلف و هي مغمضة العينين ، كان خائفا بعض الشئ لكنه يخفيه كي لا يثير فزعها ، وصلا الى منتصف الجسر اهتز قليلا فخافت ، و صرخت : أرجوك لا أستطيع ، لا تقلقي أنا معك .
و أخيرا وصلا لنهاية الجسر ، وقال هيا افتحي عينيكي الان فرأت قدميها على الأرض ، نظرت خلفها و قالت : لا تكررها مرة اخرى
و ابتسمت ابتسامة خجولة و شكرته ، لمحا عشا صغيرا أسفل شجرة ، نظرا بقرب فوجدا به أوراق مبعثرة جمعاها و كونا كلمات كانت تقول : (( الأحلام تكون أجمل حين تتحقق و القمة ليست سهلة الوصول )) .
و مكثا الليلة في مكانهما حتى الصباح ، و في اليوم التالي استكملا المسير و ابتدأ الكلام بينهما لأول مرة ، ذابت جبال الجليد التي كانت تستوطن قلبيهما ، و سارا طويلا حتى وصلا أسفل جبل شاهق الارتفاع ، فنظرا لبعضهما و قالت : نعم نعم انه هنا الكنز على قمة الجبل ،
يا مازن، وافقها بإيماءة برأسه و لكن كان من الواضح صعوبة تسلقه ، فقالت : هيا سنساعد بعضنا البعض و بدأت حلة الصعود ، كان خلفها حتى يساندها اذا خانتها أرجلها ، ترفع نفسها و تخطو الخطوة نحو الأخرى و هي مطمئنة أنه سيساعدها اذا وقعت و استمرا يساعدا بعضهما و على شفاهم ضحكة خافتة ، حتى وصلا نعم وصلا الى القمة ، بعد ان بلغ التعب أشده عليهما ، و ارتمى كل منهما على الأرض قال مازن : لقد فعلناها يا سمر فعلناها .. نعم يا مازن فعلناها سويا . و بعد القليل من الراحة ، تلفتا حولهما ووجدا قندوق يتوسط القمة ،
انه الكنز يا سمر قالها مازن ، فإبتسمت سمر و أكمل : سأحقق حلمي و سأصبح ثريا و تهللت أساريره من الفرحة ، و ركض نحوهو هي خلفه بخطوات متثاقلة ، عندئذ قالت : هيا افتحه يا مازن فأنت تحتاجه أكثر مني ، و قد حققت هدفي بالوصول و هذا يكفيني ، انت تستحقه يا مازن ، ابتسم قائلا : أو تعرفين أن رأي فيك أنك انسانة تافهة و مستهترة لقد خدعت بمظهرك في بادئ الأمر و لكنك أثبت لي أنك انسانة رائعة و تملكين قلبا طيبا و ارادة قوية ، و لي الشرف التشارك معك هذه الرحلة .
أجابت سمر بنرة خجل : كم أنت صريح سأفكر في مسألة قبولك صديقا لي ، و ضحكا سويا هيا هيا افتح الصندوق لا أطيق الانتظار قالتها سمر بلهفة ، و بدأ مازن بفتح الصندوق و معه تدق طبول قلبه من شدة التوتر ، و فتح الصندوق وو جد ... (( ورقة )) نعم ورقة ،
اخذها مازن بإندهاش و قرأها :
(( مبارك لكما وصولكما للكنز أعرف انكما توقعتما المال و الجواهر كما ظن الجميع ، لكن فكرا جيدا كيف وصلتما الى هنا لم يكن احد ليصل دون الأخر ، كنزكما هو أنكما أصبحتم أصدقاء أو كنتم أصدقاء و أصبحتم أحباء ، ذكرياتكما معا حبل يصعب قطعه . ))
نظرا لبعضهما نظرة تقف لها المعاني عن وصفها ، ضحكت سمر و ضحك مازن ضحكات عالية تردد صداها على قمة الجبل ،
ضحكة على أنغام صامتة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 24, 2013, 01:25 AM
 
رد: ضحكة على أنغام صامتة

قصة رائعة
جيدة الحبكة
سلسلة
ذات معاني كبيرة
و عبر جمة
وفقك الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مظاهرات صامتة !!!! advocate مقالات الكُتّاب 1 March 1, 2011 05:11 PM
اجمل ضحكة طفل في العالم مضحكة جدا ، احلى و اروع ضحكة طفل في العالم Yana امومة و طفولة 0 March 24, 2010 04:43 PM
عبادة صامتة بنت العلياء النصح و التوعيه 0 February 15, 2010 08:45 PM
عبارات صامتة عاشقة الليل والوحدة كلام من القلب للقلب 4 May 24, 2009 04:54 AM


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر