| مطر سجن جزيرة | رواية من كتابتي

الفصل الثاني

صعد ليو على السلم لينتقل الى السطح . كانت خطواته متثاقلة , تتسراع ببطأ يحركه شغف معرفة المكان الدي هو فيه,
و أخيرا رأى في أي مكان هو في اي جزئ من الارض هو . هز رأسه ببطأ الى الأفق
ماهذا ؟ لقد كان السجن وسط مدينة مدمرة , ذهل ليو مارسن من المنظر الذي رأه ,
منازل مدمرة و اخرى نصف مدمرة بفعل فاعل , هل كان ذلك بفعل الأمطار؟ ,
نوافذ لا توجد في بعض الاحيان و أبواب تتواجد في بعض المنازل فقط ,
و في الأفق ناطحات سحاب مازالت صامدة تأرخ لفترة عصيبة مرت على هذه المدينة , المدينة مهجورة ربما
الا من بعض الحيوانات التي أبت أن تترك هذه المدينة الرمادية تحكي قصتها لوحدها ,
صوت الرعد يهمس في اذاننا و يخبرنا ان ليو هو الناجي الوحيد من هذه المدينة , ان كان اصلا من هذه المدينة ...
لا يعلم أين يذهب ليو و لا ما يفعل , كان ينظر الى السماء كيف تمطر فقط و عقله المتعب اكثر من جسده لا يأبى أن يتوقف من طرح الأسئلة .......
مشى قليلا على الارضية الاسفلتية .. لم تصبح اسفلتية لقد غطاها الحشيش!
لمح ليو ساعة كبيرة في نهاية الطريق كانت معلقة فوق الطريق توقف عقرب الساعة الى تمام الخامسةلم تشتغل الساعة منذ تلك اللحظة!
كانت تحت تلك الساعة سيارة مركونة بجانب الطريق ,ذهب بأقصى سرعة الى السيارة ..
ربما يستطيع تشغيلها و الهرب من هذه المدينة الملعونة .. انزلق على الطريق المبللة نهض بسرعة وواصل الجري حتى وصل اليها ,
هم بفتح الباب بقوة , اووه الباب لا يريد ان يفتح من شدة الصدأ الذي طال الباب , كسر نافذة السيارة ليدخل و هو لا يبالي بالدماء التي تدفقت من اصابعه , دخل ليو الى السيارة و جلس على مقعد السائق ,
بقي لربع ساعة من الزمن و هو ينظر الى المقود و لم يحرك ساكنا أبدا , كان الزجاج الامامي للسيارة مكسورا و غطاء المقاعد ممزقا و مبلالا بشدة , حاول ليو تحريك المقود لكنه لا يتحرك , لاشيئ يعمل
في هذه السيارة التعيسة , كل شئء توقف في هذه المدينة عند الساعة الخامسة , نظر ليو الى المقاعد الخلفية للسيارة عسى ان يجد شيئا يأكله , فالجوع قد اهلكه
, لم يجد اي شيئ سوى قطعة ورقية صغيرة لم يأبه لها , خرج ليو من السيارة من النافذة بصعوبة , الجروح تملأ جسده لكنه مازال يبدى بعض المقاومة ليبقى على قيد الحياة
, لم يعلم ما الذي سيفعله , نظر الى موقف حافلات كان مقابل للسيارة ذهب اليه للاحتماء من المطر , جلس تحت الموقف طيلة ساعتين و نصف من الزمن ..
لا يفعل اي شيئ سوى التأمل في مباني المدينة المهجورة ذات اللون الرمادي
, نظر ليو للخلف بداعي حب الاستكشاف فوقع بصره مباشرة على اعلان فيه صورة لاحد الاشخاص و مكتوب تحتها مطلوب!500مليون لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجد هذا الشخص او يأتي به ميتا
, ضحك ليو ضحكة مستفزة و قال: هاه 500 مليون كم ستشتري لي من دجاجة لأكلها قبل ان اموت من الجوع!و ادار رأسه للامام و هو مازال يبتسم تلك الابتسامة الخبيثة , صرخ ليو فجأة لا اين رأيت هذا الشخص ..
انا اعرفه . اخرج ليو جواز سفره و ووضعه جنبا الى جنب مع تلك الصورة , نعم انه هو .. لقد كان في تلك الصورة . تفاجأ ما الذي فعله حتى يبحث عنه مقابل 500 مليون ,
سرعان ما نسى ذلك و عاود تلك الابتسامة الخبيثة : اين سأسلم نفسي لكي يعطوني 500 مليون!هاه