فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 4, 2012, 02:04 AM
 
العصفور

العصفور


بدأت عيناه تتفتح, مع تصاعد دقت المنبه, امتدت يده لتغلقه .. وقعت عيناه على عقارب
المنبه, حيث توقفت خطواتها البطيئة على السابعة. نهض "سامى" من فراشه , قاصدا الشرفة,
فأول ما يفعله "سامى" عندما يستيقظ, يتجه الى الشرفة ليلقى تحيه الصباح على الحياه.
بعدما ازاح "سامى" الستار ,انسابت اضواء الشمس الرقيقة فى هذا الوقت من الصباح,
لتكشف عن معالم الكون المستيقظ وتنشر بريقها ودفئها على كل من يقدم على الصباح متافئلا ..
ومن ضمنهم "سامى".

وقف "سامى" فى منتصف الشرفة, واغمض عينيه, وافترشت ذراعيه مجالس الهواء, حيث مددها
بالعرض فى امتطاء واشراق, وكأنه يحتضن العالم بذراعيه فى اقبال تام على الحياة.
بعد ان قام "سامى" باعداد قهوته بنفسه, جلس ليرتشفها فى شرفته, وكانت الشمس قد فرشت
اجنحة الضوء والبريق على اجواء العالم كله, فبدا فنجان القهوة على المنضدة لامعا , حيث
اسقطت الشمس بريقها عليه, وكأنها تشارك "سامى" فى قهوته. بينما "سامى" يرتشف قهوته متأملا
كل ما حوله من جمال, بدأ صوت تلاحم اطارات السيارات المارة على الاسفلت , ليصدر نوعا من
الضجيج لدى "سامى". بدت ابتسامة على وجه "سامى" عندما تتابعت على مسامعه موجات الرنين
الهادى التى تصدرها العصافير على الشجر امامه, التى اعتاد "سامى" ان يسمع هذا النوع من الطرب
الخاص كل صباح, وكان صوت زقزقه العصافير على الشجرة المجاورة لمنزل "سامى" محببا اليه, حتى انها
اصبحت جزءا من طقوس الصباح لديه , حتى انه كان يتلاشى بها ضجيج السيارات المارة امام منزله,
حتى تكاد اصواتها لا تصل اليه.

"الله اكبر .. الله اكبر ", بدأت ترانيم التكبيرات فى صوت المأذن, يتردد صوتها فى انحاء المنطقة,
فى جو روحانى خاص بصلاة الفجر, ويبدو ان جفون سامى قد اطاعت الطلب ولبت النداء, حيث تفتحت
ولم تستسلم للنوم, وافاق "سامى" من غفوته , ينوى الصلاة.

استقرت رأس سامى على الوسادة, استعدادا للنوم, لكن, ترفض اجفانه ان تغلق جناحا رموشها
على عينيه, ويحاول سامى جاهدا ان يغير من وضعيته املا فى الاستسلام للنوم والاحلام, ويحاول, ويحاول,
حتى استقر جسده يائسا من تكرار المحاولات, تعلق بصر "سامى" على عقارب المنبه امامه,
فأعلنت عن الساعة السادسة بالتمام . لم يجد سامى من الاختيارات الكثير ,فعقد عزمه على النهوض,
وبداية ممارسة طقوسه اليومية مبكرا لهذا اليوم .

امسك سامى بهاتفه, ودسس السماعات فى اذنه, حتى يستمتع ببعض الموسيقى الهادئة التى يعتاد ان يسمعها,
فيلهى نفسه بها عن انتظارهلنضج قهوته, التى تتصارع حبيباتها مع النيران. بدأ "سامى" فى تشغيل الموسيقى
على هاتفه, ويحول بصره للقهوة امامه من حين لأخر, انتزعته تل المقطوعة الحزينة التى تسللت عن طريق الاسلاك
من الهاتف حتى وصلت لطبول اذنه وجعلتها ترتجف, "يبدو اننى اخطأت وقمت بتشغيل المقطوعات الحزينة بدلا من
مجموعة المقطوعات الهادئة", بهذه الجملة برر سامى لنفسه ماحدث, وبدأ بتعديل مساره فى تشغيل الموسيقى و...
تلك الصوت الناتج عن اختلاط الماء بالنار نبهه فورا, ان قهوته قد اندفعت للأعلى وسقطت, لتنتقم من لهيب
النيران اسفلها, بعد ان وصلت لدرجة تفوق احتمالها من الغليان, سارع "سامى" باطفاء النار وانقاذ ما تبقى لة
من القهوة, وقد بدا على "سامى" نوعا من الضيق, لذى يحاول ان يتجاوزه ويبدأ _ على الرغم من المضايقات _ يومه
سعيدا كما اعتاد ان يكون دوما.

وقف "سامى" فى شرفته يحاول الاستمتاع الهواء, الذى يبدو انه شحيحا نوعا ما, فنظر "سامى" من حوله يستطلع
اجواء الكون فى هذاالصباح الجديد, الكون يبدو ساكنا, والشمس باهته, مختبئه, فيبدو ضوئها متعب, مريض, لا يقوى
على ان يومض وجه "سامى" الشاحب, فأنعكس هذا المشهد كله بدوره على لارض, التى كانت شبه بائسة, هزيلة.
فلا معالم للشروق فى هذا الصباح. وقد بدا هذا كله يترك انطباعا واضحا على "سامى", حيث علا وجهه دهشة مغموسة
بالضيق, من منظر هذا الكون اليوم, الذى لم ين ليألفه ابدا فى الصباح. مازال "سامى" واقفا يتابع الكون من
حوله, منتظرا حدوث اى تغيرات, لن بلا جدوى, ومازاد من ادهاشته وحيرته, ان تسربت الى اذناه بعض الاصوات الصادرة
من الشجرة, فأنتبه الى صوت العصافير على اغصانها, لكنها, لم تكن تغنى, ولا تزقزق, فقط كانت تصدر اصواتا خافتة
اشبه بالنحيب, مما زاد هذا فى نفس "سامى" من الضيق حتى امتلأ, وادرك انه لابد من المغادرة الى عمله, وترك الكون
وشأنه, فهذا الصباحليس له.

بدأ "سامى" فى ارتداء ملابسه, وتناول حقيبته, واستعد للذهاب الى العمل, وبينما هو يسير فى طرقات المنزل,
قاصدا الباب, وقعت عيناه للحظة على نتيجة العام المعلقة بجوار الباب, واتسعت عيناه من الدهشة, عندما رأى
اليوم المدون فى النتيجة, هو يوم الجمعة, مما يعنى انه اليوم فى اجازة من العمل. وبينما "سامى" يطلق تنهيدة مستنفرة,
مستنكرة, حملت كل مضايقات ومفارقات اليوم, انتبه فجأه لصوت ارتطامخفيف فى الشارع, فبالرغم من هدوء الصوت وعدم
شدته, الا انه سمعه بوضوح, نظرا لاجواء الكون الساكن, فأسرع "سامى"الى الشرفة, ووقف ينظرالى الشارع,
فتعلق بصره فى مكان اسفل الشجرة, حيث رأى عصفورا تفترش جناحاه الارض, فاقدا للروح, وبدا على سامى
نظرة استعطاف وأسى,فأنتبه لأصوات صادرة, فأدار بصره لأعلى الشجرة, ليسمع اصوات العصافير
مازالت ترنو, والنحيب يزداد... ويزداد.

......

بقلم الشاعر والكاتب/ خالد عيد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 9, 2012, 03:06 PM
 
رد: العصفور

رائعة كتير عشت معاها وكأني سامي .. سلمت يداك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 9, 2012, 09:04 PM
 
رد: العصفور

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..sandybelle.. مشاهدة المشاركة
رائعة كتير عشت معاها وكأني سامي .. سلمت يداك


تسلمى يا ساندى جدااا على مرورك الرائع ورأيك فى قصتى
ودى وتقديرى لك دوما
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
\\ اليهودي و العصفور \\ مُصعب روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 July 6, 2010 12:01 PM
العصفور امانة الله المواضيع العامه 2 April 3, 2010 12:53 PM
العصفور والعصفوره ذوالفقار1991 المواضيع العامه 4 June 6, 2009 09:46 AM


الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر