فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 29, 2008, 09:34 AM
 
النبوءة المحمدية المعجزة: لماذا فقد العرب مكانتهم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين، وبعد



قال تعالى: {هَا أَنتُمْ هََؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَمِنكُم مّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنّمَا يَبْخَلُ عَن نّفْسِهِ وَاللّهُ الْغَنِيّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمّ لاَ يَكُونُوَاْ أَمْثَالَكُم }.محمد صلى الله عليه وسلمالآية (38).


قال الطبري في تفسيره
:
يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيرَكُمْ: العجم من عجم فارس.عن أبي هريرة, قال: لما نزلت وَإنْ تَتَوَلّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمّ لا يكُونُوا أمْثالَكُمْ كان سَلْمان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقالوا: يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين إن تولينا استُبدِلوا بنا, قال: فضرب النبيّ صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان, فقال: «مِنْ هَذَا وَقَوْمِهِ, وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أنّ الدّينَ تَعَلّقَ بالثّرَيّا لَنالَتْهُ رِجالٌ مِنْ أهْل فارِسِ». (تفسير الطبري، سورة محمد صلى الله عليه وسلم).

و في تفسير القرطبي: . قال أنس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان، قال: [هذا وأصحابه. والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس]. وقال الحسن: هم العجم. وقال عكرمة: هم فارس والروم. قال المحاسبي: فلا أحد بعد العربي من جميع أجناس الأعاجم أحسن دينا، ولا كانت العلماء منهم إلا الفرس. .

و في تفسير ابن كثير: قال ابن أبي حاتم وابن جرير: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاَية {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال «هذا وقومه ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس».


فهل ما نشاهده الآن من هوان عربي و انتقال مستمر لمختلف مقاليد الهيمنة الاقتصادية (تولي مواطني معظم دول الخليج العربي ذوي الأصول الفارسية مقاليد الحياة الاقتصادية وتحكمهم في صنع القرار)، والعسكرية والسياسية والدينية (تكاليف الدعوة وحمل الرسالة والدفاع عن المقدسات) تنتقل يوميا من أيدي أصحابها الأصليين (العرب وخصوصا عرب الجزيرة العربية)، إلى الفرس وهو ما أخبرعنه النبي صلى الله عليه وسلمفبل قرون من الزمن.
هل هو مصداق لما أخبر عنه من لا ينطق عن الهوى؟ وهل هي معجزة تضاف معجزاته التي لا تحصى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟


القاعدة التي تقررها الآية، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

أن الإنفاق في سبيل الله
(أي الإنفاق في الأوجه التي شرعها الله والتي حددتها الآية الكريمة: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } البقرة الآية 215.،

هذا الإنفاق هو من أهم المعايير التي أرساها ربنا لحركة الاستخلاف والاستبدال.

والمقصود بالاستخلاف: هو اختيار الله فردا أو جماعة ليتولوا تكليفا أو ميزة معينة (أرض، ثروة، رسالة، إلخ)، فهم "خلفاء" أو "مستخلفون"، قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً". البقرة الآية (30).
أما الاستبدال - فهو عكس الاستخلاف - أي: انتزاع هذه الميزة أو التكليف من الخليفة الأصل واستخلاف آخر عليه.
ومنذ الأزل كانت عناصر بشرية معينة، فرادى وجماعات، تتولى التحكم في أرجاء معينة من الأرض، وتتمتع بسلطة عليها، أو تمتلك ميزة معينة (ثروة، علم، رسالة . . إلخ) ، ثم تأتي أقوام أخرى تزيحهم عن ميزتهم وتبادرها بدلا عنهم.


بل إن التاريخ الإنساني في مفهومه ليس إلا جماع هذا التجاذب والتبادل في الأدوار، وهذا الصعود والنزول غير المتوقف وغير المنتهي إلا بانتهاء الوجود البشري وتوقفه. وإن وجود نصوص تنظم هذا التداول أو تضع المعايير له، لخليقة بأن يهتم الباحث بها أو أن يبذل في فهمها شيئا من وقته، حيث أن فهمها سيكون له أبلغ الأثر في تحديد مصيره أو مصير من حوله.



إن المعيار الذي حددته الآية الكريمة معيار مستقل عن المعايير الأخرى التي جاءت بها الشرائع
(كالإيمان والصلاة الصوم ...)، ويتجلى هذا الاستقلال في صورتين:

أن وجود الإنفاق كافٍ للاستخلاف حتى في غياب الأوجه الأخرى
.وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليعمّر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم, قيل وكيف ذلك يا رسول الله قال بصلتهم لأرحامهم))، أي أن الجوانب العقائدية ليست شرطاً لقطف ثمرة الأعمال الصالحة في الحياة الدنيا حتى وإن أتت من أقوام غير مؤمنة أصلا.

أن غياب الإنفاق يؤدي للاستبدال حتى في حال وجود الخصال الأخرى وكمالها، أي حتى ولو أتى من أقوام عابدة ومؤمنة، وهو ما يؤيده السياق الذي أتت به الآية الكريمة والآيات السابقة لها
{إِنّمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ * إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ }. محمد (ص)الآيات 36-37.، كما تؤيده الآية الكريمة:{وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ } 195 البقرة، فقد جاء في تفسير ابن كثير : عن ابن عباس, في قوله تعالى: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}, قال: ليس ذلك في القتال, إنما هو في النفقة أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله ولا تلق بيدك إلى التهلكة, قال حماد بن سلمة: كانت الأنصار يتصدقون وينفقون من أموالهم, فأصابتهم سنة فأمسكوا عن النفقة في سبيل الله, فنزلت: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال الحسن البصري {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} قال: هو البخل.وجاء في تفسير الطبري: أن الأنصار كان احتبس عليهم بعض الرزق, وكانوا قد أنفقوا نفقات, قال: فساء ظنهم وأمسكوا. قال: فأنزل الله: وأنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَةِ قال: وكانت التهلكة سوء ظنهم وإمساكهم. وعن مجاهد في قول الله: وَلا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَة قال: تمنعكم نفقةً في حقَ خيفةُ العَيْلة. وعن عكرمة في قوله: وَلا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَة قال: لما أمر الله بالنفقة فكانوا أو بعضهم يقولون: ننفق فيذهب مالنا ولا يبقى لنا شيء, قال: فقال أنفقوا ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة, قال: أنفقوا وأنا أرزقكم. وعن الحسن في التهلكة, قال: أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله, وأخبرهم أن ترك النفقة في سبيل الله التهلكة.


والله سبحانه وتعالى أعلم وهو سبحانه ولي التوفيق


رحم الله من أعان على نشرها
"
فواللهِ لأنْ يَهدِيَ اللهُ بكَ رجُلاً خَيرٌ لكَ من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم"

صدق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

succession.jeeran
succ.hooxs


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, مكانتهم, المحمدية, المعجزة, العرب, النبوءة, فقد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة simorafik النصح و التوعيه 4 October 1, 2010 08:24 AM
النبوءة والسياسيه - جريس هالسل advocate كتب السياسة و العلاقات الدوليه 0 December 23, 2007 08:59 PM
لماذا أضاف العرب الهيل إلى القهوة؟ فجر الامارات المواضيع العامه 9 August 24, 2007 10:13 PM
القصيدة المحمدية RiiMii شعر و نثر 2 July 10, 2007 09:53 AM


الساعة الآن 04:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر