|
شعر و نثر اكتب قصيده , من انشائك او من نِثار الانترنت , بالطبع , سيشاركك المتذوقين للشعر مشاعرك |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
أروع ماقيل في الغزل الجاهلي ..
الأعشى أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ * سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْ * غِي وُدّهَا بِطِلابِهَا أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا * أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا * جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَ * نَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْ * لِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ * يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِلُ، * وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟ غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها، * تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا * مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ * كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا، * وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَارِ تَخْتَتِلُ يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا، * إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ، * وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ * إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَا، * جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِلُ؟ المرقشين أغالِبُكَ القلبُ اللَّجوج صَبَابَةً * وشوقاً إلى أسماءَ أمْ أنتَ غالُبُهْ يهيمُ ولا يعْيا بأسماء قلبُه * كذاك الهوى إمرارُه وعواقِبُهْ أيُلحى امرؤ في حبِّ أسماء * قد نأى بِغَمْزٍ من الواشين وازورَّ جانبُهْ وأسماءُ هَمُّ النفس إن كنتَ عالماً * وبادي أحاديثِ الفؤادِ وغائبهْ إذا ذكرَتْها النفسُ ظَلْتُ كأنَّني * يُزعزعني قفقاف وِرْدٍ وصالبُهْ قُلْ لأسماء أَنْجِزي الميعادا * وانْظُري أنْ تُزوِّدي منكِ زادا أَينما كنتِ أو حَلَلتِ بأَرضٍ * أو بلادٍ أَحيَيْتِ تلكَ البلادا إن تَكُونِي تَرَكْتِ رَبْعَكِ بالشَّأ * مِ وجاوَزْتِ حِمْيراً ومُرادا فارْتجِي أَن أَكونَ منكِ قريباً * فاسْألي الصَّادِرِين والوُرَّادا وإذا ما رأَيْتِ رَكْباً مُخِّبِي * نَ يَقُودونَ مُقْرَباتٍ جِيادا فَهُمُ صُحْبتِي على أَرْحُلِ المَيْ * سِ يُزَجُّونَ أَيْنُقاً أَفْرادا وإذا ما سمَعتِ من نحوِ أَرضٍ * بِمُحِبٍّ قد ماتَ أَو قِيلَ كادا فاعْلَمِي غيرَ عِلْمِ شَكٍّ بأَنِّي * ذاكِ، وابْكِي لِمُصْفَدٍ أَنْ يُفادى أو تناءت بك النوى فلقد قدتِ * فؤادِي لحينه فانقادا ذاك أنِّي علقت منك جوى الحبّ * وليداً فزدتُ سنّاً فزادا خليليّ عوجا باركَ الله فيكما وإن * لم تَكُنْ هندٌ لأرضِكما قَصْدا وقولا لها: ليس الضلالُ أجازَنا * ولكنّنا جُزنا لنلقاكمُ عَمدا تخيّرتُ من نعمان عودَ أراكةٍ * لهندٍ فمن هذا يُبلِّغه هِندا؟ وأنطيتُهُ سيفي لكيما أقيمَهُ * فلا أوداً فيه استبنتُ ولا خَضْدا ستبلُغ هنداً إن سلِمْنا قلائصٌ * مَهارى يُقطِّعْنَ الفَلاةَ بنا وَخْدا فلمّا أنخنا العيسَ قد طال سيُرها * إليهم وجدناهم لنا بالقرى حَشْدا فناولتها المسواك والقلب خائف * وقلت لها: يا هند أهلكتِنا وَجْدا فمدَّت يداً في حُسْنِ كلٍّ تناولاً * إليه وقالت: ما أرى مثل ذا يُهْدى وأقبلت كالمجتاز أدّى رسالةً * وقامت تَجُرُّ المَيْسَنانِيَّ والبُردا تَعَرَّضُ للحي الذينَ أريدهم * وما التمستْ إلاّ لتقتلني عمدا فما شبهٍ هند غيرُ أدماءَ خاذِلٍ * من الوحشِ مرتاعٍ تُراعى طَلاًّ فَرْدا وما نطفَة من مُزْنَةٍ في وَقيعَةٍ * على متن صخر في صفاً خالطت شهْدا بأطيب من ريّا عُلالة ريقها * غداة هضاب الطلّ في روضة تندى سَرى لَيْلاً خَيالٌ مِنْ سُلَيْمى * فَأَرَّقَني وأصْحابي هُجُودُ فَبِتُّ أُدِيرُ أَمْرِي كلَّ حالٍ * وأَرْقُبُ أَهْلَها وهُمُ بعيدُ عَلى أَنْ قَدْ سَما طَرْفِي لِنارٍ * يُشَبُّ لها بذِي الأَرْطى وَقُودُ حَوالَيْها مَهاً جُمُّ التَّراقي * وأَرْآمٌ وغِزْلانٌ رُقُودُ نَواعِمُ لا تُعالِجُ يُؤْسَ عَيْشٍ * أَوانِسُ لا تُراحُ وَلا تَرُودُ يَزُحْنَ مَعاً بِطاءَ المَشْيِ بُدّاً * عليهنَّ المَجاسِدُ والبُرُودُ سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخْرى * وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ إمرؤ القيس أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هذا التّدَلُّلِ * وَإن كُنتِ قد أزمعْتِ صَرْمي فأجْمِلي أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي * وَأنّكِ مهما تأْمُري القلبَ يَفْعلِ وَإنْ تكُ قد ساءتْكِ مني خَليقَةٌ * فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَن مهفهفة بيضاء غير مفاضة * ترائبها مصقولة كالسجنجل كبكرة المقاناة البياض بصفرة * غذاها نمير الماء غير المحلل تصد وتبدي عن أسيل وتتقي * بناظرة من وحش وجرة مطفل وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش * إذا هي تصته ولا بمعطل وفرع يزين المتن أسود فاحم * أثبت كقنو النخلة المتعثكل غدائره مستشزرات إلى العلا * تضل المدارى في مثنى ومرسل وتعطو برخص غير شثن كأنه * أساريع ظبى أو مساويك اسحل وتضحى فتبت المسك فوق فراشها * نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل تضئ الظلام بالعشاء كأنها * منارة ممسى راهب متبتل إلى مثلها يرنو الحليم صبابة * إذا ما اسبكرتت من درع ومجول جميل بن المعمر ألا ليت ريعان الشباب جديد * ودهرا تولى - يا بثين - يعود فنبقى كما كنا نكون وأنتمو * قريب وإذ ما تبذلين زهيد وما أنسى الأشياء لا أنسى قولها * وقد قربت نضوي : أمصر تريد و لا قولها : لولا العيون التي ترى * لزرتك فاعذرني فدتك جدود خليلي ما ألقى من الوجد باطن * ودمعي - بما أخفي الغداة - شهيد إذا قلت : ما بي يا بثينة قاتلي * من الحب قالت : ثابت ويزيد وإن قلت : ردي بعض عقلي أعش به * تولت وقالت : ذاك منك بعيد فلا أنا مردود بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد جزتك الجوازي يا بثين سلامة * إذا ما خليل بان وهو حميد وقلت لها : بيني وبينك فاعملي * من الله ميثاق له وعهود وقد كان حبيكم طريفا وتالدا * وما الحب إلا طارف وتليد وإن عروض الوصل بيني وبينها * وإن سهلته بالمنى لكؤود وأفنيت عمري بانتظاري وعدها * وأبليت فيها الدهر وهو جديد ويحسب نسوان من الجهل أنني * إذا جئت إياهن كنت أريد فأقسم طرفي بينهن فيستوي * وفي الصدر بون بينهن بعيد ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بوادي القري إني إذن لسعيد وهل أهبطن أرضا تظل رياحها * لها بالثنايا القاويات وئيد وهل ألقين " سعدي " من الدهر مرة * وما رث من حبل الصفاء جديد وقد تلتقي الأشتات بعد تفرق * وقد تدرك الحاجات وهي بعيد إذا جئتها يوما من الدهر زائرا * تعرض منفوض اليدين صدود يصد ويغضي عن هواي ويجتني * ذنوبا عليها إنه لعنود فأصرمها خوفا كأني مجانب * ويغفل عنا مرة فعنود ومن يعط في الدنيا قرينا كمثلها * فذلك في عيش الحياة رشيد يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * ويحيا إذا فارقتها فيعود يقولون : جاهد يا جميل بغزوة * وأي جهاد غيرهن أريد لكل حديث عندهن بشاشة * وكل قتيل عندهن شهيد وأحسن أيامي وأبهج عيشتي * إذا هيج بي يوما وهو قعود تذكرت ليلى فالفؤاد عميد * وشطت نواها فالمزار بعيد علقت الهوى منها وليدا فلم يزل * إلى اليوم ينمي حبها ويزيد فما ذكر الخلان إلا ذكرتها * ولا البخل إلا قلت سوف تجود إذا فكرت قالت : قد أدركت وده * وما ضرني بخلي فكيف أجود فلو تكشف الأشياء صودف تحتها * لبثنة حب طارف وتليد ألم تعلمي يا أم ذي الودع انني * أضاحك ذكراكم وأنت صلود ! فهل القين فردا بثينة ليلة * تجود لنا من ودها ونجود ومن كان في حبي بثينة يمتري * " فبرقاء ذي ضال " علي شهيد أبي القلب إلا حب بثنة لم يرد * سواها وحب القلب بثنة لا يجدي أبي القلب إلا حب بثنة لم يرد * سواها وحب القلب بثنة لا يجدي تعلق روحي روحها قبل خلقنا * ومن بعد ما كنا نطافا وفي المهد فزاد كما زدنا فأصبح ناميا * وليس إذا متنا بمنتقض العهد ولكنه باق على كل حالة * وزائرنا في ظلمة القبر واللحد على أن من قد مات صادف راحة * وما بفؤادي من رواح ولا رشد يكاد فضيض الماء يخدش جلدها * إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد وقد لامني فيها أخ ذو قرابة * حبيب إليه من ملامته رشدي وقال أفق حتى متى أنت هائم * ببثنة فيها قد تعيد وقد تبدي فقلت له فيها قضى الله ما ترى * علي وهل فيما قضى الله من رد فإن كان رشدا حبها أو غواية * فقد جئته ما كان مني على عمد طرفة بن العبد أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، * كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، * منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، * وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، * لها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، * كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه لَيَاليَ أقْتادُ الصِّبا ويَقُودُني، * يَجُولُ بنَا رَيعانُهُ ويُحاوِلُه سَما لكَ من سلْمى خَيالٌ ودونَها * سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ فذُو النّيرِ فالأعلامُ من جانبِ الحِمى * وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله وأنّى اهْتَدَتْ سلمى وَسائلَ، بَيننا * بَشاشَةُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ وكم دُونَ سَلمى من عدُوٍّ وبلدةٍ * يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاةِ، كأنّهُ * رقيبٌ يُخافي شَخْصَهُ، ويُضائلُهْ وما خِلْتُ سلمى قبلَها ذاتَ رِجلةٍ، * إذا قَسْوَرِيُّ الليلِ جِيبَتْ سَرَابلهْ وقد ذَهَبَتْ سلمى بعَقْلِكَ كُلّهِ، * فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ * بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي * بذلكَ، عَوْفٌ أن تُصَابَ مُقاتِله فلمّا رأى أنْ لا قَرارَ يُقِرُّهُ، * وأنّ هَوَى أسْماءَ لا بُدّ قاتِله تَرَحّلَ مِنْ أرْضِ العرَاقِ مُرَقِّشٌ * على طَرَبٍ، تَهْوي سِراعاً رواحِله إلى السّرْوِ، أرضٌ ساقه نحوها الهوى، * ولم يَدْرِ أنّ الموْتَ بالسّرْوِ غائله فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّةٍ، * مَسيرَةِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله عنترة بن شداد بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ * إذا أتاني بريحهِ العطِرِ ألذُّ عندي مِمَّا حَوتْهُ يدي * مِنَ اللآلي والمالِ والبِدَر ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا * ما غابَ وجهُ الحبيبِ عنْ نظري سقى الخِيامَ التي نُصبْنَ على * شربَّةِ الأُنسِ وابلُ المطر منازلٌ تَطْلعُ البدورُ بها * مبَرْقعاتٍ بظُلمةِ الشَّعر تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ وَهْيَ لاهِيَةٌ * كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ بيضٌ وسُمْرٌ تَحْمي مَضاربَها * أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جاريةٌ * مكْحولةُ المقْلتين بالحور تريكَ مِنْ ثغرِها إذا ابتَسمت * كأسَ مُدامٍ قد حُفَّ بالدُّررِ أعارت الظَّبيَ سِحرَ مقْلتها * وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتِنةٌ * تُخجلُ بالحُسنِ بهجةَ القمر يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي * ترمي فؤَادي بأَسْهُم الشرر إن طيف الخيال يا عبل يشفي * ويداوي به فؤادي الكئيب وهلاكي في الحب أهون عندي * من حياتي إذا جفاني الحبيب يا نسيم الحجاز لولاك تطفا * نار قلبي أذاب جسمي اللهيب لك منى إذا تنفست حر * ولرياك من عبيلة طيب ولقد ناح في الغصون حمام * فشجاني حنينه والنحيب بات يشكو فراق إلف بعيد * وينادي أنا الوحيد الغريب يا حمام الغصون لو كنت مثلي * عاشقا لم يرقك غصن رطيب فاترك الوجد والهوى لمحب * قلبه قد أذابه التعذيب كل يوم له عتاب مع الدهر * وأمر يحار فيه اللبيب وبلايا ما تنقضي ورزايا * ما لها من نهاية وخطوب أشاقك من عبل الخيال المبهج * فقلبك منه لاعج يتوهج فقدت التي بانت فبت معذبا * وتلك احتواها عنك للبين هودج كأن فؤادي يوم قمت مودعا * عبيلة مني هارب يتمعج خليلي ما أنساكما بل فداكما * أبي وأبوها أين أين المعرج الماء بماء الدحرضين فكلما * ديار التي في حبها بت ألهج ديار لذات الخدر عبلة أصبحت * بها الأربع الهوج العواصف ترهج الا هل ترى إن سط عني مزارها * وأزعجها عن أهلها الآن مزعج فهل تبلغني دارها شدنية * هملعة بين القفار تهملج أرض الشربة شعب ووادي * رحلت وأهلها في فؤادي يحلون فيه وفي ناظري * وإن أبعدوا في محل السواد إذا خفق البرق من حيهم * أرقت وبت حليف السهاد وريح الخزامى يذكر أنفي * نسيم عذارى وذات الأيادي أيا عبل مني بطيف الخيال * على المستهام وطيب الرقاد عسى نظرة منك تحيا بها * حشاشة ميت الجفا والبعاد أيا عبل ما كنت لولا هواك * قليل الصديق كثير الأعادي وحقك لا زال ظهر الجواد * مقيلي وسيفي ودرعي وسادي إلى أن أدوس بلاد العراق * وأفني حواضرها والبوادي إذا قام سوق لبيع النفوس * ونادى وأعلن فيه المنادي وأقبلت الخيل تحت الغبار * بوقع الرماح وضرب الحداد وأرجع والنوق موقورة * تسير الهويني وسيبوب حادى وتسهر لي أعين الحاسدين * وترقد أعين أهل الوداد ترى هذه ريح أرض الشربه * أم المسك هب مع الريح هبه ومن دار عبلة نار بدت * أم البرق سل من الغيم عضبه أعبلة قد زاد شوقي وما * أرى الدهر يدني إلى الأحبة وكم جهد نائبة قد لقيت * لأجلك يا بنت عمي ونكبه فلو أن عينيك يوم اللقاء * ترى موقفي زدت لي في المحبه يفيض سناني دماء النحور * ورمحي يشك مع الدرع قلبه وأفرح بالسيف تحت الغبار * إذا ما ضربت به ألف ضربه وتشهد لي الخيل يوم الطعان * بأني أفرقها ألف سربه وإن كان جلدي يرى أسودا * فلى في المكارم عز ورتبه ولو صلت العرب يوم الوغى * لأبطالها كنت للعرب كعبه ولو أن للموت شخصا يرى * لروعته ولأكثرت رعبه إذا رشقت قلبي سهام من الصد * وبدل قربي حادث الدهر بالبعد لبست لها درعا من الصبر مانعا * ولاقيت جيش الشوق منفردا وحدي وبت بطيف منك يا عبل قانعا * ولو بات يسري في الظلام على خدي فبالله يا ريح الحجاز تنفسي * على كبد حري تذوب من الوجد ويا برق إن عرضت من جانب الحمى * فحي بن عبس على العلم السعدي وإن خمدت نيران عبلة موهنا * فكن أنت في أكنافها نير الوقد وخل الندى ينهل فوق خيامها * يذكرها أني مقيم على العهد عدمت اللقا إن كنت بعد فراقها * رقدت وما مثلت صورتها عندي وما شاق قلبي في الدجى غير طائر * ينوح على غصن رطيب من الرند به مثل ما بي فهو يخفى من الجوى * كمثل الذي أخفي ويبدي الذي أبدي ألا قاتل الله الهوى كم بسيفه * قتيل غرام لا يوسد في اللحد ولولا فتاة في الخيام مقيمة * لما اخترت قرب الدار يوما على البعد مهفهفة والسحر من لحظاتها * إذا كلمت ميتا يقوم من اللحدا أشارت إليها الشمس عند غروبها * تقول إذا اسود الدجى فاطلعي بعدي وقال لها البدر المنير ألا اسفري * فإنك مثلي في الكمال وفي السعد فولت حياء ثم أرخت لثامها * وقد نثرت من خدها رطب الورد وسلت حساما من سواجي جفونها * كسيف أبيها القاطع المرهف الحد تقاتل عيناها به وهو مغمد * ومن عجب أن يقطع السيف في الغمد مرنحة الأعطاف مهضومة الحشا * منعمة الأطراف مائسة القد يبيت فتات المسك تحت لثامها * فيزداد من أنفاسها أرج الند ويطلع ضوء الصبح تحت جبينها * فيغشاه ليل من دجى شعرها الجعد وبين ثناياها إذا ما تبسمت * مدير مدام يمزج الراح بالشهد شكا نحرها من عقدها متظلما * فواحربا من ذلك النحر والعقد فهل تسمح الأيام يابنة مالك * بوصل يداوي القلب من ألم الصد سأحلم عن قومي ولو سفكوا دمي * وأجرع فيك الصبر دون الملا وحدي جفون العذارى من خلال البراقع * أحد من البيض الرقاق القواطع إذا جردت ذل الشجاع وأصبحت * محاجره قرحى بفيض المدامع سقى الله عمي من يد الموت جرعة * وشلت يداه بعد قطع الأصابع كما قاد مثلي بالمحال إلى الردى * وعلق آمالي بذيل المطامع لقد ودعتني عبلة يوم بينها * وداع يقين أنني غير راجع وناحت وقالت كيف تصبح بعدنا * إذا غبت عنا في القفار الشواسع وحقك لا حاولت في الدهر سلوة * ولا غيرتني عن هواك مطامعي فكن واثقا مني بحسن مودة * وعش ناعما في غبطة غير جازع فقلت لها يا عبل إني مسافر * ولو عرضت دوني حدود القواطع خلقنا لهذا الحب من قبل يومنا * فما يدخل التفنيد فيه مسامعي أيا علم السعدى هل أنا راجع * وانظر في قطريك زهر الأراجع وتبصر عيني الربوتين وحاجرا * وسكان ذاك الجرع بين المراتع وتجمعنا أرض الشربة واللوى * ونرتع في أكناف تلك المرابع فيا نسمات البان بالله خبري * عبيلة عن رحلي بأي المواضع ويا برق بلغها الغداة تحيتي * وحي دياري في الحمى ومضاجعي وحقك أشجاني التباعد بعدكم * فهل أنتم أشجاكم البعد من بعدي رَمَتِ الفُؤَادَ مَلِيحَةٌ عَذْرَاءُ * بِسِهَامِ لَحْظٍ ما لَهُنَّ دَوَاءُ مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ * مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ فاغْتَالَني سَقَمِي الَّذِي في بَاطِني * أخْفَيْتُهُ فأَذَاعَهُ الإخْفَاءُ خَطَرَتْ فَقُلْتُ قَضِيبُ بَانٍ حَرّكَتْ * أعْطَافَهعُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ وَرَنَتْ فَقُلْتُ غَزَالةٌ مَذْعُورَةٌ * قَدْ رَاعَهَا وَسْطَ الفلاَةِ بلاَءُ وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَةَ تِمِّهِ * قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ بسَمَتْ فلاَحَ ضياءُ لؤلؤ ثَغْرِها * فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ * لِجَلاَلِها أَرْبابُنا العُظَمَاءُ يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ * عِنْدي إذَا وَقَعَ الإيَاسُ رَجَاءُ إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني * في هِمَّتي لِصُرُوفِهِ أزراءُ إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي * طَفا برْدُها حرَّ الصبابةِ والوَجدِ وذكَّرني قوْماً حَفِظتُ عهُودَهُمْ * فما عَرفُوا قَدري ولاَ حَفِظُوا عهدي ولولاَ فتاةٌ في الخيامِ مُقيمَةٌ * لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها * إذا كلَّمتْ ميْتاً يقُوم منَ اللَّحْدِ أشارتْ إليها الشَّمْسُ عِنْد غرُوبها * تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي وقال لها البدْرُ المنير ألاَ اسْفري * فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ فوَلّتْ حياءً ثم أَرْخَتْ لِثامَها * وقد نثرَتْ منْ خَدِّها رطِبَ الورْد وَسَلَّتْ حُساماً من سَواجي جفُونها * كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ * ومنْ عَجبٍ أنْ يَقْطع السَّيْفُ في الغِمْدِ مُرنِّحةُ الأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا * منَعَّمة الأَطْرافِ مائسة القَدِّ يبيتُ فُتاتُ المسْكِ تحتَ لثامها * فيزدادُ منْ أنْفاسها أرَجُ النَّدِّ ويطْلُع ضَوءُ الصبْح تَحتَ جَبينها * فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد وبين ثناياها إذا ما تَبسَّمتْ * مديرُ مُدامٍ يَمزجُ الرَّاحَ بالشَّهد شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً * فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ فهلْ تسمَحُ الأَيامُ يا ابْنةَ مالكٍ * بوَصْلٍ يُدَاوي القَلْبَ منْ ألم الصَّدِّ سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي * وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي وحَقّكِ أَشْجاني التَّباعدُ بعدكم * فهل أنتمُ أشْجاكُم البُعدُ منْ بعدي حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا * وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي فإنْ عاينت عيني المَطايا وركْبها * فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ لعُوبٌ بأَلْبابِ الرّجال كأَنَّها * إذا أَسْفَرَتْ بَدْرٌ بدا في المَحَاشِدِ شَكَتْ سَقَماً كيْما تُعَادَ وما بها * سِوَى فَتْرةِ العيْنَين سقْمٌ لِعائِدِ منَ البيض لا تلْقاكَ إلاَّ مَصونَةً * وتمْشي كَغُصْنِ البانِ بينَ الولائِدِ كأَنَّ الثُّريَّا حينَ لاحَتْ عَشيَّةً * على نَحْرِها مَنْظُومَةٌ في القَلائِدِ منَعَّمةُ الأَطْرافِ خَوْدٌ كأَنَّها * هِلالٌ على غُصْنٍ من البانِ مائِدِ حَوَى كلَّ حُسْنٍ في الكَوَاعِبِ شَخْصُها * فليْسَ بها إلاَّ عُيوبُ الحَواسد إذا كانَ دمْعي شاهدي كيفَ أجْحَدُ * ونارُ اشْتياقي في الحَشا تَتَوَقَّد وهيْهاتَ يَخْفى ما أُكِنُّ مِنَ الهَوَى * وثَوْبُ سَقامي كلَّ يوْمٍ يُجدَّدُ أُقاتِلُ أشواقي بصبْري تجلّداً * وقَلبيَ في قَيْدِ الغَرامِ مُقَيَّد إلى الله أشكُو جَوْرَ قَوْمي وظُلْمَهُمْ * إذا لم أجِدْ خِلاً على البُعد يَعْضُدُ خَليلَيَّ أمسى حُبُّ عبلةَ قاتِلي * وبأْسِي شديدٌ والحُسامُ مُهَنَّدُ حَرامٌ عليّ النَّوْمُ يا ابنَةَ مالكِ * ومَنْ فَرْشُهُ جمْرُ الغَضا كيْف يَرْقُدُ سأَنْدبُ حتى يَعْلَم الطَّيْرُ أنني * حَزينٌ ويَرْثي لي الحمامُ المغَرِّدُ وأَلثِمُ أرْضاً أنْتِ فيها مقيمَةٌ * لَعَلَّ لَهيبي مِنْ ثرى الأَرضِ يَبْرُدُ رَحَلْتِ وقلْبي يا ابْنَةَ العمِّ تائهٌ * على أثَرِ الأَظْعَانِ للرِّكْب يَنْشدُ لئنْ تَشْمَتِ الأَعداءُ يا بنْتَ مالكٍ * فإن ودادي مثْلما كانَ يُعهَدُ ذَنبي لِعبْلةَ ذنبٌ غير مغتفرِ * لمّا تَبلَّجَ صبُح الشَّيبِ في شعري رَمتْ عُبيلةُ قلْبي من لواحِظِها * بكُلِّ سهْم غريق النَّزعْ في الحَوَرِ فاعْجب لهنّ سهاماً غيْرَ طائِشَةٍ * من الجفُونِ بلا قوْسٍ ولا وَتَرِ كم قد حفِظْتُ ذمامَ القوم من ولَهٍ * يَعْتادني لبناتِ الدَّلِّ والخَفَرِ مُهفْهفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حين يَرَى * قدودَها بيْنَ مَيَّادٍ ومنْهصر يا منْزلاً أدْمعي تجري عليهِ إذا * ضَنَّ السَّحابُ على الأَطْلال بالمطر أرضُ الشَّربَّةِ كم قضَّيت مُبتهجاً * فيها مَعَ الغيدِ والأَتْرابِ من وَطَرِ أيّامَ غُصْنُ شَبابي في نعُومتِهِ * ألْهُو بما فيهه من زهرٍ ومن أَثرِ في كلِّ يومٍ لنا من نَشْرها سَحَراً * ريحٌ شَذَاها كنَشْر الزّهر في السَّحر وكلُّ غصنٍ قويمٍ راق منْظرهُ * ما حَظُّ عاشِقها مِنْه سوى النَّظرِ أخْشى عليها ولَوْلا ذاكَ ما وَقَفَتْ * ركائبي بينَ وِرْدِ العَزْمِ والصَّدَرِ كلاّ ولاَ كُنْتُ بَعد القُرْبِ مُقْتنِعاً * منها على طولِ بُعْدِ الدَّار بالخبر هُمُ الأَحبَّةُ إنْ خانُوا وإنْ نَقَضوا * عَهدي فما حُلْتُ عَنْ وَجْدي ولا فِكري أَشكُو منَ الهَجر في سِرٍّ وفي عَلَنٍ * شكْوَى تُؤَثرُ في صلْدِ منَ الحجر زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَةَ في الكَرى * لمُتيِّم نشوانَ محلولِ العُرى فنهضتُ أشكُو ما لَقيتُ لبُعدها * فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها * والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى وكشفتُ بُرقُعَها فأَشرَقَ وجهُها * حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً عربيَّةٌ يهْتزُّ لِينُ قوَامِها * فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا محجوبةٌ بصَوارمٍ وَذَوابلٍ * سمرٌ ودُونَ خبائها أسدُ الشَّرى يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى * وأنا المُعنَّى فيكِ منْ دُون الورى يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي * لمَّا جرت روحي بجمسي قدْ جرَى وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به * عَبْسٌ وَسيْفُ أبيهِ أفنى حِمْيَرا يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ * أبداً أزيدُ بهِ غراماً مُسْعرا يا شأسُ لولاَ أنّ سلْطانَ الهوى * ماضي العَزِيمةِ ما تملّكَ عنتَرا سأُضْمِرُ وجدي في فؤَادي وأكْتُم * وأَسْهرُ ليلي والعواذلُ نوَّمُ وأطْمعُ من دَهري بما لا أنالهُ * وألزمُ منه ذُلَّ منْ ليسَ يرْحمُ وأَرجو التَّداني منكِ يا ابنةَ مالكٍ * ودونَ التَّداني نارُ حَرْبٍ تُضَرَّمُ فَمُنِّي بطيْفٍ من خيالِكِ واسأَلي * إذا عادَ عني كيفَ باتَ المتيَّمُ ولا تَجْزَعي إنْ لَجَّ قوْمُكِ في دَمي * فما لي بعْدَ الهجرِ لَحمٌ ولا دَمُ ألم تسْمعي نَوْحَ الحمائِم في الدجى * فمنْ بَعضِ أشْجاني وَنَوْحي تعلّموا ولم يبْقَ لي يا عبلَ شخْصٌ معَرَّفٌ * سوى كبدٍ حَرَّى تذوبُ فأَسقمُ وتلكَ عِظامٌ بالياتٌ وأَضْلعٌ * على جلدِها جيْشُ الصُّدودِ مخيِّمُ وإنْ عشْتُ منْ بَعد الفراقِ فما أنا * كما أدَّعي أني بعبلةَ مُغْرَمُ وإنْ نامَ جفني كانَ نوْمي عُلاَلةً * أقولُ: لعلَّ الطَّيْفَ يأْتي يُسلِّمُ أَحِنُّ إلى تلكَ المنازلِ كلّما * غدَا طائرٌ في أيكَةٍ يترَنَّمُ بكيتُ من البيْنِ المُشِتِّ وإنني * صبُورٌ على طعْن القَنا لو عَلمتُمُ لمن الشُّمُوسُ عزيزَةُ الأَحداج * يَطْلُعنَ بينَ الوشْيِ والدِّيباج مِنْ كلّ فائِقةِ الجمال كَدُميَةٍ * من لؤْلُؤٍ قدْ صُوِّرَتْ في عاج تمشي وَتُرفِلُ في الثِّيابِ كأَنَّها * غُصْنٌ تَرَنَّحَ في نَقاً رجَّراج حفَّتْ بهن مَناصلٌ وذَوابلٌ * ومَشَتْ بهنَّ ذَواملٌ وَنواجي فيهن هَيفاءُ القَوامِ كأَنها * فُلكٌ مُشرَّعةٌ على الأَمواج خطَفَ الظَّلامُ كسارقٍ من شعرها * فكأَنَّما قرَنَ الدُّجى بدَياجي أبْصَرْتُ ثمَّ هَويتُ ثمَّ كَتَمْتُ ما * أَلقى وَلمْ يَعْلَمْ بذَاكَ مُناجي فوَصلْتُ ثمَّ قَدَرْتُ ثمَّ عَفَفْتُ من * شرَفٍ تناهى بي إلى الإنضاج لِمَنْ طَللٌ بوَادِي الرَّمْلِ بالي * مَحتْ آثارَهُ ريحُ الشمالِ وَقَفتُ به وَدَمْعي مِنْ جُفُوني * يَفيضُ على مَغانيهِ الخَوالي أُسائِلُ عَنْ فَتاةِ بني قُرادٍ * وعنْ أتْرابها ذَاتِ الجمال وكَيفَ يُجيبني رَسْمٌ مُحيلٌ * بعيدٌ لا يَرُدُّ على سُؤَالي إذا صاحَ الغُرابُ به شجاني * وأجرى أدْمُعي مِثلَ اللآلي وأخبرني بأَصْنافِ الرَّزايا * وبالهِجْرانِ منْ بعد الوصال غُرابَ البيْنِ ما لكَ كلَّ يوْمٍ * تُعاندُني وقد أشغلْتَ بالي كأَنِّي قد ذَبحتُ بحدِّ سيْفي * فراخَكَ أوْ قَنَصْتُكَ بالحبال وخبّرْ عنْ عُبيْلةَ أَيْنَ حلّت * وما فعلتْ بها أيدِي اللَّيالي أنا دَمْعي يَفيضُ وأَنْتَ باكٍ * بلاَ دَمْعٍ فذَاكَ بُكاءُ سالِ لَحى الله الفِراقَ ولاَ رَعاهُ * فَكَمْ قدْ شَكَّ قلبي بالنّبال أُقاتِلُ كلَّ جبَّارٍ عَنيدٍ * ويَقْتُلْني الفِراقُ بلا قِتالِ سلا القلب عما كان يهوى ويطلب * وأصبح لا يشكو ولا يتعتب صحا بعد سكر وانتخى بعد ذلة * وقلب الذي يهوى العلا يتقلب إلى كم أداري من تريد مذلتي * وأبذل جهدي في رضاها وتغضب عبيلة أيام الجمال قليلة * لها دولة معلومة ثم تذهب فلا تحسبي أني على البعد نادم * ولا القلب في نار الغرام معذب وقد قلت إني قد سلوت عن الهوى * ومن كان مثلي لا يقول ويكذب هجرتك فامضي حيث شئت وجربي * من الناس غيري فاللبيب يجرب لقد ذل من أمسي على ربع منزل * ينوح على رسم الديار ويندب وقد فاز من في الحرب أصبح جائل * يطاعن قرنا والغبار مطنب نديمي رعاك الله قم عن لي على * كؤوس المنايا من دم حين أشرب ولا تسقني كأس المدام فإنها * يضل بها عقل الشجاع ويذهب قيس بن الخطيم رَدَّ الخَلِيطُ الجِمَالَ فانْصَرَفُوا * ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا لَوْ وَقَفُوا ساعةً نُسَائلُهُمْ * رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ ال * دَّلّ، عَرُوبٌ يَسُوءُها الخُلُفُ بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها * قَصْدٌ، فَلا جَبْلَةٌ وَلا قَضَفُ تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا * قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها * كأنّها خُوطُ بَانَةٍ قَصِفُ تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ ال * رَّمْلِ إلى السّهْلِ دونَهُ الجُرُفُ ولا يَغِثُّ الحَدِيثُ ما نَطَقَتْ * وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ * وَهْوَ إذا ما تَكَلّمَتْ أُنُفُ يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني * قضيْتُ لَيلي بالنوحِ والسَّهَرِ يا عبلَ كَمْ فِتْنةٍ بَليتُ بها * وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر والخيلُ سُودُ الوجوه كالحةٌ * تخوضُ بحْرَ الهلاَكِ والخطَر أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ * أُطيق دفعَ القَضاءِ والقَدَرِ بَلْ لَيْتَ أهْلي وأهْلَ أَثْلَةَ في * دارٍ قَرِيبٍ مِنْ حَيْثُ تَخْتَلِفُ أَيْهاتَ مَنْ أهْلُهُ بِيَثْرِبَ قَدْ * أمْسَى وَمَنْ دُونَ أهْلِهِ سَرِفُ يا رَبِّ لا تُبْعِدَنْ دِيارَ بَني * عُذْرَة حَيْثُ انصرَفْتُ وانصرَفوا أبْلِغْ بَني جَحْجَبَى وَقَوْمَهُمُ * خَطْمَةَ أنّا وَرَاءهُمْ أُنُفُ وأنّنا دُونَ ما يَسومُهُمُ الأع * داءُ مِنْ ضَيْمِ خُطّةٍ نُكُفُ نَفْلي بِحَدّ الصَّفِيحِ هامَهُمُ * وَفَلْيُنا هَامَهُمْ بِنا عُنُفُ قيس بن الملوح تذكرت ليلى والسنين الخواليا * وأيام لا تخشى على اللهو ناهيا ويوم كظل الرمح قصرت ظله * بليلى فلهاني وما كنت ناسيا " بتمدين " لاحت نار ليلى وصحبتي * " بذات الغضى " نزجي المطي النواجيا فقال بصير القوم ألمحت كوكبا * بدا في سواد الليل فردا يمانيا فقلت له : بل نار ليلى توقدت * " بعليا " تسامى ضوؤها فبدا ليا فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى * وليت " الغضى " ما شى الركاب لياليا فيا ليل كم من حاجة لي مهمة * إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا خليلي إن لا تباكياني ألتمس * خليلا إذا أنزفت دمعي بكي ليا فما أشرف الأيفاع إلا صبابة * ولا أنشد الأشعار إلا تداويا وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * يظنان كل الظن أن لا تلاقيا قيس بن ذريح عفا سرف من أهله فسراوع * فجنبا أريك فالتلاع الدوافع لعل لبيني أن يحم لقاؤها * ببعض البلاد إن ما حم واقع بجزع من الوادي خلا عن أنيسه * عفا وتخطته العيون الخوادع ولما بدا منها الفراق كما بدا * بظهر الصفا الصلد الشقوق الشوائع تمنيت أن تلقي لبيناك والمنى * تعاصيك أحيانا وحينا تطاوع وما من حبيب وامق لحبيبه * ولا ذي هوى إلا له الدهر فاجمع وطار غراب البين وانشقت العصا * ببين كما شق الأديم الصوانع ألا يا غراب البين قد طرت بالذي * أحاذر من لبني فهل أنت واقع! وإنك لو أبلغتها قليلك : اسلمي * طوت حزنا وارفض منها المدامع أتبكي على لبني وأنت تركتها * وكنت كآت غيه وهو طائع فلا تبكين في إثر شئ ندامة * إذا نزعته من يديك النوازع فليس لأمر حاول الله جمعه * مشت ولا ما فرق الله جامع طمعت بلبني أن تريع وإنما * تقطع أعناق الرجال المطامع كأنك لم تقنع إذا لم تلاقها * وإن تلقها فالقلب راض وقانع فيا قلب خبرني إذا شطت النوى * بلبني وصدت عنك ما أنت صانع أتصبر للبين المشت مع الجوى * أم أنت امرؤ ناسي الحياء فجازع فما أنا إن بانت لبيني بهاجع * إذا ما استقلت بالنيام المضاجع وكيف ينام المرء مستشعر الجوى * ضجيع الأسى فيها نكاس روادع فلا خير في الدنيا إذا لم تواتنا * لبيني ولم يجمع لنا الشمل جامع أليست لبين تحت سقف يكنها * وإياي هذا إن نأت لي نافع ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا * ونبصر ضوء الصبح والفجر ساطع تطاتحت رجليها بساطا وبعضه * أطاه برجلي ليس يطويه مانع وأفرح إن أمست بخير وإن يكن * بها الحدث العادي توعني الروائع كأنك بدع لم تر الناس قبلها * ولم يطلعك الدهر فيمن يطالع فقد كنت أبكي والنوى مطمئنة * بنا وبكم من علم ما البين صانع وأهجركم هجر البغيض وحبكم * على كبدي منه كلوم صوادع فواكبدي من شدة الشوق والأسى * وواكبدي إني إلى الله راجع وأعجل للإشفاق حتى يشفني * مخافة وشك البين والشمل جامع وأعمد للأرض التي من ورائكم * لترجعني يوما إليك الرواجع فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى * ويا حبها قع بالذي أنت واقع لعمري لمن أمسى وأنت ضجيعة * من الناس ما اختيرت عليه المضاجع ألا تلك لبنى قد تراخى مزارها * وللبين غم ما يزال ينازع إذا لم يكن إلا الجوى فكفى به * جوى خزق قد ضمنتها الأضالع أبائنة لبنى ولم تقطع المدى * بوصل ولا صرم فييأس طامع يظل نهار الوالهين نهاره * وتهدنه في النائمين المضاجع سواء فليلي من نهاري وإنما * تقسم بين الهالكين المصارع ولولا رجاء القلب أن تسعف النوى * لما حملته بينهن الأضالع له وجبات إثر لبنى كأنها * شقائق برق في السحاب لوامع نهاري نهار الناس حتى إذا دجا * لي الليل هزتني إليك المضاجع أقضي نهاري بالحديث وبالمنى * ويجمعني والهم بالليل جامع لقد ثبتت في القلب منك مودة * كما تثبتت في الراحتين الأصابع أبى الله أن يلقى الرشاد متيم * ألا كل أمر حم لابد واقع هما برحا بي معولين كلاهما * فؤاد وعين جفنها - الدهر - دامع إذا نحن أنفدنا البكاء عشية * فموعدنا قرن من الشمس طالع وللحب آيات تبين بالفتى * شحوب وتعرى من يديه الأشاجع وما كل ما منتك نفسك خاليا * تلاقي ولا كل الهوى أنت تابع تداعت له الأحزان من كل وجهة * فحن كما حن الظؤار السواجع وجانب قرب الناس يخلو بهمه * وعاوده فيها هيام مراجع أراك اجتنبت الحي من غير بغضة * ولو شئت لم تجنح إليك الأصابع كأن بلاد الله ما لم تكن بها * وإن كان فيها الخلق قفر بلاقع ألا إنما أبكي لما هو واقع * وهل جزع من وشك بينك نافع أحال على الدهر من كل جانب * ودامت فلم تبرح على الفجائع فمن كان محزونا غدا لفراقنا * فملآن فليبك لما هو واقع
|
#2
|
||
|
||
رد: أروع ماقيل في الغزل الجاهلي ..
إبدااااااااااع
يعتبر مرجع لما قيل عن الغزل في العصر الجاهلي شكرا كغيم ممطر ... لك تقييمي و تقديري و كل احترامي |
#3
|
||
|
||
رد: أروع ماقيل في الغزل الجاهلي ..
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة ........ كم هى جميلة جدا هذه الابيات التى عرضتيها...
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الشعر في العصر الجاهلي | rafaakeltoum | شعر و نثر | 7 | December 9, 2011 02:59 PM |
الشعر الجاهلي أبرز الشعراء وأشعارهم وأغراض الشعر الجاهلي ! | أبـو زياد | شعر و نثر | 51 | January 17, 2011 11:04 PM |
طرق اختبار جودة العسل, العسل المغشوش | @ مع الله @ | الطب البديل | 28 | March 23, 2010 03:26 PM |
بشرتك مع العسل.. أحلى من العسل!! | Golden love | مجلة العناية بالبشرة | 11 | December 28, 2009 08:46 PM |