فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 16, 2012, 08:40 PM
 
روضة المستبين في شرح كتاب التلقين

روضة المستبين في شرح كتاب التلقين، لأبي محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي (-662هـ)
دراسة و تحقيق عبد اللطيف زكاغ
طبع مركز الإمام الثعالبي للدراسات و نشر التراث بالجزائر، و دار ابن حزم ببيروت

الرابط
https://www.4shared.com/office/oLlsM5...Eltelqeen.html
روضة المستبين في شرح كتاب التلقين

يعتبر كتاب التلقين للعلامة القاضي أبي محمد عبد الوهاب من مصادر الفقه المالكي المعتمدة، لذا نال اهتمام السادة المالكية درسا وشرحا، ومن بين شروحه التي رأت النور قريبا، شرح العلامة: أبي محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي، (ت: 662هـ، وقيل:663هـ وقيل:664هـ، وقيل غير هذا).
والكتاب يندرج ضمن شروح متون الفقه المالكية، ولعل الباعث على تأليفه هو الطول والمسائل الفرعية التي احتواها شرح العلامة المازري قبله، مما جعله كتاب مذهب لا كتاب شرح، كما نعته ابن بزيزة، حيث قال  في مقدمته: «وقد شرحه أبو عبد الله المازري شرحا في غاية من الإتقان، محيط ـ كذا بالأصل والمطبوع ولعل الصحيح محيطا لكونه نعتا لشرحاـ بكليات مسائل المذهب، منفسحَ الأغراض، فهو كتاب مذهب لا كتاب شرح»، و يقصد إن احتواء شرح الإمام المازري المباحثَ الأصولية والنحوية والمنطقية والكلامية والبلاغية خرج به عن منحى كتاب التلقين، الموضوع في أصله مختصرا، لذا بين ابن بزيزة أسلوبه الذي سيتبعه في شرحه بقوله: «فقصدنا في هذا الكتاب الكلام على كتاب التلقين للقاضي الجليل...، واتباع مسائله، والتعرض لضوابطه، وتفسير مشكلاته على طريق الاختصار دون الإطالة والإكثار»، فهو يقصد تبيين مسائل التلقين وشرح مشكلاته، والتعرض لضوابطه، بوجه من الاقتصار والاختصار، متجنبا التطويل الممل الداعي إلى الكسل عن قراءة الكتاب والنشاط له، كما قصد إلى مجانبة صنيع من تصدوا لشرح التلقين بوجه من الاختصار الشديد المؤدي إلى الإخلال بمباحث الكتاب، فآثر ابن بزيزة أن يجعل منهجه وسطا بين التطويل الممل، والاختصار المخل. وقد افتتح ابن بزيزة شرحه بمقدمة قصيرة، فلعله راعى شرطه في الاختصار حتى في مقدمته، ومع ذلك الاختصار فقد تناول جميع مباحث الكتاب ، بوجه من البسط والتحليل والتحرير الذيْن توخاهما وألزم بهما نفسه في مقدمته. فهو يذكر اسم الكتاب أو عنوان الباب، أو الفصل، ثم يورد نصا من التلقين إما تاما إذا كان النص المراد شرحه قصيرا، وإما يورد جملة منه ثم يتبعه بكلمة: إلخ، أو يقول: إلى قوله كذا. ويبدأ النص المنقول بقوله: قال القاضي، وأثناء شرح النص يقدمه بكلمة: قوله. ثم يفتتح شرحه بكلمة: شرح، حتى يفرغ مما قصده، ثم يورد ما يعِن له من مسائل وفروع، فيقول مثلا: "واختلف في مسائل"، أو "وها هنا فروع" ثم يوردها تباعا. واعتناء ابن بزيزة بالأدلة واضح وملحوظ، فهو يرتبها حسب قوتها، فالقرآن الكريم أولا ثم السنة ثم الإجماع فالقياس، فبقية الأدلة الأخرى إن وجدت، من عمل أهل المدينة أو سد الذرائع وغيرها من الأدلة، معززا ذلك بأقوال السلف، وأقوال فقهاء المذهب، وإذا وجد في المذهب أقوالا وروايات ذكرها، وإن وافق قول أحد من أئمة المذاهب قولا لأحد المالكية صرح بذلك، كقوله: وهو قول الشافعي، أو يقول: و به قال أبو حنيفة، وفي بعض الأحيان يناقش المذاهب الأخرى المخالفة للمذهب المالكي، بنوع من الاحترام والتقدير، وعدم التعسف والإعنات في الرد. والظاهر أن شرح ابن بزيزة ينبغي أن يصنف ضمن كتب المالكية التي اعتنت بالاستدلال للمسائل، وهو بهذا يدفع غائلة القول بأن المالكية جردوا كتبهم من الدليل، فهو يستدل بالأحاديث، ويتبعها بما يدل على تمكنه من ناصية الحديث صحيحه وضعيفه، فيقول مثلا: "والحديث صحيح"، أو "والحديث ثابت"، أو يضيف على الجملة السابقة تحديد مكان ورود الحديث بقوله: "ثابت في الصحيح". واعتناء الشيخ بالقواعد الفقهية ليس بدرجة كبيرة، وذلك لأن طبيعة الكتاب الاختصار والاقتصار على إيصال المعلومة بشكل سهل وسلس، دون التوغل في سرد كل الأدلة على القضية المطروقة. وبما أن الكتاب من رواة مذهب مالك من العراقيين، وابن بزيزة على مذهب المغاربة، فإنه يذكر الخلاف في المسألة إن وجد بين المسلكين، كقوله: وروى العراقيون من أصحابنا، ومذهب المصريين، وأما إن كان الخلاف جاريا داخل المذهب فيعبر عنه ب: اختلف المذهب. وأسلوب الشيخ ابن بزيزة في عرض مادة كتابه، أسلوب سلس سهل ميسور، يستوعبه الشادي في العلم، كما يطمئن إليه المتقدم فيه، فهو يمتاز بإشراقة اللفظ، وسلاسة المعنى، ورونق العبارة، وتناسق التركيب، لا تكلف فيه و لا تعنت، وإن كان في مقدمته راعى طريقة المتقدمين في السجع، لكن لم يستمر عليها في بقية الكتاب. إلى جانب هذا فقد تعددت مصادر ابن بزيزة، فمتقدموا المالكية حاضرون عنده بقوة، كابن المواز، وابن عبد الحكم، وابن شعبان، وصولا إلى ابن عبد البر في التمهيد، وأبي الوليد الباجي في المنتقى، إلى أبي محمد عبد الحق ابن عطية و الزمخشري في التفسير، إلى الخليل وابن سيده والجوهري وغيرهم في اللغة، فيلاحظ القارئ تنوع المصادر واختلافها، مما يعطي انطباعا رائعا عن كيفية تعامله رحمه الله تعالى مع المصادر واستفادته منها مع التزامه الاختصار وعدم الإكثار. لهذا وغيره نال الكتاب سمعة جيدة عند من جاءوا بعده من السادة المالكية ـ رحم الله الجميع بمنِّه وكرمه ـ، والدليل على ذلك نقل أهل العلم منه، كيف وقد اعتمد العلامة خليل ابن بزيزة في التشهير في مواضع، لذا فقد نقل عنه العلامة الزرقاني في شرح الموطأ، ونقل عنه من شروح مختصر خليل كل من: العبدري المواق في التاج والإكليل، والحطاب في مواهب الجليل، والدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير للدر دير، واعتمده في الترجيح الخرشي في شرحه على خليل، ونقل عنه عليش في منح الجليل.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب روضة المحبين ألاء ياقوت كتب اسلاميه 1 April 7, 2013 09:13 PM
تحميل كتاب روضة الشعر الهادف ألاء ياقوت كتب الدواوين الشعرية 3 December 18, 2011 11:55 AM
وظائف نسائيه في روضة اطفال بجده , وظائف في روضة اطفال , وظائف شاغره في روضة اطفال2010 ألاء ياقوت وظائف شاغرة 0 August 19, 2010 11:26 AM
تحميل كتاب التلقين ألاء ياقوت كتب اسلاميه 0 July 28, 2010 10:11 AM
تحميل كتاب روضة الشعر الهادف ألاء ياقوت كتب الدواوين الشعرية 2 July 6, 2010 11:15 PM


الساعة الآن 05:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر