فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم September 2, 2012, 05:56 PM
 
قدم الخير فلا تعرف متى تحتاجه

سقط الشيخ العجوز في الشارع فاقد الوعي، واحضروا له سيارة إسعاف نقلته على عجل إلى اقرب مستشفى، وكانت حالته حرجة جداً، وخلال المرات القليلة التي يفيق فيها كان يردد اسم ابنه يريد رؤيته، وبعد البحث والتقصي عرفوا انه ملتحق بإحدى فرق الجيش التي تجري المناورات في منطقة نائية، وبعثوا له واحضروه على وجه السرعة، قبل أن يلفظ والده أنفاسه.
ودخل العسكري الشاب المرهق وعلامات التعجب والقلق بادية عليه، وصحبته إحدى الممرضات حتى وقفت على سرير العجوز الذي كان بين الإغماء واليقظة قائلة له: يا عم، يا عم لقد جاء ابنك، وكررت عليه ذلك عدة مرات، وكان خلالها يفتح جفنيه، ثم يغمضهما من دون أن يجيبها.

وفجأة مد يده الناحلة المعروقة من تحت خيمة الأوكسجين، فتلقاها الشاب بيده الضخمة الخشنة، وأخذ يردد للعجوز الدعوات والكلمات التشجيعية والطرائف، وظل العجوز طوال الوقت ممسكاً بيد ابنه، وابتسامة الرضى تملأ وجهه رغم آلام المرض.

وكلما حاولت الممرضة أن تطلب من الشاب أن يرتاح قليلاً، ويعود مرّة أخرى في الصباح كان يرفض، وظل ساهراً معه طوال الليل، ولم يأكل لقمة واحدة.

وعند اقتراب الفجر لفظ الشيخ العجوز أنفاسه، وما زالت يده قابضة على يد ابنه، بعدها أعاد الشاب اليد التي فقدت الحياة إلى الفراش، ثم رفع غطاء خيمة الأوكسجين وطبع قبلة على جبين الشيخ، ودعا له بالمغفرة، ونهض لأول مرة بعد ساعات طويلة.

وذهب لإبلاغ النبأ للممرضة، وبينما كانت هي تقوم بالإجراءات المعتادة في مثل هذه الحالة، فتح الشاب الباب المفضي إلى البلكونة، وأشعل سيجارة أخذ منها ثلاث «شفطات»، ثم أطفأها، وعاد مرة أخرى للممرضة وسألها:

من هو ذلك العجوز المتوفى؟! فأجابت في ذهول: انه أبوك!، فقال: لا، انه ليس أبي، بل إنني لم أره قبل ذلك في حياتي، فسألته: ولماذا لم تقل ذلك عندما صحبتك إلى سريره؟! فقال: لقد أدركت أن هناك خطأ ما قد حصل، ولكنني عرفت من عينيه التي لا ترى شيئاً انه في حاجة إلى ابنه، وهو لا يعرف ولا يدرك إن كنت أنا ابنه أم لا، وهكذا بقيت وتواصلت معه إلى أن توفاه الله، وهو قرير العين.

وبعدها غادر المستشفى وسافر راجعاً إلى وحدته

قدِّم الخير لمن يحتاجة تجد من يقدم لك الخير من حيث لا تحتسب
__________________
شير * الخير
قد تموت وتبقى لك نهر من الحسنات
فانشرها ولا تبخل على نفسك بالحسنات



رد مع اقتباس
  #2  
قديم September 2, 2012, 07:24 PM
 
رد: قدم الخير فلا تعرف متى تحتاجه

قصة رائعة .....شكرا
__________________
البداية هي نصف كل شئ ، فلم الانتظار
<****** type="****/java******"> new Typing****(********.getElementById("240920")); Typing****.runAll();
رد مع اقتباس
  #3  
قديم September 3, 2012, 05:27 AM
 
رد: قدم الخير فلا تعرف متى تحتاجه

ماشاء الله لاقوة إلا بالله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل ما تحتاجه من الكتب هنا .. النابض تحميل كتب مجانية 4 September 7, 2009 12:43 AM
يافاعل الخير ... ساعد الفقراء فى شهر الخير .... ذكرى الرحيل مقالات حادّه , مواضيع نقاش 6 September 27, 2008 10:37 PM


الساعة الآن 08:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر