|
روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
مارتن لانغو يموت مرة ثانية قصة : هيلون هابيلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " اتصل أخوك ". " أي أخ ؟". كان خط لاغوس متقطعا. " أخوك مارتن ". لم تنطق راشيل لفترة طويلة. و في الخلفية استطعت أن أسمع ضجة الطائرات – كانت بطريقها لحضور مؤتمر في أبوجا. ثم قالت : " لا يمكن أن يكون مارتن ". " لماذا لا ؟". " اسمع. أنا على وشك الإجراءات الرسمية. سأعاود الاتصال بك قريبا ". بالنسبة لراشيل لانغو كلمة " قريبا " لا تعني أي شيء أقل من سنة أو سنتين ، و الحكمة المرجوة من معاودة الاتصال مفقودة. قد تتصل بي فجأة لتخبرني عن صديقها الأخير أو سيارتها الجديدة أو حتى ترقية إضافية ، و لكنها لم ترفع سماعة الهاتف بنفسها. بدأت بالعمل لصالح شركة دمى صينية مباشرة بعد التخرج من الجامعة و شبت عن الطوق بسرعة في السنوات العشرة الأخيرة. و الآن تدير سلسلة من المخازن في كل أرجاء لاغوس. انقطعت عن الاتصال لأربع سنوات ، و لم نتواصل إلا بعد أن التقيت بشريكة غرفتها – و كانت بالصدفة صديقتي – و هذا قبل أن أنتقل إلى أمريكا في عام 1995 . كانت راشيل قد بدأت للتو بمرافقة أحد زملائها الصينيين – و تكلمنا لحوالي ثلاثين دقيقة تقريبا. سألتها : " كيف شكله ؟". " حسنا ، إنه صيني حقا ". " هل تحبينه ؟". " يضحكني. أنا بحوالي الأربعين يا شارلز. و الحب ليس مطلبا أساسيا في قائمة اهتماماتي". راشيل دائما عملية. في أيام المدرسة كانت دائما تحتفظ بصديقين أو ثلاثة في وقت واحد ، فقط من باب الاحتياط. اتصل مارتن في الساعة الرابعة صباحا. نهضت و بحثت بيدي عن الهاتف الموجود على طاولة قرب السرير ، و أنا ألعن من يتصل بي كائنا من كان. على الأغلب هذا من نيجيريا ، و على الأرجح أنهم لا يدركون أن فارق التوقيت بين نيجيريا و الولايات المتحدة يبلغ خمس ساعات ، أو أنهم لا يأبهون لذلك. كان الرقم محجوبا. " شارلز ؟". أجبت : " نعم ؟". " اسمع ، ربما أنت لا تتذكرني ، و لكن من أحد عشر عاما ، أنت و أنا ، اجتمعنا في غرفة أختي في بورت هاركورت و تناقشنا حول بعض الكتب. و أنت أقرضتني رواية ، شعب سمايلي من تأليف ...". " لي كاري . نعم. أعرف هذا الكتاب. و لكن من أنت ؟". " أنا مارتن لانغو ، أخ راشيل ". " مارتن ؟". ضحك بنزق ، بقلق. و قال : " تتذكرني ، أليس كذلك؟. أخ راشيل. التقينا لمرة واحدة ". " هل تتصل من نيجيريا ؟. إنها 4 صباحا ". " اسمع. آسف. أنا في واشنطن المدينة. و بحاجة للمساعدة ". " إنها 4 صباحا يا مارتن. كيف حصلت على رقمي ؟ ". قال بغموض : " من دليل الهاتف ". " و لكن أنا غير موجود بالدليل". " ألم تربح سحب يا نصيب بطاقة الفيزا ". لقد ربحت يا نصيب الفيزا و انتقلت لأمريكا من ست سنوات مضت. مثل كل شخص آخر ، كنت أبحث عن حصتي من الحلم الأمريكي ، و لم أكن أعلم إلا قليلا كم يستغرق ذلك ليتحقق. و بدرجة الماجستير في التجارة تمكنت من الحصول على عمل بصفة حارس في سوبر ماركت كبير محلي. و لكن هذا معقول. عندما اتصل مارتن كان يجب أن أنتظر لسنتين قبل أن أحصل على جواز سفري الأمريكي. كنت في الخامسة و الثلاثين من العمر ، و أعزب. " اسمع. أنا بحاجة لمعونة. القليل من النقود و ليس الكثير. يجب أن أغادر من المكان الذي أنا فيه حاليا. هناك بعض اليهود يبحثون عني. و يجب أن لا أتكلم حول هذا الموضوع على الإطلاق ". " اسمع . لقد تورطت في عمل يتعلق بالأحجار الثمينة و حصل احتكاك طفيف. احتكاك مع اليهود. و هذا كل ما بمقدوري الإفصاح عنه ". " هل اتصلت بأختك ؟". " كلا. كلا. يجب أن لا تعلم أنني أتصل بك. رجاء ". " و لكن لو أنك بورطة...". " ليس بمقدورها أن تسدي لي شيئا ". كان يحتاج لأربعمائة دولار ليبتعد عن " المكان الذي وقع فيه ". فأرسلت له مائتين بواسطة الويسترن يونيون. * * * مباشرة من أول لقاء حصل الانسجام . كان هذا هو اللقاء الوحيد ، في شقة راشيل في بورت هاركورت. شقة بغرفة جلوس واسعة و هادئة تشرف على طريق خلفي تحف به الأشجار و هي غير بعيدة عن الكامبوس ، و مزودة بلوحات ضمن أطر و مقاعد و ستائر و سجاد و كلها باللون الزهري. كنت معتادا على التسكع في هذا الجو المؤنث مع صديقتي بولا و التي هي شريكة راشيل في المسكن. دخلت من غير استئذان لأشاهد مارتن أولا. كان يجلس قرب النافذة ، مع كتاب في يده ، و ينظر لي بنصف ابتسامة على وجهه. قال لي : " اجلس ". سألته عما يقرأ. " داشيا هاميت ، الصقر المالطي ". " كاتب ممتاز ، انتهيت للتو من الرجل الضعيف ". " قرأته. قرأت كل كتبه". قلت له: " أنت تحب القصص البوليسية إذا ". و كنت حينها أفكر من هذا ، لا شك أنه أحد أصدقاء راشيل الكثيرين. " نعم. و لكن أفضل قصص التجسس. جون لي كاري مثلا ". " أحبه أيضا. لدي نسخة من شعب سمايلي ". " لم أقرأه ". " يجب عليك ذلك. بمقدوري أن أعيره لك". " سأغادر في الغد مساء ". و هنا دخلت راشيل فالتفت إليها. و قال بنبرة أمريكية : " هيا يا أختي. كم أحب صديقك. يا له من رجل منضبط". وقفت راشيل قرب باب غرفة النوم ، و هي تهز رأسها. " مرحبا يا شارلز. أرى أنك قابلت أخي الغبي. إنه ليس صديقي يا مارتن. بل هو صديق بولا ". " هيا ، يمكن لي أن أكون صديقك أيضا ". " كلا . هذا مستحيل. اخرس. لا أعلم من هو أكثر غباء ، أنت أم هو ". توقف مارتن هنا و هو في الطريق إلى جامعته ببرلين ، حيث كان يدرس في السنة الثانية من كلية الصيدلة. في اليوم التالي أحضرت نسخة من شعب سمايلي إلى المحاضرة و أعطيتها لراشيل. قلت : " وعدت بها أخاك". * * * كان تحت تأثير المخدرات. لاحظت ذلك مباشرة. و مهما كان ، هروين أو كوكائين ، فقد غير كل شيء بخصوصه. كنا قرابة دوبوان سيركل ، و قد اختار مارتن المكان. كان المطعم الإيطالي الصغير فارغا – تفصلنا عن زحمة الغداء حوالي ساعة أخرى. كان مارتن يرتدي بذة ثقيلة الأكتاف و سخيفة مع ربطة عنق ، كأنه يمثل في فيلم من فترة الثلاثينات. و كل ما ينقصه قبعة قماش خفيفة و حذاء مدبب. كانت البذة قديمة و غير مغسولة. و هي منسدلة فوق حذاء من ماركة الدكتور ماتينيس – كان الكعب باليا و ينزلق مع كل خطوة. و يا لوجهه المنفوش و المتأثر بتوالي الأزمنة. هل هذا هو الرجل الشاب الساخر و الوسيم الذي قابلته من عدة سنوات مضت ؟. كان أصلع أيضا. قلت و أنا أكتم صدمتي به : " إذا ، ماذا لديك ؟". نظرت إلينا النادلة بطرف عينها و هي تنظف الطاولة. كان يبدو أنها ليست متأكدة ، مثلي ، ماذا تفعل حيال بذة مارتن و الإيماءات العنيفة التي يصنعها و هو يتكلم عن الليالي التي أمضاها على دكة باردة في إحدى الحدائق ، و عن الأيام التي أنفقها في غسل الأطباق في مطعم صيني ليوفر طعامه. لقد تخلت عنه صديقته ، كما أخبرني ، و لهذا السبب جاء إلى العاصمة أولا – كان يعيش في كاليفورنيا. و قد مر عليه عام هنا. جاءت النادلة و انتظرت بعينين تنظران إلى دفترها الصغير ، و عضلاتها مشدودة لتهرب منا عند أقل إنذار. طلب الهمبرغر بالجبنة و البيرة و كعكة الجزر للتحلية . أما أنا فطلبت الشاي. سألته : " ماذا عن اليهود الذين يطاردونك ؟". نظر حوله و فمه ممتلئ و قال : " أي يهود ؟". " جماعة الأحجار الثمينة ؟". " كلا. في الواقع هم لبنانيون. عملت بخدمتهم في نيحيريا ، و قطعوا لي وعدا بأشياء كثيرة منها جواز سفر أمريكي...". توقف عن الكلام و حرك يديه و أضاف : " هذا في الماضي. و الآن ، أنا بحاجة لبعض المعونة... و سأرد لك المبلغ ، أقسم. سأرده لك ، حيا أو ميتا. في هذه الحياة أو في العالم الآخر. أنا أسدد ديوني دائما". " لا تقلق حول رد نقودي لي ...". وقف بطريقة دراماتيكية و وضع يده على صدره و هو يقول : " كلا ". خفض عينيه نحوي بيأس مطلق و قال : " حيا أو ميتا. هذا وعد". قلت له : " اجلس من فضلك". و انتبهت أن النادلة تحوم قرب باب المطبخ. فجلس و تناول الهمبرغر. " متى غادرت إلى نيجيريا ؟". " من فترة طويلة. مضى على ذلك فترة طويلة يا رجل. و أمضيت بعض الوقت في أوروبا ، ثم في البرازيل ، و ها أنا هنا الآن ". " لماذا لم تتصل بأختك ؟". هز رأسه بقوة و لم يرد. " حسنا. أخبرتها أنني تكلمت معك ". ألقى الهمبرغر و وضع كلتا يديه على رأسه. فانسحبت النادلة إلى المطبخ. أما هو فقد قال : " كلا ، كلا يا رجل. لماذا تتصرف هكذا ؟. آه ، كلا ، كلا ، آه ، كلا ". ثم نهض و سار نحو الباب ، ثم عاد أدراجه ، و هو يصيح : " آه ، كلا ". و بدأت أخشى أن يبدأ برمي الكراسي. بدأت أصيح أيضا قائلا : " مارتن تمالك أعصابك. اهدأ ". و عادت النادلة إلينا مع رئيس الطباخين و مع رجل بربطة عنق و قميص. وقفت و أنا أشير لهم أن الأمر تحت السيطرة ، و ألقيت ببعض النقود على الطاولة. قلت و أنا أقبض على ذراع مارتن : " دعنا ننصرف ". و لكنه ابتعد عني. فقلت له : " هل تريد المساعدة ؟". و استحوذ هذا على انتباهه . و هكذا غادرنا و جلسنا على كرسي قرب النافورة. قلت له : " حسنا يا مارتن. ماذا تريد ؟". قال إنه بحاجة لبطاقة ليسافر إلى كاليفورنيا. فاستمارته للتجنس قبلت ، و عليه أن يعود إلى لوس أنجلس ليؤدي قسم الولاء . رافقته إلى مطار دوليس في 11 أيلول 2001 ، و انتظرت معه حتى تخطى حاجز التفتيش. و غادر بواسطة الخطوط الأمريكية رحلة رقم 77 في 9 صباحا ، و كانت وجهته لوس أنجلس. * * * قالت راشيل : " إذا أنت الآن أمريكي. تهانينا ". قلت لها : " أحيانا أعتقد أنني ذهبت إلى أمريكا في وقت متأخر ، لذلك فأنا لست ، حقا ، في مكاني بالضبط". ذهبت إلى لاغوس مع زوجتي و ابني لعطلة طولها شهر. و هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الوطن منذ سفري الأول قبل عشرة سنوات. كان شعوري مختلفا ، كأنني فقدت طريقي و انتهى بي الحال في عالم بأبعاد مختلفة ، كما كان إحساسي لدى وصولي إلى أمريكا ، في سانت بول في مينيسوتا. و لم أشعر أنه بمقدوري الحياة في الولايات المتحدة حتى انتقلت إلى العاصمة ، هناك يوجد العديد من الجماعات السوداء. كأنني في لاغوس . ما عدا أن الكهرباء لا تنقطع ، و إشارات المرور تعمل ، و رجال االشرطة ينتشرون بكثافة ، و بالأخص في المنطقة التي أقطن فيها و ما حولها. كنا في مطعم صيني تمتلكه راشيل و زوجها ، يدعى بيكنغ بلايس ، في جزيرة فكتوريا. و قد غادرت لتعمل في شركة للدمى منذ ثلاث سنوات. لقد تغيرت راشيل أيضا بعدة طرق . أصبحت أكبر ، و على نحو واضح. و فكاها يتحركان كلما تكلمت ، و يداها تصنعان إشارات و إيماءات حقيقية. و في النهاية استأذن زوجها الضعيف بأسلوبه الخفي و غير المباشر و غادر الطاولة. قلت لها بحرج : " لم أتكلم معك عما حصل لأخيك". تنهدت و قالت : " أخي مات. بعد فترة قصيرة من لقائك معه في غرفتي عندما كنا في الجامعة ...". " و لكن قابلته في واشنطن. و رافقته إلى إحدى طائرات...". تابعت و هي تنظر لي مباشرة : " كان يعمل من أجل بعض اللبنانيين كرجل توصيل. أحجار ثمينة. حسنا ، ذات يوم هرب بالأحجار إلى لاغوس. و هي تساوي أطنانا من النقود. ملايين كما قالوا. لقد عرفوا مكانه يا شارلز و قتلوه. سمعنا هذا من الشرطة. هذا كل ما في الأمر". " هل رأيت الجثمان؟". " نعم. و دفناه. و بمقدوري أن أذهب معك إلى الضريح لو رغبت. من قابلته ، مهما كان ، ليس أخي ". بذة الأكتاف الثقيلة ، المطعم ، الرحلة بالسيارة إلى دوليس و الطيران نحو لسان النار و الكارثة – ماتت الكلمات على شفتي. و لكنها رمت نظراتها نحوي من طرف الطاولة المقابل. و أضافت للتأكيد : " أيا كان من قابلته فهو ليس أخي ". هيلون هابيلا : مولود في نيجيريا عام 1967 . أول رواية له بعنوان انتظار الملائكة و قد ربحت جائزة كين عام 2001 . روايته الثانية بعنوان قياس الزمن صدرت عام 2007 . حاليا يقوم بتدريس الأدب في جامعة جورج مايسون في فيرفاكس بفرجينيا. متزوج و لديه أطفال. المصدر : العنوان : ( The Second Death of Martin Lango ) . الكاتب : ( Helon Habila ) . الناشر : ( guardian ) . تاريخ النشر : . ( Wednesday 7 September 2011) الترجمة : صيف 2011 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ازياء ماركة مانغو لاحلى صبايا | سحاب العز | مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس | 6 | December 9, 2011 10:23 PM |
ازياء شتويه من مانغو 2015 - ازياء شتاء مانغو 2015 | أبتسامات | مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس | 6 | November 4, 2011 11:46 PM |
مني لكم وبدون استثناء!حلوة حلوة حلوة اللي بيطنش خسران بمعنى الكلمة ؟ | هدب عيني | المواضيع العامه | 12 | June 13, 2011 12:16 PM |
بسبب الجوع يموت طفل كل 30 ثانية || ساعده قبل أن يقال مات || | || ميآسين || | النصح و التوعيه | 3 | July 15, 2010 07:53 PM |