و اكتمل القمر

مساء القمر
و ضوء الأمل السعيد
قبل الحكاية مع القمر ، احكي لكم هذا النعيم الذي يغمرني
الآن في وسط الراكوبة ، متوسدا يدي اليسرى ، و يدي التمني تكتب لكم .
النسيم يأتي من كل الجهات . تكييف رباني لا يستظيع كائن من كان أن يوزن هذه النسمات الرطبات ، السماء يملأها ضوء خفيف ، و القمر يتنقل بين السحب ، كعشوق في ليلة سعده . يظهر وجهه حينا ، و يختفي احيانا . ككريم يحتفي بضيفه في سخاء يفوق الطائي .
في الجانب الشمالي الغربي سحب دكن تبتسم ، و تقبل الافق في عناق حميم كعروس في ليلة زفافها ضاحكة من غير خوف من قابل الأيام . و توزع الفرح على كل من وقع بصره عليها كأنها تقول له ها قد جاء الفرج .
في الجانب الجنوبي ، يتجلى حبيبي القمر ، و صوت انشاد ديني يتسرب إلى اذنك من أحد المنازل ، و كأن جارك يقول لك لست وحدك .
سأحكي للقمر حكايتي الأول ، فما عساه يقول لي ؟

سألني القمر عنك
و عن سر الجمال فيك
و ابتسم
و حكي عنك
صمت طويلا
و عندما سألته لما برز بين السحاب خجلا من سيرتك ، و غيرة من جمال ذكر اسمك .
قال لي :
كنت عندما غبت عنك انصت لسلافة حديثها العذب . فبحلقت فيه بأم عيني ، و نظرت إليه في عتاب الصحاب - أن هذا ذنب منك لا يغتفر - إذ كيف تسترق السمع إليها و النظر . ؟
و من اعطاك الفضول . ؟
ألا تستحي ؟ ! ! !
منذ متى تحدق في وجنتيها ؟
تأتأ القمر . و سرح بذهنه بعيدا ، حاول أن ينحشر بين سحابتين . و لكن أحداهن صفعته على وجهه . فضحكنا
فمسحت الأخرى بقبلة طويلة ما افسدته أختها .
حينها ترجل القمر ، و افترش برد المطر . فاهدته باسمة الثغر فاهها . و مددت له خصلات الرزار . فتوسدها . و اتكأ على يمينه قبالتي . و خلف رجلاه فوق بعضهما البعض .
و راح يحكي لي عن عينيك .

طائر غريب
حدث القمر
إني ارى قمرك اجمل وابهى و احلى
فحدثه
حفظك الله