|
مقالات حادّه , مواضيع نقاش مقال حاد و صريح تحب ان توجهه لفرد او مجتمع معين |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
الثقافة سلوك وممارسة - بقلم د. سهيل العروسي
الثقافة سلوك وممارسة - د.سهيل عروسي - جريدة الاسبوع الادبي ثمة أسئلة كثيرة تطرح عند تناول موضوع الثقافة من هذه الأسئلة، هل الثقافة دعوة إلى التفاؤل أم إلى التشاؤم وهل هي مرتبطة بشهادة علمية تمنحها إحدى الأكاديميات أم بشهادة خبرة وحكمة تمنحها أكاديمية الحياة؟ والعديد من الأسئلة المتفرعة عن هذه وتلك لقد وجدت في القصة التي سأرويها، وهي من مأثورات الشعوب، بعض الإجابة عن تلك الأسئلة. تقول الحكاية: إِن ملكاً أراد ذات يوم غزو مملكة مجاورة فابتعث رسولاً وأوصاه بنقل رسالة، عبر الرمز والإشارة ربما كان المقصود من ذلك اكتشاف مقدار ما تحويه المملكة من أذكياء أو مثقفين، وصل الرسول ووقف مباشرة أمام الملك ورسم دائرة حول عرش الملك الذي طلب تفسيراً لذلك من أعوانه الذين عجزوا عن تقديم التفسير المطلوب وأرسل الملك رسله يجوبون طرقات وشوارع المملكة وأزقتها بحثاً عن حكيم يخرجهم من هذا المأزق وبعد جهد وطول عناء تم التعرف على حائك بسيط شرح له الملك الموضوع فابتسم الحائك مبدياً استعداده لمقابلة الرسول، تقول الحكاية: إن في صباح اليوم التالي التقى الرسول والحائك وجهاً لوجه أمام الملك وحدث التالي: قام الرسول برسم دائرة حول عرش الملك فرمى له الحائك كرتين صغيرتين، قام الرسول بنثر كمية من الحبوب فأطلق الحائك ديكاً التقط الحبوب حبة حبة حمل الرسول حوائجه ومضى طلب الملك تفسيراً لكل ذلك من الحائك قال الحائك: يا مولاي أراد الرسول برسم الدائرة أن عرشكم مطوق فرميت له بكرتين صغيرتين قلت له من خلالهما: إنكم ما زلتم أطفالاً لا تقدرون على مواجهة الكبار فالعبوا بهاتين الكرتين أما عن حبوب القمح فأراد بهما أن يقول لكم: إن عدد الجيش الذي يطوق المملكة كبير بعدد حبوب القمح فأرسلت ديكاً واحداً التقط الحبوب كلها أي أن رجلاً واحداً منا يستطيع هزيمة جيشكم، دهش الملك من فطنة وذكاء الحائك وأراد أن يجزل له العطاء واكتفى الحائك الطيب بأن قال للملك أرجو أن تتذكر أيها الملك أن ثمة أناس في مملكتك هم أيضاً أذكياء وطيبون, ولست هنا في معرض التنظير لمفهوم الثقافة فلقد أحصى بعضهم (هيرسكوفيتش) أكثر من مئة وستين تعريفاً للثقافة حيث تتعدد التعاريف بتعدد المدارس وأنساقها الفكرية ولكن المتفق عليه عموماً هو: إن الثقافة لغة وتراث وسلوك واتجاهات تنتقل إلى الأجيال أي إنها عملية بناء متواصل للإنسان من خلال التاريخ وإن لها وجوداً مستمراً غير محسوس يرافق المجتمع فالمجتمع كما هو معروف ليس فقط سلوكاً اجتماعياً بل ثقافياً أيضاً ومن هنا يصبح على المثقف ضرورة امتلاك الفكرة والتفكر والثانية هي بمثابة السكة التي تجعل من تحرك القطار ممكناً وواقعاً فالمثقف ليس من امتلك المعلومة بل من امتلكته المعلومة وليس من عاش فيها بل من عاشت فيه وبالتالي ليس مثقفاً من يرطن بالمفردات الصعبة ويترغل ببعض المفردات الأجنبية (عقدة الخواجا) وإنما هو مثل ذلك الحائك البسيط الذي كان ينسج ليعيش ويفكر لتعيش المملكة وأيضاً مثل ذلك الملك الحكيم الذي استطاع أن يعثر على الحكمة خارج بلاطه. إن قراءة متأنية للتاريخ الإنساني تظهر لنا وبصورة جلية أن الأمم التي انقسمت على ذاتها والشعوب التي خسرت هويتها وخصوصيتها أنما هي تلك الأمم والشعوب التي ارتضت لنفسها أن تكون في الضفة المقابلة للمثقف معطية ظهرها له وللمعرفة التي تمكن العاقل من أن يسود والقائد الخبير من أن يهاجم بلا مخاطر وينتصر بلا إراقة دماء وأن ينجز ما يعجز عنه الآخرون كما قال الفيلسوف الصيني صان تسو وعلى ذلك يمكن القول إن تحرك المثقف لا يمكن أن يتم إلا عبر سياقات الأمل والتفاؤل وأن لا مكان للتشاؤم في ذهنيته وإذا وصل المثقف إلى تلك المرحلة فهذا يعني افتقاده للجوهر والرؤية والخيال وتلك عناصر لا يستطيع المثقف التحرك بدونها وإذا تحرك بدونها فهذا يعني دخوله في ساحة التشاؤم وتالياً الضعف واللافاعلية والوحشية. إن دور المثقف اليوم وفي ظل العولمة المتوحشة يكتسب أهمية خاصة واستثنائية فهو مطالب بالحفاظ على الهوية والتراث في عالم يتجه نحو اللاهوية واللاتراث نحو عالم يتجه باتجاه العدمية والمادة وهو مطالب أيضاً بإبراز مكامن القوة في بلده في ظل قوة غاشمة متسلحة بأفتك الأسلحة تريد التهام الشعوب كما تلتهم الوجبات السريعة فعالم اليوم هو عالم القوي يأكل الضعيف والسريع يلتهم البطيء ولا مجال البتة للضعف والتوقف ومن هنا تأتي استثنائية دور المثقف ودوره المركب في الحفاظ على الذات والوطن والقيم العليا وهي مهمة كبيرة وقاسية وتنوء تحت ثقلها الجبال ولكنها بنفس الوقت نبيلة وراقية بحيث تجعل من القوة قوة في سبيل الإنسان وليس لتدميره وتجعل من التسامح وقبول الآخر ثقافة يومية تنغرس في الذهنية والوجدان إن تلك المفردات تجعل من المثقف العدو الأظهر والأبرز للتشاؤم وتجعل من الأخير يضع يده على مسدسه عندما يسمع كلمة مثقف كما كان يردد وزير إعلام هتلر غوبلز الذي ذهب ومعلمه ومسدسه وبقي المثقف وقلمه منافحاً عن العدل والحق.
__________________
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر أحب النظافة والاستحمام والعتبات الصقيلة وورق الجدران ولكني أحب الوحول أكثر. (محمد الماغوط) أنا من حدة العطر اجرح أنفض ريشي كالطير اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها يا لئيم فقط نصفها أتذاهب ما زلت في موضعي انما لست فيه وعندك أمسي وراء المخافر واللوز والياسمين أفتش عن كلمتين وأقنع نفسي بجدواهما قلت : لم تكتمل هذه غادرت عاقبت نفسي مغادرة وأردت اكون كأنت أنت وليس التفاصيل أنت بدون الحجارة والباب والغرف الجانبية فوجئت بالغرف الجانبية كنت تخون تخون أصول الخيانة ايضا وتسحب طاولة اللعب تسحب من ورقي ودموعي وتلعب ضدي قامرت بالذكريات هدرت دمي في الكؤوس ووزعته للرفاق تقربت ؟ لا لم تقترب كتب البعد في قاف قربك مني وللقاف نردان ارميهما والمقادير ترمي " مظفر النواب " |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الثقافة, العروسي, بقلم, سلوك, سهيل, وممارسة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
متى نتجاهل سلوك الأطفال | صـــــــدود | امومة و طفولة | 12 | October 16, 2009 11:28 PM |
أساليب قياس سلوك المستهلك | بو راكان | علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات | 7 | September 18, 2008 01:04 PM |
كيف تتعلّم الكتابة وتطير سهيل الشعّار | advocate | معلومات ثقافيه عامه | 12 | February 14, 2008 01:25 PM |
اهية دراسة سلوك المستهلك | بو نايف | علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات | 2 | January 11, 2008 03:07 PM |
~*^*~(( اكتب بقلم حبر ولا تكتب بقلم رصاص ))~*^*~ | وردة الربيع | المواضيع العامه | 4 | January 25, 2007 11:57 AM |