فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 27, 2012, 05:53 PM
 
இΞ¯ −ـ× زهـــــراء +_‗ـ−¯Ξஇ҈


ْْْْْ بسم فالق الحب و النوى ~~~~


الاهداء :

الى والـــدي من علــــمني كيف أصـــبر على الأنين ،،،
و أخلص للغائبـــين الحاضريـــين في عيون لا تنـــام ..
حتى تورد الـــسلام ...
~~

فريال



ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ




−¯Ξஇ҈

(1)


كزهرة لوز جامحة الجمال تستيقظ بدأب ككل صباح، تفتح شبابيك غرفتها لتخترقها نسمات الهواء الباردة المنعشة،

تحتسي قهوتها الممزوجة بالحليب و السكر بسرعة فائقة، تتعلل برائحتها و تقبض شفتاها مع كل رشفة.. تبتسم لجدها

من " الفراندة " وهو في حديقة البيت أمام أحواض النعناع يرسل إليها ضحكاته المباركة يدعوها مشاركته تهذيب

أغصان شجرة الزيزفون الخضراء التي غرساها معا قبل خمس سنوات ترحما على روح والدها .. تهز رأسها بحماس

.. تترك فنجان قهوتها الفارغ على طاولة السيراميك لتغسله لاحقا... تنزل سلالم بيت جدها العشر كطفلة صغيرة تكاد

تقع من تعثرها المستمر.. تصل لفوهة خزان المياه تحملق فيه قليلا لترى أين وصل منسوب الماء إلا أنها تخفق في

محاولتها كالعادة من شدة ظلمته، تتجه إلى جدها " سي محمد " و تقطف بيدها المشاكسة عنقود عنب من الشجرة

المتدلية أمامه .


مازحة " جدي انظر زهو حبات العنب هذه.. لقد أصبحت تتصدر أوراق نعناعك المفضلة جمالا وبهية.. أ ليس كذلك ؟ "

تلثم جبينه، يربت على كتفها « أيتها المجنونة قولي السلام عليك.. صباح الخير يا جدو .. كيف كانت ليلتك ؟ أم انك

ترغبين في افتعال عراك صباحي معي
؟ " يضحك بحنان .. ترد عليه " صباحك عسل يا أحلى جدو على الإطلاق " ،

تمسح حبة عنب بثوبها الأصفر الفاقع الذي لطالما نصحها جدها بعدم ارتدائه بسبب ما يسببه لها من مضايقات تقودها

أسراب النحل بين الفينة و الأخرى .. تضع الثمرة على مشارف فمه ، تحثه أن يتذوقها بلغة جسدها الصبيانية المرحة

المعتادة التي لا يستطيع مقاومتها ... يتناولها ضاحكا و قد سحرتها ضحكته الطيبة المرسومة بإبداع على انحنايات

وجهه .. تنظر إليه بإمعان .. ترى فيه رفيق مراهقتها .. رجل حياتها الروحي الذي رفض أن يتركها وحيدة في الوقت

الذي فعل فيه الجميع ذلك أوَلهم والدتها التي مضت قدما في حياتها مع زوجها الثري...تنظر إليه بحمد .. ترى فيه

منقذها الذي انتشل الكآبة من أيام حداثتها بعدما كانت تغرق في تأثيراتها دون حذر.. ترى فيه شخص والدها وهمومها

و هواجسها الدفينة وراء إحساسها الجديد بالحياة ...شكله ... عيناه البنيتان... و لون جلده الخمري و شعره الكثيف

المجعد أولجاها إلى صفحات كتاب لا نهاية له من الذكريات الجميلة التي رافقت فيها والدها قبل أن ترتعش روحه

هائمة نحو الطرف الآخر من الحياة الآخرة .. تتذكر سعادتها... لثماته الدافئة على وجنتيها صبيحة كل يوم دراسي ...

مسيرهما معا في الحقول و في جوانب الشوارع ... حينما كان يمسك منها طرف القميص قائلا أمام باب المدرسة «

أحبك فاطمة الزهراء.. أحبك زهرتي، لا تنسي ما درسناه معا بالأمس.. كوني الأفضل في غرفة الدرس .. اجعليني

فخورا يا بنية
"... تتذكر عزمه و مبادئه و قيمه و هيبة حضوره أمام الضيوف حينما كان يجلسها بجانبه و هو يناقش

مع أصحابه أهم القضايا السياسية و الاجتماعية السائدة في الجزائر آنذاك ..كان رجلا وطنيا وقورا مميزا عن غيره

... ورث عن جدها قلبه المتقد بالنار ... و فكره الناقد ... و حبه للأرض و للوطن ... و عن أعمامه حب الشعر و الأدب

.. يدون خياله الواسع و واقعيته بلغة جميلة مؤثرة ترعرعت على أجراسها الموسيقية دون أن تستفسر و تستوضح

معانيها من شدة تعقيدها اللفظي.. اشتاقت إليه .. لزخم الحياة الذي يضج في عروقه.. لحمولته الوجدانية اتجاهها ..

مازلت تنظر إلى جدها بمزيج من الفخر و الشوق إلى والدها .. تذكرت ليلة وفاته حينما اختلى بقلمه و أوراقه البيضا

ء وراء نبعة الزيزفون العملاقة المحببة إلى قلبه كي ينظم قصيدته الأخيرة بمناسبة ذكرى ميلادها الخامس عشر ..بقي

وقتا طويلا ، علمت أنه يكتب عنها .. أخذت تتلصص حركاته خلسة.. كان يبدو سعيدا ، صحته جيدة .. في بعض

الأحايين ينظر إلى السماء ثم يبتسم كاتما ضحكة ترغب في الانطلاق. لم تعلم أن هذه القصيدة ستكون مقدمة لكلماته

الأخيرة.. فكيف ستعيش من دونه و هي لا تفارقه إلا أثناء ساعات الدرس أو النوم ؟ يصحبها كل يوم إلى المدرسة ..

يغني لها ترنيمة قبل أن تنام..... يلعبان معا بأحجار الدومينو و الشطرنج ... يراجع لها كل دروسها..يرقع لها أثوابها

.. يحضر قشدة التحلية بالكراميل التي تحبها .. يغطي غياب والدتها التي فضلت بعد طلاقهما أن تبتعد دون أن تنظر

وراءها... بحضور والدها " سي حمزة " لم تحس فاطمة يوما بأنها تحتاج إلى امرأة في حياتها .






يتبع ْْ~~
  #2  
قديم April 27, 2012, 06:26 PM
 
رد: இΞ¯ −ـ× زهـــــراء +_‗ـ−¯Ξஇ҈

حقيقة اسرني الاسلوب المشوق والجذاب واستمتعت بكل حرف كان مكتوب لانه بيدل على ذوق رفيع المستوى وكاتبة القصة انسانة مرهفة الحس لابعد الحدود
دمتي متألقة اختي الغالية والطيبة فـريــــال أوصــيــف
في انتظار البقية
__________________
"كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ"


سيساوي وافتخر
  #3  
قديم April 27, 2012, 06:34 PM
 
رد: இΞ¯ −ـ× زهـــــراء +_‗ـ−¯Ξஇ҈

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة parker مشاهدة المشاركة
حقيقة اسرني الاسلوب المشوق والجذاب واستمتعت بكل حرف كان مكتوب لانه بيدل على ذوق رفيع المستوى وكاتبة القصة انسانة مرهفة الحس لابعد الحدود
دمتي متألقة اختي الغالية والطيبة فـريــــال أوصــيــف
في انتظار البقية

شكرا لانك لبيت دعوتي و كنت أول ضيوفي الحاضرين ..

زهراء ~~ْْ

أردت أن يلمس من خلالها القارئ زخم الحياة الذي يضج في عروق البطلة ...

فأتمنى أن يتحقق مرادي ...

شكرا لك ..

أراك قريبا ..

فريال أوصيف

المسافرة مع المغيب ..
__________________


تَمُرُّ الأيَّامُ تِلْوَ الأيَّامِ ، ويتكرَّرُ الكَلامُ ، وكأنَّهُ حُلْمٌ
لَم يُفارقني ، عِشتُهُ بخَيالي ، فرأيتُهُ واقِعًا . رُبَّما
أثَّرَ في النَّفْسِ قليلاً ، لكنَّهُ خَيْرٌ يُرجَى ، ونَفْعٌ
يُتَحَصَّلُ ، ولا حَظَّ للنَّفْسِ فيه ، فنسألُ اللهَ
الإخلاصَ وحُسْنَ الخِتام
هديّة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
இΞ¯ الحـــ لقة الأخــــيرة مــن مسلــسل الــموت −ـ×_‗ـ−¯Ξஇ҈ هَــــديَّـة بوح الاعضاء 17 May 14, 2012 06:35 PM
في جعبتي رقصت√−‗ فكره ‗−√..داعبتها وصاغتها‗−√ MiDDo المواضيع العامه 6 May 28, 2008 12:17 PM


الساعة الآن 11:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر