فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > شعر و نثر

شعر و نثر اكتب قصيده , من انشائك او من نِثار الانترنت , بالطبع , سيشاركك المتذوقين للشعر مشاعرك



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 29, 2008, 07:10 PM
 
من دفتر الرغبة - صالح محمود سلمان

من دفتر الرغبة صالح محمود سلمان
في هذه الساعة من الهزيع الأخير من القلب. تنفتح الرغباتُ على مصراعيها، وتنغلق الشبابيكُ على حبقها واحداً فواحداً. لا شرفة لكي تنطلق إليها فراشات الرؤى، ولا زيتونة لكي تتوضّأ بها قناديل الروح حينما تنوي الصلاة في هيكل الحياة.‏
ما الذي يحتدم خلف الستائر في هذه الزفرة من بعد منتصف الخيبة؟ ما الذي يتدلى من خفقةِ ذلك الجناحِ قُبَيْلَ مواويل الغياب؟ خيالاتٌ كما لو أنّها بقايا رسومٍ على رقيمٍ ناحل، أو كبقايا وشمٍ على خدود الأمنيات المتعثّرة على الدروب في جرود الخيبات الوعرة. لا شيء في هذه اللحظة المرتعشة ينبئ عن نبضة تتأهّب لتقفز من فوق الحصارات المفروضة على جهات الروح. ولا نأمة تجرؤ على همسة تفضي بها للنحلة التي تبحث عن زهرة القمر منذ دهر. وحدها القرنفلة ترفع رأسها الأرجوانيّ من بين ركام الصرخات المدجّجة بألف موعظةٍ (حسنة) وألف حكمةٍ كسيحةٍ (لا يأتيها الباطلُ من بين يديها ولا من خلفها).‏
في هذه الدقيقة من الهزيع الأخير من الرحيل، حين تنطفئ الكلمات على أبواب الصيارفة والمشعوذين، تخرج السوسنة وهي تتمطّى وكأنّها عبرت خمسين نوماً تسألُ عن سرّ هذا الهدوء المريب، وحين لا يطرق أذنيها أيّة حركة أو أيّ صوت، تخلعُ أعضاءها ورقةً ورقةً وتبدأ بنسجها على نول القصيدة. ومن الملاءة العشرين بعد المائة ربّما، تخرجُ غزالات بثوب الندى وهي تتلو أصابعها على أوتار القيثارات الطالعة حديثاً من أدغال اللغة المتصعلكة، لا تلتفت إلى الوراء ولا تعطي بالاً لغير صوتها المعشوشب، وصدى حناجرها يخاصر الزيتون على امتداد رؤى القناديل:‏
-لا تكتئب إذا شهدت الشمسَ تذوي في عزّ شبابها. والنارَ تُخمدُ وهي في ذروة تأجّجها. فلا بدّ من أنّ خطأ جسيماً قد وقع. لسوف يصححه نهارٌ آتٍ على جناح طائر يطلع من الرماد.‏
-لا تبتئسْ إذا سمعت حشرجة الأصوات وهي تشرئب نحو قمّة الفجيعة باحثةً عن فضاء مفتوحٍ وهواءٍ غير ملوّث. فهي بذلك تعلن عن ميلاد نفحاتٍ وأصواتٍ مطهّمةٍ لا تركن لغير صهيلها. ولا ترضى عن الفلوات المفتوحةِ بديلاً.‏
-لا تترك الورود تذبلُ في مساكب الخواطر المزدحمة على أبواب المخيّلة. فإن أعوزك الماءُ ما عليك سوى أن تمرّر أناملك عليها لتشربَ من مساماتها، وتتورّد وجناتها مرّة أخرى.‏
-لا تيئسْ إذا رأيت المدنَ تغرقُ في لجج الرمالِ وتتقوّس أبراجُها بالمفرّق وبالجملة. فهناك على مرمى بصيرةٍ ما مدائن أخرى ستطلع من سنابل الحنطة وأصابع الزيتون وأدغال السنديان، أبراجُها مساكنُ لحمامٍ ترك هديله عند السور الأخير من الجرح.‏
لم يكن النداءُ شحيحاً حين انطفأ على بوابات الصدّى ولم تكن الكلمات عاريةً حين هبطت إلى نهر الحزن تملأ جرارها. وإنّما كانت متلبّسةً بما يشبه النسيمَ الطالعَ لتوّه من وادي القصب. عارياً إلاّ من أصداءٍ لا تنضبُ ولا تتلاشى.‏
في هذه الدقيقة من الساعة الأخيرة من الحلم، ترمحُ القصائدٌ في شرفات لم تُحجبْ عنها أشعّةُ شمسٍ أو نغمةُ قيثارة، وتعربشُ على شبابيك لا يقدرُ أحدٌ على إغلاقها. صبايا من ياسمين بأنامل سحريّة تنسجُ قميصاً لتلك التي سوف تأتي، فأعِدّ فنجانَيْ قهوةٍ، وانتظر على شرفتك.‏

__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
  #2  
قديم January 30, 2008, 02:16 AM
 
Teeth رد: من دفتر الرغبة - صالح محمود سلمان

صراحة حسك الشاعريعالي وهالمقال الادبي المنثور روعةزصح لسانك
__________________
قالت:اتسمح ان تزين دفتري
بعبارة,اوبيت شعر واحد..
بيت اخبؤه بليل ضفائري
واريحه كالطفل فوق وسادتي.
من اين؟احلى القارءات اتيتني
انالست اكثر من سراج خامد
انت الربيع..بدفئه وشموسه
ماذا ساصنع بالربيع العائد؟
شيدت للحب الانيق معابدا
وسقطت مقتولا..امام معابدي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 3, 2008, 12:42 PM
 
رد: من دفتر الرغبة - صالح محمود سلمان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناشرةالخير مشاهدة المشاركة
صراحة حسك الشاعريعالي وهالمقال الادبي المنثور روعةزصح لسانك
اسعدني مرورك , دمتي بخير
__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمود, الرغبة, دفتر, سلمان, سالي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
امنح الآخرين الرغبة في التعرف إليك بو راكان علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 20 November 25, 2011 06:31 PM
كيف تتعامل مع الرغبة في العودة إلى التدخين كائن حي ! مقالات طبية - الصحة العامة 8 July 22, 2010 07:36 AM
محمود سامي البارودي admin شخصيات عربية 3 February 27, 2010 12:42 PM
دفتر السجلات hostil_31 المواضيع العامه 3 May 27, 2007 12:03 PM


الساعة الآن 03:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر