فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات حادّه , مواضيع نقاش

مقالات حادّه , مواضيع نقاش مقال حاد و صريح تحب ان توجهه لفرد او مجتمع معين



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 26, 2008, 10:26 PM
 
فلسفة أخرى للصمت علي محمّد شريف

فلسفة أخرى للصمت علي محمّد شريف
إذا كانت للحوار أهمّيّة قصوى في الطريق نحو المعرفة، وفي التقريب بين وجهات النظر، وفي الوصول إلى الأسمى في الفكر والأدب، وإذا كان الحوار أيضاً لبنة أولى لبناء النظريات وإرساء القواعد والأسس المعرفيّة، فإنّ للصمت -في موضعه- فضائل كبرى تتجلّى في حسن الإصغاء وفي القدرة على الاستيعاب الأمثل، وفي ترك المجال للمتحدّث كي يمسك بخيوط أفكار جيّدا، ويقدّم آراءه مسلسلة مكتملة، دون تقطيع أو تشويش..، وربّما -في أدنى الحالات- يكون الصمت وقاية لصاحبه من عثرة التورّط فيما لا تحمد عقباه، ممّا قد يقلّل من احترامه، أو يحطّ من قدره إذا تكلّم وانكشف المستور من جهله أو من غبائه.‏
والصمت فضيلة كبرى، وإن كان يبقي البعض "العالم" في إطار من الحرج يمنعه من "مدّ رجليه" أو من الاسترخاء في حضرة البعض "الجاهل"، وقصّة الشافعيّ -رحمه اللّه- معروفة للجميع في حرجه ذات يوم من الجاهل الصامت الذي ما إن تكلّم حتّى قال الشافعيّ مقولته: (آن للشافعيّ أن يمدّ رجليه) والصمت لغة لها من البلاغة والقوّة في التعبير ما ليس للكلمات أحياناً.‏
ولكن.. أن يكون السكوت وسيلة يقوم بها البعض، لا رغبة في لمّ شتات المبعثر من أفكار ولا تركا لفرصة لمتكلّم، ولا خوفاً من تورّط، ولا استتاراً من جهل، وإنّما قنصا وسفكا واحتيالا وغصبا، فهذا ما يبدو -لأول وهلة- غريباً بعض الشيء في عالم الغرابة هذا الذي نعيشه.‏
إذ ترى الرجل الصامت، وقد عقد ما بين حاجبيه موحياً بالغموض الضروريّ، ممثّلاً دور العارف بكلّ شيء، والهازئ من كلّ ما حوله، لا مبالياً بأيّ حديث يجري على مسامعه، يتلّهى بتمسيد لحيته "المسكينة" التي انقطعت الأسباب ما بينها وبين السالف منذ آخر تقليعة للمثقّف العصريّ وقد أقسم ألاّ تنمّ تعابير وجهه عن أيّ معنى، موزّعاً ابتسامة بلهاء في كلّ حين، واضعاً صدغيه ما بين إبهام جائر وسبّابة كافرة، وفي الحقيقة يكون هو متيقّظاً تماماً، وقد جعل من أذنيه لاقطين حسّاسين، ومن صناعة نادرة، مصغياً لما يجري من حوار حوله، لا يغفل عن شاردة ولا تفوته نأمة.‏
وإذ يطلّ يوم آخر بصحفه ومجلاّته، أو بأيّة وسيلة إعلاميّة أخرى، ترى ذلك الرجل "الصامت" وقد أتحف إحدى وسائل الإعلام والنشر بآراء هي ذات ما سجّله في جلسة الإصغاء تلك.‏
وحين يطّلع أصحاب الآراء على الأمر تصيبهم الدهشة، وتعقد ألسنتهم المفاجأة، إذ هل يعقل أن يكون الأمر مجرّد توارد للخواطر، أو تطابق في الأفكار، والتي لا تعود ملكاً لأحد ما بالذات إذا ما تجاوزت هذه الذات. وهل ثمّة ما يضير في أن ترى ما تفتّقت عنه مخيّلتك مسطوراً في مجلّة أو في صحيفة، وقد ذيّل باسم آخر، لم يكن سوى آلة لتسجيل الأفكار، ومن ثمّ انتحالها، وبخاصّة في ظلّ بعض ما يشاع حول أهميّة الكلمة دون أيّة أهميّة تذكر لصاحبها ومبدعها.‏
وأخيراً.. هل يمكن للمدّعي "سارق الأفكار" أن يستمرّ إلى نهاية الشوط، بحيث يجد دائماً من يغذّي ذاكرته، ويملأ حبر قلمه "الناشف" تماماً، دون أن يكتشف ويفتضح أمره، ويسقط في وهدة الفضيحة كما سقط غيره؟!‏
وهكذا يكون الصمت- هذا المخلوق القدسيّ - سلوكاً لدى البعض يقصد من خلال استخدامه سرقة ما في عقول الآخرين الذين -فيما يبدو- فقدوا عقولهم فعلاً حين تحدّثوا في زمان كزماننا هذا، وذكروا بنات أفكارهم عارية، وبحسن نيّة من دون أن يقوموا بتسجيلها ضمن حماية الملكيّة، ومن ثمّ براءة اختراع عنها، قبل طرحها في سوق النخاسة الجديد.‏

__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 2, 2010, 01:27 PM
 
رد: فلسفة أخرى للصمت علي محمّد شريف

الصمت وقاية لصاحبه من عثرة التورط........ربما
الصمت سارق......نعم لاحلام المتحدثين
الصمت لغة بحواس اضافية والصمت حرب وقد تكون اقسى من الكلام
ويظل الصمت لغة الحكماء وفن الاصغاء.....واحيانا لغة الجبناء
واحيانا لايعبر عن شيئ الا عن قهر داخلي واحيانا ليسدل الستار عن مسرحية
فاشلة واحيانا هو الفرار من حالة او مازق او حذف لحدث ما او لواقع معيش
والصمت داء الاستسلام والركون والانبطاح والاذلال ويفسر احيانا انه علامة للرضا
او هو قمة المحبة والولاء وقمة الديمقراطية السلمية ......ان نرضى دائما بالمالوف
ولا نعبر حتى بنعم يكفي ان ننحني صمتا ونصفق ونبتسم ونخفي جراحنا ونتخفى
لخوفنا من جراح اعمق.......امتزج الدم بحرف الخاء .....فقد علمونا ان صقيع السجون
صعب ولااحد يستحق ان نموت من اجله او نندثر..........لذلك تعلمنا الصمت
هذه المقالة نجحت في قطع بعض الصمت.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأزمة, محمّد, مدري, شريف, فلسفة



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسفة قلوب ::: تفضل وشاركنا فلسفة قلبك !! ام غيسان كلام من القلب للقلب 7 August 12, 2010 01:54 AM
حديث شريف بلال النصح و التوعيه 7 November 12, 2009 08:34 PM
*هنا سأقدم للصمت احترامي* شذا المواضيع العامه 18 May 24, 2009 08:55 PM
للصمت سبع فوائد------ ناجم كلام من القلب للقلب 12 February 8, 2009 06:20 PM
حديث شريف الواثق النصح و التوعيه 1 November 23, 2007 11:01 PM


الساعة الآن 08:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر