فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > شعر و نثر

شعر و نثر اكتب قصيده , من انشائك او من نِثار الانترنت , بالطبع , سيشاركك المتذوقين للشعر مشاعرك



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم February 17, 2012, 10:13 AM
 
الزينبيه...صالح عبد القدوس

صَرَمتْ حِبالَكَ بعد وَصلكَ زينبُ والدَّهرُ فيهِ تَغيَّرٌ وتَقَلُّبُ
نَشَرتْ ذوائِبَها التي تَزهو بها سُوداً ورأسُك كالثُّغامَةِ أشيَبُ
واستنفرتْ لمّا رأتْكَ وطالما كانتْ تحنُّ إلى لقاكَ وتَرغبْ
وكذاكَ وصلُ الغانياتِ فإنه آل ببلقَعَةٍ وبَرْقٌ خُلَّبُ
فدَّعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَبُ
ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يا مُذنبُ
واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه لا بَدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ
لم ينسَهُ الملَكانِ حينَ نسيتَهُ بل أثبتاهُ وأنتَ لاهٍ تلعبُ
والرُّوحُ فيكَ وديعةٌ أودعتَها ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَبُ
وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها دارٌ حقيقتُها متاعٌ يذهبُ
والليلُ فاعلمْ والنهارُ كلاهما أنفاسُنا فيها تُعدُّ وتُحسبُ
وجميعُ ما خلَّفتَهُ وجمعتَهُ حقاً يَقيناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ
تَبَّاً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها ومَشيدُها عمّا قليلٍ يَخربُ
فاسمعْ هُديتَ نصيحةً أولاكَها بَرٌّ نَصوحٌ للأنامِ مُجرِّبُ
صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ
لا تأمَنِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فإنهُ ما زالَ قِدْماً للرِّجالِ يُؤدِّبُ
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِها مَضَضٌ يُذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَبْ
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْها تفزْ إنّ التَّقيَّ هوَ البَهيُّ الأهيَبُ
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منهُ الرِّضا إن المطيعَ لهُ لديهِ مُقرَّبُ
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلبُ
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ
وتَوَقَّ منْ غَدْرِ النِّساءِ خيانةً فجميعُهُنَّ مكايدٌ لكَ تُنصَبُ
لا تأمنِ الأنثى حياتَكَ إنها كالأفعُوانِ يُراغُ منهُ الأنيبُ
لا تأمنِ الأُنثى زمانَكَ كُلَّهُ يوماً ولوْ حَلَفتْ يميناً تكذِبُ
تُغري بلينِ حديثِها وكلامِها وإذا سَطَتْ فهيَ الصَّقيلُ الأشطَبُ
وابدأْ عَدوَّكَ بالتحيّةِ ولتَكُنْ منهُ زمانَكَ خائفاً تترقَّبُ
واحذرهُ إن لاقيتَهُ مُتَبَسِّماً فالليثُ يبدو نابُهُ إذْ يغْضَبُ
إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهدُهُ فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغيَّبُ
وإذا الصَّديقٌ لقيتَهُ مُتملِّقاً فهوَ العدوُّ وحقُّهُ يُتجنَّبُ
لا خيرَ في ودِّ امريءٍ مُتملِّقٍ حُلوِ اللسانِ وقلبهُ يتلهَّبُ
يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ وإذا توارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً ويَروغُ منكَ كما يروغُ الثّعلبُ
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصوَبُ
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً إنَّ القرينَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
إنَّ الغنيَ من الرجالِ مُكرَّمٌ وتراهُ يُرجى ما لديهِ ويُرهبُ
ويُبَشُّ بالتَّرحيبِ عندَ قدومِهِ ويُقامُ عندَ سلامهِ ويُقرَّبُ
والفقرُ شينٌ للرِّجالِ فإنه حقاً يهونُ به الشَّريفُ الأنسبُ
واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهمْ بتذلُّلٍ واسمحْ لهمْ إن أذنبوا
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً إنَّ الكذوبَ يشينُ حُراً يَصحبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقتَ ولا تكنْ ثرثارةً في كلِّ نادٍ تخطُبُ
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ فالمرءُ يَسلَمُ باللسانِ ويُعطَبُ
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُقْ بهِ إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لمْ يُطوهِ نشرتْهُ ألسنةٌ تزيدُ وتكذِبُ
لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ
ويظلُّ ملهوفاً يرومُ تحيّلاً والرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ
كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ رغَداً ويُحرَمُ كَيِّسٌ ويُخيَّبُ
وارعَ الأمانةَ ، والخيانةَ فاجتنبْ واعدِلْ ولا تظلمْ يَطبْ لكَ مكسَبُ
وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبرْ لها من ذا رأيتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ
وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبةٍ أو نالكَ الأمرُ الأشقُّ الأصعبُ
فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ
كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ
واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً واعلمْ بأنَّ دعاءَهُ لا يُحجَبُ
وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلدةٍ وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ
فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا طولاً وعَرضاً شرقُها والمغرِبُ
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَبُ
__________________
قال الليالي جرعتني علقما** قلت ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما ** طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتراك تغنم بالتبرم درهما **أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

يا صاح لا خطر على شفتيك أن ** تتثلما و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى ** متلاطم و لذا نحب الأنجما

قال البشاشة ليس تسعد كائنا **يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك و الردى ** شبر فإنك بعد لن تتبسما
رد مع اقتباس
  #2  
قديم February 17, 2012, 11:48 AM
 
رد: الزينبيه...صالح عبد القدوس


يا صاح لو كرهت كفّي منادمتـي لقلت إذ كرهت كفـي لهـا بينـي

لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ولا أبالـي حبيـبـا لا يباليـنـي


__________________
You Need to actually
look at your progress
and
ask yourself Questions along the lines of How Can I be Doing This Better


??
رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 17, 2012, 11:49 AM
 
رد: الزينبيه...صالح عبد القدوس



تودّ عـدوي ثـم تزعـم أننـي صديقك إن الرأي عنك لعـازب

وليس أخي من ودّني رأي عينه ولكن أخي من ودّني وهو غائب


__________________
You Need to actually
look at your progress
and
ask yourself Questions along the lines of How Can I be Doing This Better


??
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شعر الرثاء الذاتي بقلم الدكتور عبد القدوس أبو صالح محمس عربي شعر و نثر 2 February 14, 2012 01:38 AM
سلطان بن عبد العزيز.. وفاء وعزاء بقلم الدكتور عبد القدوس أبو صالح محمس عربي المواضيع العامه 1 November 3, 2011 11:05 PM
عبد القدوس أبو صالح يقول :-باكثير استمد من مكة والمدينة المشاعر والرؤى الإسلامية محمس عربي بحوث علمية 0 June 6, 2010 08:22 AM
كتب إحسان عبد القدوس المقدام كتب الادب العربي و الغربي 1 March 22, 2009 10:22 AM


الساعة الآن 10:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر