فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص الأعضاء

روايات و قصص الأعضاء تحميل قصص و روايات بأقلام كتاب و كاتبات مجلة الابتسامة



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 23, 2011, 03:13 AM
 
Cup يوميات هادئة

عندما بدأت الكتابة شعرت أنه مجرد عزف على نغم ما يصدر من داخلك


و مع مرور الزمن اكتشفت أنه سحر الكتابة ما يبسط كل تلك العقد التي تسمى التأليف ، و أصبحت أجد صعوبة في كتابة الكثير من الأفكار التي كنت أحسبها بسيطة و سهلة .


و منها يومياتي .


لقد فكرت بالموضوع منذ ثلاثة أيام و لم أجد أي نسق في مخيلتي ، و قررت أن يكون عشوائيا كأيامي نفسها . دون تسبيقات و لا تردد ، دون تفكير طويل .



أتمنى أن تصل عفويتها و بساطتها تماما كما أردت لها أن تكون .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم November 23, 2011, 03:13 AM
 
1 يوم هادئ

يوم هادئ



كان يوم ثلاثاء من شهر أكتوبر سنة 1994


كنت في زيارة لبيت عمتي التي تسكن الريف ، كانت أول زيارة لي منذ وفات والدي -رحمه الله- ، كنت أشعر بتردد كبير في لقاء عمتي ، فلا تربطنا علاقة جيدة بعائلة والدي و لا تحببنا الذكريات في زيارتهم ، و طبعا كان هذا رأي شقيقي 1، أما أختنا الوحيدة فكانت سعيدة جدا ، لصغر سنها من جهة ، و عدم حضورها الكثير من المواقف و الذكريات من جهة أخرى ، أحبت الريف كثيرا ، و كانت طوال الطريق تحدثنا عن برنامجها للأسبوع في الريف ، أحببنا ثرثرتها كثيرا خاصة أنها كانت مضحكة


فهي ترسم خيالها البسيط الرتيب ، الذي يشبه إلى حد بعيد خيال أي طفلة تسافر لأول مرة إلى الريف .


عندما وصلنا إلى مدخل المزرعة ترجلنا عن سيارة الأجرة ، و أكملنا كيلومترين نمشي و أنا و شقيقي نحمل الحقائب ، بينما تقفز أختي هنا و هناك ، تقطف زهرة


ثم ترميها و تقطف أخرى


تركض ثم تعود تمشي قفزا


تحدث أمي بسعادتها


تهديها وردتين


تضحك من مظهر الحمالين الذي بدونا فيه أنا و شقيقي



وصلنا إلى البيت الريفي ، ذي الطابقين ، به نوافذ كثيرة و يعلوه قرميد أحمر يبدو عليه القِدم ،


حتى البيت أعجب أختي ، و طار عقلها يسرح في شكله الداخلي ، لكن والدتي لجمتمرحها بأن بدأت تحاول تذكيرها بالإيتيكيت الذي تريده كل الأمهات بناتهن ، بدء من كونها أصبحت شابة و لم تبقى طفلة ، و أن عليها أن تترك انطباعا حسن ،،، إلى هنا بندخل البيت .


لن أقول أن أختي لم تكن تصغي لوالدتي في تلك اللحظة ، بل بتعبير أدق كانت والدتي تحدث جسدا خوارا لا روح فيها ، فروحه لولو (أختي) كانت تحلق في أرجاء المزرعة ، تداعب عشبه الندي الغض ، و تقطف بعض البرتقال ، و تهيّج الدجاج ، و تمشط ظهر الحصان .



داخل البيت كانت عمتي و ابتها ايميلي ، كانت أصغر منا بسنتين ، و كانت تزورنا كثيرا كونها صديقة لولو و مقربة من والدي .


بعد أن سمعنا أخبارهم الروتينية علمنا أن إبني عمتي لورون و جو2 في المزرعة مع والدهما [في هذا الوقت لم ألتقي ايميلي بعد].


كما يفترض خرجت و شقيقي إلى المزرعة ، غير أن شقيقي عاد إلى البيت ليحضر القبعات فنحن لم نعتد على الشمس في(سانت دونيه)3 و مضيت متعجبا من تأخره ، و لقيا زوج عمتي أنريك بتهجا تحت ظل شجرة البرتقال أنساني تعجبي ،


انضممت إليه بعد أن قام و قطف برتقالة كبيرة ، قشرها ثم قدمها إلي ، كان رجلا ضخما تبدو عليه الرجولة ، طيب يحب زوجته و أولاده ، لقد كان أميا ،و لكنه كان يفهم الحياة جيدا ، هذا ما أذكره من حديث والدي عنه .


لم يكن والدي يهتم للمستوى التعليمي كثيرا عند الريفيين ، فهم بالنسبة إليه يعلمون ما يكفي ليعيشوا بسعادة و يسعدوا غيرهم ، و كان أنريك واحدا من المقصودين ، لقد كانت معرفته بالأشجار مذهلة ، حيث كان يسمي لي الأشجار و أعمارها و الأمرضا المحتملة عنها ، و كيف وقايتها ، لقد كان موسوعة ريفية كاملة الأجزاء .


كلامه بسيط سلسل بعيد عن التصنع ، تضفي طيبته و صدقه على محياه لمسة براءة تحببه لقلب من يراه .


في هذه اللحظات أقبل الولدان سعيدان نحوي ، ضماني بقوة حتى كادت ضلوعي تتشابك ، كانا أكبر مني بخمس و سبع سنوات ، يشبهان والدهما كثيرا ، خاصة البكر لورون ، جلسنا نتحدث عن كل شيء و أهم شيء المزرعة و حياة الريف بالنسبة للمدينة ، انصرف الوالد إلى أصدقاءه المزارعين و بيقينا حتى احمرّت الشمس و قد وصل بنا الكلام إلى باريس و النساء.

لم أكن من النوع الذي يحب التحدث عن تفاصيل الطبيعة كنت أفضل تأملها و تدبر خلقها أكثر، و بالمقابل كنت أعشق تفاصيل النساء بجنون .
أُعجب الشابّان بمعارفي ، و روت قصصي ظمأ خيالهما ، و صارت ضحكاتهما تتعالى حتى ضجت بها السحب و أظلمت الدنيا ، فعدنا و هما يصران أن تكون قصة أخرى من قصصي أنيسة الطريق ، غير أن شعور افتقاد شخص ما لم يفارقني.
***

كان يجلس شقيقي مع ايميلي عند مدخل الزريبة يحدثها و تمشط هي الحصان ، كانا يشعران أن ما يجب أن يقال أكثر من أن تحاصره العيون أو أن تعتقله الأسماع .
[في ذلك الوقت كنت أجهل كل شيء عن هذه العلاقة الوحيدة الخفية لشقيقي]
[محرجا مضطربا]- كيف الريف ؟
[لا تقل عنه اضطرابا]- أشعر أنه مختلف اليوم .
صمت طويل صاخب بالنبضات الخجولة و النظرات المسروقة ، خجل و تردد
[بصعوبة]- اشتقت إليك !
قلبه ينبض آلاف النبضات المجنونة ينتظر جوابها
[متشاغلة عنه]- و أنا أيضا ،،[برهة] ،، بل أكثر اشتقت إليك .

كان سيحلق شقيقي لو أنه جرب الرفرفة بذراعيه لحظتها .




***
على مائدة العشاء التي تلاونت بمختلف الأطعمة البهية ، تنشرح النفس لمنظرها و تزيد شهيتك ذرات الهواء النقي التي تثمل الرئتين منه بعد سنوات من لوث المدينة و دخانها ، لم أتعجب عندما أخبرتني والدتي أن لولو قد نامت ، لقد استنفذت كل طاقتها و لم تنجز إلا ربع مشاريعها التي أخبرتنا طول الطريق عنها .
على رأس الطاولة كان زوج عمتي و على يمينه عمتي و ابنتها ، ثم والدتي و وسيم (شقيقي) و على يساره ولداه ثم أنا .
غرفة المعيشة طويلة و عرضها أقل من نصف طولها ، مزينة بلوحات كثيرة لأحصنة غالبا مرسومة و أخرى فوتوغرافية لزوج عمتي في شبابه ، حيث كان فارسا مشهورا قبل أن يصاب بتآكل الفقرات ، و يحرم من مجده و رمز افتخاره .
بعد العشاء حاولت استشعار نبضات شقيقي التي لم تكن عادية أبدا ، و لكن زوج عمتي شغلني بحديثه عن أمجاده بنبرة فيها لحن قديم من الحزن ، كان يذكر والدي كثيرا بطيب الخصال ، و تركت الاستشعار لأستمع لمآثر هذا الرجل الطيب الحزين .

كان الولدان يخرجان سيف والدهما و درعه ، و بعض السكاكين و الخناجر ، و يحدثانني في آن واحد عن آلاف الصور و القصص ، و يتخلل كل هذا ضحكات فخورة تتسلل من أبيهما ، كنت أشعر بأني انتباهي مواساة للرجل ، و عزاء لي في والدي الذي حرمت جلساته و انا في سن مبكرة ، كنت أبتسم و أنتظر غمزات وسيم الذي كان يشاركني فكرتي و لا يشاركني مشاعري فقلبه كان مليئا ليس فيه مكان لي و لمشاعري .
والدتي أحضرت الأغطية و الأفرشة و دلنا الولدان على غرفة نومنا ، و التي كانت إلى جوار غرفة نوم والدتي و لولو .
داخل الغرفة و نحن منهمكان في تجهيز الفراش
- لماذا لم تحضر القبعات ؟
[بتجاهل]- ظننتك استغنيت ، عندما عدت لم تكن موجودا
[شعرت أن في الأمر ريبة]- فقط ؟
لم يرد طويلا ، ثم تمدد على فراشه و عدّل غطاءه
[بحسم]- ليلةً سعيدة .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
1- التوائم متصلة بالتفكير و الذوق و الرأي و أحيانا نفس الكلمات في التعبير
2- اسمه الكامل : جون بيير و يدعلى ج.ب و غيرت اسمه لسياق القصة
3- سانت دونيه مدينة باريسية معروفة بمناخها المتقلب البارد و الغائم غالبا

التعديل الأخير تم بواسطة طويل بال ; November 24, 2011 الساعة 12:00 AM سبب آخر: إدراج اليوم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم November 23, 2011, 03:49 AM
 
رد: يوميات هادئة

احجز لنفسى مقعدا هنا لحين عودتك مره اخرى
فلا تغيب
انى منتظر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوميات رجل لا دنب لي الا انتي كلام من القلب للقلب 5 May 7, 2011 12:24 PM
يوميات حاج المدرب د.أشرف عبد الجواد كتب اسلاميه 1 November 22, 2010 01:03 AM
يوميات قلب جنان الدليمي شعر و نثر 7 March 9, 2010 12:09 AM
يوميات حاج سفير الفضيلة النصح و التوعيه 0 December 12, 2008 04:46 PM


الساعة الآن 06:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر