فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 29, 2011, 01:27 PM
 
كان يتعين على إسرائيل أن تعتزر وبقوة ..

جاك سترو ..الشرق الأوسط

كنت في الامتحانات النهائية بكلية الحقوق بجامعة ليدز في شهر يونيو (حزيران) عام 1967. وخلال الفترات الفاصلة بين المراجعة، بل وبين الامتحانات نفسها، كنت دائم الاستماع إلى الإذاعة للاستماع إلى أحدث التطورات في الصراع العربي الإسرائيلي أثناء «حرب الأيام الستة».

وكنت زعيما طلابيا في ليدز، كما تم انتخابي رئيسا لاتحاد الطلبة، وكنت أنتمي إلى التيار اليساري. وكان الشيء اللافت للنظر هو حجم الدعم القوي المقدم لإسرائيل، سواء من اليسار أو الوسط أو اليمين، والشعور بالازدراء تجاه مصر والبلدان العربية الأخرى التي قيل إنها هي المعتدية. وكان هناك سبب آخر للانحياز لإسرائيل، وهو أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة؛ في حين كانت حكومة الفرد المطلقة هي المهيمنة على الدول المعارضة لها. ولكن تغيرت الأمور كثيرا خلال الفترة الماضية والتي تمتد لأربعين عاما أو أكثر.

والآن، على هذا الجانب من المحيط الأطلسي على الأقل، أصبحت إسرائيل هي الدولة المعزولة، وأصبحت تحظى بدعم أقل. ويظهر هذا التحول جليا أيضا في مجلس العموم البريطاني الذي أتشرف بأنني أحد أعضائه على مدار 32 عاما، حيث تعترض أقلية صغيرة على حق إسرائيل في الوجود كدولة آمنة وذات سيادة. عموما، ليست هذه هي القضية.

إن الشيء الذي جعل إسرائيل تفقد الدعم المقدم لها وتفقد حلفاءها هو غطرستها وطريقتها المتعجرفة في التعامل مع المعايير الدولية، وعدم قدرة قادتها على التصرف بحنكة. وبدلا من ذلك، صرح الرئيس التركي عبد الله غل بأن إسرائيل أصبحت الآن تمثل «عبئا حتى على حلفائها».

وقد كان نهج إسرائيل السلبي وعزلتها عن أصدقائها أكثر وضوحا خلال تعاملها مع تركيا في أعقاب مقتل تسعة مدنيين أتراك على متن السفينة التركية «مافي مرمرة» في الثلاثين من شهر مايو (أيار) من العام الماضي.

ويعلم كل منا نحن الذين في موقع المسؤولية الحكومية أن رد فعل القوات الدفاعية الموجودة في أي دولة، والتي وضعت في طريق الأذى بناء على أوامر من الحكومة، قد يكون مبالغا فيه أحيانا في خضم الأحداث. ومع هذا، لا يعد هذا عذرا لأولئك الذي تورطوا في تلك الأحداث.

لكن إذا أدت المبالغة في رد الفعل إلى القتل غير المبرر لمواطنين من بلد آخر، لا سيما إذا كان هؤلاء المواطنون من دولة حليفة، فإن الأمر يتطلب حكمة وحنكة في التعامل مع تداعيات الموقف. وفي حالة السفينة «مافي مرمرة»، كان يتعين على الحكومة الإسرائيلية تقديم اعتذار. وحتى الحكومة الأميركية، التي لا تنتقد أبدا المواقف الإسرائيلية مهما فعلت، قد حثت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقديم اعتذار.

وفي الواقع، كان ينبغي – بل ويجب – على إسرائيل أن تقدم اعتذارا قويا، ولكن بطريقة لا تؤدي إلى إهانتها أو إحراجها. ولو كانت إسرائيل قدمت الاعتذار، وقبلته تركيا، كانت العلاقات ستعود إلى شكلها الطبيعي بين البلدين.

وبدلا من ذلك، تدهورت العلاقات، وتحولت من علاقات فاترة إلى باردة إلى أن تم تجميدها في الوقت الراهن بعد قرار الحكومة التركية بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة وتقليل مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وبعد تدهور العلاقات بهذا الشكل، يجب على إسرائيل ألا تلوم إلا نفسها.

وفي المقابل، يلقي العديد من المحللين باللوم على النظام السياسي في إسرائيل لأنه ينتج قادة لا يتمتعون بطول النظر والحكمة، ويؤدي إلى تأصيل عدم الاستقرار في الحكومات الإسرائيلية. وفي الواقع، ثمة قدر كبير من الحقيقة في ذلك الرأي، حيث إن نظام التمثيل النسبي – في مجتمع يعج بالتعددية الحزبية غير المتجانسة – المستخدم في انتخاب النواب للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ينتج كابوسا من الأحزاب المنشقة والمتطرفة والتي تضع الأقليات بعد ذلك في موقف يحتم عليها الموافقة على مطالبها غير المعقولة.

ومع ذلك، تكمن المفارقة في أنه يوجد قدر كبير من الأدلة على أن الشعب الإسرائيلي لم يكن، في واقع الأمر، متفقا مع قادته السياسيين في طريقة تعامل الحكومة مع سياستها الخارجية، ففي وقت سابق من هذا العام قام استطلاع للرأي أجري في إسرائيل بسؤال الإسرائيليين عما يتعين على بلادهم القيام به إذا ما اعترف العالم بالدولة الفلسطينية، وقال 48 في المائة ممن شملهم الاستطلاع إن إسرائيل هي الأخرى يتعين عليها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين قال 53 في المائة إنهم سيشجعون نتنياهو على تقديم مبادرة دبلوماسية تقدم تنازلات كبيرة. وكان الشيء الأكثر أهمية هو أن الاستطلاع قد أظهر أن حزب كديما الذي تتزعمه تسيبي ليفني، والذي يطالب بالعمل بشكل أقوى مع الفلسطينيين، كان متقدما على حزب الليكود الحاكم.

وللأسف، في الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل بفهم خاص للقيود المفروضة على ديمقراطيتها، فإنها تتلكأ، في أحسن الأحوال، في إدراك مدى التشابه في القوى التي تقيد بلدانا أخرى في المنطقة، بما في ذلك تركيا. ويعد الاستطلاع الذي أجري مؤخرا والذي أظهر أن 53 في المائة من المصريين يؤيدون إلغاء معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل مثالا واحدا على مثل هذه القيود. ولخص الرئيس التركي عبد الله غل ذلك بشكل صحيح عندما قال «هناك صعود في الحركة الديمقراطية. ولا يمكن لأي بلد ديمقراطي أن يتبع سياسة مشينة من خلال تجاهل رغبات مواطنيه والنقاط الحساسة بالنسبة لهم». ويعد الرأي العام في الشرق الأوسط واضحا وضوح الشمس، حيث يطالب بحل تقوم بمقتضاه الدولتان الفلسطينية والإسرائيلية جنبا إلى جنب بموجب حدود 1967. وعلى الصعيد الدولي، تحظى الدولة الفلسطينية بتأييد من 71 في المائة من المواطنين في المملكة المتحدة و82 في المائة في فرنسا و86 في المائة في ألمانيا.

إن الزعيم الحقيقي هو ذلك الزعيم الذي يكون على استعداد لتحمل المخاطر في سبيل تحقيق السلام، وعلى استعداد للدخول في مفاوضات مع الشركاء والجيران لبناء توافق في الآراء. وفي واقع الأمر، لم يكن هذا ينطبق على حكومة نتنياهو التي تسعى إلى خنق كل مبادرة في اتجاه السلام، وتفتقر إلى فهم كامل للتطورات الجيوسياسية على نطاق أوسع، ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا داخل إسرائيل. ولحسن الحظ، لعبت تركيا دورا إيجابيا، خلافا لإسرائيل، تم تدعيمه من خلال الرأي العام في المنطقة. وفي الواقع، يمكن أن تزدهر الديمقراطية والمصالحة والسلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال العمل مع تركيا وليس ضدها، وعندئذ يمكن أن تتمتع إسرائيل بالأمن الحقيقي والاستقرار داخل حدودها المعترف بها دوليا.

* وزير الخارجية البريطاني الأسبق
__________________


نحنٌ دائماً محكومون بـالأمـل ..



التعديل الأخير تم بواسطة نبع الامل ; September 29, 2011 الساعة 04:03 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم September 30, 2011, 05:51 AM
 
Wilted Rose رد: كان يتعين على إسرائيل أن تعتزر وبقوة ..

الديمقراطيّه = السياسه
بصراحه
غاليتي نبع الأمل,
لا أصدق من يحمل ثمار التحرر والإنعتاق
والنيّه .. خالصه له وحده!
دائماً ما تلعب المصالح
ويكون لها النصيب الأكبر من التحكم بالبيادق, وبالرقع
أيضا,
المال ..النفوذ..السلطه
هيَ الدفّه التي توجّه الدرب
لاحظي.. حتى "بالدعم الأقل"
مازالت تصول وتجول
ويُحصّنها "الفيتو" !!
حتى مواقف تركيا .." التي طبعاً لا أنكر خير أفعالها", إلا..
أنها تسعى دائماً لمصلحتها أولاً.. ومهما كان الثمن!
للأسف, تعلّمنا أن من يعتذر يُجزم بِضعفه!!
...وهكذا أرى الدول
..وحتى هذه اللحظه, لا أجد ضعفاً حقيقيّا بأرجاء إسرائيل
رغم .. تغيّر وتبديل الأدوار
.. وصدقاً, لا أرى سلام مع كيان صهيوني
أو.. اعترافاً به

سلمتـِ غاليتي
وسلم لقلمك النقاء
نبع الأمل..
ربي يحمي عمرك


ليلى..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 1, 2011, 01:23 AM
 
رد: كان يتعين على إسرائيل أن تعتزر وبقوة ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة laila_7n مشاهدة المشاركة
الديمقراطيّه = السياسه


بصراحه
غاليتي نبع الأمل,
لا أصدق من يحمل ثمار التحرر والإنعتاق
والنيّه .. خالصه له وحده!
دائماً ما تلعب المصالح
ويكون لها النصيب الأكبر من التحكم بالبيادق, وبالرقع
أيضا,
المال ..النفوذ..السلطه
هيَ الدفّه التي توجّه الدرب
لاحظي.. حتى "بالدعم الأقل"
مازالت تصول وتجول
ويُحصّنها "الفيتو" !!
حتى مواقف تركيا .." التي طبعاً لا أنكر خير أفعالها", إلا..
أنها تسعى دائماً لمصلحتها أولاً.. ومهما كان الثمن!
للأسف, تعلّمنا أن من يعتذر يُجزم بِضعفه!!
...وهكذا أرى الدول
..وحتى هذه اللحظه, لا أجد ضعفاً حقيقيّا بأرجاء إسرائيل
رغم .. تغيّر وتبديل الأدوار
.. وصدقاً, لا أرى سلام مع كيان صهيوني
أو.. اعترافاً به

سلمتـِ غاليتي
وسلم لقلمك النقاء
نبع الأمل..
ربي يحمي عمرك



ليلى..
معك حق في كل شئ ليلى ..
بالرغم ما يبدو بأن أسرائيل فيها بعض المشكلات .. لكنها في النهاية هي وحلفائها ضد شئ واحد.. تعرفينه جيداً
/
وتركيا مهما فعلت ..لن يكون ذلك متعارضاً مع مصالحها
/
ليلى ..
أنرتِ القسم بتواجدك
أتمنى أن أراكِ هنا دوماً

__________________


نحنٌ دائماً محكومون بـالأمـل ..


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محتاجة ترحيب حااار وبقوة .. rania waheed الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 15 October 14, 2010 12:19 PM
كيف تعتزر لكل من أخطأت بحقه ؟ SMRA-ZAKI النصح و التوعيه 0 July 23, 2008 07:19 PM
كيف تعتزر لكل من أخطأت بحقه ؟ SMRA-ZAKI النصح و التوعيه 0 July 23, 2008 07:18 PM


الساعة الآن 01:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر