فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم August 6, 2011, 03:51 PM
 
الرؤساء حين يصيرون بشرا!

ابراهيم جابر ابراهيم - صحيفة الغد الاردنية - 6/8/2011
بعد ظهوره على سرير طبي داخل قفص محكمة، وهو مشهد سريالي يليق بمسرح العبث، يضيف الرئيس المصري السابق صورة جديدةً للألبوم الجديد للرؤساء، والذي ابتدأه زين العابدين بن علي بصورته الشهيرة في مدخل الطائرة راحلاً وزوجته تدفعه بقبضتها في ظهره، ثم صورة القذافي الشهيرة في عربة "التوك توك" يحمل مِظلّة مُلوّنة، ثم صورة علي صالح بخِلقةٍ جديدةٍ .. وملوّنةٍ أيضاً!
وربما لا تبدو هذه الصور قادرة على القيام بوظيفتها السياسية جيداً، أو على الأقلّ كما توخّى أصحابها، أو كما توقّع الناصحون بها، حيث هدف أغلبها الى حالة من الابتزاز الشعبوي، وتسوّل العاطفة، وهي خطوة متأخرة جداً لأنسنة صورة الحاكم الذي كان قد غادر منذ زمن حدود بشريّته واقترب من فكرة "المُنزّه" و"المعصوم" و"المُنزّل"!
لكنه في اللحظة القاصمة، التي لم يعد في قبضة "المتنحّي" أو "المعزول" أو "المُكره" أي سوطٍ أو صوت يُرهب به عباد الله الذين ظنّهم لوقتٍ طويلٍ عباده، لا يجد الطاغية بُدّاً من مخاطبة العاطفة عند الملايين المغلوبة على أمرها، الملايين ذاتها من الناس التي لطالما خاطبت هي عاطفته، وتَرَجَّتهُ، عقوداً طويلة، فأشاح دائماً بوجهه عنها!
فَضلاً عن أن الحاكم المخلوع، وفي ظرف كهذا لم يتوقعه يوماً في أسوأ كوابيسه، يكون حُكماً تحت سطوة انفعالات شتى تتناوشه، فلا يقدر على الخروج بفكرة ناضجة ومعقولة تحفظ صورته السابقة، أو تصون جبروته الآفل، فيستعين بأي اقتراح، وهي الاقتراحات التي ما تودي غالباً بما تبقى من مهابته، وتُظهره بصورة كاريكاتورية، تضجُ بالنُكتة والطرافة، أو بصورة المُهان البالغ الضعف، الذي يتوّسل شفقة المشاهدين وإشفاق ضحاياه الكُثر الذين بات يخشى نقمتهم واندفاعهم!
وهم بذلك يبحثون عن تعاطف السذج الذين قد يُخدعون بهذه الصور، ولكنهم في الوقت ذاته يخلعون بذلك كل صفاتهم السياسية السابقة، ونياشينهم المزعومة، ويتخلّون فجأة عن بطولات مدوّية طالما روّجوا لها، ويظهرون على هيئة متهمين صغار، قليلي الحيلة، وعلى شاكلة لصوص عاديين أمام محكمة عادية.
وهي الصور التي لا يرضاها لأنفسهم زعماء آخرون، كانوا على قناعة حقيقية في دواخلهم بأنهم أبطال وأصحاب مشاريع قومية، حتى لو اختلفنا معهم أو اتفقنا، مثل الرئيس العراقي السابق الذي صعد منصّة الإعدام بجبروت لا يقوى عليه رجل عادي، أو لنقل إذن "رئيس عاديّ"!
لكن هذه الهشاشة التي تتوالى في ألبوم صورهم، والتي لا تدعو حتى للشفقة أو الرثاء، ليست الخاتمة الأمثل للرؤساء المغادرين لو كانوا وجدوا ناصحاً أميناً، وهذا يؤكد أن الطغاة ليسوا دائماً أذكياء، وليسوا بتلك الصلابة التي كان يظنّها الغلابى والمشاهدون، وأنهم في أكثريتهم مجرد مرضى شرهين للسلطة والجاه والمال، يفتقرون للمشروع الحقيقي حتى في استبدادهم!
..
هو إذن عصر "الأنسنة" بامتياز، حيث يعود الأباطرة الى بشريتهم متأخرين!
__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
  #2  
قديم September 7, 2011, 10:01 PM
 
Wilted Rose رد: الرؤساء حين يصيرون بشرا!

تخيّل advocate .. يَرعاك الله!!
في أمّه وُجِب على شيوخها قبل ساستها
أن تقول كلمة حقّ
يُخلّد فيها "صاحب الكرسي" .. ولا يضرّه ..ما فعل!!
في أمّه رقّق الله قلوبها للضعيف والمحتاج
تهتف " بالبقاء الأزلي" لفرعونها!!
و.. عندما يحين
اقتباس:
عصر "الأنسنة"

تُغتال
كل قيم الإنسانية
ويذبّح
كلُّ بشر
!!!



ليلى ..

التعديل الأخير تم بواسطة laila_7n ; September 7, 2011 الساعة 11:26 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم September 7, 2011, 11:57 PM
 
رد: الرؤساء حين يصيرون بشرا!

بسم الله الرحمن الرحيم
..... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية وسلام ...
.........الظلم مهما طال سيندحر وسينهزم ولكن لا يثق بالنصر الا المؤمنون ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عجائب الرؤساء oMaR236 المواضيع العامه 2 October 17, 2010 12:18 PM
دماء الشهداء ... ومعشوقة الرؤساء !!! ايهاب هديب مقالات حادّه , مواضيع نقاش 11 December 31, 2008 09:20 PM


الساعة الآن 10:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر