فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم August 1, 2011, 02:36 PM
 
رمضان ورائحة الغروب

رمزي الغزوي ..الدستور الاردنية

كحال كل الأشياء الجميلة، الباقية في هذا العالم، والتي قد يتآمر عليها المتآمرون؛ لتقبيحها بسخام التسخيف، يصعقنا شعار الفضائيات العتيد، في هذا الرمضان (مش حتئدر تغمض عينيك!)، فجل المسلسلات والأفلام لا تتناسل إلا على عتبات هذا الشهر، حتى صرنا لا نملك وقتاً نعود فيه إلى أنفسنا الجوانية، ونخلو بها، ونتصومع معها، علنا نتطهر من أدران زمن أوغلَ في التردي إلى أقصاه!.

سأغمض عيني رغماً عنهما، وأعود إلى رمضان الطفولة الطازجة بالطرائف، فأرانا نهب إلى المسجد كالحمائم، مع أول خشخشة سماعة المئذنة المتحفزة للتكبير، فنصلي جوار الكبار، مفتعلين الوقار، بعد أن يفسحوا لنا، ويمسدوا على رؤوسنا، وهم الذين كانوا يطردوننا في الأيام الخوالي. وها نحن بعد الصلاة نتحلق شيخاً يزبد بالكلام ويطيل؛ فيأخذنا التناعس والتناوم ولي الرقاب، لتبدأ موجة الانسحابات المتسللة حتى تفرغ الحلقة من حوله!.

أو أرانا نتوسل أمهاتنا بالدموع أن يوقظننا للسحور، ونقسم أيماناً غليظة، أننا سنصوم ولو لحد الظهر!، ثم نقف قرب الشبابيك، نكبر مع صوت المسحراتي العجوز، إذ يجوب الحارات ضارباً طبله مترنماً بالتهاليل، ويطرق الأبواب ينادي على كل بيت باسم صاحبه: يا نايم وحد ربك!!.

سنغمض عيوننا المغناطيسية، لنستعيد رائحة الغروب، وكيف كنا نصعد أسطح البيوت، نحث الشمس الزاحفة كسلحفاة على المسير الأخير، وننتظر بفارغ الجوع صوت المؤذن طويل الروح، وكيف أن شقيقنا النزق الصائم للمرة الأولى!، كان يهمهم بشتائم لا تليق بالصائمين الصغار!.

وأراني طفلاً يصوم بطريقة درجات الجامع، حيث جدي يعلمني الصيام بالتدريج، فاليوم الصوم للعاشرة صباحاً، وغداً للظهر، وبعدها لبعد الظهر، ثم للعصر، حتى أكبر، وأكمل يومي لصوت المؤذن، وأذكر أفكاراً مجنونة كانت تراودني، في أن أبقي على درجات الجامع، ولا أكسرها، فربما تجمع مراحل الصوم في نهاية الشهر!.

أعود لأحلامي الصغيرة في رمضان، ليس هرباً من سعار الأسعار، وإنما من ثقافة الاستهلاك الغبية التي تجتاحنا هذه الأيام، أعود للطفولة لأننا أفرغنا هذا الرمضان من معانيه، وحولناه إلى مطبخ متخم، وتهافتنا إلى القشور، ولم ندرك ما رمضان الحقيقي، وما فحواه، وأبسط صورة أن الصحون اللاقطة على ظهور بيوتنا، حلت مكان الصحون التي كان يتبادلها الجيران والأهل، فيما بينهم تعاطفاً ومحبة، وليس هذا فحسب، بل حولتنا هذه الصحون اللاقطة إلى جزر معزولة لا نعرف بعضنا أو نتزاور أو نتراحم، فمن قزّم رمضان فينا؟!!.

أهلاً برمضان الذي ما زال في داخلنا كبيراً!!.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 2, 2011, 12:33 AM
 
رد: رمضان ورائحة الغروب

مش حتئدر تغمض عينيك!)


والله صدقتي

وا اسفاه على بعض الصائمين هذه الايام


على شنو يفطرون


وعلى شنو يمسكون


يا ليت على الفضائيات وبس


الله المستعان الحين حتى الموبايل فية بلاوي


يا حلات اول ورمضان زمان


الله المستعان

شكرا لكي موضوعج مهم
__________________






رد مع اقتباس
  #3  
قديم August 2, 2011, 01:18 AM
 
رد: رمضان ورائحة الغروب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلى الاحلام مشاهدة المشاركة
مش حتئدر تغمض عينيك!)


والله صدقتي

وا اسفاه على بعض الصائمين هذه الايام


على شنو يفطرون


وعلى شنو يمسكون


يا ليت على الفضائيات وبس


الله المستعان الحين حتى الموبايل فية بلاوي


يا حلات اول ورمضان زمان


الله المستعان

شكرا لكي موضوعج مهم
يبدو ان الكاتب ليس وحده من يشتاق لحلاوة رمضان زمان !!
لكن من الجيد اننا نعترف بتقصيرنا واننا اصبحنا مدمنين على مجرد شاشة
وياريت لو الشاشة كلها نافعة
اللهم أعد رمضان كما كان الى قلوبنا
,,,سعيدة بمداخلتك اختي
وكل عام وانتي بخير
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(لحن الغروب) عبير لندن كلام من القلب للقلب 12 February 20, 2009 01:33 AM
الغروب فيصل الزوايدي روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 November 7, 2007 12:14 AM


الساعة الآن 11:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر