فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم July 29, 2011, 01:20 AM
 
الربيع العربي..أزمة الهوية والبديل

د.فايز رشيد : الشرق القطرية
للثورة اشتراطاتها وقوانينها وهو ما أهملته الثورتان المصرية والتونسية
ما يقارب النصف عام مضى على انطلاق شرارة الثورات العربية, بدءاً بتونس ومروراً بمصر وما جرى من عملية تغيير فيهما. وصولاً إلى بلدان إرهاصات الثورة الحالية. مما لا شك فيه أن رياح التغيير العربي ومثلما دفعت الخط الوطني التقدمي الوطني والقومي العربي، خطوات كثيرة إلى الأمام، فإنها أحيت الأمل في ذهنية المواطن العربي من الخليج إلى المحيط, بالنسبة للمستقبل وآفاقه الرحبة، المشبعة بمطالب العدالة والحرية والتقدم الاجتماعي على الصعيدين الوطني والقومي، ولكن من ناحية أخرى: هل أتت الرياح بما تشتهيه السفن؟ هل كانت إنجازات عملية التغيير بمستوى طموحات المواطن العربي؟ وهل؟ وهل؟ وخاصة بعد وصول المواطن العربي إلى حالة تشاؤمية كبيرة، قبل الثورات, بسبب انكسارات الواقع وظلاميته وافتقاد أية مؤشرات لعملية التغيير.
نطرح هذه الأسئلة وغيرها بعد مرور نصف سنة على انطلاقة هذه الثورات وتحديداً في تونس.وإذا جاز لنا الإجابة عن حالة عامة عربية بعد مضي هذا الوقت, فإنه يمكن القول: إن حجم الإنجازات لا يتواءم ومستوى التوقعات، هذا أولاً, وثانياً: فإنه ثمة أخطار كبيرة تتهدد الثوريين في تونس ومصر, وسط عدم وضوح نهايات الثورة في البلدان الأخرى، الأمر الذي يدفع باتجاه القول: إن حالة عامة إحباطية تسيطر على شعور المواطن العربي, بالنسبة لما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، السبب بالطبع: هو الحالة الانفصامية بين الآمال والطموحات والواقع.
وبنظرة موضوعية إلى أسباب عدم إنجاز الثورات العربية لمهامها المفترضة, يتضح أن ثمة أسبابا موضوعية وأخرى ذاتية.الموضوعي منها, متعلق بمحاولة القوى الخارجية الالتفاف على الثورات بتأييدها موضوعياً بالمعنى الشكلي, وإجهاضها من داخلها , لتتحول الشعارات من حالة تغييرية ثورية إلى حالة من المطالبة بالإصلاحات , يستطيع أي نظام دكتاتوري التعامل معها والمساومة عليها .
أما بالنسبة إلى الوضع الذاتي, فإنه وعلى الرغم من خلع الرئيسين: التونسي والمصري، فإن أداة الدولة في البلدين بقيت على حالها, مع تغييرات شكلية في بعض المواقع المهمة ولكن في إطار من دائرة أداة الدولة القديمة.هذا الشكل من التغيير, مخالف لاشتراطات التغيير المفترض أن تجريه الثورة تعمل بموجبها، فهذه لها قوانينها وأسسها العلمية وشكل التغيير الكلي الذي تطرحه.
من ناحية أخرى: فإن أدوات الثورة أو القوى المحركة لها هي في المظهر العام تتلخص في: حركات شباب وطنية عامة طرحت في البداية : الإصلاحات, وتطور الأمر إلى المطالبة بإسقاط النظام. الشعار الأخير لا يعني تغيير الرئيس فقط، ولا تغيير رئيس الحكومة والوزراء, بل يعني أيضاً ضرب المرتكزات الأساسية للنظام السابق على كافة الأصعدة، وهذا من الصعب تحقيقه, دون نضوج قوى منظمة ذات برامج واضحة، وهو يعني بشكل أساسي: قوى المعارضة في كل من تونس ومصر، متفرقة ما بين اتجاهات وطنية تقدمية، قومية ويسارية، وإسلامية. إلى جانب تفرقها , هي لم تطرح برامج تغييرية ثورية، بمعنى: لم يكن إسقاط النظام ولو من خلال الطرق الديموقراطية أحد شعاراتها, ولم تدرجه لا في برامجها, ولا في شعاراتها التكتيكية أو مبادئها الاستراتيجية. سقفها تمثل في الشعارات الإصلاحية من خلال النظام، والمناداة باستقالة الرئيس وعدم التوريث(كما حدث في مصر).عندما نقول شعار:"إسقاط النظام" في برامج الأحزاب لا يعني استخدام الثورة المسلحة في عملية التغيير، وإنما من خلال الالتفاف الشعبي حول هذا المطلب، لكن ضمن رؤية للحزب/لأحزاب المعارضة/المعارضة تدرك ماذا تريد!.
ربما يتصور البعض: أن في هذا التحليل ظُلما لأحزاب المعارضة! في الإجابة نقول: كلا, بل إن ممارسة الديموقراطية تريدها هذه الأحزاب, من خلال أداة الدولة القديمة, وبقايا النظام السابق، هذه البقايا لم تصل بعد إلى مرحلة الاستسلام الكامل لقوى الثورة والتغيير, وهي أيضاً ذات نشاطات محمومة لإعادة العجلة إلى الوراء، والعودة بالبلد إلى سابق عهده، وبخاصة أنها تلقى دعماً خارجياً, حريصاً على إبقاء البلد في إطاره السياسي ودائرة حركته, تماماً مثلما تريد الولايات المتحدة لكل من تونس ومصر, فهي مع إجراء إصلاحات شكلية لا تضرب أسس النظام السابق، بل تُبقي على هذه الأسس, مع تغيير في الوجوه، ولكن مع إبقاء السياسة العامة للدولة في مرحلتها الجديدة كما كانت في مرحلة ما قبل التغيير, وخاصة بالنسبة للسياسات تجاه إسرائيل وتجاه الولايات المتحدة وعموم الدول الغربية .
ملخص القول: إن للثورة اشتراطاتها وقوانينها وهو ما أهملته الثورتان في كل من مصر وتونس، ولم تنتبه إليه أيضاً المعارضة في دول الإرهاصات الثورية العربية، بالتالي نعم, فإن الربيع العربي أمام: أزمة هوية وأزمة بديل
__________________


نحنٌ دائماً محكومون بـالأمـل ..


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الربيع العربي إلى أين .. ندوة ساقية الصاوي للدكتور راغب السرجاني slaf elaf قناة الاخبار اليومية 2 October 12, 2011 05:50 PM
الربيع العربي يصل إلى أوروبا advocate قناة الاخبار اليومية 0 May 19, 2011 08:56 PM
أزمة مناصب أو أزمة رجال ؟؟؟ وطني العراق مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 January 21, 2011 12:58 AM
بوهديمة .. ونموذج لإدارة أزمة إرهابية (أزمة عقار التايلنول بشركة جونسون آند جونسون) بوهديمة معلومات ثقافيه عامه 0 July 20, 2010 10:06 AM


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر