فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 5, 2011, 09:05 PM
 
دعوة الى المرح

محمد غازي التدمري - جريدة الاسبوع الادبي

خلال منغصات يوميات الحياة، وتدافع أحداثها، واختلاط الرؤى بين الحق والباطل، وأقانيم الخير والشر، وتنازع الذات التواقة إلى النجاح والتفوق ولو على جثث الآخرين.‏
في مثل هذه الأجواء المتخمة بالمتغيرات السياسية والاقتصادية وهيمنة القطب الواحد دون رادعٍ أخلاقي، قانوني أو شرعي غالباً ما تكون النفس المتعبة بأمس الحاجة إلى فسحةٍ من الهدوء والراحة على أمل أن تجد الفرصة المناسبة لأن تُعيد ترتيب أوراقها، وتبدأ بالتفكير في أمور الحياة من خلال منظور الواقع ومفرزاته، فيسعى الإنسان المتعب إلى إقامة نوع من التوازن بين النفس وحاجاتها، وما يمكن أن يعتمل في جوّانيتها من إراءات وانفعالات، وبين ما يفرزه الواقع الخارجي من إرهاصات مُتخمة بالأحداث المنطقية وغير المنطقية من أن تستعيد النفس دفئها الحميمي، ويعود لها صفاؤها، فتُنعم النظر في التصرف والسلوك، والفعل ورد الفعل، والحالة والإحالة، بالشكل الذي يزيد التصاقها بالحياة التي لا تخلو من جوانب جميلة تستدعي التأمل، وتفرض التلاحم مع مَنْ تُقاسمه تعب النهار وخبز المساء، ومن البدهي أنَّ مثل هذا الأقانيم المرهقة لا يمكن أن تتحقق إلاَّ إذا حاول إنسان الأزمة والتأزم أن يخلع إزار الوقار المصطنع، ويرفع عن وجهه أقنعة التجهم، ويلبس أردية الخفة والمرح القادر على أن يعيد للنفس هدوءها، وإلى العقل استقراره، وللعواطف النبيلة قيمها وتقاليدها، فالحياة على صخبها ومنغصاتها جديرة بالمعايشة من خلال محطات الفرح، واستراحات المفاكهة، ومجالس الأنس، وإلاَّ بدت صحراء مجدية تمتد ظلالاً من تشاؤم، وسراباً لأمل ضائع لا يفرز غير الإحساس بالفقد لكل ماهو جميل وممتع، فكلما ادلّهم الخطب، وتشابكت الإرهاصات واشتدت قوة الصراع بين الأضداد جميعها، كلما أمست الحاجة ضرورية لتلك الابتسامة العذبة التي تدفعنا لأن نواصل رحلة الحياة بأريحية شفيفة، تدفعنا لأن نتمسك بكل ماهو جميل ونافع، وهذا ما يُفسّر وجود عدد من الأدباء والظرفاء والندامى من أصحاب الظل الخفيف، والروح المرحة في تاريخنا الثقافي فهم لم يكونوا نقاطاً سوداء في يوميات ذلك التاريخ، لأنهم كانوا يقتلون أوقات الأمراء والولاة بالسخرية والتهريج، مما يبعدهم عن متابعة قضايا الدولة والناس، وإنما هي ظاهرة محبّةَ في ذلك التاريخ العربي المشرق، فلولا الظرفاء ما هدأت نفوس الأمراء، وجعلت محاكمتهم لقضايا الدولة والناس أكثر عدلاً.‏
ووجود الظرفاء خلق آثاراً مهمة وعديدة انصبَ في الحكايات الممتعة، والنوادر الظريفة، التي لو هيئ لها من يجمعها ويحققها لشكلت تراثاً أدبياً جديراً بالحفظ وا لتداول، ففي حكايات ألف ليلة وليلة، ونوادر بخلاء الجاحظ، ومساجلات الشعراء في كتاب الأغاني، تشكل جزءاً من يوميات الثقافة العربية، التي ضمت الجدّ إلى جانب الهزل دون أن تخجل منه، لأنها كانت تُشكل بشكل أو بآخر الحافظ الأهم في استقرار النفوس، وهدوء العواطف مما كان يدفع إلى ممارسة العمل اليومي بهمة ونشاط، يجعل الإنتاج أفضل وأجمل.‏
وإن وجد الباحثون في هذا الموروث شيئاً من المغالاة في قول، أو تطرّف في وصف، فإن ذلك لم يكن غير وليد الحادثة التي ظهرت لمثل هذا الموقف، أو تلك الملفوظية التي لم تكن في واقعها غير صدى لذلك الموقف نفسه.‏
وإن اختلفت وسائل الترفيه في عصرنا، وتنوعت أساليبها من خلال تطور وسائل الإعلام التي تحرص على تقديم المادة الفكهة التي تهدف إلى الضحك والإضحاك كوسيلة للترفيه عن الإنسان، فإنَّ الاختلاف بقي محصوراً في نطاق الوسيلة، أما الغرض فهو واحد في الماضي والحاضر هدفه الرئيس إدخال الفرح إلى قلوب الناس حتى يستعيدوا توازنهم، ويكونوا أكثر قدرة على العمل المُتقن والإنتاج المبدع.‏
فإذا ما اتخذنا المرح مثالاً على تآلف الناس، فإن ذلك يعود إلى الكلمة الطيبة التي تفعل في النفس فعل السحر، فلا غرابة إذن إن شاد علماء النفس والتربية والطب بدور الكلمة المرحة والطرفة الظريفة التي تسعى إلى تنمية العقل، وتفريج الكرب، وتسريح الهموم، وتنقيع السلوك، وتعزيز العمل الخلاق الذي يُسهم في بناء الوطن والإنسان على حد سواء.‏

__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
  #2  
قديم June 22, 2011, 08:47 PM
 
رد: دعوة الى المرح

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنا صاحب حاجة فمن يعينني دعوت الله له دعوة صادقة الشعاع1 علم النفس 4 November 8, 2010 03:43 PM
اختبار المرح والدعابة نور الاسلام 2009 قسم تحليل واختبار الشخصيات 0 August 2, 2009 05:19 PM
الرئيس الأسد يتلقى دعوة من خادم الحرمين لزيارة السعودية و دعوة اخرى من امير قطر .. مُصعب قناة الاخبار اليومية 1 March 7, 2009 08:48 AM


الساعة الآن 05:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر