فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم March 30, 2011, 06:12 PM
 
ألـــسنة الحـــياة / مشـــاركة فـــي حمــلة ففيهــما فجــاهد

بســـم الـــ له

سلامات



"ألــــسنة الحــــياة "

أحـــدث ما كتـــبت في المســـــرح



(غرفة حقيرة ليس فيها من الأثاث غير سراج ضعيف ، و بعض الألحاف الرثة في الركن الأيسر و مضجع منطرحة عليه امرأة عجوز ... و أمام الباب ~~ سعاد ~~ امرأة في العشرينيات تنتظر بذعر مبرح قدوم شخص ما ..)

سعاد // أواه ... لقد تأخرت كثيرا ...


( أصوات أقدام متسارعة تشتد على مر الثواني ... يقرع باب الغرفة لتقوم بفتحه فتدخل ~~ شناز ~~ صبية في مقتبل العمر و تبدأ بالرقص متمايلة في ارجاء المكان ..)


شناز // اه .. يا سعاد لقد وجدت أخيرا رجل حياتي ... انه اكثر الرجال وسامة و فحولة و كياسة و اثارة ، لن تصدقي ماذا قدم لي أنظري داخل الكيس ..


سعاد // سحقا لك يا فتاة ... تلجين الدار في هذا الوقت المتأخر من اليوم ... و تتحدثين بهذه الجرءة و بهذا الانفلات ... ماذا لو سمعتك أمي ؟؟ ستشتد علة اذا ما عرفت بأنك تتواعدين مرة أخرى ...


شناز // ( بوجه ترتسم عليه ملامح الاستهجان ) .. و ليكن ، ان تزوجت سمير فستعودين بكلامك ألف ميل للوراء ... أتعلمين لماذا ؟ .. لأني سأخركما من هذا العوز المدقع الذي نعيش فيه منذ ما توفي أبي ... أجل سأفعل ذلك ..


سعاد // اتقي الله ... ألا تذكرين الرجل السابق ، حدثك طيلة أشهر عن سرياه الملكية و أثوابه الحريرية و عطوره الزكية ثم رام منك المحال من الطلب حين أراد أن يسلبك طهارتك واهما اياك بالزواج .... و لولا أن الله سبحانه وتعالى أرشد أمي لمكانك لصرنا اليوم حديث القوم .


شناز // حبا بالله ... أوقفي هذه الأسطوانة .. سمعتها مرارا و تكرارا ... أريد أن أتمتع بجمالي و صباي كأترابي ...ما ذنب ان كنت أستجلب أنظار الرجال بفتوني ...


سعاد
// شفاك الله من غرورك و سذاجتك ... سترين مع مرور الوقت كم كنت على حق ... غيري عنك هاته الملابس و تعالي لتأكلي من طبق أمي فالمسكينة لم تكمله ...


شناز
// على فكرة ...لقد تحدثت مع سمير


سعاد
// من ؟؟


شناز // الرجل الذي التقيته ...


سعاد // مابه هو الأخر ؟؟


شناز
// قلت لك .. لقد تحدثت معه عن موضوع مهم أود أن أفتحه معك على مصرعيه ما دامت أمي نائمة فهو بخصوصها ... أنا لا افهم لما نبقيها في هذا المكان و هي على هذه الحالة ... لا تتحرك من مكانها الا اذا حولناها الى الجهة الأخرى من الجدار ... ؟


سعاد // ماذا تقصدين ... ان لم نقم بكفالتها فمن يفعل ؟؟


شناز
// ( بصوت خافت ) كل ما أقصده أن نقوم بالظفر من أجلها بسرير في دار من دور العجزة ... هذا ما قاله لي سمير ... هذا الأمر سيساعدها أكثر ...


سعاد // ( بغضب عارم ) ياللهول أكيد أصابتك نوبة من نوبات جنونك ... تردين أن نضع أمنا .... " أمنا " يا شناز في دار من دور العجزة ... و كيف يعقل ذلك ؟؟ أين ضميرك ؟؟ ماذا سيقول عنا القوم في الدشرة ~~ أم عبد الرحمان ~~ الشهيد أكبر النساء سنا ، و أقدرهن علما و أرجحهن عقلا ... ألقينهن بناتها في دار من تلك الدور ..؟


( تتنهد العجوز و قد كانت قد سمعت من الحديث نصيبا لابأس به )


العجوز
// ايه ... يا بنية شقيقتك وجدت لك الحل لكل اشكاليات حيــــاتك ، بمجرد رحيلي ستجدين متسعا من الوقت كي تعيشي حياتك و تبحثي عن عمل ... فأنا أعلم أنك تجاهدين كل يوم لاعالتي و أختك بتلك الدنانير القليلة التي يتصدق بها الجوادون علينا ...


سعاد // أمي ... لا تتحدثي هكذا يبدو أن هذه المجنونة مسكونة تتكلم بلسان روح شريرة ... نامي أماه ... من اجلي افعلي ذلك ...


شناز // أووووووف ... حتى هي ترى أن الأمر صواب ..


( تنظر العجوز لشناز و الدموع تغمر عينيها و الحزن و الأسى يستعمر تجاعيد محياها استعمارا )


سعاد // أرجوك ... أمي لا تنفعلي ، سيرتفع الضغط عندك ... فهذه بجاحة فتاة عاقــــة هدها مال الرجل ، فخرجت من قمقم الادراك منطلقة الى رحاب فسيحات من الجهل ...


شناز // أتنعتينني بالجهل و العقوق ( و ترفع يدها لتصفع أختها على خدها فتصيح الأم العجوز ...
)

العجوز
// ما دهاكما حتى تتشاجرا هكذا ، ما أصابكما عين حاسدة ؟؟ ( بغضب ) كيف تضربين شقيقتك الكبرى ؟؟


سعاد // ( بذهول و حنو ) دعيها يا أمي لا تغضبي .. أتركي قلبك راضيا عليها ... فأنا لا أرضى عليها شرا يوم البينة ، ان الذي ليس فيه خير في أهله ليس فيه خير في الناس ... و غضبك عليها .. سيئات متراكمة في ميزانها لقدر الله ...


( شناز تنظر بندم شديد متابعة دعوات سعاد للرب بهديانها و رحمتها بذهول كبير ...
)

العجوز // أنا راضية عليكما مهما كان الحال ، حتى لو أضحى التنائي بيننا .. فأنتما كل ما بقي لي بعد أبيكما و أخيكما رحمة الله عليهما ... أما أنت يا شناز أعلم علم اليقين أن حشاشتك بيضاء بياض الثلج ..


( كانت كلمات الأم طرقا قويا يضرب جنبات قلب شناز ، لتستفيق من غفوتها و ترفع الغشاوة عن بصيرتها ...فأسرعت نحو أمها و عانقتها طويلا و أجهشت بالبكاء ، ثم قالت ..
)

شناز // أنا اسفة يا أمي ... أرجوك اغفري لي انسلاخ ذاتي و انفصامها ، سأترك سعاد تذهب للبحث عن عمل لن أقف حائلا بينها و بين ذلك كما كنت دائما بسبب غيرتي ... و سأبقى لرعايتك يا شمعة شعشعت في هذا الكون ...


( تبكي سعاد و الأم بكاءا شديدا ، و تركع سعاد على ركبتيها حتى بلغت أمها و شقيقتها على السرير و تعانق الجميع )


سعاد
// أمنا ثم أمنا ثم أمنا و على الجميع المسرة .









بقلم /فريال أوصيف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 30, 2011, 06:18 PM
 
رد: ألـــسنة الحـــياة / مشـــاركة فـــي حمــلة ففيهــما فجــاهد

الله على ابداعكـِ استاذتى فريال .

فعلا مسرحية مؤثرة جدا .

بارك الله فيكـِ

تقديرى ،،،..
__________________



رد مع اقتباس
  #3  
قديم March 30, 2011, 06:53 PM
 
Rose

جددتي الفكره يا مبدعه بكلماتك وبطريقة عرضك لها ..
جمييلهْ بحق ، أسأل الله لي ولكم برهم وال‘حسان إليهم ،،

كثيراً ما نسمع بتلك الأقصوصات وأتمنى أن لا نسمعها مره أخرى ..
حرفكِ جمييل ونقاء معانيكِ كان أجمل ،،

مشاركتكِ راقت لي جداً ..
اتمنى لكِ التوفيق ،،

.
.
.
مودتي لروحك ]..

* تستحقين التقييم ..

__________________
-




من سبق الآخر أمسنا الذي رحل أم غدنا الذي حلَّ كلمح البَصر .. ! *

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ღ♥ღ قلوب فـــي الحياة ღ♥ღ الشبح المدمر 2 كلام من القلب للقلب 2 June 17, 2007 05:39 AM


الساعة الآن 12:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر