فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم June 5, 2011, 08:42 PM
 
رد: مختارات من روائع القصص القصيرة جدا - صفحة متجددة

قصص قصيرة جداً.. ـــ محمد علي علي
1-قصص غير صالحة للنشر:‏
-كتب كثيراً.. كتب، ثم كتب، ثم كتب، ولكنه عجز عن نشر قصة واحدة.‏
كل القصص التي كان يكتبها كان يُرَدُّ عليها:‏
-إنها قصص غير صالحة للنشر.‏
استيقظ في الليل.. صمت الليل وضجيج الحشرات في غرفته التي في أسفل البناية أوحى له بقصةٍ قصيرة، وبعد الانتهاء من كتابتها (جعك) الورقة وألقى بها في الشارع من النافذة العلوية لغرفته؛ لأنه كان يعرف أن الجواب سيكون:‏
-قصتك غير صالحة للنشر.‏
فوجئ بعد أيام بقصته ذاتها منشورة في مجلة رائدة وقد ذُيّلت باسم شخص لا يعرف القصّ، وفازت بالجائزة الأولى.‏
****‏
2-نسيان:‏
أصيب الرجل بآفةِ النسيان.. صار ينسى الأحداث والمواقع وحتى الأشخاص الذين يلتقيهم.‏
صديق قديم سَلَّمَ عليه.. ذكّره الصديق بأيامه وإياه، إلا أنه لم يتذكر.‏
رفيقة له كانت في الجامعة.. نسيها هي الأخرى.‏
رجل أربعيني سَلَّمَ عليه بشدة.. أخذه بالأحضان، وعندما أحَسَّ هذا الرجل أنه لم يتذكره غضب.. وبعد قليل شعر بالأسى في داخله لما آل إليه حال صديقه الذي ينسى.‏
فجأةً اتجه الرجل نحو المصرف الذي يودع فيه ملياراته... المصرف هو المكان الوحيد الذي لم يَغِبْ عن باله أبداً.‏
3-الحافلة:‏
(الموت يقظة). علي بن أبي طالب.‏
كل الذي يعرف؛ أنه في هذه الحافلة الكبيرة.. لا يعرف متى جاء إليها.. لا يعرف من جاء به إليها، ولا من أين جاء... ماهو دوره في هذه الحافلة؟!... لا يعرف. لا يعرف شيئاً عن وجوده أبداً...‏
كل الذي يعرف أنه يُحسُّ بالحافلة تسير بسرعة لاهبة حيناً، وبسرعة بطيئة أحياناً..‏
وعندما مات، وألقوا به في البرية من النافذة.. استيقظ؛ لذلك أدرك أن وجوده في هذه الحافلة الضخمة كان وجوداً عابراً وتافهاً، لدرجة أن لا قبر له فيها...‏
لذلك تنفس بعمق، ثم أغمض عينيه، وهو يُحسُّ بالغربان تنهش جسده..‏
******‏
4-الغربان:‏
الغربان: تنعب في كل الفضاءات.. تبدو ضاحكة حيناً، ومستهزئة أحياناً.‏
رَجُلٌ أشيب الزمن شعر رأسه أحسَّ أن أمراً سيئاً سيحل على المدينة كلها، وقال:‏
-الغربان نذير شؤم.‏
بين الحين والحين كانت الغربان تلوي بأعناقها نحو الأٍسفل، ثم تنفث أنفاساً سامَّة.‏
تكاثفت الغربان، وتزايدت، وفجأة حجبت أشعة الشمس البيضاء؛ وأخذت رائحتها النتنة تُغلف المدينة كلها.‏
لم يتمكنْ أحدٌ من سكان المدينة فعل شيء.. بعضهم عَبَّرَ عن أسفه لحال المدينة، وبعضهم عبر عن غضبه، وأحس الناس ألا زوال للغضب الماحق الذي حَلَّ بهم.‏
جماعة من الشبّان الفتية التفت حول الرجل الذي أشيب الزمن شعر رأسه، ثم التفتت إلى الناس، وقالت:‏
-يجب رمي الغربان بالنبال حتى ترحل عن فضاء مدينتنا.‏
ضحكت الغربان معبَّرة عن استهزاءاتها المتلاحقة، وعندما أعملت النبال في أجنحتها تكسيراً تجمعت في مكان واحد من الفضاء، ثم نفثت كل الذي في حوصلاتها من سموم وفرت هاربة، لا تلوي إلى الوراء أبداً...‏
****‏
5-الهاوية:‏
-وأخيراً... قرر ألا يشارك في اللعبة أبداً، وألا يكون شريكاً في المخطط الذي بين أيدي زملائه في الشركة.‏
-ركب سيارته.. اتجه نحو تجمع المهندسين، كادت أغنية عذبة الصوت تنسيه المكان الذاهب إليه... وعندما ترجَّل من سيارته، كان إصراره أشد وعزمه على الإصلاح أقوى...‏
... ولما شاهد رزم الأوراق النقدية تلتمع في محفظة (السمسونايت)، وقد رتبت بشكلٍ مُغرٍ، نال نصيبه منها، ثم اتجه نحو المصرف الذي يودع أمواله فيه، ومن بعده فليأتي الطوفان.‏
****‏
6-انهيار:‏
انتفخت أوداج الرجل بشدة.... قبضته تكوَّرت... انشدت أعصابه... أصبح بكل مشاعره متجهاً نحو خصمه للقضاء عليه، وهو على هذه الحال تذكر أن الأيام ليست في صالحه، وأدرك فداحة النتيجة الوخيمة التي سيقع فيها رغم أحقيته في المسألة...‏
بكامل جسده اتجه نحو غريمه.. ابتسم له، ثم اعتذر وغاب في لُجَّة البحر البشري المتدافع نحو الهاوية...‏
7-مَواتْ:‏
جاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى.. قال:‏
-يا قوم... يا قوم الطوفان قادمٌ إليكم..‏
كان القوم يشربون الخمر ويلوكون القات؛ فلم ينتبهوا... كرر الرجل نداءاته:‏
-يا قوم.. يا قوم الطوفان قادمٌ إليكم..‏
انتبهت رجالات القوم وأومأت له بالانصراف، فاليوم خمر وغداً أمر...‏
وعندما جاء الطوفان غمر الناس، والبنايات، وأشجار السرو... ولا يزال رجالات القوم يشربون الخمر ويلوكون القات ويغطون في نومهم العميق، وحتى ساعة كتابتي لهذه الأقاصيص.‏

__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
  #47  
قديم June 7, 2011, 02:17 PM
 
رد: مختارات من روائع القصص القصيرة جدا - صفحة متجددة

قصص قصيرة جداً ـــ نجيب كيالي
ـ الأحمر الخريفي‏
ظنته زوجته يتلصص على ابنة الجيران، فكلَّ بضع دقائق يفتح النافذة، وينظر إلى بيتها، صرختْ بصوت مجروح:‏
-عيب يا رجل!..‏
فَهِمَ مرادها، فأطلق ضحكة كزقزقة عصفور، سحبها من يدها إلى النافذة، وأشار بإصبعه.‏
كان الخريف قد جعل أوراقَ شجرة اللبلاب حمراءَ لم تصل إلى حد الصفرة.‏
اخترقتْ لسعةُ سحرٍ بصرَ الزوجة إلى قلبها، قرصتْ أنفه قائلة:‏
-معك حق.‏
***‏
ـ اللؤلؤة‏
العجوز المصاب بستة أمراض، فوقها عقوقُ الأبناءِ وجحود الأيام ما زال قادراً على الابتسام!‏
كلَّ صباح يسحب زوجته العمياء، يشربان معاً فنجان قهوة أمام المنزل، وكأنهما عروس وعريس!.‏
أشيرُ إلى فمه متسائلاً:‏
-من أين تأتي يا عم بهذه اللؤلؤة؟!..‏
-لؤلؤة ..! أنا عندي لؤلؤة ؟!..‏
-نعم ابتسامتك الحلوة.‏
يقوم بحركة مرحة كأنه يأخذ اللؤلؤة من فمه ليضعها في جيبه، يغمغم:‏
-لا أعرف بالضبط، لكنني أذكر أنَّ أمي كانت تقول: للابتسامة نور صغير يفتح الطريق، والملائكة تحب الوجه المبتسم.‏
أغادره وصوت وديع الصافي يأتي من مكان ما: (لك ضحاك خليه يبان السن).‏
***‏

ـ مراهَقة‏
صورة ملكة الجمال المنشورة على غلاف المجلة اللبنانية طيَّرتْ عقلينا أنا وصديقي حمزة.‏
وجهها.. ياه! شعرها.. ياه! أما صدرها فكثرتْ عليه ياهاتنا.‏
كنا كلينا في حدود السادسة عشرة، مددنا أيدينا إلىجيوبنا لعلها تعثر على ما نستطيع به شراء المجلة، لكنَّ الخيبة ظهرتْ على عيوننا.‏
رحنا وجئنا أمام المكتبة عدة مرات ووجهانا نحو الصورة كأننا نؤدي لها التحية.. كأننا نريد من صاحبتها أن تعطينا موعداً.. أو تتكرم علينا بغمزة عين.‏
مع حلول المساء اقتربنا لتوديعها، ويبدو أنَّ أحدنا لشدة انفعاله نطح الزجاج برأسه دون أن يشعر!‏
فجأة خرج صاحب المكتبة كنمرٍ غاضب، أطلق علينا صيحاته:‏
-أولاد الـ...... هذه صورة... صورة ياناس. كيف لو كانت امرأة حقيقية؟!‏
***‏
ـ شاشة عربية‏
المسلسل الأول، الثاني، العاشر، مازالوا يتابعون باسترخاء، تثاءبوا، انفتحت أفواههم كأبواب المغارات، ضاقت عيونهم كثقوب المزامير، أخذتهم سنة من النوم وهم متمددون بالطول والعرض كأكياس البطاطا، استيقظوا بعد حين، قال أحدهم:‏
-كم نمنا؟ يوماً أم يومين؟‏
-قال آخر:‏
-ربما أسبوعاً..‏
فتحوا الأبواب، كانت قوات الاحتلال تسرح وتمرح في المدينة، والجنود يوزعون على البيوت مسلسلاتٍ للدعاية الاستعمارية..‏
***‏
ـ مقام الشوق‏
عند رجوعه إلى الوطن ذاب قلبه كقطعة سكَّر.‏
في صالة المطار هجم يعانق أهله، أصدقاءه، حتى الحمَّال القادم لنقل الحقائق زقزقتْ قبلاته على خديه!..‏
***‏
ـ الشيخ صابر‏
جيرانه في الأرض الزراعية عاملوه بخشونة: سباب، نظرات حمراء، ثم.. دفعه أحدهم في صدره!..‏
من جانبه ردَّ بـ(الله يسامحكم)، وبذراعيه المفتوحتين عانقهم أكثر من مرة وصوته يملأ المكان:‏
-أهلاً بالكرام.. أهلاً بالطيبين.‏
جزءٌ من نفسه صاح به: ((لماذا يا شيخ صابر؟! أبناؤك الأشداء في مرمى البصر، ويمكنهم أن...)).‏
ردَّ كديك مذبوح: ((اسكتْ.. لأنهم في مرمى البصر أريدهم أن يروا، ويسمعوا عكس ما يجري لأبيهم. سأكبس ملحاً على الجرح كي لا تبدأ بين الجيران لعبة الموت)).‏

__________________

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.
(محمد الماغوط)



أنا من حدة العطر اجرح
أنفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت اكتبه بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذاهب ما زلت في موضعي
انما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
وأقنع نفسي بجدواهما
قلت : لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت اكون كأنت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرف الجانبية
فوجئت بالغرف الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة ايضا
وتسحب طاولة اللعب
تسحب من ورقي ودموعي
وتلعب ضدي
قامرت بالذكريات
هدرت دمي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت ؟ لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف نردان ارميهما
والمقادير ترمي
" مظفر النواب "






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة صياد وكلب غريب وعجيب(ومع كل جديد)نقل من صفحة القصص عصام خمسين روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 June 6, 2010 09:11 PM


الساعة الآن 10:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر