فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 26, 2007, 02:41 PM
 
Dog رواية خطيرة

رواية خطيرة عنوانها (شبيه الخنزير)
قاص عراقي مقيم في عمان
منذ وقت بعيد، لم أقرأ عملاً روائياً عربياً بمستوي (شبيه الخنزير) ولو كان مؤلفها وارد بدر السالم في بلد أوروبي أو أمريكي ، لصار اليوم من أصحاب الملايين، كما حدث مع فرانسوا ساغان ودان براون وغيرهما ممن حصل علي المجد والمال من أول كتاب نشروه، لكن حظ الكاتب العربي (والعراقي بخاصة) لا يزال في أدني حدود المقبول.
هذه الرواية تجعل من الفانتازيا أمراً ممكناً بل يقنعك المؤلف أن هذا اللامعقول قد حدث فعلاً في أهوار العراق عندما يتغير بطل الرواية (لازم) من ملامحه البشرية إلي شبيه بالخنزير، ويالها من فضيحة بين بقية العشائر لا يمكن السكوت عليها.
عندما ظهرت (المسخ) للروائي الكبير فرانزكافكا كتبوا عنها مئات الدراسات والمقالات النقدية وترجموها إلي لغات العالم كلها، ذلك أنها ظهرت في المكان الصحيح للقراءة والزمان الصحيح أيضاً، بينما (شبيه الخنزير) قد تمر مرور الكرام عند القراء العرب دون أن يلتفت أحد إليها، ذلك أن عصر القراءة (عربياً) يوشك أن ينضمر تحت هالة التلفزيون والفضائيات وأخطبوط الانترنت، وهي بحث رواية لا تقل شأناً عن مسخ كافكا وعن رواية (العطر) للروائي الشاب (باتريك زوسكيند).
سأعترف بأنني حزين علي مصير المبدع العربي، لا فرق بين مصيره البائس في بغداد أو مصيره في القاهرة وعمان وبيروت ودمشق، والزمن الذي جاءت فيه رواية مهمة مثل (موسم الهجرة إلي الشمال) للطيب صالح، ليس هو نفسه الزمن الذي نحن فيه الآن، وإذا ما سألنا عن كمية النسخ التي تباع من أفضل أعمال نجيب محفوظ فهي- باعتراف أصحاب دور النشر وباعة الكتب - لا تزيد علي خمس مئة نسخة في مصر كلها، مع أن سكانها تجاوزوا الأربعة وسبعين مليون نسمة، فماذا ترانا سنقول عن بقية المؤلفين من روائيين وشعراء وكتاب قصة قصيرة؟
رواية (شبيه الخنزير) تدور أحداثها في أهوار العراق في مرحلة لم يحددها المؤلف، وبرغم ذلك فهي خارج الزمن المعقول وخارج المكان المألوف، مع أنها تشير إلي الحياة نفسها التي عاشها أبناء القرية داخل تلك الأهوار الممتدة علي مساحات شاسعة من جنوبي العراق، يوم حلت عليهم اللعنة وصار أحد أبرز رجالاتها شبيهاً بالخنزير، ثم توشك أن تنسي لا معقولية الحدث، فقد تمكن وارد بدر السالم صفحة بعد صفحة أن يقنعك بما جري هناك بين البردي والدواوين والقصب الغاطس في أعماق المياه.
(انحشر الكلام في فمه الصغير وكان ينظر إلي بوز والده المقزز والشعر النافر من أردانه والزبد المتجمع حول فمه المطاطي، فضايقه أن يبقي تحت الأنظار كل هذا الوقت، ولم يستطع الانفصال عما يجري هناك خارج الصريفة حيث بكاء النساء الذي لا يكف ونحيب أمه الموجع، فنهض هارباً مرتعشاً كسعفه مبلولة، شاقاً الحشد البشري كالمطارد)، ليري ما لم يره أحد منذ سالف الزمان، وهنا كان يحكي عن ابن الرجل الذي صار شبيهاً بالخنزير، ص 21 والمؤلف يشتغل علي الجزء التحتاني الغامض من النفس البشرية، قال كلمته اللامعقولية بأسلوب معقول وحكي عن الواقع كمن يحكي عن شيء رآه، مع أنه في أقصي حالات الغرائبية، ودعونا نتذكر كيف بدأ فرانزكافكا روايته المسخ) فهو يأخذنا إلي الدهشة والسريالية من أول سطر في حكايته العجيبة حينما يصحو بطل الرواية ليجد نفسه وقد تحول إلي صرصار كبير.
شخصيات وارد بدر السالم تراهم أمامك في كل شبر من أهوار الجنوب، سليمة (زوجة الخنزير) والشيخ شبوط والملا ناصر والسيد ياسر وتري السادة والأجناب (الغرباء) والفقراء، لا شيء غريب هناك غير (لازم) الذي تحولت ملامحه إلي خنزير (خنزير حقيقي) حيث تصل الرواية إلي أقوي شوطها حين يأخذون لازم بشكله الممسوخ إلي الامام الطاهر طمعاً بشفاعته ورحمته وحكمته، فقد تمكن الكاتب من رسم المشهد علي قسوته وصعوبته كما يرسم سلفادور دالي لوحاته العجائبية التي تبعث الدهشة الصاعقة في النفوس.
(تحول الصحن البشري إلي مأتم جنائزي واختلط البشر الهائجون علي غير هدي، وبصعوبة بالغة دخلنا الحضرة المعطرة، جررنا الخنزير الذي حزن مذعوراً، وكنا نزحف علي البلاط المرمري وكأننا نرمي بأجسادنا علي ماء صافٍ تائهين في خضم الفضيحة والخجل فأحاطتنا رائحة أثيرة كأننا في بستان من الجنة وبهرت عيوننا أضواء ساطعة تنبثق من كل شبر في الحضرة، ومن خلفنا الألوف من الناس تهدر مستغفرة من ذنوب كثيرة وإن طوتها السنوات) صفحة 62.
إنها حكاية تنمو إلي رواية ثم تأخذ حجم الأسطورة كتبها - كما يقول الناشر - قدر أعمي ونفذها رجل متسلط وحملتها امرأة باسلة ورواها خنزير مكانها أهوار العراق وزمانها دون زمان محدد يمكنها أن تحدث في أي وقت يشاء فيه الشيطان أن يفعلها حتي يفرض سطوته وسلطته علي البشر ويستخف بضعفهم الذي يبدو لهم ( قوة) إذا لم تسقط الشدائد فوق الرؤوس.
قوة هذه الرواية، تكمن في اللعب علي وتر السياسة دون أن يكتب عن خفاياها وأسرارها الدفينة، فهو يقول في رواية ثانية له عنوانها ( مولدغراب) هي جزء من الفكرة العامة لكتاباته:
- أي زمان هذا الذي جعلكم ( تحبلون ) كما النساء؟
بينما نجد في ( شبيه الخنزير) إشارات متفرقة يقول في واحدة منها :
- راحة البال نشتريها بفلوس ... ص88
أو قوله علي الصفحة 119:
- كم كنا مغفلين كم علينا أن نعترف بفداحة صمتنا!
لكنه يرفض أن يقترب من (شاهنشاهيات) القصور أو خبايا النفوس المتسلطة علي رقاب العباد تذبح وتقتل وتطرد وتطارد البشر دون أي حق، بل تراه ينصرف إلي عالم بعيد عن أصحاب القرار ويلعب لعبته الذكية خارج المصائب والقضايا التي يمكنها أن تعاقبه علي ما يقول (ويكتب) حتي أنه أدخل آيات من القرآن الكريم في شعاب روايته زيادة في صيانة وحماية نفسه من أي افتراض لاحق، وقد تمكن من ادهاشنا مرتين، الأولي حين كتب عملاً روائياً متميزاً، والثانية عندما علمنا كيف نحترس وكيف نحرس أنفسنا من مزالق السياسة وطحالبها ومخاطرها الجسيمة وما من شك في أن وارد بدر السالم عاش بدوره تجربة خطيرة رممت الفجوات الخبيثة في حياتنا العسيرة (جداً) وأعادت الأشياء المحروقة إلي شكلها القديم قبل أن تمسخ) علي هيئة خنزير، وقد أبدع في كتابة روايته حد أنني أتساءل اليوم عن المسافة التي قطعها بهذه السرعة صوب ( شبيه الخنزير) التي أراها واحدة من بين أفضل الروايات العربية المعاصرة.
شبيه الخنزير عمل أدبي في أقصي حالات التكثيف وكان يمكنه أن يجعل من هذه الرواية ما يزيد علي ضعفها - كما يفعل العشرات من كتاب الروايات - لكنه أمضي ما يقرب من أربع سنوات في كتابة 124صفحة فقط، وكل صفحة يمكنها أن تكون ثلاثاً أو أكثر ومن هنا تري من غير الممكن حذف سطر أو كلمة، بل جاءت الرواية في صلب معناها ومضمونها وشكلها الذي يستحق كل إعجاب بما فعل المؤلف
دون ريب أنا أكن المحبة والاحترام لروائي بمستوي الراحل عبد الرحمن منيف (مثلاً) لكنني أستطيع حذف عشرات الصفحات من رواياته ذات الأجزاء الأربعة أو الثلاثة، وكذلك الحال مع صنع الله إبراهيم وبخاصة روايته (أمريكانلي) المحشوة بأخبار الصحف والمجلات بينما الحال سيكون مختلفاً مع وارد بدر السالم، فهو يكتب الكلمة في جملة ما لتصبح سطراً لا يمكن حذف أي حرف من الصفحة كلها، بينما تراني أشطب علي مئات السطور في أعمال كثيرة أخري دون أن تصاب الرواية بتصدع في البناء أو خراب في التسلسل أو المعني.
الرغبة في تمديد أو إطالة بعض الروايات، عرفناها في أعمال عربية لم تحصل علي الشهرة برغم الجهد المبذول في إطالتها أجزاء وفصول تشكو من فراغ مؤكد أو حوارات سريعة هشة تأخذ عشرات الصفحات ولكن لا فائدة منها، وصارت بعض تلك الروايات تعود إلي أصحابها تتراكم في صناديق مهملة بعد ان اكتشف القارئ أن طول الرواية لا يعني بالضرورة طول باعها أو باع مؤلفها، إنما محض كلام علي كلام مربوط بكلام لا يجدي نفعاً وبإمكانك حذفه إن شئت ذلك.
ومن هنا رأيت في (شبيه الخنزير) رواية لا تركض خلف موضة (النفخ) في الصفحات بلا جدوي، وهي علي قصرها (كما هو الحال مع مسخ كافكا) قالت اشياء كثيرة جداً في صفحات قليلة جداً، وهي من نمط الروايات التي تقرأ أكثر من مرة.
وهذا ليس بالأمر اليسير في زمن كهذا؟
__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 26, 2007, 05:09 PM
 
رد: رواية خطيرة

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعللى اله وصحبه أجمعين وبعد
فقد كانت نساء الؤمنين في صدر الاسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة والحياء والحشيمة ببركة الايمان باالله ورسوله واتباع القران والسنة
وكانت النساء في ذالك العهد يلبسن الثياب الساترة ولا يعرف عنهن التكشف والتبذل عند اجتماعهن ببععضهن أوو بمحارمهن
وعلى هذه السنة القومية جرى نساء الامة - ولله بحمده - قرنابعد قرن الى عهد قريب
فدخل في كثير من النساء مادخل ؛ من فساد في اللباس والاخلاق لاسباب عديدة ليس هذا موضوع بسطها
والله يغفر لنا ذنوبنا ويجعلها في مزنت حسنتنا

__________________
C:\********s and Settings\STAR\My ********s\My Pictures\صور كرتونية\2a4dcffef3.jpg
رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 26, 2007, 05:10 PM
 
رد: رواية خطيرة

على
سوري
__________________
C:\********s and Settings\STAR\My ********s\My Pictures\صور كرتونية\2a4dcffef3.jpg
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
خطيرة, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية نساء عند خط الاستواء ل زينب حفني رواية ممنوعة بو راكان كتب الادب العربي و الغربي 32 December 27, 2011 07:46 PM
مرحلة التفكير قبل النوم (خطيرة جدا) sma_115 علم النفس 20 October 30, 2009 08:17 PM
أدوية طبية خطيرة - كن حذرا TrNeDo مقالات طبية - الصحة العامة 2 August 25, 2007 04:17 PM


الساعة الآن 01:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر