|
النصح و التوعيه مقالات , إرشادات , نصح , توعيه , فتاوي , احاديث , احكام فقهيه |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين أيها الإخوة الكرام أن هناك كبائر ظاهرة ، كالقتل ، وشرب الخمر ، والزنا ، والسرقة ، وما إلى ذلك ، هذه الكبائر صارخة وواضحة وظاهرة ، ومعظم المسلمين بعيدون عنها ـ والحمد لله ـ إلا قلة قليلة ممن شردوا عن الله عز وجل ، ودفعوا ثمن شرودهم شقاء في الدنيا والآخرة . ولكن المشكلة في الكبائر الباطنة ، الكبائر الباطنة قلما يتوب منها الإنسان ، لأنها ليست ظاهرة ، من هذه الكبائر الكبر . الكبر أيها الإخوة الكرام يصيب معظم الناس ، أنت إذا نجحت زلت قدمك إلى الكبر ، لذلك أخطاء الناجحين كبيرة جداً ، والبطولة لا أن تصل إلى قمة النجاح ، ولكن أن تبقى في هذه القمة ، وكثيرون وصلوا إليها ، ولكن الغرور أصابهم ، و الكبر تشرب في أفعالهم و أقوالهم فسقطوا . ومن سمات المؤمن التواضع ، والتواضع في الحقيقة ليس تصنعاً ، هو حقيقة ، بمعنى أن العبد عبد ، وأن الرب رب ، وأنت بالتواضع قد تصل إلى كل ما عند الله من عطاء ، وبالكبر قد تحجب نفسك عن أعظم عطاءات الإيمان . أيها الإخوة الكرام ، الأحاديث المتعلقة بالكبر عديدة جداً ، من أبرزها فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ )) . يوجد قضية دقيقة في التواضع ، وهي أنك إذا تأملت في خلق السماوات والأرض ، وأنك إذا اتصلت بالله عز وجل ، و اطلعت على جانب من عظمة الله عز وجل ترى نفسك لا شيء ، كلما ضعفت معرفتك بالله نمت نفسك ، الأنا تضخمت ، وكلما ازدادت معرفتك بالله تضاءلت الأنا ، لايوجد في حياة البشر على الإطلاق إنساناً في قمة التفوق ، وفي قمة التواضع كرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك قالوا من: رآه بديهة هابه ، ومن عامله أحبه ، كان يأكل مع الخادم ، تستوقفه امرأة يكلمها في حاجتها طويلاً ، تأخذ بيده الجارية البنت الصغيرة ، وتقوده إلى حيث تشاء ، ويقول : أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة . وأحياناً يوجد كبر مغلف بتواضع ، و هذه الحالة صعبة جداً ، توجد نقطة تضعف شخصية الإنسان ، أنه حينما يشعر بحاجة إلى من يمدحه يصبح المديح عنده جزءاً من حياته ، ولو درسنا في الأحاديث الشريفة لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ذم المداحين ، فعَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ : (( قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنْ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ ، وَقَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ )) [ مسلم ، الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ] وقد ورد أن المديح هو الذبح . ويوجد حديث آخر عجيب ، إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه فكيف نجمع بين تلك الأحاديث التي تبدو أنها متناقضة ؟ المقياس أنك إذا مدحت إنساناً فاستكبر ، واستعلى فينبغي ألا تمدحه ، ما كنت مصيباً في مدحه ، لكن المؤمن الصادق إذا مدحته يزداد تواضعاً ، و يزداد افتقاراً إلى الله ، و يرى أن هذا المديح إنما هو من فضل الله عليه ، و هو يردد قول القائل : إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل و نسبه إليك . فيا أيها الإخوة الكرام ، إياك أن تستجدي المديح ، وهو عادة من أسوأ العادات ، مادام إخلاصك لله واضحاً ، ومادام إقبالك على الله تاماً ، أنت لست في حاجة إلى المديح ، هذا الذي يمدحك لا يقدم و لا يؤخر ، و من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به . لذلك التواضع : انظر إلى الأكحال و هي حجارة ... لانت فصار مقرّها في الأعين وحينما يقال عن النبي عليه الصلاة والسلام : إنه من رآه بديهة هابه ، و من عامله أحبه ، من تواضعه الشديد ، يا عمر ، لا تنسنا يا أخي من دعائك ، سيد الخلق وحبيب الحق يسأل سيدنا عمر أن يدعو له ، تواضع ما بعده تواضع ، زعيم الأمة ، و قائد الأمة ، و قائد الجيش ، ونبي الأمة ، ورسول هو أعظم الرسل على الإطلاق ، في معركة بدر الصحابة ثلاثمئة وبضعة عشر ، قال : : (( وَأَنَا وَعَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ عَلَى رَاحِلَةٍ ، فَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَكَانَتْ نَوْبَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالا له : نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ ـ ليظلَّ راكباً ـ فقال : مَا أَنْتُمَا بِأَ قْوَى مِنِّي عَلَى السَّيْرِ ، وَلاَ أَنَا بِأَغْنَى مِنْكُمَا عَنِ الأَجْرِ )) . [النسائي في السنن الكبرى ، أحمد ، والحاكم ، وابن حبان عن ابن مسعود ] عدّ نفسه جندياً . بالمناسبة إخوانا الكرام ، بقدر ما تتذلل لله عز وجل يعزك الله ، و بقدر ما تتكبر يذلك الله ، العلاقة عكسية بين التواضع والعز : اجعل لربك كل عزك يستقر و يثبت ... فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت النبي عليه الصلاة والسلام له طريقة في معاملة أصحابه ، كان متواضعاً أشد التواضع ، كان يأكل مع الخادم ، كان يجلس حيث انتهى به المجلس ، كان الأعرابي إذا دخل عليه يقول : أيكم محمد ؟ وفهمكم كفاية ، لا يوجد أي مظهر كهنوتي إطلاقاً ، فالتواضع يرفع قيمة الإنسان ، أنت تريد أن تكون باباً إلى الله تواضع حتى يحبك الناس : (( ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر )) [ سورة آل عمران : الآية 159] أنا أتمنى أيها الإخوة الكرام أن يكون واضحاً لكم أن التكبر على المتكبر صدقة ، وأن بعض أصحاب النبي رضوان الله عليهم كان يمشي قبيل المعركة متبختراً ، فقال عليه الصلاة و السلام : إن هذه المشية يبغضها الله إلا في هذا الموقف . يوجد قول في الأثر لطيف ، " أحب ثلاثاً ، و حبي لثلاث أشد : أحب الطائعين ، وحبي للشاب الطائع أشد ، وما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ، إن الله ليباهي الملائكة بالشاب التائب ، يقول : انظروا عبدي ، ترك شهوته من أجلي ، فأحب ثلاثاً ، وحبي لثلاث أشد : أحب الطائعين ، و حبي للشاب الطائع أشد ، أحب المتواضعين ، وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء ، و حبي للفقير الكريم أشد ، وأبغض ثلاثاً ، وبغضي لثلاث أشد أبغض المتكبرين ، وبغضي للفقير المتكبر أشد ، وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض البخلاء ، وبغضي للغني البخيل أشد . و الحمد لله رب العالمين منقول |
#2
|
||
|
||
رد: الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر
جزاك الله الجنه موضوعك جميل جداً أخى ..
وفقك الأله ..
__________________
هُناك لحظات فى الحياة لا يصمد لها بشر إلا ان يكون مرتكناً إلا الله مطمئناً إلى حماه .. مهما أوتى من القوة والصلابة والثبات ! ففى الحياة لحظات تعصف بهذا كله ، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بذكر الله ، ~ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ~ |
#3
|
||
|
||
رد: الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر
فعلا الكبر للإنسان صفة مذمومة ..وكذا المدح لمن يغره ذلك ..
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته ) ، و ( ألقيته في جهنم ) ، و ( أدخلته جهنم ) ، و ( ألقيته في النار ) . لذا فالعظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه لا يجوز ان ننازعه فيهما ,, بارك الله فيك اخي على الموضوع .. وجعله في ميزان حسناتك .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحميل كتاب الترغيب والترهيب | ألاء ياقوت | كتب اسلاميه | 3 | May 13, 2015 07:51 PM |
مطوية و بحث عن الترهيب من قطيعة الأرحام | ألاء ياقوت | النصح و التوعيه | 0 | June 19, 2010 08:19 PM |
كيف نتخلص من الكبر | عادل الاسد | النصح و التوعيه | 1 | November 3, 2009 08:38 AM |
كتاب الترغيب والترهيب لشيخ محمد ناصر الألباني | حنون | كتب اسلاميه | 35 | October 13, 2009 03:05 PM |