فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > النصح و التوعيه

النصح و التوعيه مقالات , إرشادات , نصح , توعيه , فتاوي , احاديث , احكام فقهيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 10, 2011, 05:26 PM
 
الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين


أيها الإخوة الكرام أن هناك كبائر ظاهرة ، كالقتل ، وشرب الخمر ، والزنا ، والسرقة ، وما إلى ذلك ، هذه الكبائر صارخة وواضحة وظاهرة ، ومعظم المسلمين بعيدون عنها ـ والحمد لله ـ إلا قلة قليلة ممن شردوا عن الله عز وجل ، ودفعوا ثمن شرودهم شقاء في الدنيا والآخرة .


ولكن المشكلة في الكبائر الباطنة ، الكبائر الباطنة قلما يتوب منها الإنسان ، لأنها ليست ظاهرة ، من هذه الكبائر الكبر .

الكبر أيها الإخوة الكرام يصيب معظم الناس ، أنت إذا نجحت زلت قدمك إلى الكبر ، لذلك أخطاء الناجحين كبيرة جداً ، والبطولة لا أن تصل إلى قمة النجاح ، ولكن أن تبقى في هذه القمة ، وكثيرون وصلوا إليها ، ولكن الغرور أصابهم ، و الكبر تشرب في أفعالهم و أقوالهم فسقطوا .
ومن سمات المؤمن التواضع ، والتواضع في الحقيقة ليس تصنعاً ، هو حقيقة ، بمعنى أن العبد عبد ، وأن الرب رب ، وأنت بالتواضع قد تصل إلى كل ما عند الله من عطاء ، وبالكبر قد تحجب نفسك عن أعظم عطاءات الإيمان .


أيها الإخوة الكرام ، الأحاديث المتعلقة بالكبر عديدة جداً ، من أبرزها فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ )) .


يوجد قضية دقيقة في التواضع ، وهي أنك إذا تأملت في خلق السماوات والأرض ، وأنك إذا اتصلت بالله عز وجل ، و اطلعت على جانب من عظمة الله عز وجل ترى نفسك لا شيء ، كلما ضعفت معرفتك بالله نمت نفسك ، الأنا تضخمت ، وكلما ازدادت معرفتك بالله تضاءلت الأنا ، لايوجد في حياة البشر على الإطلاق إنساناً في قمة التفوق ، وفي قمة التواضع كرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك قالوا من: رآه بديهة هابه ، ومن عامله أحبه ، كان يأكل مع الخادم ، تستوقفه امرأة يكلمها في حاجتها طويلاً ، تأخذ بيده الجارية البنت الصغيرة ، وتقوده إلى حيث تشاء ،
ويقول :
أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة .


وأحياناً يوجد كبر مغلف بتواضع ، و هذه الحالة صعبة جداً ، توجد نقطة تضعف شخصية الإنسان ، أنه حينما يشعر بحاجة إلى من يمدحه يصبح المديح عنده جزءاً من حياته ، ولو درسنا في الأحاديث الشريفة لوجدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام ذم المداحين ، فعَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ :
(( قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنْ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثِي عَلَيْهِ التُّرَابَ ، وَقَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثِيَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ ))
[ مسلم ، الترمذي ، أبو داود ، ابن ماجه ، أحمد ]
وقد ورد أن المديح هو الذبح .


ويوجد حديث آخر عجيب ،

إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه
فكيف نجمع بين تلك الأحاديث التي تبدو أنها متناقضة ؟

المقياس أنك إذا مدحت إنساناً فاستكبر ، واستعلى فينبغي ألا تمدحه ، ما كنت مصيباً في مدحه ، لكن المؤمن الصادق إذا مدحته يزداد تواضعاً ، و يزداد افتقاراً إلى الله ، و يرى أن هذا المديح إنما هو من فضل الله عليه ، و هو يردد قول القائل : إذا أراد ربك إظهار فضله عليك خلق الفضل و نسبه إليك .
فيا أيها الإخوة الكرام ، إياك أن تستجدي المديح ، وهو عادة من أسوأ العادات ، مادام إخلاصك لله واضحاً ، ومادام إقبالك على الله تاماً ، أنت لست في حاجة إلى المديح ، هذا الذي يمدحك لا يقدم و لا يؤخر ، و من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به .


لذلك التواضع :


انظر إلى الأكحال و هي حجارة ... لانت فصار مقرّها في الأعين



وحينما يقال عن النبي عليه الصلاة والسلام : إنه من رآه بديهة هابه ،
و من عامله أحبه ، من تواضعه الشديد ،
يا عمر ، لا تنسنا يا أخي من دعائك ،
سيد الخلق وحبيب الحق يسأل سيدنا عمر أن يدعو له ، تواضع ما بعده تواضع ، زعيم الأمة ، و قائد الأمة ، و قائد الجيش ، ونبي الأمة ، ورسول هو أعظم الرسل على الإطلاق ، في معركة بدر الصحابة ثلاثمئة وبضعة عشر ، قال : :
(( وَأَنَا وَعَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ عَلَى رَاحِلَةٍ ، فَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَكَانَتْ نَوْبَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالا له : نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ ـ ليظلَّ راكباً ـ فقال : مَا أَنْتُمَا بِأَ قْوَى مِنِّي عَلَى السَّيْرِ ، وَلاَ أَنَا بِأَغْنَى مِنْكُمَا عَنِ الأَجْرِ )) .
[النسائي في السنن الكبرى ، أحمد ، والحاكم ، وابن حبان عن ابن مسعود ]
عدّ نفسه جندياً .


بالمناسبة إخوانا الكرام ، بقدر ما تتذلل لله عز وجل يعزك الله ، و بقدر ما تتكبر يذلك الله ، العلاقة عكسية بين التواضع والعز :


اجعل لربك كل عزك يستقر و يثبت ... فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت


النبي عليه الصلاة والسلام له طريقة في معاملة أصحابه ، كان متواضعاً أشد التواضع ، كان يأكل مع الخادم ، كان يجلس حيث انتهى به المجلس ، كان الأعرابي إذا دخل عليه يقول : أيكم محمد ؟ وفهمكم كفاية ، لا يوجد أي مظهر كهنوتي إطلاقاً ، فالتواضع يرفع قيمة الإنسان ، أنت تريد أن تكون باباً إلى الله تواضع حتى يحبك الناس :



(( ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ))
[ سورة آل عمران : الآية 159]

أنا أتمنى أيها الإخوة الكرام أن يكون واضحاً لكم أن التكبر على المتكبر صدقة ، وأن بعض أصحاب النبي رضوان الله عليهم كان يمشي قبيل المعركة متبختراً ، فقال عليه الصلاة و السلام :
إن هذه المشية يبغضها الله إلا في هذا الموقف .

يوجد قول في الأثر لطيف ، " أحب ثلاثاً ، و حبي لثلاث أشد : أحب الطائعين ، وحبي للشاب الطائع أشد ، وما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب ، إن الله ليباهي الملائكة بالشاب التائب ، يقول : انظروا عبدي ، ترك شهوته من أجلي ، فأحب ثلاثاً ، وحبي لثلاث أشد : أحب الطائعين ، و حبي للشاب الطائع أشد ، أحب المتواضعين ، وحبي للغني المتواضع أشد ، أحب الكرماء ، و حبي للفقير الكريم أشد ، وأبغض ثلاثاً ، وبغضي لثلاث أشد أبغض المتكبرين ، وبغضي للفقير المتكبر أشد ، وأبغض العصاة ، وبغضي للشيخ العاصي أشد ، وأبغض البخلاء ، وبغضي للغني البخيل أشد .



و الحمد لله رب العالمين


منقول



رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 10, 2011, 05:51 PM
 
رد: الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر

جزاك الله الجنه موضوعك جميل جداً أخى ..
وفقك الأله ..
__________________


هُناك لحظات فى الحياة لا يصمد لها بشر إلا ان يكون مرتكناً إلا الله مطمئناً إلى حماه ..
مهما أوتى من القوة والصلابة والثبات !
ففى الحياة لحظات تعصف بهذا كله ، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بذكر الله ،
~ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ~


رد مع اقتباس
  #3  
قديم April 10, 2011, 08:16 PM
 
رد: الترغيب في التواضع و الترهيب من الكبر

فعلا الكبر للإنسان صفة مذمومة ..وكذا المدح لمن يغره ذلك ..
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته ) ، و ( ألقيته في جهنم ) ، و ( أدخلته جهنم ) ، و ( ألقيته في النار ) .
لذا ف
العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه لا يجوز ان ننازعه فيهما ,,
بارك الله فيك اخي على الموضوع .. وجعله في ميزان حسناتك ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب الترغيب والترهيب ألاء ياقوت كتب اسلاميه 3 May 13, 2015 07:51 PM
مطوية و بحث عن الترهيب من قطيعة الأرحام ألاء ياقوت النصح و التوعيه 0 June 19, 2010 08:19 PM
كيف نتخلص من الكبر عادل الاسد النصح و التوعيه 1 November 3, 2009 08:38 AM
كتاب الترغيب والترهيب لشيخ محمد ناصر الألباني حنون كتب اسلاميه 35 October 13, 2009 03:05 PM


الساعة الآن 09:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر