فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 3, 2011, 01:32 AM
 
انا و نور قصة حقيقية بقلم محمود غسان

" البوستر "


أنا و نور - قصة حقيقية . . .

أنا اسمي حازم , لقد انتهيت من الثانوية العامة للتو , و ها أنا حائر , ماذا افعل ؟ , التحق بالجامعة ام اتجه إلى الحياة العملية ؟؟ ...

نعم هذا ما حدث ..... , أما عن عائلتي أبي يعمل في احد البنوك فراشا لموظفين البنك و عندما علم بأني اجتزت الثانوية قال لي : " حمدا لله يا بني , ها أنت اجتزت الثانوية العامة بكل مشاكلها , حان الوقت كي تعرف ماذا تريد من حياتك "
قلت له بكل سعادة : " إن مجموعي يخولني لدخول الجامعة التي أريدها "
رد بكل هدوء : " و هل ترى اني املك مالا , كي ادفع لك تكاليف الدراسة على مدى أربع أعوام "
صعقت عندما قال هذه الجملة التي لم أتوقعها على أي حال ..

" حسنا و ما العمل الآن "
- " أريدك ان تساعدني في عملي يا بني ... "

و قبل ان يكمل جملته قلت له : " ماذا تقول ؟؟ هل هذا مصيري ؟ بعد عناء تلك السنين , اعمل خادما للموظفين و الموظفات ؟؟ "
جلس أبي ثم قال : " يا بني , لقد اشتعل الرأس شيبا , و لم اعد قادرا على العمل كما كنت سابقا , من غيرك الذي سوف يـُطعم أمك و أختك الصغيرة ؟ , هيا أخبرني .... "

لم يكن لدي خيار أو حل آخر , لذلك وافقت على العمل لخدمة الناس , شيء بشع بالنسبة لشخص متعلم و طموح مثلي ان يعمل على راحة و خدمة هؤلاء الذين لا يعرفون متاعب و عناء الحياة ...

في البداية كنت ابحث عن عمل في مجالات أخرى و لكني فشلت أكثر من مرة كان ذلك على مر ثلاث سنين حيث تارة اعمل و تارة أخرى اجلس في بيت دون عمل , حتى قلت لن اخسر شيء سوف اعمل مع أبي , و هذه مجرد تجربة حتى تسنح لي فرصة أخرى ....

استيقظت عند الصباح و بدأت في تحضير نفسي " على أحدث موضة " و الجميع يعلم معنى هذه الجملة , حيث الملابس الأنيقة و الرائحة المثيرة و الشعر المصفف بالفازلين , و غيره و غيره ...

- " هيا يا بني كي نستقل هذه الحافلة كي تقّلنا إلى البنك "

ركبت معه الحافلات النقل الجماعي وكانت هذه المرة الأولى لي , حيث منذ الصغر و أنا اعتاد على التنقل بواسطة سيارات الأجرة او بواسطة الدراجة خاصتي , و لكن كان الأمر غريبا حقا حيث لأول مرة أرى كيف تكون الحافلات من الداخل في زحمة المواصلات , حيث أرى هذا المنزعج و الغضب وصل به لمنتهاه , وأخرى تحمل حقيبة يدها بحرص شديد خوفا من السرقة , و أرى سيدة تحمل ابنها بين يديها و هي في قمة حيرتها , لأنه جائع ... والأغرب أن الركاب لا تكف عن استقلال أبدا تلك الوسيلة مهما ازدحمت , فتجد الركاب قد برزوا لخارج الحافلة فتميل من تلك الجهة و يسير بستر من الله وحده ...

رأيت الأمر فى غاية الصعوبة للتنفس فقلت له : " كيف يا أبي تتحمل مثل هذا كل يوم ؟ "
فنظر لي وقال : " أنها رخيصة جدا و تفي بالغرض بالنسبة للراكب و خاصة مثلي الذي عليه الدفع المتطلبات الأكثر أهمية ولا يملك سوى قوت يومه "

رأيت كلامه مقنعا جدا ....

" هيا بنا يا حازم ها هو البنك "

نزلت مع أبي و دخلنا البنك من بوابة دخول العاملين و ارتدى أبي زيّه للعمل , اما أنا فقد أصبح شكلي محرجا قليلا بسبب ملابسي , لكني اعتبرتها نزهة مؤقتة ..

دخلت مع أبي الغرفة التي يعدون فيها عدتهم " البوفيه " فرأيت أشخاص آخرين تعمل نفس عمل أبي ..
حتى رأيت شخص اكبر مني قليلا يحمل صينية فارغة قادما نحونا , حتى رأى أبي و قال :
" مرحبا يا عم جمال , كيف حالك ؟ "

رد أبي و قال : " بخير و أنت يا حسام "
- " حمد الله , من هذا الشاب ؟ " و أشار إلي ...

ابتسم أبي و قال : " انه ولدي فلذة كبدي حازم , سوف يساعدني في العمل هنا "
نظر إلي هذا الحسام نظرة غريبة بسبب مظهري ثم قال لي : " يستحسن لك ان ترتدي ملابس تليق بالعمل "
قالها و غادر , حتى شعرت مع كل هذا انه أفضل مني ...

" يا حازم , يا حازم ... تعال معي "
- " الى أين "
- " خذ هذه الصينية , و تعالي معي "
وأعطاني صينية عليها كعكة من النوع الفاخر و كوب من الشاي الأخضر , فحملتها بصعوبة حتى قال لي بهدوء : " ضع أصابعك هنا و هنا .. حتى تحكم توازنها "

و مع ذلك في منتصف الطريق أوقعت الصينية على الأرض حتى صفعني أبي أمام الموظفين و العاملين مما أحرجني بشدة فذهب أبي مسرعا إلى " البوفيه " واحضر المكنسة كي ينظف ما قمت بفعله للتو و عندما أنتهي امسكني من يدي و ذهبنا الى " البوفيه " مجددا و قمت بنفسي بعمل كوب آخر من الشاي الأخضر ..

تحركت نحو المكتب المنشود بحذر شديد و عيناي لا تكف النظر عن الصينية أتحرك بحذر شديد خوفا من ان تقع مجددا , بينما أبي يتحرك بجانبي بكل خفة وهدوء بابتسامة ملقيا التحية على هذا ومرحبا بذاك حتى وصلت الى المكتب ..
استأذن أبي للدخول حتى سمعت صوت حريمي يقول : " تفضل ! "
دخل أبي أولا و انا من خلفه حتى رأيت فتاة شابة تجلس خلف مكتب بكل كبرياء ترتدي البذلة الرسمية بكل جمال و أناقة , و جمال وجهها سبحان المصور الخلاق , و شعرها الحريري الأسود المتناثر على وجهها و رائحة عطرها المثيرة التي جعلتني أصاب بقشعريرة داخلية , بينما انا شارد الذهن و أتأمل إحدى عجائب الخالق حتى سمعت أبي يصرخ : " هيا يا حازم قــّدم لها الشاي "
ارتبكت في بادئ الأمر حتى قلت : " نعم نعم , بالتأكيد "

فقدمت لها الشاي و الكعكة الفاخرة بينما عيني لا تكف النظر عنها حتى سمعت أبي يقول : " انه حازم ولدي , سوف يعمل هنا لمساعدتي "
بالرغم أني كنت مستاء قليلا من هذا العمل , إلا أني صنعت ابتسامة حقيقة على قبول الأمر هذا ..

نظرت إلي هذه الشابة نظرة إعجاب او أنا حسبتها ذلك , فلم استطع التكهن بعمرها و كان بودي ان اسألها لكن لم يفلح الأمر ...

خرجت من المكتب مع أبي و هو يحدثني عنها بعض المعلومات السطحية عنها التي لم تفيدني بشيء ..

أبي يخدم تقريبا عشرة مكاتب في هذا الطابق , فكلفني أبي بثلاث مكاتب في البداية , و كان من ضمنهم مكتب هذه الشابة الجميلة التي لم أرى لها مثيل في حياتي ....

اعذروني على هذه المبالغة و لكن هذا رأيي بعد تلك المدة من معرفتي بها ..

لن استبق الأحداث , ذهب أبي الى مدير البنك و أخبره بأني سوف أساعده في العمل هنا حتى فترة انقضاء معاش والدي و أني سوف أصبح كأي عامل هنا , جلست مع أبي في نهاية اليوم و قال لي :
" اسمع يا بني , هؤلاء البشر يختلفون عنا نحن الخدم , نعم نحن لسنا في سوق العبيد , او قصر فاحش , و لكننا درجات , لا تتجاوز حدودك مع احد الموظفين و لا تتحدث مع احد , ماذا تريد قهوة ام شاي ام ... ام ... حسنا و تغلق الحوار على هذا , هل سمعتني "

لقد حزنت قليلا لأني لن أستطيع الحديث مع تلك الشابة , فقلت له : " حسنا يا أبي "
فهّم لارتداء ملابسه قلت له : " ما اسم هذه الفتاة التي قدمنا لها الشاي و .... "
توقف أبي عن ارتداء ملا بسه و قال : " من ؟؟ "
قلت بتردد : " الشابة التي ... "
اقترب و قال : " اسمها الآنسة نور "
انتهى من ارتداء ملابسه , و كانت الساعة قد قاربت الرابعة عصرا ...
غادرنا البنك , و شعرت بأني اليوم يوم ميلادي ...

* * * * *

مر ثلاث اشهر على عملي و أصبحت ماهرا في ذلك أقدم المشروبات للموظفين بكل سلاسة و يسر , و أصبح لدي أصدقاء في العمل و منهم حسام و في نهاية الشهر أجد ما يسرني من المال , و لله الحمد الموظفين و الموظفات لم ينسوا العاملين من البقشيش اليومي ..

مع حلول أول يناير , أصيب أبي بنزلة برد شديدة مما الزمه الفراش قرابة أسبوعين , مما سنحت لي الفرصة لمخالفة أوامر أبي ...

جئت في موعدي عند الصباح مرتدي ملابس في قمة الروعة - كي الفت النظر فقط - و ألقيت التحية على صديقي حسام و مضيت سيري نحو " البوفيه " ...

الساعة الآن العاشرة صباحا , قمت بتجهيز الشاي الأخضر مع نفس الكعكة الفاخرة و تحركت نحو مكتب الآنسة نور و طلبت الإذن للدخول حتى سمحت لي ..

دخلت مكتبها و قلت لها : " صباح الخير يا آنسة نور "
لم ألاحظ إلا و نظرت إلي و رأتني على غير العادة تركت ما بيدها و قالت : " ما هذه الأناقة ؟؟ "
أخجلت قليلا و قلت : " أشكرك جدا يا آنسة نور , و لكن هذا لا يساوي شيئا بتاتا أمام أناقتك و مظهرك "
تركتني و نظرت إلى ملابسها بهدوء فقلت : " هل قلت شي سبب لك إزعاج ؟ "
فقالت لي بهدوء : " هل ملابسي بها شيءٌ معيب "
سرعان ما قلت كي ابعد عنها هذه الفكرة و انا اقترب بسرعة : " لا لا , العكس تمام "
و توقفت أمام مكتبها و قلت : " انا اقصد ان مظهرك جميل , ليس إلا ... "
ردت بعدما مسكت قلمها : " أشكرك يا حازم "

شعرت بالتجاهل قليلا , ما كان علي فعله إلا مغادرة المكتب ....

ذهبت الى " البوفيه " و قمت بتجهيز طلبات الموظفين الآخرين , حيث في هذا العالم رأيت أناس غريبة الشكل و المظهر , لم أكن أتوقعه ...

بعد ساعتان طلبت مني ان احضر لها فنجان من القهوة , قمت بتجهيزه لها بطريقة خاصة و أتيت حاملا الصينية و دخلت مكتبها فرأيتها تتحدث عبر هاتفها , شعرت بالإحراج , تقدمت خطوة نحو مكتبها و صببتها و قدمتها لها .. و لكني لا أريد ان انصرف دون ان اكلمها , لان عليّ طلبات آخرى , ماذا افعل ...

حتى قلت لها : " هل تريدي مني شيئا آخر "
و لكنها لم ترد لي جوابا , و انا أحب الإزعاج فقمت بتكرار جملتي : " يا آنسة هل تريدي مني شيئا آخر "

لم الاحظ و الا تركت الهاتف و قالت بأنوثة و بابتسامة ساحرة : " انتظر يا عم " و أمسكت الهاتف مرة أخرى تتحدث ..

لا اعلم ما أصابني , كدت أغشى او افقد الوعي , او حتى أقولها لها كلمة قد أتسبب في طردي من هذا المكان .. , لم أتكلم و لكنها أنثى بمعنى كلمة , أنثى كاملة , لا ينقصها شيء ...

أغلقت هاتفها و انا جامدا أمامها , نظرت إلي نظرة و كأنها تقول ماذا تريد ...
فقلت لها : " يا آنسة هل تريدي مني شيئا آخر ؟ "
نهضت و كأنها تذكرت : " أوه نعم ... "
ثم أضافت : " أريد منك ان ... ان ..... "
ثم وقفت أمامي تماما حتى شممت رائحتها الذكية بشدة فقالت بسحر : " ماذا أريد منك ؟ "
فضحك كل منا فى ذات الوقت , حتى شعرت بأنها بدأت تعتبرني قريبا منها ...

مرت الأيام , و بدأت أعجب بهذه الفتاة بشدة , و لكن موقفها حساس , ماذا افعل حيال هذا الأمر ... ؟

في ذات يوم تأخرت ساعتان عن العمل و بالطبع كان هذا بسببها , فقد كانت فتاة أحلامي طوال الليل , لم أكن أريد ان استيقظ و يضيع حلم قد يصبح حقيقة ...

وصلت البنك متأخرا بينما أبي لم يعد قادرا على تحمل العمل , لذلك أصبحت انا بديلا عنه , و جراء ذلك فرض المدير عقوبة عليّ بسبب التأخير , فسرعان ما ذهبت الى " البوفيه " و قمت بتجهيز المطلوب للآنسة نور ...

عندما دخلت مكتبها صرخت و قالت : " حازم , ما الذي أتى بك متأخرا ؟؟ "
قدمت لها الشاي و الكعكة و قلت : " اعتذر لكِ و لكني استيقظت متأخرا "
جلست و أخذت رشفة من الشاي ثم قالت : " ألا يوجد لديكم منبه ؟ "
- " بلى و لكني لا أحبه "
- " من ؟؟ "
قلت باستغراب : " المنبه ... لا أحبه ! "
عدلت موضعها ثم قالت مبتسمة : " ما رأيك بمن لديه الحل ؟ "

بلهفة : " أكون شاكرا له , فأنا لا أريد عقوبة جديدة "
- " حسنا اعطني رقم هاتفك و انا سوف أيقظك كل يوم بنفسي .. "

هل هذا حقيقي , لا أعلم , ربما مازلت في البيت بل و نائما و مازلت احلـُم ...

فجأة قالت لي باندهاش : " لا تريد ان تعطيني رقم هاتفك "
بسرعة شديدة : " العكس تماما , تفضلي ها هو رقمي "
و قمت بكتابته على ورقة أمامها ..
فنظرت إلي و قالت : " حسنا يا حازم , سوف أيقظك كل يوم عند الساعة .... "

قاطعتها و قلت بثقة : " عندما تستيقظي .. "
باندهاش : " حـ....سـ.....نا "
- " هل تريدي شيئا آخر يا آنسة "
- " المعذرة يا حازم , هل لي ان اطلب منك طلب خاص جدا "
- " بالطبع انا في خدمتك "

فقالت بتردد : " هل لك .... ان تناديني نور فقط بدون آنسة "

لا لا أنا مازلت احلـُم , هل هذا معقول ؟؟؟

فقلت لها بسعادة : " حسنا , لكي هذا "
فعدلت موضعي و قلت لها : " هل تريدي شيئا آخر يا نور "

شعرت بالسعادة التي غمرتها عندما قلت لها نور لا اعلم ما السبب و لكن مستعد ان أقوم بأي شيء كي اجعلها سعيدة هكذا ...

- " لا أشكرك يا حازم "

تركتها و ذهبت إلى " البوفيه " فوجدت حسام يقول لي : " ما الأمر يا حازم , لماذا أتيت متأخرا "
جلست و انا أتحدث معه : " استيقظت متأخرا ... "
سمعت ضحكة منه فنظرت إليه و قلت : " ما الأمر ؟؟؟ "

- " ولماذا استيقظت متأخرا ؟ "
- " لا عليك "
- " حسنا خذ هذه الصينية و قدمها للأستاذ محمود لقد طلب القهوة منذ ساعة "

أخذت الصينية منه و قدمتها للأستاذ محمود الذي يقع مكتبه بجوار مكتب نور , كنت أتمنى ان تفتح باب مكتبها كي أراها مجددا , لكني لم ألاحظ إلا فتاة طويلة تسألني عن مكتب الأستاذة نور ..

فقلت لها باستغراب : " المعذرة و من أنتي ؟ "
قالت بتنهد : " أنا سلمى صديقتها , أين يقع مكتبها "

جاءت الفرصة لي , فقلت لها : " من فضلك انتظريني هنا "
دخلت مكتب نور و قلت لها : " في الخارج فتاة تدعى سلمى ... تقول ان ...... "

دون ان أكمل عبارتي لم ألاحظ إلا ان قامت بسرعة من مكتبها و هي تصرخ : " سلمى حبيبتي "

فذهبت إليها و تركتي وحيدا في مكتبها حتى رأيتها قادمة و معها سلمى صديقتها ..
فجلست نور على مقعدها من ثم سلمى , حتى قالت لها : " سلمى أين كنتي ؟ "
- " كنا في أسبانيا , و لقد عدت منذ أسبوع واحد "
- " و كيف عرفتي مكان عملي "

ضحكت و قالت : " لقد سألت هدى سالم عنك و طلبت أن أأتي دون ان أخبرك "
ضحكت نور ضحكة مليئة بالأنوثة الساحرة , كنت أود ان أقول لها شيئا , أي شيئا يعزز مكانتي عندها ..

حتى قالت : " سلمى , قهوة ام شاي ام شيء بارد ؟ "
نظرت إلي بكل كبرياء و قالت : " احضر لي شرابا باردا , من فضلك "
فقلت في نفسي لا احدا أكثر برودة منك , و تركتها و مضيت سيري نحو " البوفية "
قمت بعمل لها شرابا باردا و طلبت من حسام انه يقدمه لها , لأني منزعج من هذه المتسلطة ..

فرحب حسام بذلك و يشكر على هذا الموقف ...

فظللت أتلصص حتى دخل مكتبها و خرج , فرأيته قادم نحوي و لكن لم اعره اهتماما حتى أقترب مني و قال :
" لقد سألتني عنك "
- " و أنت ... ماذا قلت لها "
- " لا شيء فقط .... فقط منشغل بأمر ما "
- " جيد أشكرك "

بعد مرور ساعتان , رأيت هذه الفتاة تودع نور بحرارة فرأيتها تمر بالقرب مني و تنظر إلي نظرات غريبة لم افهم معناها بتاتا , فقلت هذا شي عادي ...

* * * * *

عند الصباح الباكر رن هاتفي برنة غير معهودة , استيقظت بتثاقل و أخذت هاتفي و أجبت على الفور :
" مرحبا ... "
سمعت صوتا ناعم , رقيق , لا يستطيع الشعراء ان توصفه , او حتى ان تقلده
- " قلت من معي ؟ ؟ "

سمعتها ترد بأنوثة طاغية : " انا نور , بهذه السرعة نسيتني "
أنها نور نائمة , ما هذا الهناء و السعادة التي تنتظرني ,
حتى قالت : " حازم .. هلا تستيقظ و تتابع عملك "
فقلت لها بتلقائية : " أين أنتي "
- " في البيت حتما "
- " لالا اقصد أين بالتحديد ؟ "
بتردد : " في غرفتي "
- " اقصد ما هو وضعك الآن ؟؟ "
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " نائمة ! "
- " حسنا عشر دقائق و سأحضر لك الشاي الأخضر و الكعكة "
- " حسنا مع السلامة "
- " مع السلامة "
و أغلقت على الفور

انا سعيد , نعم , لم اشعر بهذه سعادة من زمن طويل , نعم ...
أخذت اركض في غرفتي الصغيرة و اقفز في أرجائها هنا و هناك , لم اصدق نفسي ...

وصلت البنك باكرا , حتى رآني مدير البنك يقول لي : " ها ... حازم وصل باكرا , لماذا "
ابتسمت و قلت له : " لن أتأخر بعد الآن "
فقال بكبرياء : " من اجل العقوبة أليس كذلك "
نظرت إليه دون ان أحدثه حتى قلت : " لا .... أشكرك "
وتركته و مضيت سيري نحو " البوفيه "

جلست عند باب " البوفيه " أراقب مكتب نور , لم تصل الى الآن ... لماذا ؟ , لقد تأخرت عشر دقائق , ماذا افعل , سوف اتصل بها اطمئن عليها ...

أخذت هاتفي و بسرعة اتصلت بآخر رقم وصل لي
انترظت قليلا حتى سمعت صوتها فقلت : " مرحبا آنسة نور "
- " مرحبا حازم , ما الأمر ؟ "
- " لا شيء أطلاقا و لكنك تأخرتي , أليس كذلك "
ضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " لالا أنها زحمة المرور , أنا قادمة الآن "
- " حسنا مع السلامة "

و أغلقت الهاتف و قلت بصوت عالي : " أنا أحبك يا نور "
حتى قدم حسام و أفزعني بقوله : " مرحباااا "
نهضت على الفور و قلت : " ما الأمر ؟ "
يتحرك و هو متجه نحو موقعه : " قم بتجهيز قهوة السيد عادل كي أقدمها له "
- " حسنا "

بعد دقائق رأيتها نور قادمة و في يديها مفاتيح مكتبها , اقتربت أكثر و أكثر , و لكني توقعت أن تمر أولا ترمي السلام عليّ , لكنها لم تفعل , فلا بأس لا أريد ان احد يراها و يقول لها كلمة قد تزعجها ...

دخلت مكتبها بينما أنا أقوم بتجهيز الشاي الأخضر و الكعكة الفاخرة ....

حملتهما على صينية و توجهت إلى مكتبها و طلبت إذن الدخول فسمحت لي فرأيتها على غير طبيعتها , هذه أول مرة تضيع مساحيق تجميل على وجهها و لكني اندهشت قليلا ....
فرحبت بي قائلة : " كيف حالك يا حازم "
- " الحمد لله , أشكرك لأنك كنتي سبب في إيقاظي اليوم "
- " العكس تمام انا فرحة لذلك "

قدمت لها الشاي و الكعكة و هممت للخروج ولكن وقفت فجأة و قلت لها :
" المعذرة و لكن لماذا تضعين مساحيق تجميل على وجهك "

لم ألاحظ و إلا أخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة و أخذت تمسح تلك المساحيق بواسطة المناديل بكل حرج
فقالت : " أنا آسفة حقا , لقد كنت أمس في حفلة و نسيت ان امسح تلك المساحيق "

شعرت بأني تدخلت في مالا يعنيني , فقلت لها : " لا بالعكس تمام انا اعتذر ... "

- " لا عليك "
- " هل تريدي مني شيئا آخر "

بعدما انتهت من مسح المساحيق من على وجهها قالت :
" اعلم ان هذا ليس من عملك و لكن هناك مستندات أريد ان تجلبها لي من الأستاذ عادل "
- " حسنا , لا عليك ... "
- " أشكرك تفضل "

ارتبكت وتغير لون وجهها و أخذت تقلب فى الأوراق من أمامها , - لم تكن هكذا منذ قليل - , يبد ان أخجلتها يا ليتني لم اذكر لها ذلك , اللعنة علي , ربما وضعت تلك المساحيق من أجلي , سحقا لي ....

خرجت من مكتبها متوجها نحو مكتب الأستاذ عادل فطلبت منه المستندات الخاصة بالآنسة نور فأعطاني أيها , وأخذتهم جميعا و ذهبت الى مكتبها و دخلت عليها بهدوء و قلت :

" لقد جلبت لكي المستندات التي قمتي بطلبها .. "
- " أشكرك "
- " تفضلي " و ناولتها تلك المستندات و انصرفت على الفور ...


قد قارب اليوم على الانتهاء , لم ألاحظ و إلا نور طلبتني دون ان تضع سببا لذلك ..
فدخلت عليها فقالت لي قالت : " هل أنت مشغول ؟ "
- " لا ما الأمر "
حدثتني بعد أهمية : " لالا تعال اجلس هنا "
فجلست أمام مكتبها و بدأت تتحدث معي و كأنها تختبرني , و بدأنا ندخل في التفاصيل حتى قالت لي في النهاية : " كم يبلغ عمرك ؟؟ "
- " انا عمري 21 عاما "
ضحكت و قالت : " أرأيت أنا اكبر منك بـأربع سنين "
اصطنعت ابتسامة و قلت : " حقا ؟؟ "
- " نعم , في نهاية السنة التي مضت أتممت 25 عاما "

ما الأمر ؟ هل هذا حقيقي , هل هذه الفتاة التي ... التي ..... نعم التي أحبها تكبر عني بـأربع سنوات , هذا غير معقول , هذا غير منطقي , كيف هذا ...
عندما رأتني نور شارد الذهن أشارت بيدها و هي تقول : " هاي ... اين أنت "
- " نعم نعم ... انا هنا ... "
فسألتها بسرعة : " هل أنتي مخطوبة ؟ "
نظرت الي يديها و قالت : " هل أنا ارتدي محبس الخطوبة ؟؟ "
بإندهاش : " لا "
- " حسنا , .... "

و بدأنا نتكلم في أمور الدارسة حتى ذات مرة لا اعلم اذا كانت أخطأت ام أنها فعلت ذلك عن عمد قالت :
" لا لا انتظر يا حبيبي ... " لم الحظ إلا و أنها كتمت باقي الكلام ثم قالت : " آسفة انا آسفة ... "

صمتت لفترة قصيرة ثم أكملت حديثها بطريقة عادية جدا و كأن شيء لم يكن ...

* * * * *

مر اليوم التالي , و نور أيقظتني بنفسها مجددا ...

ولكن اليوم قررت بأن اخبرها بأني أحبها .... و لكن كيف أخاف ان تقوم بتقديم شكوى ضدي و اخسرها للأبد ... حسنا يجب ان اخبرها بطريقة غير مباشرة ...

دخلت على مكتبها و قدمت لها الشاي الأخضر و الكعكة الفاخرة , فطلبت مني ان اجلب لها بعض المستندات من الأستاذ عادل فرحبت بذلك ..

خرجت من مكتبها متوجها نحو مكتب الأستاذ عادل فطلبت منه المستندات الخاصة بالآنسة نور فأعطاني إياها و ذهبت الى البوفيه على الفور ...

لم يكن هناك أحدا , حتى سنحت لي الفرصة ان افعل ما نويت ان افعله ..

أخذت الكراسة التي تحتوي على حسابات الموظفين و دسست فيها ورقة تحتوي على ثلاث كلمات
" I Love You "

أخذت تلك المستندات مع تلك الكراسة الصغيرة و ذهبت بها الى مكتبها على الفور
- " تفضلي ها هي المستندات .. "
- " أشكرك "
- " تفضلي " و ناولتها تلك المستندات و انصرفت على الفور ...

جلست على مقعدي في " البوفيه " و أخذت أفكر هل قرأتها , هل قرأتها ... , لا اعلم , حسنا كيف سوف اعرف ... ؟
مرت ساعة تقريبا , حتى رأيت حسام يبحث عن شيئا ما فقلت له : " عن أي شيء تبحث ؟ "

رد بتلقائية : " الكراسة التي نسجل عليها حساب الموظفين لا أجدها ؟ "
نهضت و قلت له : " سوف ابحث لك عنها , الآن خذه هذه القهوة الى الأستاذ منير و عندما تعد سوف تجدها إن شاء الله "

بسرعة ذهبت الى نور و قلت لها : " هل تريدي شيئا لم تطلبي شرابا منذ ... تقريبا ساعة "

ضحكت نور ثم قالت : " لا أشكرك , لا أريد شيئا "

و تركتني و ظلت تتأمل ما لديها من الأوراق , ماذا افعل ... ماذا افعل ... فقلت لها بسرعة عندما رأيت جزء من تلك الكراسة : " اوه , ان هذه الكراسة لنا , يبدوا أني جلبتها مع المستندات خاصتك , اعتذر لكي "
- " لا عليك تفضل خذها "
كنت أود ان تعطيني إياها بنفسها لكن لم تفعل ....

حتى أخذتها و خرجت و لم ألاحظ عليها أي تعابير مختلفة على وجهها , ربما لم تقرأ تلك العبارة ...

أخذت الورقة من داخل الكراسة و دسستها في جيبي , و تظاهرات بأني وجدتها في مرمى " البوفيه "

انتهى اليوم على ذلك ...

مضى قرابة أسبوعان على نفس المنوال ....

كل ما ادخل عليها أدس لها تلك الورقة في أي مكان و لكنها تتظاهر بأنها مهتمة بشيء آخر , و أنا متأكد بأنها رأتها و لكنها لم تبدي ذلك ... , ماذا افعل , لقد أرسلت إليها أغاني و كأني اطلب رأيها فيها و جميع تلك الأغاني تعبر عن حبي لها , و إعجابي بها و أني اسألها اذا كانت ترضى بي ام لا ..

في يوم كنت في " البوفيه " و جالس بجواري حسام , سألته بطريقة عابرة : " لماذا لم ترتبط الى الآن ؟ "
ضحك و قال : " لست مطر لذلك , النساء كثيرون و يوم ما أود الزواج بتأكيد سوف أجد الآلاف , و لكن الآن أريد الاستمتاع بملذات الحياة قبل دخولي المعتقل ... "

ضحكت و قلت له : " لهذه الدرجة ؟ "
- " بلى "
- وقف حسام و قال : " هل تريد شاي ؟ "
- " حسنا , لا بأس "
و بدأ في تحضير الشاي حتى سألته : " ما رأيك إذا مثلا ارتبطت بشابة اكبر منك قليلا ؟ "
رد دون ان ينظر إلي : " تقصد أنت و نور ؟ "
احمر وجهي على الفور , نهضت بسرعة و قلت بتردد : " ما..ذا ... ماذا تقصد ؟ ؟ "
التفت إلي و قال بثقة : " اقصد أنت و نور ؟ "

لم أستطيع الإجابة , و كأني شعرت بان قصتي أصبحت على الملأ و الجميع على علم بها ...
ثم قال : " تفضل هذا الشاي لك "
و أخذت منه الكوب و جلسنا مجددا , حتى سمعته يقول : " لا تقلق , هذا السر لن يعرف به أحد , و لكن ماذا تنوي أن تفعل , الأمر معقد , أليس كذلك "

نظرت الى الأرض و قلت : " اعلم و لكن ما الحل , انا اعرف تماما أنها على علم بي , و لكن تتجاهلني "
- " ربما لأنها تقدرك و تحترمك و لا تريد ان تجرحك "

فقلت بيأس : " أنها كذلك تزيد ناري نار .. "
- " اهدأ يا حازم , لدي فكرة "
- " ما هي ؟؟ "
- " اخبرها بأنك تريد ان تترك العمل هنا "
- " و ..... "
- " و انك لم تستطيع العمل هنا لأسبابك الخاصة "
- " و اذا طلبت معرفتها ؟ "
سكت قليلا ثم قال : " حاول ان تختلق لها قصص لا حل لها "
بدأت في التفكير قليلا ربما هو على صواب فقلت فجأة : " و إذا فشلت هذه الخطة "
- " لا تقلق , لن تفشل .. "
ثم أضاف : " و لكن تأكد انك تريدها يا حازم , لا تتسرع و تجرح قلبها .. و اذا كانت تريدك سوف تصّر على بقاءك هنا ام اذا ...... "
- " الحق معك "
ربما هذه القصة سوف تجيد نفعا , و لكن إذا تقلبت الأمور و قالت أتمنى لك مستقبل أفضل , ماذا افعل ...

طلبت الإذن للدخول فدخلت حتى سمعت " تفضل "
- " مرحبا , آنسة نور "
- " تفضل , يا حازم , لقد طلبت بيتزا سوف تصل قريبا , تعال "
- " ماذا ؟ "
- " اليوم انتهى , و انا ادعوك على الغداء , هل ترفض دعوتي "
- " لا لا بالعكس تماما , و لكن ... "
قاطعني صوت الطارق بقوله : " سيدتي "
فقالت له : " ادخل "
فرأيت رجل التوصيل يحمل بيتزا فاخرة كما قالت نور منذ قليل , فدفعت له الفاتورة و غادر على الفور ..

لأول مرة أرى هذه المشهد بلى أعيشه , فتاة بجمالها و بمركزها تدعو خادمها على الغداء و في مكتبها ..

أخذت حصتي من البيتزا و هي كذلك , كنا نتبادل القطع كما لو كنا زوجين متفاهمين و هذا ما تمنيته ...

و قبل أن افرغ من الطعام قالت لي : " ماذا كنت تريد مني ؟؟ "
قلت لها بتردد : " أنا اعتذر لكي و لكني لن أأتي بعد اليوم "

صدمت عندما سمعت تلك الكلمات حتى وقعت منها قطعة البيتزا التي تأكل منها و قالت :
" لماذا , ما الأمر , هل هناك من أزعجك "

- " لالا العكس , و لكني لم اعد صالحا لعمل مثل هذا , أريد ان اعمل في جهات أخرى .. "
- " لماذا .. ؟ "
بتردد : " لقد تعبت من هذا المكان , .. "
- " اردد نفس السؤال لماذا ؟ "
- " أرجوك يا آنسة نور ... "
- " حسنا يا حازم , كما تريد "

شعرت بأنها حزينة , لا تنظر إلي , و لا تأكل , و و كأنها سمعت خبر وفاة أحد أقربائها , حتى قلت لها :
" من فضلك تناولي تلك القطعة المتبقية "
فصرخت و قالت : " لا "
شعرت بالإحراج فقلت لها : " هل تريدي مني شيئا ؟ "
ردت عليّ دون ان تنظر إلي : " لا تفضل "

و خرجت الى البوفيه فرأيت حسام في انتظاري و يقول : " ها .. ماذا حدث "
شرحت له بأنها دعتني على بيتزا و في نهاية الجلسة قلت لها ..

فصرخ و قال : " أنت جبار .. "
- " هذه الفتاة دعتك على بيتزا فاخرة و أنت بقلبك الحجر هذا قلت لها بأنك سوف تترك العمل ؟؟ "
- " نعم هذا ما حدث "
فردت و قال بيأس : " أنت عكست الأمور ...... , كان الله في عونك "

* * * * *

طلبت من المدير إجازة لمدة أسبوع كي أرى ما سوف يحدث خلال هذه المدة , و لكن لم تضف جديدا ...
حتى سمعت من حسام بأنها أقلعت عن الشاي الأخضر و الكعكة منذ أن تركت العمل ...

و بعد انتهاء الأسبوع اتصلت بنور كي أطمئن عليها , فكان صوتها هادئ و ناعم جدا :
" مرحبا يا حازم كيف حالك و كيف حال العمل جديد ؟ "
فقلت لها : " بخير و أنتي كيف حالك "
- " و انا أيضا بخير "
فقلت لها بثقة : " نور .... ! "
ردت بسرعة : " ماذا "
- " أنا أحبك "
أحرجت نور بشدة و تمتمت بكلمات لم افهمها و لكن شعرت بأنها سعيدة بذلك

حتى قالت بصوت ينم عن الفرح : " مع السلام يا حازم "

لقد كنت سعيدا جدا , كانت هذه أول مرة في حياتي انطق بكلمة أحبك , لم أتلفظ بها قط لأي أحد , و ها قد جاء موعدها .. كم انا سعيد ... و لكن هذا لا يعني بأنها وافقت بي ..

اليوم التالي ذهبت إلى البنك و بدأ عملي بشكل طبيعي , أتحدث مع نور بطريقة رسمية فقط و لم نتحدث عني و عنها قرابة يومين ...

و في اليوم الثالث في نهاية اليوم طلبت مني أن اجلس معها كي نتحدث قليلا ...

- " حازم , انا اعلم ان الأمر صعب عليك , و لكن يجب ان تتفهم هذا "
- " المعذرة , ماذا تقصدي ؟ "
- " اقصد السن , انا اكبر منك بأربع أعوام , و هذا سوف يسبب لك مشكلة بالتأكيد "
ابتسمت و قلت : " لا ... "
ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " اسمعني يا حازم , الأمر معقد صدقني , و انا أيضا احبك و لكن الأمر أكبر مني و منك "
فرحت جدا لأني سمعت تلك الكلمة منها فقلت في سعادة : " الأمر أكبر مني و منك , كيف ؟ "
- " والدي لن يرضى بهذه السهولة ؟ "
- " لأني اعمل فراشا لديكم ؟؟ "
بسرعة : " لا لا لا , لكن .... "
ثم أضافت : " صدقني , .. "

حزنت قليلا و قلت لها : " انا احبك , و أريدك ان تكوني زوجة لي , هل هذا كثير ؟؟ "
- " بالطبع لا , أنت شاب في مقتبل العمر , سوف تجد الفتاة التي تسرك .. "
- " حسنا يا نور , لن تري وجهي بعد اليوم "

صرخت بسرعة و قالت : " لا لا لا ... لم اقصد هذا "
سكتت ثم قالت : " لا أريد ان تترك العمل هنا , و في نفس الوقت أنا أصبحت اعتمد عليك و لا اعتقد أني أستطيع العمل هنا بدونك , صدقني يا حازم "
- " أنتي تريديني ان أبقى بجوارك , دون ارتباط ؟ , لقد قمت بتسهيل الأمر , اذا كنتي تحبينني فعلا "
ظلت تفكر و تفكر حتى قالت : " ماذا سوف تفعل ؟ "
- " سوف اخبر والدك بأني احبك و أريد الزواج منك .. "

فرحت نور كثيرا و لكن شعرت بأن شيء ما تخفيه بداخلها ...

فأمسكت يديها على الفور و قبلت كفها برفق و قلت لها : " أني احبك و ولم ولن أتمنى انسانة لي غيرك "
فقالت دون ان تنظر إلي : " أخاف ان يكون تعلقك بي شيء مؤقت , أخاف بعد مرور زمن تدرك بأنك أسئت الاختيار "
فقلت بهدوء : " لا يا حبيبتي , لن اسمح لهذا ان يحدث "

علمت لاحقا بأنها معقدة من الرجال بسبب تجربة ما , لذلك لم ترتبط بأحد طوال هذه الفترة ..

أصبحنا نتبادل الاتصال دائما و في كل مرة اعبر لها عن حبي , و أني أتمنى و ان أرها كل اليوم ...

تركت العمل في البنك و عملت في مركز أعلى قليلا براتب أفضل كي أستطيع ان أوفر لها كل ما تحتاجه , تقدمت الى والدها و طلبت يدها منه , فنظر الي نظرات غريبة فتنبأت بالرفض , و لكن والدها سامحه الله فرض بعض الشروط التعجيزية كي أنال ابنته , و انا أسعى إلى تحقيق ذلك ...

تمت بعون الله
كتبت بواسطة محمود غسان
26/6/2011
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 12, 2011, 04:28 PM
 
رد: انا و نور قصة حقيقية بقلم محمود غسان

الله يكون في عونك ..........وتحقق كل الي تبيه

موفق ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طيبة .... ام سذاجة - بقلم محمود غسان حصري محمود غسان روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 August 16, 2011 12:34 AM
وحيدة على الطريق - قصة قصيرة بقلم محمود غسان محمود غسان روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 August 8, 2011 02:56 PM
بحب شاى العصارى بقلم احمد صلاح محمود احمد صلاح محمود شعر و نثر 0 March 16, 2010 03:57 PM
كان ياما كان بقلم احمد صلاح محمود احمد صلاح محمود شعر و نثر 1 February 13, 2010 02:02 PM
إيران وإسرائيل بقلم / محمود سلطان السامق مقالات الكُتّاب 6 November 21, 2008 08:29 PM


الساعة الآن 12:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر