فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 31, 2011, 11:48 PM
 
فرويد العبقري الواهم

فرويد العبقري الواهم
بقلم فارس كمال


قالوا عنه يهودي خبيث ، اعلن الالحاد وانكر الدين ونبذ الاعتقاد بالغيبيات والايمان باله خالق للكون، لكنه اضمر الولاء الصادق لقومه والايمان العميق بيهوديته .. حارب الدين ودعى الى نبذه في دعوة مغرضة وهدف واضح (يهدم فيه ابنية الدين ويشيع الفساد ) ليقوض اعمدة البنى التي قامت عليها الشعوب والدول وحل الانظمة المسؤولة عن تماسكها ومواطن قوتها وكل ذلك من اجل ان يذلل الصعاب و يمهد الطريق المؤدية الى قيام الدولة اليهودية العالمية واعتلاء رجالها عرش الرياسة والحكم المطلقين على الارض . اما افكاره وما جاء به من اراء فكلها اوهام مفبركة ووقائع ملفقة ونظريات متهافتة روج لها قياديو ( اليهودية الخفية) وفعلوا بها كالذي فعلوه مع نظريات اخرى مشابهة (في الهدف) كتلك التي جاء بها دارون وماركس وغيرهم من اليهود.
وان ما جاء به من فكر واراء ، ان استطاع صياغتها على صورة نظرية متماسكة فانها لاتصمد امام حقائق العلوم ووقائع السلوك الانساني السليم .
وهو لم يكن في حقيقة امره من الباحثين الموضوعيين النزيهين بل مكنته قدراته التي امتاز بها على رص افكاره ورصف موضوعاته في صورة توحي بصحة ما اراد ايهامنا به والايمان بمضمونه

وفي مقابل هذا فان هناك من راى في فرويد رأيا مغايرا وصورة مختلفة . جعلت منه نقطة لامعة وشمسا ساطعة ظهرت في سماء تاريخ الانسانية عند مرحلة مهمة من مراحل تطورها ، تلك المرحلة التي شهد فيها الانسان نهضة وتحركا دائبين ونشاطا وتطورا ظاهرين في كل مرافق الحياة التي كان عليها انتقل معها من فترة مظلمة حالكة اصطبغت بها مرافق حياته كلها من تدهور علمي وتاخر ثقافي وركود اقتصادي وتخلف صناعي تلك الحالة التي كان يباركها ويعمل على تركيزها اناس لبسوا مسوح الرهبان وتكلموا باسم الدين فحاربوا وقتلوا كل من فكر او بادر في احداث النقلة اللازمة نحو التطور والنمو والرفاه ودعا الى التحرر من السلطان الجائر والطاغية الحاكم باسم الدين .
حتى قيل ان ما جاء به من (فكر سيكلوجي فلسفي ، ذي الصفة الشمولية ) قد كان شيئا عظيما وحركة بارزة وفعلا مؤثرا طغى به على كل الذي شاع في عقول الناس ودار فيها من النظريات .وبات علم النفس على يدي فرويد بمثابة ايدلوجية متكاملة لها راي ونظر متغلغلين في كل موضوع ولها تفسير واضح وحل ناجع لكل اشكال .
لقد كان هذا الرجل على صلة وثيقة بالحركة الثقافية السائدة في عصره ، وبالاداب والفنون فقرا الادب الاغريقي وتمعن في اعمال سوفوكليس ، وطالع اعمال غوته وسرفانتس وهاينه وستندال وديدرو ونيتشة ودستيفسكي. وقرأ في خشوع (على الارجح)التوراة والانجيل بترجمتيهما التي قام بها لوثر في حينه .

فاين هو من كل الذي قيل ... اهو شيطان ماكر وساحر حاذق اخرج لنا سلعة رديئة وخرقة بالية وورقة محروقة فاقنعنا بانهن تحفة نادرة و قماش من حرير حقيقي وقطعة نقدية ذات ثمن عال وقيمة مرتفعة .. ام هو عالم جهبذ ومثقف مطلع وطبيب حاذق وما خرج به علينا من نظريات انما هي حقائق يشهد الواقع بصحتها وتثبت التجربة نجاحاتها في حل اشكالاتنا ومداوات عللنا وتفسير ظواهر دنيانا اجمع ....؟
وهل هو صادق في الحاده وعاجز عن اقناع نفسه بالدين الذي ولد عليه وتربى فيه وليس في جعبته مخطط لمؤامرة حيكت في ظلام هدفها هدم اديان العالم اجمع وزعزعة ايمان معتقديها ليصفو الحال بعدها ويخضر المرعى الذي يقتات منه اتباع اليهود . وتتهيأ بعدئذ الساحة التي سيشيد عليها هيكلهم المزعوم ..؟

جواب السؤال على عاتق ارباب الفكر السياسي ذوي الاطلاع والمقدرة في التحليل والالمام الواسع بحياة هذا (العبقري الكبير).



معالم العبقرية

اذا كان من صفات العبقرية تميز اصحابها بامتلاكهم طاقة فكرية ، غير عادية ، على الابداع التخيلي والتفكير الاصيل والابتكار والاكتشاف، وان لهم مواهب فطرية وذكاء مفرط ولهم اصرار وتحدي وتمسك بالاهداف التي يرونها (الاجدر بالاهتمام) وقدرة وتحمل كبيرين في قيادة عجلة التفكير لتسير على طرقات معينة ذات علاقة وارتباط بالناتج الابداعي المبتكرالمتفرد الى غير ذلك من قوة في الذاكرة والانتباه الدائم و ..و... فان في فرويد الكثير من الصفات التي تضعه في قائمة كبار العباقرة التي شهدناهم في تاريخنا الحديث



لقد امتاز بملامح الذكاء والنبوغ منذ بدايات عمره( ولد في1856 م) ،(( وقيل ان في هيئة فرويد حين ولادته علامات دفعت امرأة كبيرة العمر كانت حاضرة في عملية الولادة ، الى زف بشراها لام فرويد بان ولدها هذا رجل عظيم حتما ، ومع اننا مؤمنون بسخف كلام العرافات وقراء السمات والملامح فاننا في اقل الاحوال نميل الى الاعتقاد في ان في الامر شيئ (واضح)دعى الى الادعاء هذا ويعزز ذلك النبوءة التي اطلقتها عرافة اخرى عندما بلغ فرويد الحادية عشر من عمره لتؤكد ان ابنها هذا سيصير وزيرا ، فكما ان عدم تحقق هذه النبوءة يثبت لنا صدق حديث نبينا الكريم في كذب المنجمين الا انه يؤكد لنا في ذات الوقت ، ان في الامر سماة وملامح ( قد تكون من تلك المتعارف عليها لدى ذوي البصر ) كانت سببا لاصدار هذه النبوءات)) . فبالرغم من انه كان يستشعر (في تألم) تلك المضايقات الدينية التي عانتها عائلته لكونه من ابوين يهوديين ، ومشاعر الاستصغار والدونية التي كان يبديهالهم المجتمع الذي عاشوا فيه ،فان همته لم تفتر وعزمه لم يلن بل ازداد من الصلابة والتحدي (فلم يرضخ للامر او استشعر بمعرة من اصله وجنسه ) الامر الذي وضغه في مقدمة المتفوقين و الاوائل في صفوفه الدراسية منذ ذلك الحين ثم درس الطب وهو في السابعة عشر من عمره.. ودفع بحدود دائرة اهتماته الى الابعد لتشمل مواضيع اخرى متفرقة منها علوم النفس والفلسفة والادب والاساطير القديمة ،اذ كان يستشعر في نفسه ميلا طاغيا وتعطشا شديدا لارتياد مجالات المعارف الانسانية فضلا عن العلوم الطبيعية التي تلقاها في دراساته . ثم جمع حصيلة كل هذا في نظرية موحدة اطلق عليها نظرية (التحليل النفسي ) ، النظرية التي بدت في حينها غريبة ومستهجنة مما زاد صاحبها (فرويد) رصيدا ونصيبا من الذي يمتاز به اصحاب الافكار العبقرية على مر التاريخ ، حينما يتنكر لهم الناس على اعتبار ان ما جاءوا به ليس الا سخف وشطط واوهام ، وان منهم من صاحبته اضواء العبقرية اينما حل ومتى ما عمل ولم تفارقه ما دام في حياته يعيش ، لقد كان فرويد رغم هذا من سعداء الحظ اذ ارتفع نجم عبقريته مبكرا والتم حوله العلماء وتاثر به مفكرون وفنانون وسياسيون ،لقد شاهد شوبنهور بعينيه اصحاب المحلات يستخدمون اوراق مؤلفه العزيز على نفسة ( العالم ارادة وفكرة) في لف قطع الجبن التي يبيعونها على الزبائن المشترين فاحس مرارة تجاهلهم للكتاب واستصغارهم لمضمونه في وقت كان يعتقد انه قد فسر فيه( كتابه) حقيقة العالم ووجود الانسان وان ما ينتظره من الاصداء شيئ كبير و سرور عظيم وشعبية قد تفوق تلك التي ينعم بها معاصره هيجل ، ولم ينل من الشهرة ومعرفة الجماهير به الا في نهاية رحلته من العمر
وقد امتاز فرويد بغزارة متميزة في الانتاج فاخرج من المؤلفات ما اثارت اعجاب قراءه سواء بمضامينها ام باسلوبها النثري الرائع وقد حصل من جراءذلك على جائزة ( جوته) في الادب عام 1930
درس اللاتينية والاغريقية واجاد الانكليزية والفرنسية وتعلم ذاتيا الايطالية والاسبانية وكتب بها المقالة والخطاب والبحث والكتاب .


ثم خرج علينا ( على حين غرة ) بنظريته التي اشتهر بها (التحليل النفسي)تلك النظرية التي احدثت انقلابا في التصور وثورة في المفاهيم الطبية السائدة والمعتمدة في مباحث احوال الانسان وامتازت بابعادها الفلسفية لتشمل المجالات الفكرية والروحية والوجدانية والحضارية للفرد والمجتمع المتبدية بنشاطات الفن والادب والفلسفة والعادات والاخلاق حتى قيل عنه (انه كان من اوائل الذين حاولوا جعل علم النفس ايدلوجيا لها رأي في اي موضوع ، وحلول لكل مشكلة ، وتفسير لكل نشاط يقوم به الانسان)، لقد كان فرويد فيلسوفا في اتساع افقه وعالما في اسلوب بحثه ، ثم جاءنا بمفهوم جديد اسماه (اللبيدو ) باعتباره الطاقة التي لها مرونة فائقة وقدرة عالية على التحرك داخل النفس والعقل تحركا مرنا تتبدى فيه على صور السلوك الانساني اجمع ، تسمو احيانا في اعراض من الشجاعة والبطولة و الورع وحسن الخلق .... وتتحول احيانا اخرى وترتد على النفس في صور واعراض مختلفة منها الانحرافات في الاخلاق والسلوك ومشاعر العدوانية والمباشرة بالقتل و ..... حتى اننا لن نجانب الصواب ان اطلقنا عليها تسمية ( الجوهر المختفي) خلف مظاهروميكانيزمات سلوك الانسان كله. ان العمليات الدفاعية النفسية التي تحدث عنها فرويد باعتبارها حيلا تجري داخل النفس في منطقة اللاشعور الهدف منها تنفيس وافراغ التوتر والتهيج الحاصل في منطقة الغرائز وبالتالي اعادتها الى نقطة التوازن تلك الحيل التي اسماها ب(الكبت) و(الاسقاط)و(التثبيت) و (النكوص) و(التقمص) و(التسامي) ....انما هي في حقيقة الامر تحويل في مسارب هذه الطاقة داخل النفس والعقل لتتبدى على صور اعراض وحالات للسلوك .ان اللبيدو اساس وأصل لغرائز الانسان اجمع ولقد جعل فرويد لسلوك الانسان غريزتين رئيسيتين هما غريزة الحياة وغريزة الموت فانظر كم هي مرنة تلك الطاقة التي اسماها فرويد باللبيدو ( لقد فسر فرويد عزوف دافنشي عن الزواج او الاقتران بامراة الى ان جزءا كبيرا من الطاقة هذه قد صرف في مجالات اخرى بديلة تلك المجالات التي اشتهر بها من الابداع في الفن وكذالك فان جزءا اخر صرف في السلوك الذي عرف به في تقريبه لبعض التلاميذ الجميلي الصورة وفي ابتكار اجهزة ومعدات ذات ابعاد وتقنية مختلفة منها الاجهزة الحربية .
لقد استوعبت نظريته تفسير الظواهر الفردية والجماعية والظواهر الحضارية والاجتماعية اجمع. .
هذا عن الجانب العبقري الذي كان عليه فرويد . اما حقيقة ايمانه وافكاره وحقيقة انتمائه الى الديانة اليهودية واحزابها فان ما ابداه من انكار للايمان ورفض للدين وما قدمه من تفسير لنشوء الاديان بالشكل الذي ارجعها فيه الى النشاط اللاشعوري والعقدة التي عانا منها الابناء وتحولات اللبيدو ، تلك الطاقة ( الجنسية ) التي راينا فيها من المرونة والقدرة على التشكل باي صورة من صور الحياة النفسية للانسان ، فليس هناك اله خالق ولا وحي نزل ولا كتاب سماوي جاء وحيا او القاءا ، فقد ارجع بعضهم دعواه هذه الى كذب افتعله وافكار لفقها هدفها هدم الديانات وزعزة الاعتقادات وانها تلتقي مع اهداف الحركة الماسونية الناشئة في احضان الديانة اليهودية وانا لو تمعنا في سلوك فرويد وما ابداه في تعاملاته لوجدناه يهوديا من الدرجة الاولى ، لقد ناقش مسالة معاداة السامية واعطي لها تفسيرا كشف لنا براعته في العزف على الانغام التي كان يعزف عليها اليهود ،
وكان يؤمن بان مشاعر غيرة وحقد كانت تكنها الشعوب لليهود لاعتقادهم بعلو منزلة اليهود وتقربهم من رضا ربهم ( بحسب اعتقادهم) وفي اعتقاده هذا اشارة واضحة لما يضمره في داخل نفسه من احساس بالتميز والتفوق يتحلى به (العنصر) اليهودي بشكل عام
عاش حياته منذ مرحلة الطفولة لا يقيم فيها علاقة صداقة الا مع اقرانه اليهود و تحاشي التقرب من ابناء الديانات الاخرى ( الا ما ندر) .
كان صديقا لهرتزل واهداه مرة احد كتبه .
انضم الى جمعية ( بناي بريث ) عام (1895 م )التي قيل عنها انها جمعية يهودية ولا تقبل الا اليهود وقيل انها من اقدم الجمعيات الماسونية الصهيونية وان من بين ما صرحوا به في مؤتمرلهم عام ( 1897 م) ان الوقت سيحين سريعا ليطلب العالم فيه تسلم اليهود السلطة
ولقد اقامت هذه الجمعية حفلا تكريميا لفرويد حين بلوغه السبعين من العمر وقيل ان فرويد صرح على لسان المنتدب له في حضور الحفل انه يهودي وتربطه باليهودية امور كثيرة .
(هذا جزء صغير من الذي ذكره مفكرونا على صفحات الانترنيت ولا ندري ما الذي يقوله ذوو الشان ممن لهم باع واطلاع واختصاص في اليهودية بشكل عام وفي فرويد بشكل خاص )
فرويد العبقري الواهم
قد يكون من العجب لدينا اعتماد فرويد مبداه المنطلق من مسلمة ان اللبيدو ( تلك الطاقة المرنة) المتكونة من ميل ورغبة جنسية تبحث عن الاشباع عبر اوجه سلوك الانسان اجمع ، منذ مراحل طفولته وحتى اخر مراحل نموه المنتهية بالموت .وان هذه الطاقة متبدية وفاعلة في كل نشاطات الانسان سواء في علاقته بنفسه ام بالاخر وفي حالة انفراده او حالة اجتماعه وانزوائه ضمن سياقات الاسرة والعشيرة والحزب والمجتمع .
لقد راى فرويدفي ما يقوم به الطفل عند مص ثدي امه في مراحل نموه الاولى ( المرحلة الفمية )، اشباع لغريزة الجنس هذه، وان الاشباع هذا يمتد الى عملية مص اصابعه ايضا . وراى في علاقة الطفل بابيه سيماء صراع مرير ومؤلم يعيشه الطفل فيملؤه حقدا وغيرة موجهين الى الاب باعتباره منافس قوي وسلطة غاشمة استاثرت بحب الام وابعدت الابن وتعمل على حرمانه من اشباع لذته . وبمقابل هذا فان للبنت مشاعر مشابهة موجهة ضد الام التي تنافسها الاستئثار بالاب فهو معشوقها كما هو معشوق الام في ذات الوقت .
وان الوهم الاكبر الذي ضاع فيه فرويد ورمى به في غياهب الخيال ( والسفه) حينما صور له صراعا ماساويا دار بين الاب( صاحب السلطة والاثرة باقامة العلاقات الجنسية مع نساء كثيرات)، وابناءه المتطلعين الى الممارسات التي يشبعوا فيها رغباتهم فاحسوا بالغيرة والحقد مما دفعهم الى التامر وقتل الاب ... ثم اتبع ذلك شعور من الندم (فهم يحبون اباهم مثلما يحقدون عليه ) .. ومن بعد هذا وجهوا طاقاتهم ( اللبيدية ) نحو حيوان فقدسوه وجعلوه رمزا اوليا لهذه السلطة التي تطورت فيما بعد ذلك الى الايمان باله ومن هنا بدات الطوطمية ونشات الاديان .. ومن هذ ا اللبيدو تبدت مظاهر الحضارة اجمع

سهام النقد الجارحة

لقد شهد فرويد علامات افول نجمه وبدايات اندثار نظريته في التحليل النفسي على كلا الصعيدين .. على صعيد الفكرة الرئيسية الذاهبة الى ان الغريزة الجنسية هي المحرك الرئيسي لسلوك الانسان وسببا اوليا في حدوث امراضه . والصعيد الاخر اسلوبه المتبع في العلاج المعتمد على استعادة الخبرات الماضية عن طريق تذكرها خلال جلسات العلاج والتحليل ،هذا مع الملاحظات الاخرى التي رأت ان تطبيق نظرياته على الاطفال منهم الرضع امر متعذر كما ان نظرياته لم تكن تجريبية كما هو الحال في نظريات نفسية اخرى . ولقد نقد فرويد كثير من مفكرينا العرب ذوو التوجهات الدينية من ناحية ما تحمله من ابعاد (سلبية ) تخريبية تعمل على زعزعة الايمان وانكار الاديان وبالرغم من ان للكثير منهم افكار نافذة وعقول حادة و استيعاب واسع ، فان لكلامهم وعلو اصواتهم اصداء خافتة عند من لاتستهويه الاتجاهات الدينية بشكل عام .
لكن من منتقدي فرويد المحسوبين على قائمة مفكري الغرب ورواد نهضتها ومنشئي نظريات تحليل الشخصية ،كانوا من الكثرة لدرجة ان البعض منهم ممن عاصر فرويد نفسه وعمل معه في بناء نظريته ، من اشهرهم ( كارل جوستاف يونج) و(الفرد ادلر ) وغيرهما .
لقد اختلفوا عن فرويد في الغريزة الام المسؤولة عن تكوين اعراض العصاب والامراض النفسية الاخرى وانكروا ان يكون للجنس ذاك التاثير الكبير ليقف خلف اعراض سلوك الطفل والانسان بشكل تام ، بل واختلفوا معه في طرق العلاج الواجب الاخذ بها عند معالجة المصابين بمثل هذه الامراض .حتى ان بعضهم ذهب الى الابعد فاكد بوثوق ظاهر (ان الاثار النظرية التي جاء بها فرويد لم تنتشر الا بعد ان جرى عليها من التحريف والتضخيم ما سبب اضرارا فاحشة لا في العلوم الطبية وحسب بل وفي الفكر الحضاري بشكل عام )

لكن ما رماه الفيلسوف الفرنسي (ميشيل اونفري) من سهام النقد الموجهة الى نظرية فرويد في كتابه الذي اسماه ((افول صنم ،الاكاذيب الفرويدية))كان مؤلما ومؤثرا وقيل انه قد احدث رجة مدوية واثار جدلا واسعا ولم يستسغه اتباع فرويد انفسهم .
ان من الامور التي لاحظها فيلسوفنا هذا ،وهو الذي ظل عقدين من الزمن في مزاولة تدريس التحليل النفسي ضمن دروس الفلسفة ، هو ان نظرية التحليل النفسي في عرف دارسي علم النفس كانت بمثابة ((حقيقة عامة وملكا مشاعا وليست فرضية من انشاء رجل او خيال فيلسوف )). وان من الامور التي راها (اونفري)انغماس الطلبة روحا وجسدا في التحليل النفسي وان لهم قناعات راسخة بالافكار والمبادي المشهورة على انها من ابداعات فرويد ومن بنات عقله(اشبه ان تكون كتابا مقدسا يحرم التشكيك فيه ) ... وبالرغم مما كان معلوما لدى اونفري عن مدى ما تعرضت له افكار فرويد من حملات تشكيك وتشنيع وتكذيب (حسبت على انها من الحملات التي تنادي بمعادات السامية والرجعية والعدمية والهتلرية ) الا انه راى من الامور الاخرى ما يناقض ذلك ( منها ان فرويد قد كذب وحرف وزور وانه عمل بنفسه على رسم صورته وتدخل شخصيا فتخلص من مراسلات تكشف اكاذيبه وانه سعى على اخفاء رسائل تظهره على حقيقته ، وان فرويد قد غير بالنتائج التي توصل اليها بل واختلق مصابين ودعم اكتشافاته بحالات عيادية لا وجود لها في حقيقة الامر وقيل ان اونفري هذا قد اقام الادلة على ان التحليل النفسي الذي قام به فرويد لم يفلح في علاج الحالات الخمسة التي تحدث عنها في كتبه ( هانس ودورا وغيرها) وان المصاب المعني في حالة الرجل الذئب قد ساءت حالته ولم تتحسن على خلاف ما اعلنه فرويد عن نجاح علاجه )وخلص في نهاية الامر الى ان الفرويدية مجرد رؤية للعالم تدعي الشمولية والكونية كما هو حال السبينوزية والنيتشوية والافلاطونية والديكارتية ( كما وان اطروحة فرويد صادقة اذا ما طبقت عليه شخصيا اذ انها سيرة ذاتية لانسان اختلق عالما كي يتعايش فيه...)
افضال وتاثيرات
ان كثيرا من المفاهيم التي جاء بها فرويد تدور على الستنا وكانها مسلمات تلقيناها من ضمن الذي تلقيناه في مراحل نمونا النفسي والجسمي باعتباراها مسلمات متعارف عليها وبديهيات موجودة في منظومات فكرنا الموروث عبر اجيال البشرية .. من منا لم يرجع اسباب الشكوى التي يبديها اصدقاؤنا ومعارفنا من حالات قلق وخوف وتردد وغير ذلك الى تجارب عشناها في الماضي ربما تمتد الى ايام الطفولة وما اقترن بها من مواقف حصرية واحباطات .. من منا من لم يعلل الكثير من صور سلوكية تبدر منا على انها تبريرات لدوافع نخفيها في انفسنا او انها تبديات عفوية خرجت الى السطح لتعلن عن رغبات ومواقف نفسية تم كبتها في الداخل ولم نملك زمام السيطرة عليها وابقائها متخفية في طيات النفس، وكل ذلك من مفاهيم التحليل النفسي الذي جاء به الينا فرويد. لقد كان للتحليل النفسي فضل كبير ((للانتشار الواسع للفكرة التي مؤداها ان السلوك غير السوي عائد في حقيقة امره الى الاحداث والتجارب التي عاناها الفرد في حياته )) .
لقد باتت الاحلام والخيالات والذاكرة والدوافع الشعورية واللاشعورية مفاهيم عائمة على سطح المحادثات الدائرة بيننا ، وصارت مادة خام منها يبني الفنانون اعمالهم ويصنع التشكيليون اعمالهم وعل ابعادها يشيد الفلاسفة والسياسيون رؤاهم ونظرياتهم .

مستقبل التحليل النفسي


اي مستقبل للعلاج النفسي( على طريقة التحليل النفسي )في المرحلة القادمة من حياة الانسان بعد ان وصل مرحلة متقدمة في العلوم بما فيها المجالات التي تدخل فيها الدراسات والتجارب الجارية على دماغ الانسان وجملته العصبية وعلى امراضه السلوكية والعقلية بشكل عام . لقد مكنته معارفه من وضع خارطة دقيقة مفصلة للمناطق المتخصصة ( في الدماغ) بجميع اجزاء جسم الانسان واعضاءه وكذلك مناطق انفعالاته ومخازن ذكرياته ، وتوصلوا الى كشف تريكبات الانزيمات والمواد الكيميائية ذات العلاقة بحركات النفس وانفعالاتها بشكل من التفصيل كبير . وصارت لهم مقدرة على السيطرة ، وتعديل كثير من انماط السلوك واندفاعات النفس والحد من مشاعر العدوانية (مثلا) وكبح جماح الغضب ومعالجة اعراض الكآبة والشيزوفرينيا وغير ذلك كثير ... ان في فتوحات العلم اشياء كثيرة قد تغنينا عن الحاجة للجلسات العلاجية الطويلة للنفس والاكتفاء باقراص وحبوب صغيرة لا يصعب علينا تناولها بين حين واخر .


رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 3, 2011, 03:42 PM
 
رد: فرويد العبقري الواهم

الاساتذة الافاضل
والسادة الكرام
شرفتمونا بمروركم السخي
وكلماتكم الاخوية الصادقة و احاسيسكم الطيبة
اهديكم تحياتي
واقدم لكم امنياتي الحارة لجمعكم المبارك بدوام التوفيق و الازدهار
مع تحياتي
فارس
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيجموند فرويد براءة شخصيات اجنبية 5 March 7, 2012 08:34 PM
من هو سيجمان فرويد *لافندر* شخصيات اجنبية 3 August 5, 2010 06:30 PM
ما فوق مبدأ اللذة - فرويد advocate كتب العلوم الطبيعية 9 December 4, 2009 11:04 PM
فرويد ونفسانية المرأة رفيق المغلس علم النفس 2 October 6, 2009 09:27 AM
مكتبة فرويد المدرب د.أشرف عبد الجواد علم النفس 2 September 7, 2009 04:16 AM


الساعة الآن 06:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر