فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 21, 2011, 11:46 PM
 
نهاية الطغاة.....حسونة المصباحي.

نهاية الطغاة.....حسونة المصباحي.




يروي المؤرخ البيزنطي الشهير بروكوب (توفي عام 562 م، أما تاريخ ميلاده فغير معروف) ان غيليهير، آخر ملوك الوندال الذي تربى في احضان عائلة ملكية عريقة وكان يتمتع بصلابة، وبقوة هائلة، وبنفوذ كبير، فرّ في نهاية حكمه، وكان قد أصبح عجوزا، أمام أعدائه ليعيش سنوات من العذاب والخوف والبؤس.


وفي النهاية قبض عليه وسيق الى قرطاجة مكبلا بسلاسل من حديد. وأمام الجمع الغفير من أعدائه الذين كانوا في استقباله، انفجر ضاحكا، وظل يضحك ويضحك ويضحك الى أن ظنّ أعداؤه أنه أصيب بالجنون بسبب ما حلّ به بعد العزّ والمجد.
غير أن بروكوب يقول أن غيليهير انفجر ضاحكا بعد أن بات مقتنعا أن الحياة لا تستحق في نهاية المطاف غير الضحك المدوي عليها، وعلى أحداثها السعيدة والمؤلمة على حد السواء.
وتكاد تكون نهاية الطغاة الذين عرفهم العالم الثالث خلال القرن العشرين متقاربة. فقد فضّل ادولف هتلر الزعيم النازي- الذي كان يحلم بأن تحكم المانيا العالم، وان يهيمن الجنس الآري على بقية الاجناس الاخرى -الانتحار لما تيقن بأن نهاية حكمه باتت وشيكة. وعندما وصل «الجيش الاحمر» الى مقر إقامته في برلين، لم يعثر له على أثر. ولعله خشي أن يمثل بحسده فاختار موتا يجنبه ذلك. وفي ربيع عام 1945 وكانت الحرب العالمية الثانية على وشك الانتهاء، تمكن المقاومون الايطاليون من القبض على موسيليني وهو متخف في زي فلاح، فقاموا باعدامه رميا بالرصاص.
وقد استمر احتضار الجنرال فرانكو الذي حكم اسبانيا بالحديد والنار على مدى أربعة عقود، أسابيع طويلة.
وكان انصاره يتجمعون حول قصره يوميا للتعبير عن حزنهم على فراقه. ويومًا ما، استعاد الجنرال فرانكو وعيه. فلما سمع جلبة الناس ، سأل المحيطين به عن سببها؟ فقالوا له: «سيادة الجنرال، الشعب جاء لتوديعك!» فرد هو عليهم قائلا:«والى أين هو ذاهب شعبي العزيز؟!».
ويقال أن ستالين عاش الاشهر الاخيرة من حياته محاطا باشباح كل الذين ارسل بهم الى المشانق، او الى محتشدات سبيريا . فكان يطلق صرخات عالية أثناء يومه. وكان يرتاب من الجميع حتى من المقربين اليه معتقدا أن مؤامرة ما تدبّر ضده في الخفاء.
وبعد انهيار حكمه، ظل الشاه يطوف من بلد الى آخر بحثا عن مكان يستقر فيه. غير أن جميع البلدان، بما فيها البلدان التي كانت ترتبط بعلاقات صداقة مع نظامه، رفضت استقباله. وفي النهاية نزل في مصر ضيفا على الرئيس أنور السادات. وهناك توفي بعد مرور فترة قصيرة على قيام ما أصبح يسمى بالجمهورية الاسلامية الايرانية.
وأمضى الجنرال بينوشي الذي أطاح بنظام سلفادور آللندي عام 1973 ، السنوات الاخيرة من حياته متنقلا بين المحاكم مثل مجرم. وعندما توفي، خرج الشيليون بالملايين الى الشوارع للاحتفاء برحيله. وقد اهتم كبار الروائيين في أمريكا اللاتينية من أمثال أوغستوروا باستوس وميغال استورياس وفارغاس بوسا وغابريال غارسيا ماركيز بالانظمة الديكتاتورية التي حكمت بلدانهم، ومن وحيها اصدروا أعمالا ستظل راسخة في الذاكرة الانسانية الى الابد. وتعد رواية «خريف البطريق» لغابريال غارسيا ماركيز، من أفضل هذه الاعمال بطلها ديكتاتوريموت عن سن تناهز 250 عاما. وهو عمر الانظمة الديكتاتورية التي عرفتها العديد من بلدان أمريكا اللاتينية. وكان هذا الديكتاتور يعتقد أن «عبادة السلطة» هي قدره الوحيد، فتفانى في ذلك مالئا نفسه بـ«الخداع وروح الاجرام» وكان «قاسيا ودنيئا» .
وكان «شِبَعُهُ يولد من جوعه» الذي لا يكاد ينتهي. وكان مقتنعا أن «الكذب افضل من الصدق، وأنفع من المحبة، وأبقى من الحقيقة» وفي «هباء اوراق خريفه المتناثرة» أصبح على يقين أن سيكون «السيد المطلق لسلطته» وعندما مات بعد احتضار مرير، هرعت الجماهير الى الشوارع والساحات، وراحت «تغني موته بترانيم الافراح العفوية» ثم لم تلبث النسور ان اقتحمت قصر الرئاسة عبر كوى فتحتها بمناقيرها في القضبان الحديدية، «فحركت برفيف اجنحتها الزمن الراكد».. وعندما دخلت الجموع الى قصر الرئاسة وجدت على المائدة الخشبية الخشنة الملمس الفارعة الطول، اطباقا لايزال فيها بقية من طعام غداء يوم الاحد الذي قوطع بسبب موجة الذعر الداهمة».وتحت الشمس كانت هناك سطول فيها غسيل متعفن، وكانت المراحيض مفتوحة وبلا غطاء. وكانت الطحالب والاعشاب تنبت في كل مكان. فقد تحول القصر الرئاسي الذي كان رمزا للشر والفساد والظلم والاستبداد الى خربة فيها تجول الابقار، وبأظلافها كانت تدوس الابسطة الرثة، ملتهمة مخمل الستائر، ومحطمة اللوحات التي تمثل قديسين ومحاربين. وفي قاعة المؤتمرات كانت هناك جيف الابقار وقد غزتها الديدان. وكانت صورها البشعة تتكرر عبر المرايا الجدارية الكبيرة...
ألا نجد في صورة الديكتاتور كما رسمها غابريال غارسيا ماركيز في رائعته «خريف البطريق» ما يعكس صورة كل الطغاة العرب الذين عرفناهم خلال القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين!؟ وعلى الذين يريدون التأكد من ذلك أن يقرؤا أو يعيدوا قراءة هذا الأثر الروائي العظيم...
حسونة المصباحي

جريدة الصباح التونسية......21 مارس2011
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 22, 2011, 12:15 AM
 
رد: نهاية الطغاة.....حسونة المصباحي.

بالفعل هي النهاية الحتمية لكل جبار
..

لكن هل هناك من يتعظ؟؟
الأحداث تثبت أن الطغاة لا يسمعون ولا يدركون يدفعهم غرورهم إلى التمادي
..

وتدفع شعوبهم الثمن
..
.......

شكراً سلمى لإنتقاءاتك الجيدة دائماً
__________________
آن للشمسِ أن تعـــــود..
فقد أعلنَ ليلي الرحيــــلْ..
شمسٌ بتنا وليــــلٌ..
والتلاقي مستحيــــلْ...
سنتلاقى دوماً لكن في صمتٍ..
في مشرق كل شمسٍ وعند المغيبْ..
لم تكوني ذنباً لأطلب مغفرةْ..
كنتِ أمنيتي المستحيلةْ..
وغدوتِ ذكراي الجميلةْ..
سلاماً يا طهراً تشبهه النساء..
يا درةً نجميةً بتاج السماء..
سلاماً يا ملاكي..
ليس وداعاً..
بل هو بحثٌ عن لقاء..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم March 23, 2011, 03:31 AM
 
رد: نهاية الطغاة.....حسونة المصباحي.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م . أحمد نصرالله مشاهدة المشاركة
بالفعل هي النهاية الحتمية لكل جبار
..

لكن هل هناك من يتعظ؟؟
الأحداث تثبت أن الطغاة لا يسمعون ولا يدركون يدفعهم غرورهم إلى التمادي..

وتدفع شعوبهم الثمن
..
.......
شكراً سلمى لإنتقاءاتك الجيدة دائماً



هؤلاء لايسمعون ولا يدركون ولا يفقهون ولا يبالون الا بجلوسهم على الكراسي...واذا زحزحواعن الكراسي قسرا فالسبيل دماء الشهداء والام المستضعفين وعذاب الشعوب وكثيرا من الارباك والحزن.
لم يسالوا يوما انفسهم الى اين؟ ولا الى متى؟
لان ابصارهم لاترى الا ما ترى....كرسي ثابت وعقل جامد لا يتحرك الا في دهاليز الهوس بالبقاء وينسون ان البقاء لله وحده.
عبيد السلطة ينتهون وتحتضنهم مزابل التاريخ الذي لايرحم.

شكرا لمرورك.....كل تقديري واحترامي.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثورة الامام الحسين تعلنها الشعوب العربيه بوجه الطغات وطني العراق مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 January 30, 2011 10:05 PM
تحرير تونس... بدايةً لتحقيق إرادة الشعوب ضد الطغاة ؟؟؟ وطني العراق مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 January 16, 2011 10:14 PM
تحرير تونس... بدايةً لتحقيق إرادة الشعوب ضد الطغاة ؟؟؟ وطني العراق مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 January 16, 2011 09:44 PM
نهاية علاقتي معك لا تعني نهاية حبي لك ولكن.. tamahome بوح الاعضاء 6 August 2, 2009 04:29 PM


الساعة الآن 04:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر