فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم March 18, 2011, 11:46 PM
 
Love تحميل رواية الطنطورية لرضوى عاشور .. حصريا


بداية أشكر أخي معرفتي وصديقه اللذين ساعداني جدا في إخراج هذه الرواية المهمة بهذه الجودة الممتازة

رواية
الطنطورية
للكاتبة
رضوى عاشور

بعض الكتب تسحرك.. تجذبك..تشدك شداً.. لتغادر عالمك وتعيش بين صفحاتها..«الطنطورية» آخر ما أبدعت الكاتبة المصريّة رضوى عاشور ـ صاحبة «ثلاثية غرناطة» ـ هو من هذا النوع من الكتب، فالرواية الصادرة عن (دار الشروق ـ القاهرة 2010م)، تغرف مادتها السرديّة من المأساة الفلسطينيّة، عبر تاريخ طويل من الهجرات والمنافي. وهي تتناول الملحمة الفلسطينية بأدق تفاصيلها، وكاتبتها التي تعتبر إحدى الروائيات اللواتي مزجن العمل السياسي بالروائي نظراً لانتمائها لأسرة فلسطينية مناضلة من الطراز الأول ـ رغم كونها مصرية ـ فزوجها الروائي الفلسطيني الكبير الأستاذ مريد البرغوثي، وابنهما الشاعر المتألق تميم البرغوثي، ولكن الغريب أنه رغم انشغالها بالقضية الفلسطينية منذ طفولتها إلا أنها لم تستطع عبر كل هذه السنوات كتابة رواية تتناولها ـ قبل «الطنطورية» ـ، تقول: «لا أدرى لماذا، وكأن الروايات كالعفاريت، أو أنها لا تستجيب لمجرد الرغبة أو القرار»، ولكن أخيراً جاءها المشهد الأول منذ أكثر من عام، وسريعاً توالت المشاهد، وأصبحت أليفة وقريبة ومخيفة، «ليست مخيفة بمعنى أن أخشاها، ولكن بمعنى خشيتى عليها». وتؤكد الدكتورة رضوى أنها عملت بدأب على زيادة معلوماتها عن تاريخ القرية وجغرافية فلسطين، تقول:" قرأت مطولا حول الطنطورة واستمعت إلى شهادات مسجلة، ودققت في الخرائط وبدأت في حساب المسافات بين قرية وأخرى والوقت الذي يقطع خلال تلك المسافات"، ولتتعرف على الواقع الجغرافي بشكل أكبر لتلك القرية التي لم يسبق أن زارتها "وضعت أمامي خريطة كبيرة جداً لفلسطين بها كافة المعالم، والطرق والسكك الحديدية، وحتى الطرق الترابية الصغيرة". حتى أن الأستاذ أحمد الزيادى مدير النشر بدار الشروق قال في تقديمه لعاشور في حفل توقيع الرواية في مقر الدار: "إن من يقرأ الرواية سوف يقول إن الكاتبة ولدت وتربت وعاشت في هذه الأرض".



ملحمة إنسانية
الجديد الذي تقدمه عاشور من خلال روايتها هو السرد القصصى لشخصيات متخيلة من صنع الروائية، فيما عدا بعض الشخصيات التاريخية التي سيعرفها القارئ، وهى المحور الذي ترتكز عليه الرواية و تدور في فضائه الرواية التي تمزج في سطورها بين الوقائع التاريخية من ناحية والإبداع الأدبي من ناحية أخرى، من خلال تسليط الضوء على أسرة تنتمي إلى هذه القرية تم إقتلاعها من أرضها ولونها، وتختصر القرية التي هجّرت منها رُقيّة (الراوية والشخصية الرئيسية)، ملحمة شعب بأكمله على امتداد سنوات الشتات.
يأتي عنوان الرواية «الطنطورية» وفقاً لقرية فلسطينية تدعي «طنطورة» وهى قرية ساحلية تبعد 24 ميلاً جنوب مدينة حيفا، وقد تعرضت القرية للسحق والتدمير من قبل الاحتلال الصهيوني وتم إخلائها من سكانها ونسفت معالمها القديمة وهي لم تعد إلا آثراً بعد عين، كما شهدت إحدى أفظع مذابح النكبة، ليلة يوم الأحد الموافق الثالث والعشرين أيار/ مايو 1948م، راح ضحيتها 200 شخص من أهل القرية، ولكنها رغم طمس ملامحها المكانية إلا أن حكايتها وقصة بسالة تلك المدينة لازالت أكبر دليل على وجودها رغم كل ما حدث من اغتصاب وهجر.
ولكن لماذا قرية «الطنطورة»؟ تجيب عاشور: «اخترت قرية من الساحل الفلسطيني لأنّ الجميع يتحدّث الآن عن الضفة وغزة. قررت أن أحكي حكاية اللاجئين، لأنها أصل الحكاية»، مضيفة: "فكرة الرابط القوي بين الشتات وفلسطينيي الأرض المحتلة تتأكد في مشهد الرواية الأخير، حيث تذهب رقيّة مع مئات من الأهالي بعد تحرير الجنوب إلى الحدود لملاقاة فلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، على الجانب الآخر من الأسلاك الشائكة.
هناك تلتقي ابنها حسن الذي يمدّ لها عبر الأسلاك آخر أولاده، رضيعة تضع الجدة السبعينية حول رقبتها سلسلة فيها مفتاح دارهم في «الطنطورة» الذي ورثته عن أمها. ولتكتمل رمزية المشهد، تُفاجأ في حافلة العودة إلى صيدا، بصورة رسمها لها شاب وهي ترفع الصغيرة عالياً بالمفتاح الضخم. تسأله عن سبب رسمها في ثوب فلاحي تقليدي. «هكذا رأيتك» يجيب، كأنه يتكلّم على لسان الكاتبة التي أرادت لرقيّة أن تمثّل المرأة الفلسطينية.

عاشور: نحن معكم

إن الحكاية التي أرادت رضوى عاشور أن تقصّها علينا ليست حكاية هذه المرأة دون غيرها من نساء فلسطين، بل مأساة شعب من خلال حياة رُقيّة الشخصية. بعدما لقي أبوها وأخواها حتفهم مع مقاومين في الطنطورة عام 1948م، ومات زوجها وابن عمها الطبيب في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982م، كما توفّيت حبيبة ابنها حسن مع أسرتها في قصف بناية في صيدا خلال السنة نفسها.
رُقيّة امرأة من أسرة ريفية متوسّطة، فقدت كل شيء في ذلك الصيف من سنة النكبة مثل معظم نساء فلسطين.

ويظهر مسعى رواية قصة الشعب الفلسطيني بأكمله أيضاً في الفصول التي تتخلّل السرد. هنا، تحكي شخصياتٌ أخرى فظائع ارتكبها الجيش (الإسرائيلي) والكتائب: الممرضة هنيّة التي تحكي مذبحة ملجأ أبو ياسر في 1982. شهادات جمعها ابنها الثالث عبد لمحاولة معرفة ما حدث لأبيه في مستشفى عكا. عبد الذي رفض الرحيل عن بيروت سنة 1982 مع المقاتلين، ثم اختُطف مراراً فاختار الهجرة، وأقام بعد اغترابه في باريس «مشروعاً» لجمع شهادات أهالي صبرا وشاتيلا بهدف رفع قضية ضدّ (إسرائيل) أمام القضاء البلجيكي.
إن أجمل ما يميز هذا العمل هو حجم المصداقية التي يتمتع بها العمل، وكأن رضوى عاشور في عملها الروائي الذي أقدمت عليه حاولت أن تبعث برسالة للشعب الفلسطيني الصامد مفادها انه رغم كل شئ يحدث في القدس والضفة الغربية وغزة وقرى ومدن فلسطينية أخرى تحت الاحتلال الصهيوني … نحن معكم حتى وإن لم يبدوا ذلك واضحاً كما نشتهى.

والجدير بالذكر أن الروائية رضوى عاشور ولدت في القاهرة في 26/5/1946م وحصلت في عام 1967م على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة القاهرة، وفي عام 1972م حصلت على ماجستير في الأدب المقارن من كلية الآداب، جامعة القاهرة، وفي عام 1975م حصلت على دكتوراه في الأدب الأفريقي ـ الأمريكي من جامعة "ماساشوستس" بولاية "أمهرست" في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة عين شمس، والرئيسة الأسبق للقسم،

ومن أهم أعمالها:

(الرحلة)،
( حَجَر دافئ )،
(خديجة وسوسن)، ( رواية)،
(رأيت النخل)، (مجموعة قصصية)،
(غرناطة) (الجزء الأول من ثلاثية روائية)،
(مريمة والرحيل) (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية)،
(أطياف).

[hide]التحميل[/hide]

قراءة ممتعة

التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; November 11, 2016 الساعة 07:46 PM سبب آخر: وضع رابط دائم على مركز تحميل المجلة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 19, 2011, 12:35 AM
 
Love رد: للتحميل رواية الطنطورية لرضوى عاشور .. حصريا

بل الشكر كله لكِ أنت ِ يا مايا على تعبك في هذه الرواية الرائعة
وأذكرك بإستخدام أدوبي 9

وأنا بصدد تحميله كاملا وإستعماله

تحياتي وتقديري
****
مقالة نقدية مهمة للدكتور صبري حافظ

(الطنطورية).. كتابة الألم- الأمل الفلسطينى

تبدو رواية رضوى عاشور الجميلة «الطنطورية» فى إحدى قراءاتها وكأنها رواية الجغرافيا الفلسطينية التى جهد العدو الصهيونى فى محوها، وإزالة معالمها من على وجه الخريطة، كى يفرض بدلا منها خريطته الشوهاء ويشيدها على أنقاضها.

لذلك تبدأ الرواية بتأسيس علاقتها البدئية بالبحر، بحر القرية فى بكارته، بحر فلسطين، لتكشف عن أن لجغرافيا الرواية بعدا أزليا تطرحه فى مواجهة التاريخ الألفى المدّعى للرواية الصهيونية.

ولا تنسى الرواية أن تربط الظهور الأول لليهود فيها بالعنف العدوانى، إذ يظهرون كقطّاع طرق (ص 13) يقطعون على سكانها الآمنين الطريق. ثم تعمد الرواية منذ هذه البداية المؤتلقة إلى تأسيس جغرافيا فلسطين المستعادة من الذاكرة. وتطرح جغرافياها الممحوة فى مواجهة هذه الجغرافيا الاستيطانية العدوانية الزائفة، الفاقدة للشرعية، وإن كانت لا تزال قائمة على أرض الواقع. ولا غرو فإن الكثيرين من سكان المستوطنات الجديدة، من شذاذ الآفاق الذين جلبتهم الأيديولوجية الصهيونية العنصرية من فجاج الأرض، يشعرون كثيرا بأن أشباح قتلاهم تعمر مدنهم (قل خرائبهم) الجديدة تلك.

فهناك أكثر من دراسة تؤكد أن الكثيرين من سكان المستوطنات يعانون من مطاردات أشباح سكانها القدامى لهم. وهى ليست مجرد أشباح متخيلة، فالرواية تكشف لنا عن كيف أن كثيرا من الفلسطينيين الذين سلبوا أرضهم، ومنهم العم «أبو الأمين»، يتسللون من جديد إليها على فترات منتظمة، فيبدون بالنسبة لمن استولى عليها بدون حق، وكأنهم أشباح تطاردهم. أو بالأحرى تزيل مستوطناتهم من على الخريطة، وتزرع بدلا منها الأرض الممحوة.

وها هى الرواية من خلال سردها البديع تزيح تلك المستوطنات، وتعيد لفلسطين القديمة ألقها وجمالها عبر النص الروائى. تؤسس معالمها ومفرداتها من جديد وترسم خرائطها: فهناك جغرافيا فلسطين الطالعة من نوستالجيا الماضى الجميل: حيث تعيد الرواية خلق جغرافياها من الذاكرة، بكل قرى الساحل وبلدات الجليل، ببيارات البرتقال وأشجار الزيتون والتين، بكل أزهارها البرية ومحاصيلها. من الطنطورة إلى عين غزال، وإجزم وقيسارية، وفريديس وطربيخا، وعين حوض والشجرة، وصفورية والمطلة، وأم الشوف والطيرة، ووادى عارة والخالصة والناعمة.. وعشرات غيرها.

إنها فى هذه القراءة رواية المكان بلا نزاع، وتحولات هذا المكان أو بالأحرى مسخ، بعدما يطرد منه أهله، ويتحولون إلى لاجئين فى مخيمات قميئة، لا تنسى الرواية أن تخلق لنا جغرافياها النقيض التى قدر على المقتلعين من أرضهم العيش بين خرائبها.

جغرافيا الواقع الكئيب الذى جرى فيه مسخ الماضى الجميل، واقتلاع سكانه من دورهم وقراهم التى لم يتخلوا عنها أبدا، وبقيت مفاتيحها معلقة فى رقابهم، وحشرهم فى تلك المخيمات المترعة بالذل والهوان، وإملاءات المكتب الثانى اللبنانى: من عين الحلوة إلى المية مية، ومن ويفل وبرج الشمالى إلى نهر البارد، ومن صبرا وشاتيلا إلى برج البراجنة، وغيرها من مخيمات اللاجئين المنتشرة فى أرجاء الخريطة العربية.

وإلى جانب الجغرافيا، تقدم الرواية فى قراءة أخرى لها، التاريخ الفلسطينى وأوجاع الشتات والصمود، وكيف استحل الصهاينة القرى وانتهكوا كل الأعراف والمقدسات بالمجازر والتطهير العرقى الوحشية، من دير ياسين وقرى الساحل العديدة وحتى كفر قاسم وصبرا وشاتيلا.

وتضع على خريطة الوعى العربى بالمجازر الصهيونية الوحشية مجزرة أخرى هى مجزرة «الطنطورة»، فكم من مجزرة بشعة غير دير ياسين وكفر قاسم كشف عنها المؤرخون الجدد. وتعود بنا تاريخيا إلى البداية، وكيف افتقد الفلسطينيون السلاح للدفاع عن دورهم، وتطوع الكثيرون لمساعدتهم. وكيف جاء المجاهدون من كل فج لنصرتهم: لا من البلدان العربية وحدها، وإنما من الهند والسند، ومن يوغوسلافيا والأناضول وتركستان للدفاع عن فلسطين أمام الهجمة الاستعمارية الصهيونية الشرسة. هى رواية مؤامرات الاستعمار البريطانى عليهم وتشجيعه للصهاينة وتسليحه لهم، بينما كان يصادر كل سلاح قادم للفلسطينيين مهما كان بسيطا وبدائيا. تكتب بؤس الجيوش العربية وهزيمتهم التعيسة أمام العصابات الصهيونية المسلحة منذ ذلك التاريخ البعيد وحتى اليوم، من الميتروبوليتان الاستعمارى المركزى، سواء أكان بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية فى أربعينيات القرن الماضى، أو الولايات المتحدة الأمريكية الآن.

وهى من هذه الناحية رواية الخذلان والمسئولية العربية عن ضياع فلسطين. وكيف تعلق الفلسطينيون طويلا بوهم أن تعيدهم الجيوش العربية لبلادهم، فتكشف الوهم عن سراب بلقع. بل عن هزيمة ثانية عام 1967 لا تقل ضراوة عن الهزيمة الأولى، ضاعت بها البقية الباقية من فلسطين. ثم تأخذنا الرواية إلى اكتشاف الجيل التالى من أبناء «الطنطورية» لأنفسهم فى المقاومة الفلسطينية، بل اكتشاف «رقية» نفسها لنفسها فيها من ناحية، ووعيهم جميعا بضرورة توثيق الذاكرة الفلسطينية والإمساك بزمام كتابتها من ناحية أخرى. وهى فى الوقت نفسه رواية مطاردة المشروع الصهيونى البشعة للفلسطينيين فى بيروت وإلقائهم فى البحر، فعلا لا مجازا، وهم الذين ملأوا العالم كذبا بأن العرب يريدون الإلقاء بهم فى البحر.

ومع كتابة الرواية لهذا التاريخ المأساوى نكتشف معها تحولات جغرافيا الشتات الفلسطينى من صيدا إلى عمان وبيروت، ومن قبرص إلى أبوظبى وكندا. فإذا كان جيل «رقية» قد ولد فى فلسطين، فإن جيل أبنائها قد ولد فى لبنان، أما الأحفاد فقد ولد بعضهم فى أبى ظبى، والبعض الآخر فى كندا، أما الحفيدة «رقية» التى تغلق بها الرواية الدائرة، فقد ولدت فى «اللد» فى قلب فلسطين كجدتها من جديد. فى فعل رمزى دال، يجذر الأمل، ويؤكد حتمية عودة الفلسطينيين من جديد إلى أرضهم. فهى من هذه الناحية رواية هذه الفسيفساء الغنية التى اشتبك فيها مصير فلسطينيى الشتات، بفلسطينيى الاحتلال، وفلسطينيى الأسر من ناحية؛ ومصير الفلسطينيين بمصير بقية الشعوب العربية من ناحية أخرى: فى لبنان خاصة ومصر والأردن، وإلى حد قليل لدلالة المفارقة سوريا، بالرغم من أن اغلب أهل الطنطورة هجّروا إليها.
لكن همّ الرواية الأول، وسر نجاحها فى أن تكون بحق من روايات فلسطين الكبرى، هو أنها استطاعت أن تضفر لنا الألم بالأمل فى ثنايا حكاية تلك المرأة الفلسطينية «الطنطورية» الآسرة. وأن تقدم عبرها جينيولوجيا الحكاية الفلسطينية الأشمل، وتواريخ الدم الفلسطينى والعربى، وتفاصيل حكايات الفلسطينيين المتعددة، من لجأ منهم ومن بقى فى الأسر، ومن وقع تحت وطأة الاحتلال بعد 1967. أو بالأحرى حكايات الذين كتب عليهم الشتات فى مخيمات اللاجئين حيث تدخلنا الرواية إلى عدد كبير من تلك المخيمات، وتسجل بعض ما تعرض له الفلسطينيون فيها من هوان وتقتيل. وحكايات الذين وقعوا تحت الاحتلال الثانى بعد النكسة كرفيقة صباحها وتشردها «وصال».

فلو تتبعنا كيف قتل الفلسطينيون فى هذه الرواية لخرجنا منها أيضا بجنيولوجيا الدم الفلسطينى الذى تأسس عليه المشروع الصهيونى البغيض. بدءا من الأب والأخوين وعشرات غيرهم من أهالى الطنطورة فى عملية التطهير العرقى البشعة عام 1948، مرورا باغتيالات غسان كنفانى وكمال ناصر وأبويوسف النجار وكمال عدوان، ومحاولة اغتيال أنيس صايغ، وليس انتهاء باغتيال أبى نضال وأبى إياد ومجازر اجتياح بيروت وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا.

وإلى جانب هذه القراءات المتعددة والمتكاملة والمتفاعلة تخلق لنا الرواية مفرداتها الخاصة، ولغتها المتفردة، ورموزها الثرية الدالة التى تدخلها إلى وعى القارئ، وتدخل معها فلسطين فى عالمه وتكوينه. ذلك لأن رضوى عاشور تدرك أهمية العلاقة الوثيقة بين الشخصية ولغتها، وتعى أهمية تلك المفردات الخاصة إلى الحد الذى تزود معه القارئ فى نهاية الرواية بثبت من المفردات والعبارات الواردة بالدارجة الفلسطينية فيها.

ولا يقتصر اهتمامها باللغة على تلك المفردات التى تمنح الشخصيات والأحداث نكهتها المتميزة، ولكنها تعمد إلى المزج بين اللغة السردية واللغة التحليلية واللغة التأملية فى أكثر من موضع (راجع على سبيل المثال الفصل 13 المعنون مقال عن الانتظار).

كما تستخدم إلى جانب هذه اللغات مجتمعة الكثير من الأغانى والأهازيج الشعبية الفلسطينية، وأهم من هذا كله الرموز الفلسطينية الثرية والدالة التى تتجذر بها القضية فى حياة أبنائها، رموز دالة وثرية: مثل رمز مفاتيح الدور التى تعلقها النسوة فى رقابهن، ويتوارثنها بنتا عن أم، قد تكون هذه الدور قد تهدمت، أو محيت من على وجه الخريطة، ولكن أصحابها لا يزالون يتشبثون بها ويصرون على حقهم فيها، برغم الشتات والألم.

بهذا الثراء السردى وتراكب اللغات وتعدد المستويات تكتب لنا رضوى عاشور رواية إعادة استنقاذ فلسطين من المحو والنسيان. وتضعها فى مركز الوعى العربى. ولهذا طالبت بأن تدرّس حكومة الثورة هذه الرواية على طلبة المدارس، فهذا الفعل أجدى لفلسطين مئات المرات من المطالبة الآن، وقبل أن تتجذر الثورة وتنجز مهامها الأساسية، بطرد السفير أو إلغاء معاهدة كامب ديفيد.


المصدر موقع جريدة الشروق

__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save

التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; November 11, 2016 الساعة 07:46 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم March 19, 2011, 12:38 AM
 
رد: للتحميل رواية الطنطورية لرضوى عاشور .. حصريا

رآآآئعون أنتـ ِ اختي مايا و أخي معرفتي و صديقكـ ,,

تحف رائعة و أدبياتـ قيمة جدآ تقدمونها ][

ربي يسعدكم و يجزيكم كل خير ,,


* سبحان الله العظيم و بحمده ../


صانع الابتسامة ..
مشاكس عقلاني




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رضوى عاشور ، الطنطورية ، رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل رواية مدارات الجنوب ، حسن نور ، حصريا على مجلة الإبتسامة معرفتي الروايات والقصص العربية 42 March 3, 2014 12:07 AM
تحميل رواية لا تلمني .. بيار روفايل .. حصريا على مجلة الإبتسامة معرفتي الروايات والقصص العربية 99 March 2, 2014 04:34 PM
تحميل رواية تفاح المجانين ليحي يخلف ، حصريا على مجلة الإبتسامة معرفتي الروايات والقصص العربية 10 December 26, 2012 10:53 AM
تحميل رواية النحات المحارب ، عبد الرحمن بكر ، حصريا على مجلة الإبتسامة معرفتي الروايات والقصص العربية 49 March 4, 2012 08:26 PM
رواية (قطعة من اوروبا)....للكاتبة رضوى عاشور....2009...لا تفوتكم.... tamahome الروايات والقصص العربية 5 September 24, 2011 06:07 AM


الساعة الآن 06:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر