أحببتها....ولكني أخاف الله.

طائر غريب · #1 March 1, 2011, 05:01 AM

أحببتها.........ولكني أخاف الله

كان بالكوفة شاب يتعبد ملازما للمسجد، وكان حسن الوجه، حسن

القامة، فنظرت إليه امرأة ذات جمال وعقل فشغفت به، وطال عليها

ذلك، فلما كان ذات يوم وقفت له على طريقه وهو يريد المسجد فقالت

له:يا فتى، اسمع مني كلمات أكلمك بها، ثم أعمل ما شئت.

فمضى ولم يكلمها. ثم وقفت له مرة أخرى وقالت له: يا فتى اسمع

مني . فأطرق وقال لها:هذا موقف تهمة، وأنا أكره أن أكون للتهمة

موضعا. فقالت له:والله ما وقفت موقفي هذا جهالة مني بأمرك، ولكن

معاذ الله أن يتشوف العباد إلى مثل هذا مني، والذي حملني على هذا هو

أن جوارحي كلها مشغولة بك، فالله الله في أمري وأمرك.

فمضى الشاب إلى منزله وأراد أن يصلي، فلم يعقل كيف يصلي، فأخذ

قرطاسا وكتب كتابا ، ثم خرج من منزله فاذا بالمرأة واقفة مكانها

فألقى إليها الكتاب ورجع إلى منزله. وكان في الكتاب:

اعلمي ايتها المرأة، ان الله تبارك وتعالى إذا عصي حلم، فاذا عاود العبد المعصية ستر، فاذا لبس لها ملابسها غضب الله لنفسه غضبة تضيق منها السموات والارض، فمن ذا الذي يطيق غضبه؟ فإن كان ما ذكرتي باطلا فاني اذكرك بيوم الحساب، وان كان حقا فأني ادلك على طبيب هو ولي الكلوم الممرضة والاوجاع المرمضة وهو الله عز وجل، فاقصديه، فاني متشاغل عنك بقوله تعالى: " وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور* والله يقضي بالحق"

ثم جاءت بعد ذلك اليوم فوقفت على طريقه، فلما رآها أراد الرجوع إلى

المنزل لئلا يراها، فقالت: يا فتى لا ترجع، فلا كان الملتقى بعدهذا أبدا

إلا بين يدي الله عزوجل.

وبكت بكاءا شديدا ثم قالت: أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك.

ثم تبعته وقالت: امنن علي بموعظة أحملها عنك، واوصني بوصية أعمل عليها.

فقال لها الفتى: أوصيك بحفظ نفسك من نفسك، وأذكرك قوله عز وجل: " وهوالذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار"

فأطرقت وبكت بكاءا أشد من بكائها الاول ثم قالت:

والله ما حملت أنثى ولا وضعت

إنسا كمثلك في مصري وأحيائي

ثم لزمت بيتها فأخذت بالعبادة. فكانت إذا أشتاقت إليه تدعو بكتابه

فتضعه على عينيها ، فيقال لها: وهل يغني هذا شيئا؟

فتقول: وهل لي دواء غيره؟ وكانت إذا جن الليل قامت إلى محرابها ،

فإذا انتهت من صلاتها قالت:

يا وارث الارض هب لي منك مغفرة

وحل عني هوى ذا المهاجر الداني

وانظر إلى خلتي يا مشتكى حزني

بنظرة منك تجلو كل أحزاني

فلم تزل على ذلك حتى ماتت كمدا. وكان الفتى يذكرها بعد موتها ثم

يبكي عليها، فيقال له: مم بكاؤك وانت قد صددتها؟

فيقول: إني ذقت طمعها مني في أول أمرها وجعلت قطعها ذخيرة لي عند

الله عز وجل، وإني لأستحي من الله أن أسترد ذخيرة ذخرتها عنده.

يا من فؤادي عليه موقوف

وكل همي إليه مصروف

يا حسرتي حسرة أموت بها

إن لم يكن لي إليك مصروف

غريق مش لاقي قشه · #2 March 2, 2011, 05:03 PM

ما عاش الحب ولا حياة مع المعصيه
يا ريت شبابنا بتعظو من هيك قصص
ويعرفو ان الله حق
تحياتي

طائر غريب · #3 March 2, 2011, 08:52 PM

شكرا على مرورك اللطيف..

دمتي بود.

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أحببتها .. أحببتها ..وأحببت الحياه يوم رأيتها ...!!!	قلب حائر	شعر و نثر	38	January 14, 2012 09:27 PM
أحببتها	أبو ألأسد	بوح الاعضاء	4	March 27, 2011 07:13 PM
أحببتها بعنفوان وبجنون ولكن فضلت المال على حبي	محمد أبازيد	مقالات حادّه , مواضيع نقاش	6	May 23, 2010 03:58 PM
ياقلب ويحك إن من أحببتها .... رأت الوفا في الحب غير لزامي ..!!	حكايه	شعر و نثر	0	October 14, 2009 04:15 PM
أحببتها .. أحببتها ..وأحببت الحياه يوم رأيتها ...!!!	قلب حائر	شعر و نثر	9	July 22, 2008 11:59 PM

أحببتها....ولكني أخاف الله.

روايات و قصص منشورة ومنقولة