فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > العلوم المتخصصة > التاريخ



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم February 15, 2011, 04:36 PM
 
رحلة بين القرى والمدن داخل الخط الاخضر ’’عرب ال 48’’

بدايةً أود أن أقدم بعض المعتقدات
وبعض التاريخ عن أرض فلسطين ومن ثم آخذكم لرحلة
بين بلدانها المنكوبة والحالية
’’أرجو أن ينال الاعجاب’’

:::: مقدمة ::::
" فلسطينيو الداخل " .. " عرب الداخل " .. " عرب 48 " أو "" عرب
إسرائيل "" - حسب تسمية الإعلام الصهيوني - ..
مسميات كثيرة لجزءٍ لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني .. والذي يعيش داخل
خط الهدنة أو ما يسمى " الخط الأخضر " ..
هذا الشعب الذي وقع بين مطرقةِ الصهيونية المتطرفة وسندان بعض الأشقاء
العرب .. فنحنُ بنظرِ الصهاينةِ المتطرفين نشكلُ خطراً استراتيجياً على " أمن الدولة " بتكاثرنا .. وخطراً قومياً بانتمائنا .. وخطراً عرقياً بعروبتنا .. وخطراً " إرهابياً " بديننا .. وجميعهم ينظرون إلينا بعين السخطِ والحقد والازدراء .. ناهيكم عما نواجهه - علناً - من عنصرية وتمييزٍ بغيضين..


أما الأشقاءُ العرب فينقسمون إلى ثلاثةِ أقسام :
<> قسمٌ يجهلُ حقيقتنا ولم يسمع في حياتهِ قطّ عن فلسطينيي الداخل ولا
الخط الأخضر وليس له علاقة بالأمرِ من قريبٍ أو بعيد ..!
<> قسمٌ يعلم ويعرف وينظرُ إلينا كحلفاء للصهاينةِ ومتعاونين معهم .. ومن
أبرز الصفات التي يصفوننا بها وأكثرها شيوعاً بأننا " خــَوَنة " تربينا منذ نعومةِ
أظفارنا بين أحضانِ مؤسسي الدولةِ الصهيونية ..!
<> قسمٌ يعلم ويعرف حقيقتنا ويعلم بأننا فلسطينيين لا نقلّ عنهم وطنية
وتشبثاً بالدين والأرضِ والشرف والكرامة والعروبة .. ولكنه لا يعلم القصة
الكاملة وسير الحياة .
لستُ هنا لألقي اللومَ على أحد .. ولكن بكلماتٍ بسيطة فإن للإعلام العربي
حصة الأسد في التغييب والتعتيم بالسماح للثقافة الغربية بالتعشيش في
معظم العقول العربية جرّاء الغزو الفكري والثقافي وو إلخ ..
كما أن لمعظم المثقفين العرب ذات الدورِ البارز في تزييف أو طمس بعض
الحقائق والتغاضي عن أخرى يرونَ في كتابتها مضيعةً لوقتهم الثمين !
أنا هنا لأصطحبكم معي في رحلةٍ قصيرةٍ ندخلُ من خلالها بوابة التاريخ ونجول
قليلاً في أروقته لمعرفةِ الحكاية من البداية .. منذ سقوط الدولة العثمانية
والانتداب البريطاني وحتى يومنا هذا ..
في رحلتنا محطات عدة جديرة بالتوقف عندها ..

وبسم الله أبدأ سائلاً إياه
التوفيق والسداد


:::: سقوط الدولةِ العثمانية وبداية الانتداب البريطاني ::::
سقطت الدولة العثمانية عام 1918 مع نهاية الحرب العالميةِ الأولى لتصبح
المنطقة العربية بعد ذلك هدفاً لتحقيق أطماع الغربِ الأوروبي فيها .. فبدأ
تقسيم " الكعكة " . وكانت بريطانيا قد احتلت فلسطين وإمارة شرق الأردن مع بداية نهاية الحرب العالمية الأولى .. واستمر هذا الاحتلال حتى أضفيت عليه الشرعية من قبلِ عصبة الأمم بإقرار نظامِ الانتداب عام 1919 وبعد بدء العمل به رسمياً عام 1922 ..
حيث ظهرت نوايا الغرب الأوروبي خلال هذه الفترة بتوطين اليهود على أرضِ
فلسطين .. متمثلة بوعد بلفور الشهير ومستمرة بالانتداب وتدفق أعداد اليهود
إلى فلسطين والذي كان قد بدأ في أواخر القرن التاسع عشر ..
الأمر الذي جعلَ المنطقة برمتها ساحة مفتوحة للصراع العربي اليهودي في
ظلّ الانتداب البريطاني الذي وفرّ لليهود ستراً مناسباً لاغتصابِ الأرضِ تحت
جنح الظلام ..
استمرّ الانتداب البريطاني على فلسطين مع استمرار المقاومة العربية لتهويد
الأرض مروراً بالحربِ العالميةِ الثانية والمحرقة اليهودية المزعومة "
الهوليكوست " في مطلع الأربعينيات .. وهي الفترة التي شهدت تعاظماً في تدفق اليهود إلى فلسطين واشتدّت
فيها حدّة الصراع .

:::: قرار التقسيم ونهاية الانتداب ::::
في أواخر عام 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم (( المــُ( ل )ــتحــِدة ))
قراراً يقضي بتقسيم فلسطين وجعلها موطنين للعرب واليهود ..
وقد صدر القرار بعد موافقة 33 دولة ومعارضة 13 معظمها من الدول العربية
وامتناع 10 دول عن التصويت ..
كان في القرار ما يكفي من " ظلمٍ وإجحافٍ " ليبدي العربُ منه امتعاضهم ..
حيث منحَ اليهود أكثر من نصف الأرض في حين كانت نسبتهم ما يقارب الـ 30
% نسبةً لأصحاب الأرض !!
عقد - في نفس العام - اجتماع في القاهرة ضمّ الدول العربية أعلن فيه
الزعماء العرب رفضهم لقرار التقسيم وقرروا إرسال قواتٍ نظاميةٍ " متواضعة "
لمساندة الفلسطينيين في مقاومة اليهود سُميت حينها بجيش الإنقاذ ..
إنتهى الانتداب البريطاني في شهر 5/مايو 1948 بعد أن مهد الطريقَ لليهود
لإعلان استقلال " دولتهم "

:::: إعلان استقلال دولة " إسرائيل " وبداية النكبة ::::
إنتهى الانتداب البريطاني بتاريخ 14/5/1948 .. وأعلن " مؤسس إسرائيل " ..
( دافيد بن غوريون ) .. استقلال دولة إسرائيل بتاريخ 15/5/1948 ..
هذا الإعلان الذي أشعلَ شرارة الحرب العربية الإسرائيلية .. بعد أن رفضت
الدول العربية قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة .. وبعد اعتراف الولايات
المتحدة بالكيان الجديد رسمياً !
فتقدمت الدول العربية بجيوشها النظامية من الأردن والسعودية والعراق ولبنان
وسوريا ومصر إلى فلسطين وكبّدت اليهود خسائر فادحة وحاصرت قوات كبيرة
في مدينة القدس ..
هذه هي الحرب الأولى بين العرب و " إسرائيل " .. دخلت التاريخ من أوسع
أبوابه باسم " النكبة الفلسطينية " .

:::: النكبة الفلسطينية ::::
وافقت الدول العربية على الالتزام بهدنةٍ أقرها مجلس الأمن بعد أن تقدمت
بريطانيا بطلبها وذلك استمراراً لدورها في رعاية اليهود وحمايتهم ..
حيث كان في الموافقة على الهدنةِ ووقف إرسال الأسلحة للدول العربية ..
إنقاذ اليهود من الحصار في مدينة القدس ..
وافق العرب على الهدنةِ الأولى .. ولكن سرعان ما خرقتها إسرائيل وتجدّدَ
القتال في التاسع من حزيران عام 1948 .
وضعت الحربُ أوزارها عام 1949 بعد اعتراف المجتمع الدولي بالكيان
الصهيوني رسمياً وقبول إسرائيل كعضو في الأمم المتحدة .. وبعد موافقة
الدول العربية على هدنةٍ ثانية ..
فكانت تلكَ الموافقة بمثابةِ إعلانٍ للهزيمة في الحرب .
استطاعت الجيوش العربية الحفاظ على أراضي الضفة الغربية خلال الحرب ..
ليعيش من فيها كلاجئين على أرضهم في ظلّ دولةِ الاحتلال ..
وقد تم تهجير معظم سكان سائر القرى والمدن الفلسطينية وترحيلهم عن
قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وبعض الدول العربية كالأردن ولبنان .
ويجدر الذكر بأن اعتراف المجتمع الدولي بالكيان - قبيل انتهاء الحرب - كان
مشروطاً بعودة اللاجئين المهجرين إلى منازلهم .. ولكن لم يدم العمل بهذا
الشرط سوى ثلاثة أعوام ..
كعادة الكيان الصهيوني الذي يعشق الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات لكي
يستمتع بعد ذلك بخرقها أمام أنظار جميع الصامتين !

:::: خط الهدنة " الخط الأخضر " ::::
بعد سريان الهدنةِ الثانية وهزيمة العرب في الحرب واستيلاء اليهود على جزءٍ
كبير من الأرض الفلسطينية .. حددت الأمم المتحدة خطاً " وهمياً " يفصلُ
الدولة العبرية عن " جاراتها " ..
ففصلَ الخط كامل الضفة الغربية والدول العربية .. الأردن وسوريا ولبنان جغرافياً
عن حدود الكيان .. وسمي هذا الخط الظاهر على الخريطة بـ " خط الهدنة .

يتبع


رد مع اقتباس
  #2  
قديم February 15, 2011, 04:53 PM
 
رد: رحلة بين القرى والمدن داخل الخط الاخضر ’’عرب ال 48’’

يوم الأرض


في يوم السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني.
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967م ، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق ، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

خطة تهويد الجليل

احتفظت منطقة الجليل رغم كل المؤامرات الصهيونية بأغلبيتها العربية مع أنها المكان الذي أمعن فيه الصهاينة في تطبيق سياسة التهويد، فأعلنت السلطات الصهيونية في أوائل عام 1975 عن خطة لتهويد الجليل تحت عنوان: مشروع "تطوير الجليل" ، وهي الخطة التي تعد من أخطر ما خططت له حكومة الكيان الصهيوني ؛ إذ اشتمل على تشييد ثمان مدن صناعية في الجليل. مما يتطلب مصادرة 20 ألف دونم من الأراضي العربية ذلك أن نظرية الاستيطان والتوسع توصي بألا تُقام مظاهر التطوير فوق الأراضي المطورة ، وإنما فوق الأراضي البور والمهملة، وهي التسميات التي تُطلق على الأراضي التي يملكها العرب.
وقد شكّلت عملية تهويد الجليل ـ وما تزال ـ هدفاً من أهداف الحركة الصهيونية وهاجسها، فقد حدد بن غوريون هذا الهدف بقوله: "الاستيطان نفسه هو الذي يُقرر إذا كان علينا أن نُدافع عن الجليل أم لا".
وتطابقاً مع السياسة الصهيونية، تجاه الأرض، فقد احتل الكيان الصهيوني عام 1948 أقساماً واسعة من الجليل، وأقام فيها العديد من المستوطنات، وبرر الصهاينة عملية الاستيلاء على الأراضي، بأنها أراضٍ للغائبين، ولكن الاستيلاء لم يقتصر على أراضي الغائبين، وإنما وضع يده على "أملاك" حكومة الانتداب البريطاني ، وتقدر هذه الأراضي بحوالي 2-3 مليون دونم ، لكن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بتلك الأراضي ، وإنما امتدت يده إلى أراضي الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، وكان العرب يملكون حتى عام 1948 حوالي 13 مليون دونم من أصل 27 مليون دونم، بينما لم يكن للكيان الصهيوني سوى 5.1 مليون دونم ، والباقي أراضٍ مشاع.
بدأ العدو الصهيوني منذ عام 1948 بسرقة الأراضي العربية وأخذ يُصدر القوانين المتعددة الأسماء والأشكال لتكون سرقتها "مبررة وشرعية" (!!) فمن قانون الأراضي البور إلى المناطق المغلقة، إلى قانون أملاك الغائبين إلى مناطق الأمن، إلى استملاك الأراضي . إلى إرغام العرب على رهن أراضيهم، حتى تمكنت من تجريد العرب من حوالي مليون دونم من أخصب وأطيب أراضيهم. ولم يتوقف الكيان الصهيوني عن استصدار "قوانينه"، وممارسة سياساته ، التي تتمشى وفقا لنظريته القائلة: "ما أصبح في يدنا هو لنا، وما يزال في يد العرب هو المطلوب".
وكان آخر القوانين في هذا المجال ، هو الذي صدر عن مجلس وزراء الكيان الصهيوني بشأن مصادرة الأراضي بحجة تطوير الجليل، وبعد أن زادت نسبة سكان العرب فيه عن 50 بالمائة.

الدفاع عن الأرض

تحرك فلسطينيو الجليل ، بعد أن أدركوا هدف القرار ففي 29/7/1975 عُقد اجتماع للتشاور في حيفا ، حضره عدد من المبادرين لحملة الاحتجاج على مصادرة الأراضي ، وقد ضم هذا الاجتماع عدداً من رؤساء المجالس المحلية ، ومحامين ، وأطباء ، ومثقفين وصحفيين، وأصحاب أرضي وتقرر في هذا الاجتماع، تأليف لجنة للدفاع عن الأرض سُميت باللجنة القُطرية للدفاع عن الأراضي.
بعد تشكيل هذه اللجنة ، دعت إلى اجتماع في الناصرة يوم 15/08/1975، واتخذت عدداً من المقررات ، كان من أبرزها: الدعوة لعقد مؤتمر شعبي للمطالبة بوقف المصادرة ، وإصدار نداء إلى الرأي العام لحثه على مقاومة المصادرة.
ودعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي لاجتماع آخر في الناصرة يوم 06/03/1976 دعت إليه حوالي عشرين رئيساً من رؤساء المجالس المحلية ، واتخذ المجتمعون قراراً بإعلان الإضراب العام يوم 30/03/1976 استنكاراً لمصادرة الأراضي.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى كبير من التنظيم ، فقبل ذلك ومنذ النكبة كانت مقاومة عرب 48 قاصرة على الدفاع "السلبي" بالتمسك بالأرض ، والبقاء عليها ، والتكافل فيما بينهم، ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من أبنائهم لتلك اللحظات.

شهداء الأرض

قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48 ، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي ، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة ، والعِصي والفؤوس ، والمناجل ، والسكاكين ، وصفائح البنزين المشتعلة ، ومحاولة الاستيلاء على أسلحة الجيش، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات الكيان الصهيوني إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.
ففي مساء 29/03/1976 داهمت قوات الشرطة ، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، وقد اشتبكت مع الأهالي واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين وكان أول شهداء يوم الأرض.
وفي اليوم الثاني أي يوم 30/03/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، ولكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وحقدهم، وخرج الشعب إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل.
لم تكن هذه المعركة هي الوحيدة في ذلك اليوم ، فقد عمّت المظاهرات جميع قُرى ومدن الجليل ، واشتبك الشعب مع قوات الشرطة والجيش التي حاولت تفريق المتطاهرين واستعملت في ذلك مختلف الأساليب.
ففي قرية سخنين ، زعمت قوات الاحتلال الصهيونية أن الأهالي خرقوا نظام منع التجوال وهاجموا قوات الشرطة التي اضطرت بزعمها إلى استعمال القوة، وإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أهالي القرية هم الشهيدة خديجة شواهنة ، والشهيد "رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة، وجُرح أثناء الاشتباك حوالي خمسين شخصاً ، واعتُقل حوالي سبعين شخصاً آخرين.
أما في قرية كفر كنا ، فقد حاولت الشرطة استفزاز المتظاهرين ، بإطلاق النار عليهم ، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ، واستعمال الهراوات واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال ، واستُشهد شاب يدعى محسن طه وجُرح آخرون، واعتقلت الشرطة عشرات الشبان.
وفي قرية الطيبة ، حاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل، وأخذت تطلق النار على الفلسطينيين بدون تمييز وسقط الشهيد "رأفت علي زهدي" والذي جاء من قرية نور الشمس ليُشارك في الإضراب في قرية الطيبة، وقامت الشرطة بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة. أما في الناصرة فقد شمل الإضراب حوالي 80بالمائة من المدينة ، وانتهزت قوات الاحتلال الصهيونية فرصة الإضراب للاعتداء على رئيس بلديتها ، فقامت بمداهمة منزله بحجة ملاحقة بعض الفتيان الذين رجموا قوات الأمن بالحجارة والزجاج وقنابل المولوتوف واعتدت بالضرب على زوجته وابنته.
وتدافع الشباب في المدينة على المستشفيات للتبرع بالدم لعشرات الجرحى، الذين نُقلوا من القُرى العربية إثر الاشتباكات.
وفي طمرة حوَّلت الشرطة ساحة البلدة إلى ساحة حرب استخدمت فيها المجنزرات والسيارات العسكرية ، وقد تعرضت القرية لاعتداءين من قِبل رجال الشرطة، وشوهدت بعض السيارات المحترقة عند مدخل القرية واعتصم عدد من الفلسطينيين في المجلس المحلي احتجاجاً على تصرف رئيس المجلس الذي استدعى قوات الاحتلال لتفريق المتظاهرين.
وفي دير حنا استُشهد أحد الفلسطينيين ، وأُصيب عدد آخر بجراح وأعلن العدو أن 38 جندياً صهيونياً قد أُصيبوا بجراح ، وأن ست سيارات عسكرية قد أُحرقت.
وفي الطيرة حاول رئيس المجلس المحلي تفريق المظاهرة فتصدى له الأهالي، واستدعى رجال الشرطة، التي هُرعت بالمئات وانهالت على الفلسطينيين بالضرب وأطلقت عليهم النار، مما أدى إلى إصابة بعض الشبان، واعتقال حوالي 40 شخصاً.
وفي باقة الغربية، خرج الأهالي إلى شوارع القرية في تظاهرة كبيرة متحدية قوات الشرطة، التي كانت تتجول في شوارع القرية منذ يوم 29/3 والتي قامت بدورها باعتقال عدد من الشبان.
وفي كسرى، تصدى الأهالي لجرافات الاحتلال التي كانت تحميها قوات من الشرطة بهدف مصادرة الأراضي، وقد منعوا الجرافات من دخول القرية، وأقسم الجميع على التمسك بالأرض ومقاومة أي مصادرة جديدة.
وفي كفر قاسم أضربت المتاجر والمدارس وتجمهر حوالي ألف شاب في ساحة المجلس المحلي ، وهتفوا هتافات وطنية، ثم ساروا في مسيرة صاخبة إلى الأسلاك الشائكة التي أقامتها إدارة أراضي الكيان الصهيوني حول أراضيهم المصادرة واقتلعوها فاعتقلت الشرطة بعض الفلسطينيين ، وفرقت المظاهر بالقوة.
وفي قلنسوة وضع المتظاهرون حواجز في الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات وكان الإضراب عاماً، وتدخلت قوة من الشرطة وحرس الحدود لتفريق المظاهرة وإزالة الحواجز.
وأضربت قرية الرامة عن بكرة أبيها معلنة سخطها، وتجمعت الجماهير أمام كنيسة الأرثوذكس لتُعلن استنكارها لجرائم القتل الوحشية ومصادرة الأراضي.
وفي نحف داهمت قوات كبيرة من قوات الأمن القرية ، وبدأت تضرب البيوت بالقنابل المسيلة للدموع ، وتعتدي على الفلسطينيين وقامت بحملة تفتيش واسعة واعتقلت بعض الشباب .
وما زالت المسيرات تنطلق بهذا التاريخ 30\03

بكل عام,,
يتبع

__________________
قد نكتب ,,وقد تكون فرصة أوفى فيها نستطيع أن نرسم
لكن تبقى الصورة..
موجز الكلمات وأبلغها!!
حين نستطيع أن نلتقط ثانية هاربة عابرة!
حين تتجمد الملامح أثناء ضغطة زرّ صغيرة!!
ومن بعدها يكتمل الحديث وتستمر الأحاديث,,في اطار الصورة
وخارج الحدود!
في أيامنا كالتي مضت وكالآتية
والصور ..نطق التاريخ!
صرخة البشر وتسجيل أيامهم البارزة
هي الذكرى الأوفى!!للتذكر

أنفااااس
رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 15, 2011, 04:56 PM
 
رد: رحلة بين القرى والمدن داخل الخط الاخضر ’’عرب ال 48’’

يسلمو اديك على الطرح المميز
وبارك الله بك على هذا التعريف الجميل
ولو انه لي تعليق بسيط
مناقض لما تفضلتبه الا وهو
(قسمٌ يعلم ويعرف وينظرُ إلينا كحلفاء للصهاينةِ ومتعاونين معهم .. ومن
أبرز الصفات التي يصفوننا بها وأكثرها شيوعاً بأننا " خــَوَنة " تربينا منذ نعومةِ )ومن يصفكم بهذه الصفه يكون لا يعرف حقيقتكم فانتم اشرف واطهر الطاهرين
فهنا لا بدلي وان اشير الى الوطنيه الساميه التي يتمتع بها اخواننا من الاراضي المحتله عام 1948
واني اكن لهم كل الاحترام والتقدير
ولا بد لى وان اعرض للاخو القراء ان المعاناة التي يعانونها اخواننا في 48 حقيقة اكثر ممنا نحن المحتلون عام 1966 واكثر من اخواننا المهجرون باتلدول العربيه
وذاللك لابسط مثل اطرحه بين ايديكم
ان المواطن هناك اي 48 يدفع ثمن بيته الخاص به والمالك الشرعي له كل عام تقريبا تحت اسم ما يسمى ارنونه وهي بالاصتلاح ما يعني تقريبا ضريبة الاملاك
عدا عن الضرائب الباهضه المفروضه عليهم
والاملاك الخاص التي استولى عليها الاحتلال
والموضوع كبير وكبير جدا واسمحولي ان اكتفى بهذا القدر ولا يسعني الا ان اقف
حانيا ظهري لهؤلاء الاخوه الذين ما زالو صامدين
وثابتين وراسخين متشبثين بارضهم وعروبتهم
رغم كل ما يتعرضون له من عدم مساواه ومضايقات لاخراجهم من بيوتهم وارضهم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة داخل مدينة القدس الشريفه ....رائعه.... مصريه شقيه السياحة و السفر 10 December 15, 2010 07:07 AM
رحلة ميكروسكوبية داخل جسد الانسان عمر26 معلومات ثقافيه عامه 11 November 17, 2010 12:07 PM
رحلة داخل جسم الانسان عزيزة نور قناة الاخبار اليومية 2 December 14, 2008 12:01 PM
رحلة داخل قلب يعتصر اسماعيل الشحات شعر و نثر 1 December 27, 2007 12:58 AM
رحلة داخل قلب يعتصر اسماعيل الشحات شعر و نثر 1 December 26, 2007 04:12 PM


الساعة الآن 11:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر