فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 11, 2011, 01:16 PM
 
الذات عينها كاخر.....بول ريكور



بول ريكور....الذات عينها كاخر.

يحتل كتاب الذات عينها كآخر موقعاً مميزاً بين كل مصنفات ريكور إذ إنه نشر سنة1983أي إنه جاء في مرحلة متقدمة من عمر مؤلفه، وقد شاءه بحسب اعترافه هو نفسه بمثابة تتويج لكل فلسفته، وجردة كاملة لما كان قد صنفه. والكتاب يعود من جديد إلى المشكلة التي شغلت فكرنا وكانت وراء كل سجالاته السابقة مع الآخرين وهي مشكلة الذات، والذات الفاعلة، التي كان البنيويون الفرنسيون قد أنكروا وجدها. الذات ستقوم هنا برحلات جديدة وستزور بقاعاً لم تقم بارتيادها سابقاً لتخرج مرة أخرى منتصرة ولو نسبياً.
منذ المقدمة يخبرنا المؤلف بأن الكوجيتو الديكارتي الواثق من نفسه الذي اعتقد أنه قد ترسخ وكان قادراً على تأسيس ذاته بذاته قد أذله نيتشه وحوله إلى مجرد وهم. فأين تكمن حقيقة هذا الكوجيتو، هذا الأنا أفكر الذي يحتوي الذات؟ يسارع الفيلسوف إلى إقامة تمييز مهم سيكون محور كل كتابه هو التمييز بين هوية ذاتية تتغير وتبقى في الوقت عينه محافظة على ذاتها رغم مرور الزمان بطريقة الوفاء للوعد المقطوع، وبين هوية ثابتة لا تتغير ليست هي الذات بل ما يسمى بالإنكليزية the same التي تتميز عن the self. هذه الهوية التي يمكن تسميتها بالفرنسية بالتعبير le meme أو memete يمكن أن ندعوها بالعربية العين أو ما هو عينه أو العينية، وهي أقرب إلى مفهوم الجوهر الذي لا يتغير بل يظل محافظاً على ما هو عليه، على الرغم من مرور الزمان، وهاتان الهويتان تنتميان إلى حالين مختلفتين من الوجود، إذ إن الهوية الثانية تنتمي بالأحرى إلى عالم الأشياء التي هي بتصرفنا ويمكننا أن نستعملها كما نشاء، في حين أن الهوية الذاتية تنتمي إلى الوجود الذي لا يستطيع إلا أن يطرح الأسئلة حول وجوده.

هذا التمييز سيكون حاسماً في معظم فصول الكتاب، وسيكون سلاح المؤلف وهو يدخل العالم الجديد لمغامرة الذات (soi) الباحثة عن موقعها الأنطولوجي، أي عن وضعها الأخير، بعد أن أنزل نيتشه، سيد الارتياب، الإذلال الأكبر بالأنا النرجسية.

إن ريكور سيلجأ هنا أولاً إلى التحليل بالمعنى الذي أخذته الفلسفة التحليلية الإنكليزية التي تقوم أساساً على التحليل المنطقي للغة، إذ إن الفلسفة التحليلية تشتمل على غنى كبير، ومتسلحاً به سيتكلم على الإنسان المتكلم ثم على الإنسان الممارس للعمل والمتألم، لذا فإنه سيكرس الفصلين الأول والثاني للغة، ويبدأ بمقاربة دلالية للغة، ويناقش هنا أساساً ستراوسن الذي ينطلق من وجود الأجساد، ويعتبر الفاعل مجرد أحد الأشياء التي نتكلم عليها، ويلغي الأحداث الذهنية والتصورات والأفكار. مرة جديدة نحن أمام تحليل لساني ينكر وجود ذات فاعلة، فيرد ريكور بأن كل ما يفعله ستراوسن هنا هو اللجوء إلى الهوية عينه، إلى ما هو متجمد خارج الزمان، ويهمل كل الهوية الذاتية التي تتصف بالقدرة على استعمال اللغة والتغير مع الزمن. أما الفصل الثاني فهو مكرس لمقاربة تداولية للغة، ويناقش المؤلف أفعال الخطاب عند أوستن وسيرل. مرة ثانية نحن أمام تحليلية تخفي الذات المتكلمة، وتنسى أن داخل كل جسد هناك جسد خاص، جسد ينتمي إلى حلقة ما يخصني أنا بالذات.

أما الفصلان الثالث والرابع فهما ينقلاننا من عالم الإنسان المتكلم إلى عالم الإنسان الممارس الفاعل والمتألم. هنا أيضاً في الفلسفة التحليلية نحو أمام مقاربة دلالية تنكر وجود الفاعل وتعتقد أنه ليس سوى أحد العناصر التي تكون الحدث. ريكور يناقش هنا أ(منقول)

https://www.mediafire.com/?2wztmtygknk
رد مع اقتباس
  #2  
قديم February 12, 2011, 10:50 PM
 
رد: الذات عينها كاخر.....بول ريكور


شكرا غاليتي على مجهودك الملحوظ ..
لاعدمنا حضورك
تحياتي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 13, 2011, 01:20 PM
 
رد: الذات عينها كاخر.....بول ريكور

العفو غاليتي......شكرا لمرورك العطر.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بعد طول تامل ....بول ريكور سلمى فاروق كتب فكرية وفلسفية 1 February 10, 2011 01:36 AM
صراع التاويلات..دراسات هيرمينوطيقية..بول ريكور سلمى فاروق كتب فكرية وفلسفية 0 December 18, 2010 02:14 AM
أحبك كاخر النساء سمير عبيد شعر و نثر 1 June 10, 2010 04:03 PM
طفله بيطلع من عينها نمل!!!! الطف حب قناة الاخبار اليومية 7 July 2, 2009 02:27 PM
ممكن كتب للفيلسوف الفرنسي بول ريكور عافري أرشيف طلبات الكتب 1 January 20, 2008 07:48 PM


الساعة الآن 01:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر