البارحة (رأيت فلسطين في السماء)

البارحة... و بعد انتهائي من جلي الأواني لبست خماري و توجهت إلى الشرفة لأتنفس بعضا من هواء الليل البارد الذي يثلج صدري ...كان الجو باردا و السماء ملبدة بالغيوم، نظرت إلى حينا فوجدت حارس السيارات يقف وحده أشفقت عليه فالبرد كان قارصا ...هممت بالدخول ولكن قبل ذلك رفعت عيني مرة أخرى إلى السماء فلفت نظري فراغ في وسط الغيوم لم يكن عاديا "لقد كان برسم حدود فلسطين" أسرني ذلك المنظر و خاصة تلك النجمة المتلألئة هناك في مكان القدس ... استرسلت في النظر إليه ... تعلقت عيناي بالسماء، أخرجت هاتفي النقال و أخذت صورة لذلك المنظر... مرت نصف ساعة و أنا على هذا الحال و بعد ذلك بدأت الغيوم تتحرك و خريطة فلسطين تختفي و ما هي إلى عشر دقائق حتى تلاشت كل الغيوم و بدت لي السماء متلألئة بنجومها "منظر رائع" ...و لكني تركت الشرفة وتوجهت مسرعة إلى سريري تدثرت بغطائي و أجهشت بالبكاء كذلك الطفل الذي فقد أمه في السوق "أبكي بشهقة و بحرقة" جاءت أختي تسألني لم البكاء لم أجبها كنت أعرف أنها ستهزأ من السبب الذي يبكيني أصرت علي و لكني لم أجبها و انهمكت في البكاء حتى أرهقت و نمت تماما كالأطفال !! ... وفي فجر اليوم استيقظت و أثناء قراءتي لأذكار الصباح تذكرت ذلك المنظر فأسرعت إلى الشرفة و نظرت إلى السماء فوجدتها تمطر عدت إلى سجادتي و أخرجت هاتفي لأرى تلك الصورة ولكن.....لم أجد شيئا !! من سمح لنفسه بالعبث بهاتفي و مسح صورة التقطتها أنا !!!! ناديت أختي و سألتها ... فأنكرت أن تكون هي الفاعلة صرخت في وجهها كالأطفال لن أخبرك لماذا كنت أبكي البارحة ... نظرت إلي باستغراب و قالت متى بكيت البارحة؟ يبدو أن النوم المبكر من دون تناول العشاء أثر فيك حتى صرت تبكين في أحلامك !! ضحكت مقهقهة وتركتني ... حينها فقط أدركت أن ذلك مجرد حلم و لكن ما تفسيره، أكان مجرد أضغاث أحلام؟ لتفكيري الدائم في فلسطين ... أم أنه رؤية "فقد نمت على وضوء و قرأت أذكاري" و قلت لنفسي لأفسره:
- نظري إلى تلك الخريطة هو تعلقي بفلسطين و اهتمامي بقضيتها لقد دام ذلك نصف ساعة في الحلم إذا سيدوم ثلاثين سنة في الواقع.
- تلاشي الغيوم هو استفاقة المسلمين و نهضتهم من أجل تحرير فلسطين و يدوم هذا عشر سنوات.
- أما السماء المتلألئة فهي عالم يملأه الإسلام في كل أصقاعه يحدث هذا بعد أربعين سنة من أول مرة اهتممت فيها بقضية أمي فلسطين و إن كانت الذاكرة لا تخونني كان ذلك وعمري ست سنوات " سنة تعلمت فيها الحب : حب الإله، حب الرسول، حب العائلة، حب الوطن (وطني هو الإسلام طبعا) و حب الذات حتى "
و لكني كنت أبكي...أسرعت إلى كتاب التفسير و بحثت عن معنى البكاء فوجدته السرور و الأمن.....ياي لقد فسرت حلمي جيدا ...عندما يصبح عندي ست و أربعون سنة "إن أطال الله في الأعمار" سأصلي في المجسد الأقصى بكل أمن و سرور إن شاء الله ... في هذه اللحظة سمعت "توك توك" هاي من أتى بي إلى هنا أمام الحاسب الآلي !! إنها صديقتي شروق تكلمني عبر مراسل البريد الحار (أي Hotmail Messenger ) ... اختلط على رأسي كل شيء ... و ناديت أختي و عند مجيئها طلبت منها أن تضربني حتى أتأكد من أني مستيقظة الآن ... فعلت ذلك و هي تضحك و أخبرتني بأني سهوت قليلا و أنا أنتظر تحميل أنشودة يلا شباب ..... """كل هذا كان مجرد حلم يقظة نسجه لي خيالي !!!!"""" أكملت الحديث مع شروق و كلي أمل في أن يصفو العالم للإسلام كجلاء السماء البارحة.