فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > الاسرة والمجتمع

الاسرة والمجتمع الاسره و المجتمع , توطيد العلاقات الاسريه, التربيه و حل المشاكل الاسريه و المشاكل الاجتماعيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم January 2, 2008, 11:14 AM
 
رد: ** الأسرة العربية **

من التحديات الخارجية التي هددت كيان الاسرة و جعلت أعمدته ايلة للسقوط: الجنس:

اسطورة الجنس


لقد أصبحت «الإباحية» عقيدة العصر، ودين الحضارة، وحصل التوهم في فكرنا الحديث أن دخول باب الحداثة هو الإباحية، وأن ركوب قطار التنمية والتطور هو التسلح بها، وإذا كانت الإباحية في أصلها تعني التحلل والخروج عن العرف والعادة والأخلاق، فإن هذا المعنى من شأنه أن يفسر كثيراً من مسلكيات ثقافة هذا العصر، ثقافة الحداثة وما بعد الحداثة، ثقافة النظام الدولي الجديد والعالمية والعولمة، وقد قاد هذه الموجة الدعوات والفلسفات المستحدثة الوافدة من الغرب، كانت بالأمس في ثقافتنا تقليداً، لكنها اليوم أصبحت تأييداً، حيث الخروج عن المألوف هو سمة العمل العلمي المتميز، وأصبح ذلك موضة في النقد والتقويم والمراجعة، وأخذ التوليد والابتكار على وفق هذا المعيار عنصر التقدم والعصرنة، ودخلت الإباحية في التنظير الفلسفي، فدعمتها المذاهب الفنية والاجتماعية، وأخذت تسويغات من نوع ما منها أن الإنسان هو مطلق الحرية في القول والعمل، وكل شيء يصادم حرية الإنسان لا بد من زواله، وأصبح هذا عاماً في كل الإنتاجات الفنية، وعم الثقافة بشكل رهيب، وكانت الأسرة ميداناً خصباً للإباحية، حيث خرجت كثير من الأسر عن ضوابطها الأخلاقية، وقيمها الموروثة مما فتح الباب لموجة أخرى هي أكثر طغياناً وصلابة، وهو مد اليد إلى قانون الأسرة الشرعية لتغييره والعبث به، ومن مظاهر العبث به التنظير لتغييره بأساليب الفكاهة القريبة إلى الشعر الماجن منه إلى الكلام الجدي.

هكذا اضطرب نظام الأسرة المعاصرة في واقعنا المعاصر، وسبب هذا الاضطراب هو الانقلاب الكبير الذي ساد المعايير، والاختلال الفاحش الذي أصاب المفهومات، فبينما كان يسود في الأسرة الإسلامية الحقة أن الدين والأخلاق والتقاليد العريقة هي المعايير التي توجه سلوك الأسرة الملتزمة، تصبح أشكال الموضة وقوانين النظام الدولي الجديد وألوان التقليعات وأنماط معينة من التفكير الزندقي الوافد من الغرب ومن سوء التربية الأسرية؛ هي المتحكمة في الأسرة اليوم، يدلنا على ذلك المطالب الجائرة التي ترفع اليوم باسم التنظيم والتأطير والتقنين لرفع الظلم والحيف عن المرأة.

أن أخطر ما تواجهه الأسرة اليوم هو التنظير لها والكلام عليها بكلام مطلسم يستخدم مصطلحات غير مفهومة، ومعلوم أن المصطلح إذا لم يكن محدداً تحديداً واضحاً ينتج عنه كلام غير واضح وغير مفهوم.

لننظر مثلاً في عنوان «المشروع الذي تقدمت به كتابة الدولة في المغرب المكلفة برعاية الأسرة والطفولة في التنمية»، ولا هي واضحة في سياق فقرات مشروع الخطة، ما هي التنمية التي يراد إدماج المرأة فيها؟ هل تنمية مدارك المرأة وتنمية فطرتها حتى تنشأ نحو المقصد الذي من أجله وُجدت؟ هل تنمية القيم والأخلاق والآداب التي تحتاج إليها المرأة اليوم أكثر من أي وقت مضى؟ هل هي تنمية تنبع من حاجات الذات في الميادين الاقتصادية والثقافية والعلمية؟

التنمية هنا قد تكون للنهوض وقد تكون للسقوط، وليس كل نهوض هو نهوض إيجابي فقد يكون النهوض لأجل البناء والتشييد، وقد يكون لأجل الهدم والتدمير، قد يكون لأجل بناء الذات وتمكين القدرات للوقوف في وجه الآخر، وقد يكون لأجل هدم الذات لتنهار أمام الآخر.

ويركب على ظهر الطب وعلم الصيدلة في توليداتهما الجديدة، وللحماية من داء السيدا والأمراض المتنقلة جنسياً يوزعون العازل المطاطي، ويشهرونه على أنه الوسيلة الوحيدة للوقاية من الأمراض، ويأتي خطابهم الإشهاري بسكوت مطلق عن اعتبار الممارسات الجنسية غير المشروعة حراماً، وأنها زنى تقضي على الصحة وعلى الأسرة، بل ذهبت بعض التكتلات الجمعوية إلى اعتبار الوسائل الطبية والإنتاجات الصيدلية بديلاً مطلقاً عن المعايير الأخلاقية والقيم الشرعية.

وهذا كله يرجع إلى سبب واحد هو أن الحكم على الممارسات الجنسية الخارجية عن حدود الشرع بأنها (إثم وحرام وزنى وفاحشة)؛ من شأنه أن يوقف ظاهرة الزنى واللواط والشذوذ الجنسي المنتشر في المجتمعات الإسلامية بشكل مرعب، هكذا يفسح المجال للفاحشة، وللخوف من الداء لا بد من العازل المطاطي، ومن أجل تشجيع الفاحشة بشكل منظم عمدوا إلى الاعتناء طبياً بالفتيات الحاملات، وقُدّم الدعم الكامل لحماية الأبناء الذين يولدون نتيجة هذه اللقاءات الجنسية غير الشرعية، فأطلقوا عليهم لقب (الأطفال الطبيعيين)، فإذا كان هؤلاء هم (الأطفال الطبيعيون)؛ فماذا نسمي الأطفال المولودين من الزواج الشرعي؟

وباسم التوعية الأسرية يروّجون لتناول حبوب منع الحمل لتحديد النسل وتنظيم عدد الأبناء المراد إنجابهم في الأسرة المسلمة، ويطاف على الأسرة في المدينة والبادية على السواء، وهذه حملة قديمة لو حددنا لها مدة ثلاثين سنة فقط؛ لوجدنا أن المجتمعات الإسلامية في البلاد الإسلامية كلها حرمت من أزيد من عشرين مليون نسمة، وهذا رقم تقريبي فقط يمكننا من الاطلاع على الحقيقة التي تراد للأسرة المسلمة باسم (تنظيم النسل) و (تحديد النسل)، هكذا يُقضى على الملايين من أبناء المسلمين من دون حرب ولا قتال، وإنما هي إبادة من نوع خُطط له باسم الطب والصيدلة.

وجاء دواء (الفياغرا) ليحل مشكلة ولكنه أثار مشكلات كثيرة، ومن مشكلاته الأولى أن استعماله لم يعد خاصاً بأصحاب العجز الجنسي، بل تعدّاهم إلى المدمنين على الجنس، ولا سيما المهووسين بهذه المتعة وهم من غير العاجزين، وثاني مشكلاته تلك التي ظهرت لشركات التأمين، وهذه المشكلة أثارتها النساء، حيث رفعن شعاراً يثرن فيه وجود تمييز عام ضدهم من قِبَل الشركات التي ساهمت في إنتاج الفياغرا، وتطالب الاتحادات النسوية بأن تغطي الشركات تكاليف حبوب ومعدات منع الحمل الأخرى، وذلك إسوة بتغطية تكاليف تمكين الرجل من قضاء شهوته.

هكذا وازن بين (فياغرا) التي تُمكّن من الشهوة وبين (حبات منع الحمل) التي توقف حمل المرأة لتصبح القضية ضد القضية، وهي قضية مفهومة من الأساس؛ لأن المرأة نصبت نفسها في مطالبها العامة عنصراً ضدياً للرجل، هذا ما أفصحت عنه إحداهن قائلة: «إن سيطرة الرجال على مجالس إدارات شركات التأمين هو السبب في تحيزهم للرجال دون النساء»(14)، ولن نغلق على هذا الكلام، لكن دعونا نتساءل: هل الأسرة المسلمة تنهض على أكتاف هذا النوع من البشر الذي يرى وجوده وجوداً إباحياً، ويرى كينونته كينونة الضد والنقيض؟ وهل يستقيم للأسرة المسلمة وجود وسط هذا التكالب المسعور بين كيانَيْن خلقهما الله من نفس واحدة، وجعل بينهما مودة ورحمة لتنقلب المعادلة بين جسدَيْن ضدَيْن ونفسيتَيْن نقيضتَيْن في إطار من التنافس الذي لا يخدم مصلحتهما، وفي إطار من التنافي الذي يسيء إلى وحدتهما ووحدة أسرتهما؟

وليس هذا وحده، بل تأتي الصحافة بجديد ينضاف إلى ما سبق ذكره، فالصحافة أحد كيانين متناقضَيْن؛ إمّا ذبابة قاتلة تحمل السموم والميكروبات الفتاكة، وإمّا نحلة رشيقة تمتص رحيق الأزهار لتعطي عسلاً مصفى فيه شفاء للناس، لا أحد يخالف في أن الصحافة العالمية اليوم هي من النوع الأول القاتل والمدمر، تتخطى كل الحدود الوطنية وكل الحواجز المجتمعة لتعمل في قلب الأسر في المجتمعات الإسلامية، تدخل بلا إذن في كل وقت، وتعمل بلا استشارة في كل حين، وثبت ما تشاء في كل الأوقات، فمختلف القنوات الفضائية تبث من الفساد الشيء الكثير، فالأفلام والمسلسلات المعتادة والكارتونية للكبار والصغار على السواء؛ إما أنها تبنى على قصة غرامية خليعة بين رجل وامرأة، أو قصة غدر وخيانة، أو صراع بين الرجل والمرأة وبين المرأة والمرأة، أو الطفل والأب، أو الطفل والأم.. في حكاية درامية مثيرة مما يثير الشاعر ويهيج الوجدان، وفي المقابل يأتي المسرح بحوادث مماثلة، وتقف السينما واللقاءات الإذاعية على الخط نفسه!

لا نتكلم عن الإعلام في حد ذاته، الإعلام لا بد منه في عصر يفرض دوره، والأمة التي لا إعلام لها لا وجود لها، وأفرادها يصبحون رهن التشكل في أية لحظة، الإعلام هو التعبير الموضوعي عن فضيلة الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها، به تعبر عن وجودها، وبواسطته تترجم آمالها وآلامها وأحاسيسها، وعملياً فالأمة التي لا إعلام لها كالجسد بلا لسان، يمكن لأي كان أن يتحدث باسمه، وأن يتكلم دون وكأنه ميت، هل صدّقنا يوماً أننا وجدنا لساننا أخرس لا يتكلَّم؟ ولما أراد الكلام والتعبير انبرى من يتكلم عنه بغير ما يريد، بل تكلّم بغير ما يقصد، إعلامنا اليوم هو على هذا الحال تماماً... يتكلم بغير ما نريد، ويعبر عن غير ما نقصد، لم يعد الإعلام يخدم أهداف المجتمع الإسلامي: يعالج أمراضه ويدافع عن خصوصيته، ويرفع من مُثُله وقيمه بقدر ما تخصص في الدعاية والتعمية والتعتيم والتغطية والتشويه والتزييف والمبالغة في تقديم الحقائق والصور.. وهذا كله يستهدف الأسرة المسلمة في قلب البيت، وهي قضية خطيرة في حياة المسلمين اليوم!



RaNa

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأسرة, العربية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموسوعة العربية العالمية - اول واضخم عمل من نوعه وحجمه وهدفه في تاريخ الثقافة العربية advocate تحميل كتب مجانية 103 March 25, 2009 08:46 PM
الأسرة المتميزة حلم الطفولة الاسرة والمجتمع 4 December 21, 2007 01:55 AM
؛¤ّ,¸¸,ّ¤( دليل الأسرة الطبي )¤ّ,¸¸,ّ¤؛ TrNeDo مقالات طبية - الصحة العامة 3 August 13, 2007 12:19 AM
؛¤ّ,¸¸,ّ¤( دليل الأسرة الطبي )¤ّ,¸¸,ّ¤؛ TrNeDo مقالات طبية - الصحة العامة 2 July 27, 2007 03:32 PM


الساعة الآن 12:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر