جنون الشك !!

عبارة يرددها * صالح * دائماً على مسمع زوجته * عفاف* وهي أسم على مسمى فهي مثال للمرأة الشريفة الطاهرة

ولكن قدرها العائر جعلها زوجة لرجل شكاك ، كاره للجميع بالأخص النساء !!

*عفاف * بحكم أنها سوف تغيره للأحسن لأنها لاتريد بأن يفشل هذا الزواج كسابقه ، فيكفي أنها قد تزوجت قبل ذلك من رجل مدمن على الكحول وطلب حقها الشرعي _الطلاق _ وبالفعل حصلت عليه ، ولكن مشكلة - المطلقة _ في مجتمعنا إذا عادت إلى منزل أهلها ، فإن عودتها قد تكون في الغالب غير مرغوب بها !!!

وبالتالي قررت الكتمان وإلتزام الصمت حفاظاً على ماء الوجه !!!

*صالح* إنسان مريض نفسياً ، عانى الأمرين بسبب وفاة والدته وهو طفل رضيع ، وزواج أبيه من إمرأة _ عاهرة _ تستقبل ضيوف والده العابثين في حال حضوره وغيابه !!

بإضافة إلى والده السكيرالذي يشكك في نسب *صالح * إليه، هذا الشئ جعلت منه إنسان عنيف متمرد لايخاف من شئ وهذه بالإ ضافة إلى العلاقات العابرة التي مر بها في مرحلة المراهقة !!!

وتمضي الأيام وتبدأ عوارض الحمل تظهر على *عفاف * ، شكوك * صالح * تزداد يوماً بعد يوم !!!

وفي تلك الليلة المشمومة ، تعالت صرخات * عفاف * التي تحمل كل الالام العالم بأسره ، حملها *صالح * متجهم إلى المستشفى ، وأدخلت * عفاف * إلى غرفة العمليات ، وبدأت تراوده أفكار شيطانية لكي يتخلص من هذا الطفل أو الطفلة !!

وكأنه قد نسي أو تناسى بأنه ابنه، فقد تتجرد من أبوته لطفل لاذنب له سوى أنه أباه إنسان سيطر الشك على عقله المريض ، وكيف يستطيع التخلص من ابنه بكل هذا البرود ؟!

أنتبه لخروج الممرضة من غرفة العمليات لكي تتزف إليه خبر قدوم طفل جميل ، تظاهر بالسعادة و ألحّ أن يرى ابنه لينفذ خطته الشيطانية !

أحضرت الممرضة الطفل إليه ، ولكن حدث شئ ما ، سرى في داخله شعور غريب ، حب أم شفقة على هذا الطفل ؟

ولكن ما لبث إن بدأ الطفل ببكاء بشكل مريب ، أسرعت الممرضة لكي تأخذ الطفل إلى الطبيب لأن بكاءه وصرخاته المدوية كانت مريبة !!!

بدأ القلق يسري في قلب * صالح * فالطبيب قد تأخر ولايعرف ما يحدث له ؟ والقلق تحول إلى دموع متحجرة ، لكن داخله صرخات عدوة ومذمرة للكل ما هو جميل قائلة : ولم كل هذا الحزن ؟ فهو ليس بأبنك !!

ويحاول * صالح * بأن يصم أذنيه من هذه الصرخات المجنونة ، وهو في حال صراع عنيف من ثم بدأ هدوء مخيف يسري في جسده عندما شاهد الطبيب يتجهه إليه ينقل إليه الفجاعة : لقد توفي الطفل !!

بعد سماعه لهذه الكلمات لم يعي أو يسمع ما حوله ، أنتابه شعور غريب ، شعور بألم فقد شئ عزيز عليه ، وحاول بأن يبحث عن غرفة * عفاف * يمشي هائم على وجهه بلا وعي

وحين دخل غرفتها وكله شعور بالندم على أقترفه في حقها ، فقد حرمها من العيش كأي أمرأة تعيش حرة بلا نظرات دونية وبلا شكوك ، تعيش في كنف رجل يغدق عليها بحبه ، جلس بجانبها يتأمل ملامحها الجميلة الهادئة ويترقب محاولاً إقياضها لكي ترى إنسان سوياً بغير ما كانت تعهده عنه ولكن

وجدها جسد بلا روح ، فقد رحلت * عفاف * !!!

رحلت إلى عالم بعيد عن ظلم القريب وشكوك زوج مجنون !!

وخرج *صالح * من غرفتها لم يعي هذه الصدمات القوية ،( زوجتي وإبني الحبيبان في يوم واحد يرحلان عني ويتركاني وحيداً )

، بدأ يردد هذه الكلمات بصوت يحمل كل الامه القديمة والجديدة بصوت مسموع ، يهيم في الطرقات بين سخرية الناس وظلمهم !!!

هُناك لحظات فى الحياة لا يصمد لها بشر إلا ان يكون مرتكناً إلا الله مطمئناً إلى حماه ..
مهما أوتى من القوة والصلابة والثبات !
ففى الحياة لحظات تعصف بهذا كله ، فلا يصمد لها إلا المطمئنون بذكر الله ،
~ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ~