|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
اوقد شمعة ولا تلعن الظلام
طُرد الرسول من مكة إلى المدينة فانشأ دولة عادلة ملأت سمع الزمان وبصره، فَلَيسَ تَزورُ إِلا في الظَلامِ.سُجن ابن تيمية فكتب في السجن ثلاثين مجلداً من العلم النافع، وضُع السرخسي في بئر معطّلة تحت الأرض فألَّف كتاب المبسوط عشرين مجلداً، أقعد ابن الأثير فصنَّف جامع الأصول أنفع وأفيد كتاب في الحديث، تعطَّل عطاء بن أبي رباح عن المكاسب الدنيوية لأمراضه وضعفه فجلس في الحرم ثلاثين سنة يتعلم العلم فصار عالم الدنيا، أصابت الحمى أبا الطيب المتنبي فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة: * وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً .. وعمي طه حسين فواصل دراسته حتى نال العالمية، وبُتِرت رجل الزمخشري فلزم بيته يقرأ ويصنِّف فصار أعجوبة الدهر، إذاً استثمر الوجه الآخر للمأساة وانظر إلى الجانب المشرق للمصيبة وحاول أن تصنع من الليمون شراباً حلواً، وتكيّف مع ظرفك القاسي واعلم أن العظماء إنما شقوا طريقهم إلى المجد على الجمر * وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي ..وعلى الشوك والتعب والمشقة؛ لأن طريق الراحة التعب، والتفوق والانتصار قطرات من الدموع والآهات والدماء والعرق، أما الإخفاق والهزيمة فإنها كبسولات مسكِّنة من الفشل والكسل والتسويف والإحباط والراحة، فإذا واجهتك أزمة وصدمتك مأساة فلا تقابلها بالعويل والثبور والبكاء والتحسر، بل واجهها بالاحتساب والصبر والإصرار على الانتصار والثبات والاستمرار، إن العباقرة في الغالب لم تكن ظروفهم مهيأة ولا النعم لديهم مكتملة ولا الوسائل متاحة، فمن عنده مال ليس لديه صحة، ومن رُزق ذكاءً خسر الثروة، ومن مُتِّع بسمعه قد يفقد بصره، فحال الدنيا عدم الاكتمال، فلو أن الدنيا تمّت لأحد من العز والمال والصحة والجاه والسرور والأمن لصارت جنّة ولما كان في الآخرة جنّة ثانية، لكن هذه الدنيا (من سرَّه زمنٌ ساءته أزمان) فلا تنتظر أن يصفو لك العيش وتسالمك الأيام وتُتاح لك الفرص وتُفرش لك طريق المجد بالورود، ولكن انطلق بما أعطاك الله من موهبة ونعمة ووظِّفها أحسن توظيف واجتهد غاية الاجتهاد، وإذا ضمك الليل فلا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة، وإذا تعطلت بك سيارتك فلا تلقي خطبة رنّانة في سبّ من صنعها أو الطريق الذي مشت عليه، ولكن أصلحها وواصل السير، وإذا تنكَّر لك صديق فلا تنظم فيه قصائد الهجاء وتضيّع وقتك ولكن ابحث عن صديق آخر أو عش وحيداً، وكن كالنملة تحاول الصعود ألف مرَّة ولا تؤمن بالإحباط أبداً، وكن كالسيل إذا وُضعت في طريقه صخرة انحرف ذات اليمين وذات الشمال، الفرص أمامك كثيرة والأيام المشرقة تنتظرك، والانتصار حليفك إذا بذلت واجتهدت وتوكّلت على الله، لا تعترف في الحياة بالهزيمة أبداً وقاوم إلى آخر نَفَس من حياتك فإن أبا الريحان البيروني بقي يدّرس حتى في يوم وفاته، وأبو يوسف القاضي يناقش طلابه وهو في سكرات الموت، وابن سينا يكمل مصنَّفه والموت يدبُّ في أطرافه، لأن الحياة لا تعترف بالخاملين الكسالى، والدهر لا يصفق للفاشلين، والمؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، قال شوقي: وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا * وقلت أنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا): وكن فديتُكَ مرجوّاً ومرهوبا* كن أحمر العين إن المجد منتهبٌ .. * لم ينفع الشّاةَ في الدنيا سكينتها.. والليث ما ضرّهُ أن ليس محبوبا.منقوووووووووووول
__________________
|
#2
|
||
|
||
رد: اوقد شمعة ولا تلعن الظلام
ابدعت يا العزيزة سما
... رائع ولا اروع منه ... جزاك الله خير
__________________
" كل امرئ سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه ، فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرك في القيامة أن تراه " "إلى كل إنسان مسلم يفكر بالخير لأخيه الإنسان ............ يدا بيد نعمل ونرقي.......... لنعيد مجد حضارتنا وثقافتنا وكرامتنا..... لا تكن مجرد رقم في أرقام ساكني هذا العالم ......لم نخلق للطعام والشراب والمتعة .... فلنتذكر الله .....وأخينا الإنسان" |
#3
|
||
|
||
رد: اوقد شمعة ولا تلعن الظلام
مشكورة اختي سما مافية اعظم من هالحكمة"اوقد شمعة ولاتلعن الظلام"
يعطيك الف عافية |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الظلام, اوقد, تلعن, صلعة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبو العلاء المعري | admin | شخصيات عربية | 10 | August 25, 2012 09:24 PM |
الاحتراق التلقائي... عمرك سمعت فيه؟؟ | انفال | قناة الاخبار اليومية | 4 | January 13, 2010 01:55 PM |
المرأة سلعة رخيصة !!! | شوق الليل | المواضيع العامه | 3 | May 24, 2009 06:35 PM |
هل سمعت بنادي لصوص الكلمه؟ | nooon | كلام من القلب للقلب | 4 | June 26, 2007 10:18 PM |