December 1, 2010, 09:09 AM
|
|
ما من نبي إلا رعى الغنم
|
|
|
|
ما من نبي إلا رعى الغنم
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نبي إلا وقد رعى الغنم، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: «نعم! كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»(1).
وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نجني الكباث وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالأسود منه؛ فإنه أطيبه». قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: «وهل من نبي إلا وقد رعاها؟»(2).
إنه أمر اختاره الله ـ تبارك وتعالى ـ لأنبيائه، صلوات الله وسلامه عليهم، والأغلب أنه كان قبل النبوة كما في سيرة محمد -صلى الله عليه وسلم- وموسى.
تقديرُ الله ـ عز وجل ـ هذا الأمرَ للأنبياء جميعهم دليلٌ على أنه أمر مقصود؛ فرعيُه أو رعي موسى للغنم، أو غيرهما من الأنبياء؛ كل ذلك لم يحصل اتفاقاً إنما هو أمر قدَّره الله عز وجل.
في هذا دليل على حاجة النفوس للبناء والإعداد؛ فإذا هيأ الله ـ عز وجل ـ لصفوة خلقه - الذين اختارهم واصطفاهم من بين الناس - ما يكون له أثره على بنائهم وشخصياتهم فغيرهم من الناس من باب أوْلى؛ فحري بالدعاة والمصلحين والمربين ألاَّ يشعروا أنهم قد استغنوا عن التربية والإعداد.
قال العلماء: الحكمة في إلهام الأنبياء رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بامر أمتهم، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة.. لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح أحسن، ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق.. وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة.. ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها، وتفاوت عقولها، فجبروا كسرها، ورفقوا بضعيفها، وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة..
وعلى هذا فالحكمة من رعي الأنبياء للغنم حكمة تربوية، كما أنها اقتصادية أيضا....
(1) رواه البخاري (2143).
(2) رواه البخاري (3225)، ومسلم (2050). |
|
|
|
|
__________________
|