فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم November 13, 2010, 09:10 PM
 
Email الإمام أبو مسلم الرواحي .

ناصر بن سالم بن عديم، أبو مسلم الرواحي
(ت: 1329هـ)
هو ناصر بن سالم بن عديم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد البهلاني الرواحي العماني، المكنّى "أبو مسلم".
ولد في أحضان بيت علم وفضل في مدينة محرم، أعز بلاد بني رواحة في عمان، بعد انتقال أجداده من بهلا إلى وادي محرم. وتوجد روايتان لتاريخ ميلاده، إحداهما تقول إنه ولد سنة 1273هـ وهي لإبن أخي المترجم له الكاتب الأديب سالم بن سليمان الرواحي. والثانية تقول: إنه ولد سنة 1277هـ،/ وهي رواية ابن المترجم له، مهنا بن ناصر البهلاني، وهي التي يرجحها الشيخ أحمد الخليلي لوجود قرائن تؤيد هذا الرأي.
و الشاعر أبو مسلم ينتمي إلى أصول كريمة تعود إلى قبيلة عبس المشهورة، وتعتبر في عمان من القبائل الكبرى.
و قد أحاطت الرعاية الربانية بالشاعر منذ ولادته، فنشأ نشأة كريمة في حضن عائلة معروفة بالعلم والصلاح، فقد كان والده قاضيا للإمام عزان بن قيس، وكان من قبله جده الرابع عبد الله بن محمد قاضيا في وادي محرم أيام دولة اليعاربة، وكان توليه القضاء آنئذ دلالة على النضج العلمي والاستقامة الخلقية، إذ لا يختار له بل لا يقبل فيه إلا من أهلته مواهبه وأخلاقه لهذا المنصب الهام.
نشأ الشاعر أبو مسلم في وادي محرم، وأخذ علمه عن عدد من المشايخ، أولهم والده سالم بن عديم، ثم انتقل إلى بلدة السيح حيث جلس إلى الشيخ محمد بن سليم الرواحي، وكانت دراسته لا تختلف عن زملائه حيث يكون التركيز على المواد الشرعية واللغوية، وعلى رأسها حفظ كتاب الله الذي تبدو آثاره ظاهرة في شخصية أبي مسلم، علما وأدبا وسلوكا، وكان قرينه، وخلفه في هذه المرحلة الشيخ أحمد بن سعيد الخليلي.
فالمحيط الأدبي الذي تنفس فيه الشاعر كان من أقوى العوامل المساعدة له في النبوغ والتفوق، هذا المحيط الذي يعرفه أحد الكتاب، بقوله: "كان المحيط الادبي في زمن الشاعر خصيبا، فكثيرا ما اجتمع الأدباء ودرسوا إنتاج رفاقهم، وكانت القصيدة تلاقي حفاوة بالغة لدى الناس". وهكذا لقاؤه مع قرض الشعر منذ الخامسة عشرة من عمره، ويبدو ان ما جبلت عليه نفس أبي مسلم من طموح وتفتح طوحت به إلى الغربة بعيدا عن وطبه لا ندري أسباب ذلك بالتحديد، ولكن المؤكد هو أن نفسية مثل نفسية أبي مسلم تضيق بالمجالات الضيقة، والبيئات المختنقة، وطموح أي مسلم ما كان ليرضى بالحد الذي وصل إليه علما أو مالا.
كان دون العشرين يفيض حماسة واندفاعا، حين زمَّ حقائبه متوجها إلى زنجبار من شرق إفريقيا، وكانت زنجبار آنئذ في عصرها الذهبي الإسلامي العماني، عصر السلطان برغش بن سعيد، الذي وجد العمانيون في أحضانه الدفء والرعاية والحب والعناية، وكان هذا السلطان يتطلع إلى الاستفادة من الخبرات العمانية في كل المجالات، يحرضهم على الهجرة إليه والعيش في ظل دولته، وكان من همه ألا يبقى بعمان من أخيارها أحد إلا جلبه إلى زنجبار ليكونوا جمالها العربي وإظهارا لشرف عمان في وجوه أهل إفريقيا، فاجتاب أهلَ عمان تقديره وإحسانه وفضله وامتنانه، فكانوا يزورون عمان ويستوطنون زنجبار، وكان والد المترجم له الشيخ سالم بن عديم الرواحي ممن هاجر إلى زنجبار، وعمل بها قاضيا من قضاة السلطان برغش.
و هكذا هاجر الشاعر أبو مسلم إلى زنجبار وبقي بها مدة خمس سنوات، دون أن نعلم ما كان عمله في هذه المدة هناك، لأن لم تفدنا بذلك، وعاد إلى زيارة عمان في سنة 1300هـ، غير أن إقامته بها لم تطل، فما لبث أن حن مرة أخرى إلى زنجبار لما وجد بها من رعاية السلطان المذكور.
و في سنة 1305هـ حط رحاله بزنجبار، وألقى بها عصى التسيار واستوطنها بكل معنى الكلمة، وكان قد أمضى فترة من حياته في الجزيرة الخضراء، ثم انتقل إلى زنجبار بعد وفاة والده.
و أكب في زنجبار على تكوين نفسه بنفسه في دراسة عصامية جادة، واستهوته فيما استهوته كتب الفقه والأدب، وما لبث أن بزغ نجمه واشتهر أمره قاضيا نبيها، وعالما فقيها، وأديبا لامعا.
و في عهد السلطان بن ثويني تقلد منصب القضاء، ثم تولى منصب رئاسة القضاء بها، وكانت له منزلة رفيعة، ومرتبة عالية لدى الحكام، لا سيما السلطان حمد بن ثويني والسلطان حمود بن محمد بن سعيد.
و يبدو أن شهرة الشاعر الفقهية ذاعت في العالم الإسلامي كله، نستدل على ذلك من علاقاته بأعلام الإصلاح في عصره مثل الشيخ السالمي وسليمان الباروني باشا، ومحمد بن يوسف اطفيش الجزائري، واطلاعه الواسع على مجريات الأحداث الإسلامية من حوله، كما تدل على ذاك جريدته التي أصدرها بزنجبار تحت عنوان "النجاح" بل تدل على عبقرية مؤلفاته القيمة، ولا سيما في ميدان الأدب والشريعة بشهادة كل من قرأ ديوانه، أو اطلع على نثار جوهره. ولا أحسب أن عالما يستطيع أن يتولى رئاسة القضاء في زنجبار لو لم يكن على هذا النحو من التفوق والتبحر في العلم. يقول الشيخ سالم بن حمود البطاشي: "و في زنجبار من رجال العلم الذين هم أشهر من نار على علم منا ومن غيرنا كانوا تحت علمه الخفاق بأصول الدين وأصول الفقه، وقواعد السنة النبوية فإن ذلك يشهد به تأليفه.. وقد أخبرني جملة من أهل العلم الذين عاشوا في زنجبار عن أحوال هذا الشيخ الذي تخلد له حسن الأحدوثة في أمته وفي وطنه وفي ملته، فإنه قام بواجبات عديدة، وأحرز قصب السبق في ميادين النضال العلمي فكان ولا يزال في الرعيل الأول بين أترابه، وكانت له نوادر أدبية حيرت عقول الكثير من أترابه ومعاصريه.."
و يبدو أن من أهم أعماله في زنجبار إصدار جريدة النجاح التي تعد من اوائل الصحف العربية ظهورا، وكم كنا نأمل أن لو اطلعنا على كل أعدادها لنعرف مكانتها وقيمتها، ولو أن الشيخ أحمد الخليلي نوه بها تنويها كبيرا، وهذا العمل يدل على أفق هذا الرجل، وتفتحه الواسع على الأحداث من حوله، وتطلعه إلى التعريف بالفكر الإسلامي والاستفادة من هذا الفن الذي لم يكن يعرفه الكثير من المثقفين العرب آنذاك، حتى عدَّه شوقي، الذي جاء من بعد "آية من آيات هذا الزمان":
لكل زمان مضى آيـــــــــــة
و آية هذا الزمان الصحف
و يقول عنها الشيخ أحمد بن سعود السيابي: "و من منطلق نبوغه في الأدب واهتمامه به، قام بتأسيس جريدة النجاح في زنجبار، وعنيت بخدمة الأدب العربي والقضايا الإسلامية، والأحداث الدولية، وكان هو رئيس تحريرها لفترة غير قصيرة من الزمن"، وبهذا استحق لقب عالم الشعراء وشاعر العلماء في عصره بكل جدارة.
و هكذا ظل بين وظيفة القضاء عاملا، ومطولات الفقه مجتهدا، وأمهات كتب الأدب والشعر أديبا لامعا، وجريدة النجاح صحفيا ناجحا، وبين بعض طلابه الذين تلقوا عنه مربيا حانيا، إلى أن توفاه الله في اليوم الثاني من شهر صفر عن عمر يقارب ثلاثا وستين سنة قضاها مجتهدا، يعمل في سبيل العلم، والعقيدة والأخوة الإسلامية، ودفن حيث مات في مدينة زنجبار التي يوجد بها قبره إلى اليوم.
من مؤلفات أبي مسلم التي وصلتنا، ما يلي:
النشأة المحمدية (في المولد النبوي)
النور المحمدي والكنوز الصمدية، رسالة دينية
النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني (في القصائد الصوفية)
كتاب السؤالات
العقيدة الوهبية
ديوان أبي مسلم
نثار الجوهر
كان آخر ما ألفه "ثمرات المعارف" وتدعى أيضا "سموط تخميس الثناء" وهذا العمل تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها يوم 28 محرم 1339هـ أي قبل وداعه الدنيا بثلاثة أيام.
و كانت وفاته في الثاني من شهر صفر 1339هـ. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

هذا رابط فيه بعض قصائد الإمام أبو مسلم يقراءها فتى الإسلام الشيخ مسعود المقبالي.

https://www.waleman.com/modules.php?n...=search&query=
إفتح الرابط وإكتب في صندوق البحث "أبو مسلم" وسوف يعرض لك كل قصائد الإمام.

التعديل الأخير تم بواسطة المعمري11 ; November 14, 2010 الساعة 01:10 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 4, 2010, 10:56 PM
 
رد: الإمام أبو مسلم الرواحي .

تبدوا كتاباته مميزة ، شدني هذا العنوان كثيرا "النور المحمدي والكنوز الصمدية"

ومن الجيد انه اصدر جريدة باسم النجاح

الاسم فقط يوحي بالايجابية والجمال

جزاك الله خيرا اخي المعمري

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
__________________



اللهم اغفر لـ أبي وارحمه واجعل مثواه الجنة
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 5, 2010, 05:14 PM
 
Thumbs Up رد: الإمام أبو مسلم الرواحي .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رفعوا أيديكم عن فلسطين فهي وقف لمليار ونصف المليار مسلم ولكل مسلم يولد إلى يوم القيامة eyouba مقالات حادّه , مواضيع نقاش 1 September 26, 2010 05:57 AM
أخي .. هل أنت مسلم حقيقي أم أنك مسلم مزيف ؟؟ نجمة ديني النصح و التوعيه 3 April 14, 2009 11:29 PM
رجل مسلم أسلم على يديه كل من كان في الكنيسة good for you روايات و قصص منشورة ومنقولة 1 November 12, 2008 04:15 PM


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر