فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 23, 2010, 07:27 PM
 
قصة بقصيدة


(بائعة الريحان)للشاعر عبد الرحمن العشماوي
بائعة الريحان


في قرية رابضة
في قمة الجبل
تعيش في امان
تواجه الحياة بابتسامة الأمل
وعندما ..
تبيض ظلمة المساء
بيضة السحر
وقبل أن يفترّ مبسم الأفق
عن بسمة الصباح
تكون قد أناخت الركاب في "الغشامرة"
مقر سوق "السبت"
تبيع فيه الشيح والريحان
وربما
تبيع قرن موز
وربما قرنين
وقبل أن يودع النهار
وعند نزعه الأخير
تكون في منزلها
تدقق الحساب
من يا ترى
بائعة الريحان؟
امرأة تخمشها
مخالب التسعين
امرأة عجوز
في وجهها المجعد الجبين
إشارة إلى تعاقب السنين
بائعة الريحان
في وجهها تلبدت متاعب الزمن
وفي انحناء ظهرها
حكاية طويلة من الوهن
بائعة الريحان
حكاية قديمة جديده
أغنية ريفية فريده
بائعة الريحان
راوية لا تعرف المراء
لا تعرف التزلف المشين والرياء
تقول ما تشاء
وربما يلجمها الحياء
فتلزم السكوت
وتنتهي حكاية الريحان او تموت
بائعة الريحان
قذفت في مسمعها السؤال
ترنح السؤال واستطال
وصال حول سمعها وجال
بائعة الريحان
في عينها شرود
في سمعها ثقل
وربما راودها الخجل
فاسدلت
من صمتها حجابا
لكنني برغم صمتها
قذفت بالسؤال يتبع السؤال
فالتفتت إليّ في ذهول
وهمست تقول
تريد أن أحكي لك الحكاية
فقلت في تلهف شديد
نعم
وكيف لا أريد؟‍
بائعة الريحان
رمت إليّ نظرة طويلة
وأردفت بآهة ثقيلة
وانطلقت تقول:
حكايتي حكاية
أما ترى بأنني أصارع الهرم؟‍
كأنني تساؤل من عصرنا القديم
عن كل ما أراه من جديد
أو أنني علامة
تخبركم بما مضى من عيشنا الزهيد
حكايتي حكاية
قد عشت ـ يا بني ـ عالمين
ولدت مرتين
وربما
أموت مرتين
ما بين أمسي ـ أيها الفتى ـ
وبين حاضري مسافة بعيده
بدأتها وحيده
وربما أنهيتها وحيده
بالأمس
كانت الحياة هادئه
وكانت النفوس هانئه
واليوم ـ يا بني ـ مثل ما ترى
تقارب الزمن
فالنوم في وطن
وقهوة الصباح في وطن
تقارب الزمن
لكنني أحس بالتباعد المخيف
في أنفس البشر
ما عاد في القلوب
نبضها القديم
وحبها العظيم
تقارب الزمن
والناس يا بني يلهثون
وربما أتاهم اليقين
وهم على الطريق يلهثون
حكايتي حكايه
في قريتي
بدأت رحلة الطفوله
في قريتي
لعبت بالتراب والحصى
رعيت في طفولتي الغنم
وفي الصبا
رعيت بيتي الصغير
وأي بيت ـ أيها الفتى ـ
ما عرفت جدرانه الدهان
وأرضه لم تعرف المفارش الوثيره
ما كان في منزلنا كنب
ولم يكن في غرفتي سرير
وأين غرفتي ؟‍
كشوكة في حلق بيتنا الصغير
ولم تكن
إذا أتى الشتاء تحرمنا من لذة المطر
لكن بيتنا
بالرغم من مظهره الحقير
لم يعرف الشقاء
وربما
لأنه لم يعرف الثراء
حكايتي حكايه
من بيتي الصغير
كنت أملك الوجود
أحس أن طفلتي "شريفه"
تقرب البعيد
ولا تسل عن رجل قصير
يفاجىء الذي يراه
بمظهر حقير
يداه ما صافحتا نعومة الحياة
لكنه بطل
في وجهه ابتسامة الأمل
منحته عنايتي وحبي الكبير
أغض طرفي إن قسا
أو ثار في غضب
وربما يضربني لا أعرف السبب
فألزم السكوت
وإنما السكوت من ذهب
ما كان في قريتنا تلفاز
ولم تكن تهمنا الإذاعة
وسكتت بائعة الريحان
ولم يطل سكوتها
بل أردفت تقول
دعني أقص هذه الحكاية العجيبة :
في سفر إلى ابنتي
وأيما سفر ؟‍
في ذلك الزمان
لم تعبد الطرق
وصلت بعد رحلة طويله
إلى ابنتي "شريفه"
دخلن بيتها
رأيت في مجلسها العجب
أرجل في بيتها غريب ؟‍
هل فقد الحياء وانتهى الأدب ؟َ
رددت فوق وجهي الحجاب
وعدت نحوها
وصحت في غضب :
أغيرت طباعك المدينه
وكيف تدخلينني على الرجل ؟‍
ومن هو الرجل ؟
وهالني أني رأيت زوجها
يغالب الضحك
وكدت أن أثور
لكنها تلطفت وقالت :
هذا هو "التلفاز"
تنهدت بائعة الريحان
وذهبت تقول :
ما كان في قريتنا "تلفاز"
ولم نكن ..
نشاهد الفتاة ـ يا بني ـ
تكاد تأكل الفتى
ما كان في النساء
هذه الوقاحة
يا ضيعة الحياء
أحس يا بني
أن سوسة الرذيله
ستأكل الفضيله
وأنكم في كأس هذه الحضارة
ستشربون حسرة
شديدة المرارة
وأنكم
كما هتفت سوف تهتفون
يا ضيعة الحياء
وعاودت بائعة الريحان
حديثها الطويل
ولملمت ثيابها
وانطلقت تقول :
في بيتنا الصغير
صرت اعرف "الصدر"
ألست تعرف "الصدر"
مزارع لزوجي الحبيب
في "تهامه"
كم صافحت أرجلنا طريقها الطويل
في اليوم مرتين
ونحن نصعد الجبال
وأيما جبال ؟‍
تناطح السحاب في شموخ
لا تعرف الرضوخ
في بيتي الصغير
ذقت لذة الحياه
وذقت لذة الكفاح
والتعب
ومرت السنون
ولا تسلني ..
كيف مرت السنون ؟‍
وأقبل الخريف
ولا تسلني كيف أقبل الخريف ؟‍
عشية الخميس
وكانت الشمس
تعانق المغيب
وكنت
في انتظار زوجي الحبيب
وزحفت مواكب الظلام نحونا
ولم يعد
وابتلع السكون قريتي
ولم يعد
وطال بي السهر
واستأسد القلق
وعربدت مخاوفي
وشمر الأرق
وزوجي الحبيب
لم يعد
واشتعلت مواقد الظنون
والناس نائمون
وزوجي الحبيب لم يعد
عشية الخميس
غامت السماء
فرعدها يخيف
وبرقها
يكاد يخطف البصر
وزحف المساء واستبد بالتلال
وعندها خرجت
والظلام والضياء في عراك
وقريتي نائمة
فما بها حراك
وربما سمعت
لو أصخت سمعك الرهيف
ما يشبه الحفيف
تحدثه شراشف النساء
وربما سمعت تمته
وجملا منغمه
وربما سمعت
لو أصخت ثانية
طقطقة الحطب
كأنه
يشكو إليك قسوة اللهب
وربما رأيت
لو أنعمت ناظريك
نساء قريتي
يسبقن ضوء الفجر عند منبع المياه
ويا لهن من نساء
على ظهورهن
ترقص القرب
وما لهن في المجون من أرب
خرجت
والسماء في وجوم
والريح تزمع الهجوم
وجسدي
تهزه ارتعاشة غريبه
وخطرت خاطرة رهيبه
ووقف الطريق بي
أو أنني وقفت به
وجاءني الخبر
فزوجي الحبيب
مات
ونال من تماسكي الدوار
وأسدل الستار
وبعدها
بدأت رحلة العناء
وصرت ـ يا بني ـ مثلما ترى
بائعة الريحان
بائعة الريحان
...........................
رد:
بائعة الريحان
فيا لها من زوجة تعاند الزمن
وتقهر الفتن
تريد أن تعيش
كما حياة زوجها
من دونما محن
من الذي
يبلغك يا صفحة الشرف
بأنني كرهتها
حياتنا في اللهو والترف
لتعلمي يا جدتي
بأنني أعيش في عناء
أصارع البكاء
كرهتها حياتنا
في الفسق والمجون
والعشق والجنون
كرهتها حياتنا
تملأها النعم
لكننا يا جدتي
لم نشكر النعم
ههتفتها يا جدتي والكل يهتفون :
يا ضيعة الحياء
يا ضيعة الحياء

تحياتي...,,,
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 23, 2010, 07:46 PM
 
رد: قصة بقصيدة

مميزة كصاحبها المستفرد بأسلوب أخاذ بكل ما تحمله الكلمة
نقل موفق يا صديقي سلم ذوقك
:::::":::::

تفاصيل الوصف و أنواعه الموظفة ببراعة
تحمل كل تفاصيل المشاعر من العجوز إلى الشاب
إلى ديكور متقن للأحداث ... إبدااااع لا يقبل الوصف .

شكرا لك مجددا على النقل المميز
رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 24, 2010, 11:23 PM
 
رد: قصة بقصيدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Řά₡ỉm مشاهدة المشاركة
مميزة كصاحبها المستفرد بأسلوب أخاذ بكل ما تحمله الكلمة
نقل موفق يا صديقي سلم ذوقك
:::::":::::

تفاصيل الوصف و أنواعه الموظفة ببراعة
تحمل كل تفاصيل المشاعر من العجوز إلى الشاب
إلى ديكور متقن للأحداث ... إبدااااع لا يقبل الوصف .

شكرا لك مجددا على النقل المميز
اشكر مرورك وتواجددك ودعمك
تحياتي,,,...
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قالت أوصفني بقصيدة! قلت بسم الله عليك فارس الحزين كلام من القلب للقلب 2 July 21, 2010 11:00 PM
مدح الرسول بقصيدة تحمل كل سور القرآن اريج الزهوور شعر و نثر 2 February 2, 2010 04:00 PM
سجل حضورك اليومي بقصيدة أو حكمة أوخاطرة.... *جينار* كلام من القلب للقلب 61 May 16, 2009 12:44 PM
سأشارك بقصيدة للشاعر نزار قباني وأني أحبك سهر الساهرين كلام من القلب للقلب 0 September 9, 2008 07:18 PM


الساعة الآن 07:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر