فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 25, 2010, 09:46 AM
 
أنيس قصة قصيرة/حمادي بلخشين

أنيس


حين عاودتها صورة أم سلمان ( ربما للمرة المائة أو يزيد).. وهي تغادر علي نقالة يحفّ بها أربعة عناصر من الحماية المدنية وجمع غفير من سكان الحيّ الشعبيّ المزدحم. أحسّت أم إبراهيم بانقباض في صدرها، و وحشة في قلبها ومرارة في حلقها" رحمة الله عليها.. كانت صديقة الطفولة و الشباب و رفيقة الحج و العمرة" مازلت نبراتها الحزينة ترّن في أذنيها وهي تشكو لها هجر سلمان و قسوة قلبه... حدث ذلك في آخر زيارة لها" هوّني عليك يا أم سلمان كلنا في الهمّ سواء".. ستفتقدها كثيرا دون أدنى شك... كانت مستمعة جيدة و مواسية أجود... صحيح ان البركة في أنيس، و لكن ليس الذكر كالأنثى اذا تعلق الأمر بالشكوى من عقوق البنين.

المرّوع في موت أم سلمان، لم يكن عدم وجود أي شخص الى جوارها حين أزفت ساعةالرحيل، فهذا متوقع لمن كان في مثل سنها و كثرة أمراضها و إنفضاض الأحبة من حولها.. المروّع في موت أم سلمان، كان كيفية العثور المتأخر عليها، و قد أتت الجرذان على نصف جثمانها وقيل أكثر.
نظرت إلى أنيس الذي بدت عليه آثار النعاس، ثم كرّرت و للمرة الخامسة منذ الإكتشاف المحزن:
** سبق أن أخبرتك، أن إختفاءها مش ببلاش.
** ...
تجاوزت نوبة سعال حادّة أضافت بعدها:
*** قلت لك أيضا أن قلب المؤمن دليله. و ان أحاسيسي لم تخني قط.
اطالت التنهد ثم استمرت متسائلة:
*** يا حبيبتي يا أم سلمان، من كان يتصّور أن نهايتك ستكون على هذه الصورة البشعة.
ثم وهي تنظر ناحية أنيس:
** بعد يومين من اختفائها، و حين اقترحت خلع الباب، أعارني الجميع آذانا صماء.. قالوا لي" ربما كانت مسافرة".. قلت لهم :" صحيح انها تعتزم السفر، و لكن ليس قبل فراغها اليوم من مراجعة طبيبها.. وحتى لو حدث ما يوجب سفرها فقد كان من الضروري اعلامي بذلك كي أتولي عنها تسلم معاش زوجها. هكذا كان دأبها منذ عشرين سنة". كنت بجانبي حين قلت لهم هذا.. اليس كذلك؟"
** ...
** أنيس

** ...
** أنيس... لعلك نمت يا حبيبي؟
** ...
اقتربت قليلا حيث يرقد أنيس
أمعنت فيه النظر.
لقد نام أنيس.
أدركت ذلك من تردّد نفسه و سكون ذيله!

أوسلو 28 مارس 2010
رد مع اقتباس
  #2  
قديم September 27, 2010, 11:06 PM
 
رد: أنيس قصة قصيرة/حمادي بلخشين

أسلوبك اخي حمادي بلخشين جميل

شكرا على القصة

تحياتي لك
__________________



اللهم اغفر لـ أبي وارحمه واجعل مثواه الجنة
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
رد مع اقتباس
  #3  
قديم September 28, 2010, 12:31 AM
 
رد: أنيس قصة قصيرة/حمادي بلخشين

القصة نهايتها أعجبتنى جدا
وفواصلها جعلتنى أمتزج بها
/
استمر فى الكتابة صديقى .. فقدرتك رائعة
/
بانتظار كل جديدك
__________________



/ ما أسخف الصدف!!

عندما تجبركـ الركوع لأناس ملكوا مواسم الحياة
لكنهم .. افتقروا لأىٍ من ملامح الرحمة \

وما أجمل أن ترسم ملامح إبتسامة على شفاهـ أرهقها العبس ..
/

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تشكيلة فساتين قصيرة , أجمل الفسلتين القصيرة , فساتين قصيرة 2019 , موديلات قصيرة 2015 AHD Ashour مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس 5 January 4, 2015 01:16 PM
فساد قصة قصيرة بقلم حمادي بلخشين حمادي بلخشين روايات و قصص الأعضاء 4 October 19, 2010 09:25 AM
وصية قصة قصيرة بقلم حمادي بلخشين حمادي بلخشين روايات و قصص الأعضاء 2 September 25, 2010 09:34 AM
تنانير قصيرة و تنورات قصيرة مقاسات كبيرة للسمينات و للممتلئات حلوه و جميلة جدا Yana مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس 0 April 12, 2010 02:28 PM
موديلات فساتين قصيرة ، فساتين سهرة قصيرة ، صور فساتين قصيرة AHD Ashour مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس 0 April 11, 2010 12:30 PM


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر