فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم August 25, 2010, 04:58 PM
 
الإمام أحمد بن حنبل

الإمام أحمد بن حنبل
نسبه :
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

نشأته :
ولد الإمام أحمد بن حنبل في بغداد في شهر ربيع الأول سنة 164 ه* 780م وتنقل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".
و قال إبراهيم الحربي، : "رأيت أحمد ابن حنبل، فرأيت كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء". ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا.

منهجه :
منهجه العلمي ومميزات فقهه: اشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.
  • وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ويقول في الحج: "خذوا عني مناسككم". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.
  • أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك أن الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
  • وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟". من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخاريومسلموأبو داود. ومن أقرانه علي بن المدينيويحيى بن معين.
محنته :
اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان".. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأن المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم رد الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتم تعرضه للضرب و الجلد بين يديه، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً. ولما تولى الخلافة الواثق، وه و أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق.
وحين وصل المتوكلابن المعتصم والأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكن الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.
<<سأتحدث بالتفصيل عن قصة بن حنبل مع الخليفة المعتصم فيما بعد>>.

مؤلفاته :
- المسند و يحوي أكثر من أربيع ألف حديث .
- الناسخ و المنسوخ ، و فضائل الصحابة ، و تاريخ الإسلام.
- السنن في الفقه
- أصول السنة
- السنة
- كتاب أحكام النساء
- كتاب الأشربة
- العلل و معرفة الرجال
- الأسامي و الكنى
- الرد على الجهمية و الزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن و تاوله على غير تأويله.
- الزهد

وفاته :
توفي أحمد بن حنبل يوم الجمعة12 ربيع الأول سنة 241 ه*، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملؤوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.
وقد دفن أحمد بن حنبل في بغداد في جانب الكرخ قرب مدينة تسمى الكاظمية، قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان المقبرة، وقيل أنه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، وأن جميع الطوائف حزنت على موته.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 26, 2010, 03:11 AM
 
الإمام أحمد بن حنبل و الخليفة المعتصم

الإمام ابن حنبل و الخليفة المعتصم
في أواخر القرن الثاني و بداية القرن الثالث و جد أهل البدع سنداً لهم فقد توسعوا لإدخال النظريات الفلسفية غلى العقيدة الإسلامية ، و كان هذا العصر هو عصر اكتمال بالنسبة للمعتزلة و فيه ظهر عدد كبير من فلافستهم أمثال : أبي هذيل العلاف - شيخ المأمون و أستاذه - ، و غبراهيم بن سيار ، و معمر بن عباد السلمي ، و بشر بن المعتمر وغيرهم.
وكان الخلفاء أنفسهم يعتقدون البدع ويعلنونها فكان المأمون موافقاً للمعتزلة في معظم عقائدهم ، وكان إلى ذلك مرجئاً ، وجاء من بعده: المعتصم ، فالواثق ، فكانا على نهجه. وقد عمل المأمون بعد ولايته على نصر مذهب المعتزلة ، فقرب رؤوسه كأحمد بن أبي دؤاد ، وعقد مجال المناظرة بين المعتزلة وخصومهم من أهل السنة ، فلما لم تجد شيئاً بدأ بالتضييق على الناس وإلزامهم بالقول بخلق القرآن ونفي الرؤية ، حتى أصبح القول بذلك شرطاً عنده لتولي المناصب بما فيها القضاء. استطاع وزراؤه المعتزلة أن يقنعوه بحمل الناس على المذهب بالقوة ، فكتب إلى واليه على بغداد بجمع العلماء وامتحانهم في مسألة خلق القرآن وحمل من يرفض هذه العقيدة مقيداً مصفداً إلى المأمون. فأجاب العلماء أجوبة تتراوح بين التقية وحسن التخلص إلا أربعة أصّروا على عقيدة أهل السنة والمجاهرة بها ، وهم: القواريري ، وسجادة ، ومحمد بن نوح ، والإمام أحمد. أجاب الأوّلان تحت ضغط التعذيب والإرهاب ، وحمل الآخران إلى المأمون مكبَّلين بالقيود ، فتوفي محمد بن نوح في الطريق ، وبقي الإمام أحمد وحده في الطريق.
ثم مات المأمون ، فرد أحمد إلى بغداد ، وأخذت الفتنة مدى أوسع في عهد المعتصم ، حيث سجن الإمام أحمد مقيداً ثلاثين شهراً ، وكان يصلي وينام والقيد في رجله ،
وفي ك*ل ي*وم ك*ان ي*نف*ذ إل*ي*ه المعتصم من يناظره ويهدده إن لم يجب بأشد مما هو عليه، ثم يزاد في قيوده، وقد جهد المعتصم في التأثير على موقف الإمام بالملاينة والعطف وإظهار ال*ف*ض*ل، وال*ت*رغ*ي*ب وال*وع*د. فكانت كلمة الإمام واحدة لا تتغير حتى إذا استفرغوا وس*ع*ه*م أض*م*روا ال*ش*دة وال*ق*س*وة، وشعر الإمام بذلك فكان يشد عليه سراويله وينتظر الضرب، فيأتي المعتصم يناظره ويناظرونه حتى يثور غضبه فيشتم الإمام ويأمر بسحبه وتخليعه ، وظلوا على هذه الحال يأتي الجلادون بالسياط الغليظة فيردها المعتصم ليطلب أغلظ منها ويأخذ الجلادون دورهم فيضربه كل واحد منهم سوطين ، والمعتصم يحرضهم وه*و واق*ف على رؤوس*ه*م ح*تى أغ*م*ي على الإمام أحمد، فلما أفاق جاؤوا إليه بسويق، فقال: لا أفطر! وصلى - رحمه الله - والدماء تسيل في ثوبه.
قال الإمام أحمد: ذهب عقلي مراراً، فكان إذا رفع عني الضرب رجعت إليَّ نفسي ، وإن استرخيت وسقطت رفع عني الضرب.
وقال أحد الجلادين: لقد ضربت أحمد ثمانين سوطاً لو ضربتها فيلاً لهدته.
وكان الإمام أحمد ينتظر الشهادة في سبيل الله ، فحين نخسه أحد الحراس بسيفه فرح وقال: جاء الفرج، يضرب عنقي وأستريح، فقال ابن سماعة (1) : يا أمير المؤمنين: اضرب عنقه ودمه في رقبتي، فقال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل ، فاتخذوه إماماً ، وثبتوا على ما هم عليه ولكن أطلقه الساعة فإن مات خارجاً عن منزلك شكّ الناس في أمره.
ف*أخ*رج الإم*ام أح*م*د وفي ك*ل م*وض*ع منه جراحة حتى إن أحداً لمّا هم بمساعدته على ال*ن*زول من ال*دّاب**ة وقعت يده على بعض تلك الجراحة وهو لا يشعر فصاح الإمام أحمد ف*ن*ح*ى ي*ده ع*ن*ه. وجاءه بالط*ب*يب فكان يدخل الميل في بعض الجراحات ، وكان يأتي بالحديدة فيعلق بها بعض لحمه ليقطعه بالسكين وأحمد صابر بحمد الله.
ولما م*ات الم*ع*ت*ص*م وولي الواثق فرض الإقامة الجبرية على الإمام أحمد، فلا يخرج حتى لل*ص*لاة، ولا يج*تمع إليه أحد، حتى هلك الواثق، ثم جاء بعده المتوكل، فرفع المحنة، ونصر السنة ، وقرّب أهلها.

ولقد مر زمان والإمام أحمد أعزل من كل شيء ، وحيد فريد ، لا يجلس إليه أحد ، ولا يعضده في موقفه أحد ، وكان لأعدائه الجاه والسلطان والدولة ، فكان يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز. فلم تمض أويقات قليلة حتى علا شأنه ، رحمه الله ، وذاع صيته ، وعظم قدره، حتى تضايق هو من ذلك ، وتمنى الموت لكراهيته للشهرة وحبِّه للخمول. أما في الموت فإن أقل ما حرزت به جنازته سبعمائة ألف إنسان.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: (وقد صدق الله قول أحمد في هذا ؛ فإنه كان إمام السنة في زمانه ، وعيون مخالفيه ، أحمد بن أبي دؤاد وهو قاض من قضاة الدنيا لم يحتفل أحدٌ بموته ، ولم يلتفت إليه ، ولما مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان ، وكذلك الحارث بن أسد المحاسبي مع زهده وورعه وتنفيره ومحاسبته نفسه في خطواته وحركاته لم يصل عليه إلا ثلاثة أو أربعة من الناس ، وكذلك بشر بن غياث المريسي لم يصل عليه إلا طائفة يسيرة جداً ، فلله الأمر من قبل ومن بعد).

1- ابن سماعة : ابن سماعة هذا كان صلى مرة بالإمام أحمد في السجن والدم يسيل من جسده فقال له: صليت والدم يسيل من ثوبك فقال أحمد: قد صلى عمر وجرحه يثعب دماً.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد،بن،حنبل،المأمون،المعتصم،الشافعي،بغداد،الكرخ،ا لكاظمية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل ألاء ياقوت كتب اسلاميه 1 January 10, 2015 12:07 AM
تحميل كتاب مسند أحمد بن حنبل ألاء ياقوت كتب اسلاميه 2 August 31, 2010 01:40 AM
تحميل كتاب مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ألاء ياقوت كتب اسلاميه 0 August 8, 2010 12:06 PM
أحمد بن حنبل والخبّاز abuowais النصح و التوعيه 2 December 27, 2009 08:16 PM


الساعة الآن 09:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر