فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > بحوث علمية

بحوث علمية بحوث علمية , مدرسية , مقالات عروض بوربوينت , تحضير ,دروس و ملخصات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 1, 2010, 09:18 PM
 
البرية على الرحمة للدكتور محمد فالح الجهني

التربية على الرحمة... المستدامة مجلة المعرفة العد185
بقلم : محمد فالح الجهني 2010-07-31 19 /8 /1431 يمكن ضمان شيوع سلوك قويم وقيمة مطلوبة كالرحمة في المنظومة التربوية من خلال استهداف التربية لهذه القيمة وغرسها في نفوس الناشئة بشتى الطرق التربوية، وفي نفس الوقت فإن الرحمة - نفسها - تمثل وسيلة تربوية ناجعة لتعزيز نفسها كسلوك وقيمة إيجابية ومرغوبة؛ ليس لدى الطلبة وحدهم وإنما لدى المجتمع التعليمي بكامله.
في معظم البلاد العربية والإسلامية، تنص الدساتير والوثائق التربوية على أن الإسلام وتعاليمه وتشريعاته هي الأصول والمنابع الفلسفية للتربية والتعليم، هذا من الناحية المعلنة على الأقل، لكن على مستوى الواقع والممارسة، يمكن للراصد أن يلحظ قصورًا في التطبيق التربوي الميداني للأفكار والقيم والتعاليم التي جاء بها الدين الحنيف، ومن ذلك مفهوم وقيمة الرحمة.
في الفكر الإسلامي، متضمنًا الفكر التربوي الإسلامي - بافتراض الاتفاق على صحة المصطلح الأخير- فإن الرحمة صفة للخالق تبارك وتعالى، وأن رحمة الله سبحانه وتعالى قد سبقت غضبه، كما أن إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام وتنزيل الكتب السماوية ما هي إلا رحمة من الله سبحانه وتعالى بالعالمين، وفي كل هذا حث على الرحمة واتخاذها سلوكًا يجدر بالبشر أن يتعاملوا به فيما بينهم. وثبت في كافة مظاهر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله ، وهو عليه الصلاة والسلام قدوة المؤمنين، تطبيقه الفعلي لقيمة الرحمة، وبما يمكّن من الحكم بأنه لم تنقل سيرة أو تعاليم لأحد من البشر تحض على الرحمة قولًا وعملًا تضاهي ما أُثر عن النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام، فقد كان رحيمًا بالمؤمنين وبالضعفة وبالأولاد والأهل وبالأيتام وبالأمة كاملة ،بل حتى بالحيوان، والمصادر والنصوص الثابتة والمحققة في هذا النحو تفوق الحصر.
الرحمة سلوك يفترض أن يكون شائعًا من الناحيتين النظرية والتطبيقية بين كافة عناصر المنظومة التربوية، سواء كانت العناصر البشرية في تعاملاتها أو العناصر المعنوية في محتواها، إلا أن ثمة قصورًا في ممارسة سلوك الرحمة في المؤسسات التربوية، بحيث أصبحت الصورة الذهنية للمدارس والجامعات في البلدان العربية والإسلامية قرينة التسلط والقمع والنظام الصارم الدقيق وربما العقاب البدني في أي لحظة وردعًا لأي مخالفة للنظام المدرسي الصارم. ولعل جهل العاملين في المنظمات التربوية، بالأصول الدينية والفلسفية والمنطلقات الفكرية للنظام التربوي، سبب واضح لندرة السلوكيات الرحيمة في المدارس والكليات وربما حتى في الجهاز الإداري المسيّر للتنظيم التربوي برمته.
صحيح أن الكليات التربوية تقدم مساقات دراسية تتناول الأصول الفلسفية والدينية للتربية متضمنة مفاهيم الرحمة وحب الخير والعطف على الضعيف وإعطاء كل ذي حق حقه وغيرها، أو مساقات أخرى تتناول مثل هذا الأمر من منظور علم النفس التربوي المعاصر وغيرها من المساقات الأكاديمية، إلا أن علاقة الطالب/ المعلم (= طالب التربية الميدانية) تنقطع بمثل هذه الأفكار والنظريات فور تخرجه في الكلية التربوية أو إنهاء برنامج الدبلوم التربوي، علاوة على السمة النظرية البحتة لتدريس مساقات معينة كمساق أصول التربية، فطالب التربية وحين توجيهه إلى الميدان التربوي متدربًا (برنامج التربية الميدانية) يتم التركيز في تدريبه على الناحية التدريسية الفنية المهارية (تصميمه للدرس وصياغته للأهداف التربوية السلوكية، اختياره لطريقة التدريس الملائمة، استخدامه لوسيلة التدريس المناسبة في الوقت المناسب...) مع الاتكاء على الناحية المعرفية (محتوى الدرس من المادة العلمية، المعرفة النظرية بأصول التدريس..)، لكن الغائب، وكما يشاهد في الواقع، هو تدريب الطالب/ المعلم (=المتدرب) أثناء فترة التربية الميدانية على التطبيق للقيم والأفكار والأصول الفلسفية للتربية بما فيها التعامل مع التلاميذ والطلبة بالرحمة والعطف والحنان. أما الأستاذ الجامعي فهو في البداية معيد يُطلب منه إكمال دراسته في تخصصه حتى الحصول على درجة الدكتوراه ليصبح أستاذًا دون مرور على الأصول الفلسفية والدينية والأخلاقية للتربية، ومن هنا تجدر التوصية بأن يتضمن برنامج إعداد عضو هيئة التدريس الجامعي قدرًا من الأصول الفلسفية والدينية والأخلاقية لمهنة التعليم بما فيهم تمثل سلوك الرحمة.
التربية للرحمة
الأصول الإسلامية، وربما الأصول الفكرية لمعظم النظم التربوية غير الإسلامية، ذاخرة بالتعاليم والنصوص الحاثة على الرحمة والعطف واللين والتسامح وغيرها من المعاني الإنسانية التي تنتهي برحمة الإنسان لنفسه وأخيه الإنسان والحيوان الذي يستخدمه أو يأكله. وفي تركيزنا على الدين الإسلامي، نجد أن الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، ذاخرة بذكر الرحمة والتأكيد والحث عليها، بل إن المؤمن يكرر اسم الخالق تبارك وتعالى «الرحمن الرحيم» عشرات المرات على الأقل في اليوم والليلة. وعليه فمحتوى المنهج التربوي في البلدان الإسلامية يفترض أن يحتوي على الأصول النصية التالية:
· التأكيد على اتصاف الخالق تبارك وتعالى بالرحمة.
· رحمة الله تعالى ينالها المؤمنون.
· رحمة الله تعالى تسبق غضبه.
· رحمة الله تعالى لخلقه بإرسال الرسل عليهم السلام، وعدم ترك البشر بلا هداية.
· رحمة الله تعالى لخلقة بإنزال القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة دستورًا وهدى ورحمة وبشرى للمؤمنين.
· رحمة الله تعالى لخلقه بجعل المودة والرحمة أساسًا للعلاقة بين الزوجين حاضني الأسرة السعيدة.
· جعل الرحمة أساسًا للعلاقة بين المؤمنين الذين هم رحماء بينهم أشداء على الكفار.
· جعل الرحمة وصية يتواصى المؤمنون بها.
· جعل اتصاف المؤمن بالرحمة سببًا لرحمة الله تعالى له.
· التأكيد على أن خلو قلب الإنسان من الرحمة هو السبب في شقائه.
· التأكيد على أن الرحمة سبب لالتفاف المؤمنين حول قائدهم الرحيم بهم وعدم انفضاضهم من حوله، فالقائد المؤمن يعفو عنهم ويستغفر لهم ويشاورهم في الأمر.
· حث النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة بالعيال والأهل والضعفاء والبهائم.
التربية بالرحمة
من المؤكد أن المعطى التربوي المعاصر سوف يقدم الكثير من الاستراتيجيات والطرق والأساليب التربوية التي من المقدّر أنها سوف تقدّم المحتوى سالف الذكر عن الرحمة في الموروث الإسلامي إلى التلاميذ والطلبة في المستوى الصفي.
لكن ذلك لن يتأتى للمنظومة التربوية ما لم تستخدم الرحمة أسلوبًا للتعامل الإنساني في كافة مستوياتها وبين جميع منسوبيها بلا استثناء، فالتعامل القاسي أو الفظ داخل المنظومة التربوية سوف يكون معول هدم لكل ما تم تعليمه بشكل نظري من خلال المنهج ومحتواه، حيث بات من المسلم به أن المنهج لا يقتصر على مجرد صياغة أهداف وتحديد محتوى علمي وتكليف معلم وتطبيق أساليب تقويم، وإنما يتجاوز ذلك إلى تهيئة مواقف حياتية توفر الخبرات التي تكفل التعلم، فالخبرة هي كل موقف تفاعلي ينغمس فيه أي من منسوبي المنظومة التربوية، بعقولهم وما تحمله من معارف وعاطفة ويختزن فيها من قيم، بحيث تترك هذه المواقف أثرًا إيجابيًا في النفس.
إن البيئة التربوية النظامية مجال خصب لتوفير الخبرات التي تصقل سلوك وقيمة الرحمة لدى التلاميذ والطلبة، والذين تم تقديم مفهوم الرحمة لهم من خلال المنهج في الصف الدراسي، والأمر ينسحب على كافة منسوبي النظام التربوي والمتعاملين معه، ومن مظان المواقف والخبرات التربوية في المنظومة التعليمة الداعمة لتعزيز سلوك وقيمة الرحمة ما يلي:
· انتفاء العقاب البدني بكافة أشكاله في المدارس.
· اقتران تأديب الطلبة - في حالة لزم الأمر - بإيضاح حكمته.
· استهداف فائدة الطالب وتدريبه دون تعمد إرهاقه عند التكليف بواجبات وأعمال أكاديمية.
· تلمس احتياجات الفقراء وذوي الظروف المادية السيئة من الطلبة.
· سلاسة المقررات وتخليصها من الحشو وتحميل ذاكرة الطالب كمًا كبيرًا مما يتحتم حفظه.
· اقتران التدريس الصفي - على الدوام- بجو الأبوة والألفة والطرافة والمودة.
· تجنب الغموض والألفاظ والعبارات القاسية في صياغة الامتحانات التحصيلية.
· ديمقراطية الإدارة التعليمية واتباع سياسة الباب المفتوح للطالب والمعلم وسائر المنسوبين.
· تجنب التطبيق الحرفي للوائح والقوانين والعمل بروح النظام أكثر من العمل بنصوص النظام.
· إخبار المعلم مسبقًا وأخذ موافقته سواء لزيارة مدير المدرسة التقويمية أو زيارة المشرف التربوي التوجيهية الفنية.
· حصول المعلمين والعاملين في الحقل التربوي على حقوقهم المادية والمعنوية كاملة غير منقوصة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم September 5, 2010, 08:08 PM
 
رد: البرية على الرحمة للدكتور محمد فالح الجهني

يسلمو وبارك الله فيك
رزقك الله الجنة
احترامي
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسلة أرسم حياتك للدكتور محمد فتحي-كتاب الطريق إلى الربانية للدكتور مجدي الهلالي- كتيب فن دعوة الخالدين أرشيف طلبات الكتب 5 November 18, 2012 07:37 PM
علاقة أدب الأطفال بالتربية للدكتور محمد شاكراختيار البحث محمد عباس محمد عرابي محمس عربي بحوث علمية 1 June 29, 2010 07:06 AM
انشرها بارك الله فيك ..الرحمة باقية بإذن الله رغم اليهود منايا رضاك يا رب النصح و التوعيه 0 May 18, 2010 01:29 PM
معالم الرحمة في العبادات للباحث محمد عباس محمد عرابي محمس عربي بحوث علمية 0 February 10, 2010 07:47 AM


الساعة الآن 07:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر