ماذا صنع أهل المغرب بإسبانيا ربع مفرداتها والكثير من مدنها مقتبسة من العربية والبربرية

أهل الجفاء والجهل قال...!!!. عن أنس بن مالك قال : هبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الجفاء : أنا أسكن المغرب فقال ملك الجهل وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر ‏"، (معجم البلدان ج 1 صفحة 311 ). هذا حديث تطرقت إليه في موضوعي : الأحاديث البربرية والأموية والعباسية المنسوبة زوراً للنبي وغيره إضغط على عنوانه لتستفيد, (أستسمح عن عدم رفع الرابط إحتراماً لقوانين المنتدى، وسأعمل عن إعادة كتابة هذا هذا المضوع لاحقاً فيه)،. وقد كررت الحديث هنا لتتعرفوا عن قرب وأكثر عن أهل المغرب أهل الجفاء والجهل !!!.قبل أن أتطرق إلى أسماء المدن والأماكن التي بناها (أو سميت بالعربية أو البربرية) الفاتحون العرب والبربر في الأندلس وأخدت مكانتها في اللغة الإسبانية إلى يومنا هذا، مما يدل على عمق التأثير العربي والبربري المغربي خصوصاً، على شبه الجزيرة الإيبيرية والذي ظل حتى يومنا هذا شاهداً على حضارة أسسها البربر المغاربة والعرب. وإنصافاً لتاريخ البربر الإسلامي سأبد ممن كان له الفضل الكبير في فتح إسبانيا والذي رغم أن التاريخ أنصفه بذكره القائد الأول الذي فتح الأندلس، إلاَّ أن الأمويين الذين كان منضوياً إلى لوائهم لم ينصفوه. لماذا ؟، لأن الحكم والسلطة بكل بساطة كعادتهم أنسوهم الإحسان والنبل والإعتراف بالفضل والعرفان بالجميل والقيام بالواجب نحو من أدخل الإسلام إلى القارة الأوربية ليعمر فيها ثمانية قرون ف، " هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ " (الرحمن 60) ؟. فالقائد الإسلامي طارق بن زياد البربري الذي ينتمي إلى قبيلة الصدف الشديدة البأس والتي كانت ديانتها وثنية قبل الإسلام، ومضارب خيامها في جبال المغرب العالية، كان فارساً شجاعاً مقداماً وغازياً بطاشاً. يرجع له الفضل الكبير في إخضاع القبائل البربرية في شمال إفريقيا للإسلام وفي فتح الأندلس. هزم القوط في " معركة نهر لكه أو شذونة، وقتل ملكهم وصاح : " قتلت الطاغية، قتلت لذريق" و" معركة وادي موسى" مع موسى بن نصير، ومع ذلك لم ينصفه الأمويين وغدروا به، حيث كان موسى بن نصير حاقداً عليه لأنه تقدّم أكثر مما أراد، في هلاك أعداء الله وغزو بلاد الأندلس، وبدلاً من تهنئته قام بإهانته وتوبيخه ثم عزله بعد أن كان والياً على طنجة قبل غزو إسبانيا، واستحق أن يكون والياً على الأندلس التي فتحها مثله مثل عمرو بن العاص الذي فتح مصر وتولى ولايتها، لكنه بالمقابل سجنه ولم يطلق سراحه إلا بعد أن تدخّل الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي. بعد ذلك توجه طارق بن زياد بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس. لكن الخليفة الوليد بن عبد الملك توفي بعد أربعين يوماً من وصولهما، وتسلّم السلطة وليّ عهده سليمان الذي كان قد طلب منهما التأخّر حتى يموت والده الذي كان يصارع الموت لينسب فتح الأندلس والغنائم لنفسه، لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق، وهكذا غضب عليهما. وعندما تولّى الخلافة عزل موسى وأولاده، وقتل إبنه عبد العزيز بن موسى الذي شارك في فتح الأندلس. أما طارق بن زياد جالب النصر والغنائم فكان جزاؤه الإهمال وبقي بدون شأن ومات فقيراً سنة 720 م. (لقطات مقتطفة من، الكامل في التاريخ لإبن الأثير ودولة الإسلام في الأندلس، لمحمد عبد الله عنان).

كما أن غالبية الكلمات التي تبتدئ بألف التعريف في اللغة الإسبانية بقيت على حالها فيها، منها مثلاً : الأرز - Arroz، و السكر -Azucar، و الباذنجان Berenjenas ، و الخرشوفAlcarchofa، و السلق Acelga، و الزيتون Aceituna، و الزعفران Azafran، و البرتقال Naranja، و البطيخ السندي Sandia، و فراء القنلية Conejo (الأرنب الجبلي)، و الناعورة - Noria، و الياسمين Jasmin، و الكرز - Acaraz وهو أيضاً اسم قرية أندلسية، كما ذكرت سابقاً، والقُصَيْر . ويقال أن كلمة مارفيل Marfil الإسبانية أي العاج مشتقة من الأصل العربي ناب فيل، و القلعة -Alcala، و جنة العريف El Generalife وهو إسم الحديقة الجميلة التابعة لقصر الحمراء في لغرناطة La Alhambra، ذلك القصر الذي صار نموذجاً يحتذى به في بناء القصور الملكية وغيرها في أنحاء العالم، و المدوّر -Almodavar، و الواد الكبير Cuadalquivir، نهر يمرّ في كل من قرطبة وإشبيلية - كانت القرية في الأندلس تسمى بالضيعة فأخذ عنها الإسبان وباتوا يسمون قراهم بالضيعة Aldea - و الساقية يسمونها حتى الآن كذلك Acequia . ومن الطريف أن مدينة بلنسية Valencia ما زالت تحتفظ إلى اليوم ببعض مظاهر ما تبقى من نظم المسلمين المتعلقة بسقاية هذه البساتين، ألا وهي محكمة المياه Tribunal Delasaguas. وكلمة (حتى) بقيت على حالها في اللغة الإسبانية : Hasta - و السوق Zoco و فلان أخو علان : Fulano - و إن شاء الله Ojala - و إبن الخير يطلقونها الآن على الإنسان الكريم Hidalgo وأصلها Hijodalgo. أما من ناحية الأسماء العائلية والشخصية،ف : Alcocerمثلاً، هي كنية إحدى العائلات الإسبانية في عصرنا الحاضر ذات المنبت الأندلسي، وهناك أسماء مدن أندلسية قديمة من أصل لاتيني أو إغريقي أطلق عليها المسلمين أسماء تتناسب وذوقهم، فهناك Ecija جعلوها شاطبة Jativa، و Hispalea أصبحت إشبيلية Sevilla، و Casaraugusta أضحت سرقسطة Saragosta، و Corteb هي الأخرى أمست قرطبة Cordoba - وحتى الآن الكثير من أسماء الأسر الإسبانية أو حتى المسلمة العريقة ممن أرادوا البقاء بعد طرد المسلمين من الأندلس واعتنقوا المسيحية نجد بني أمية Bnihumeya، و بنو قعيميز Benigomez ربما أصلهم من الغرب الليبى، و أبو المنذر Abolmonzer و المُظفر Almozafar .
فرودولفو خيل بن أمية Rodolfo Gil Benumeya هو أديب وصحافي ومستعرب إسباني ولد بآندوخار (ويلاية جيان) في 1901 وتوفي بمدريد في 1975. كان عضوا من أسرة غرناطية أصلها موريسكي، أي عربي وأمه تنتمي لأسرة غرناطية أصولها مورسكية مسلمة تنحدر من عبد الله شقيق قائد ثورة البشرات الغرناطية ما بين 15681570 محمد بن أمية، و إسمه النصراني فرناندو دي بالور. يقول خيل ابن أمية : " من المستحيل قطعا خلق فارق مطلق بين الكلمتين : إسبانيا والمغرب, فوضع خط للفصل يؤدي لتجاهل كل الملامح المشتركة "، ثم عدّ تلك الملامح : " إسبان من أصول مغربية ومغاربة من أصول إسبانية؛ مغاربة ذوي جنسية أو حماية إسبانية؛ من يسمون بالأسبان المرتدين الذين ذابوا في النسيج المغربي عبر ارتداد عرقي (Atavismo racial)، مغاربة إفريقيا الذين يحملون أسماء ك : غرسية Garcia، و كراكشو Carrasco، و ملين Molina، و أركون رويز Aragon Ruiz، و شمورو Chomorro، و الركينة Requena.
وهناك كذلك، إسبان يتباهون بألقابهم ك : مدينة Medina، و البرنس Albornoz، و القنطرة Alcantara، و مرينو Merino، و مران Marin أو شيكو Checo. مغاربة وإسبان ينحدرون من نفس الجذر الأندلسية يحملون ألقابا ك : بركاش Vargas، و بنيغش Venegas، و بنيس Albeniz، و الطريس Torres، و الثغري Zegri، و الكراز Alcaraz، و الرندة Ronda ". وقبل سنوات كتب ابن خيل، و إسمه أيضا Rodolfo Gil Benumeya Gremau عن والده أنه قال : " صحيح أني لست مغربيا، لكنني مسلم (...). أنا قبل كل شيء أندلسي، أي عربي وأشتغل لصالح إسبانيا لأن بلدي يشكل الآن جزءا منها، على أمل إعادة بعث إسبانيا العربية ". ة ، ويقول الدكتور علي الكتاني عنه : " إحتفظ عدد كبير من أهل الأندلس بدينهم الإسلامي سرا وبعد سنة 1960م، تجرّأ بعضهم على إعلان إسلامه عند هجرته إلى المغرب، أو حتى في الأرض الإسبانية نفسها، كالمحامي خليل بن أمية الذي كان يعيش في مجريط... " وهي مدريد (إنبعاث الإسلام في الأندلس، للدكتور علي الكتاني.ص 327).

الأخ علوي.. سلام الله عليك

مناي أن ألتق يوما مع التاريخ الحق لأسأله بقوة: "هل كان أجدادنا وآباؤنا كما افتري عليهم القوم؟ أو هل كانوا كما هم اليوم أولئك المرجفون من دق باب الحقيقة؟ أم أن المغرب وتاريخه يشهد له الإسلام الحق بأنه أشع بنوره على أماكن من الدنيا قبل، يوم كان بدينه وشعبه أحسن وأكرم بالمثل والأخلاق الفضيلة؟".
وستبق راية الحق خفاقة أمام وجوه كل من يتجاهلون حكم التاريخ غدا..

لك من الشكر جزيله على كل حرف ومعنى هنا أخ علوي..