فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 22, 2010, 08:49 PM
 
Love لن تعشقي غيري فانت فتاتي

الجزء الرابع...









عندما أجابت بهدوء ودون ان تتحرك من مكانها اشتد غضبه عليها وصرخ ..
_ تحركي وإلا تركتك هنا .. لن يأتي احد ليأخذك .. هيا ..
كان غاضباً جدا .. فلم تستطع سؤاله عن رالف سائق السيارة أللتي أحضرتها للمدرسة ..
ركضت بسرعة وركبت بجواره وحرك السيارة قبل ان تضع حزام الأمان حتى فتحركت للأمام
وضربت رأسها .. لم تكن الضربة موجعه ولكن إخافتها سرعته .. شعرت أن هناك شيء ما لهذا جاء ليأخذها ..
لقد كان وجهه كالصخر .. يداه تمسك بالمقود بقوه شديدة .. كلوديا تنظر له دون ان تفهم شيء .. كانت خائفة جدا من ما
قد يكون حدث وجعله هكذا .. بدا مخيفاً جداً .. ادخل يده في جيبه بعصبيه واخرج منه علبة سجائر و علبة كبريت ووضعها أمامه ..
لم تكن كلوديا تعرف انه يدخن .. هي لا تعرف عنه سوى ما تسمعه او تراه في الجامعه .. ان تحدثنا عن أللذي تعرفه ف هو شيء قليل جداً ..
فتح علبة السجائر ليأخذ منها واحده فأسقط علبة الكبريت .. راقبته كلوديا وهي تحاول تهدئة نفسها وصياغة
سؤال عن سبب عصبيته وسرعته .. استدار لها وهو يضع ألسيجاره في فمه وقال بنفاذ صبر
_ هلا رفعتها .. ؟
نظرت له مستغربه من طلبه قبل ان تستوعب انه كان يقصد علبة الثقاب أللتي أسقطها للتو .. تحركت بسرعة كي تلتقطها من أرضية السيارة ورفعتها وقدمتها له .. لكن كل ما فعله كان انه أبقى السيجارة في فمه وأشار لها بإشعال عود الثقاب وإشعال السيجارة في فمه .. بدت يدها ترتعش قليلا وكانت متوترة جداً من قربه منها .. لم يكن ينظر لها بل كان ينظر بأتجاه الشارع ..ومع هذا كان الموقف صعب جداً .. ولكنها استطاعت إشعال سيجارته أخيرا بعد إسقاطها لثلاث اعواد ثقاب من التوتر .. حسناً الحق معها فهي لم تشعل من قبل سيجاره لأحد .. و هذا ليس بأحد .. بل هو ادوارد .. ادوارد أللذي لا تستطيع التكلم معه يريد منها اشعال سيجارته .. هذا ما فكرت به وهي تنظر له وهو يدخن بعصبيه .. لم تعد تتحمل هذا الوضع .. تشعر انها ستنفجر .. لقد طال الوضع بدون ان يقول لها شيئ .. بدأت تخاف حقاً ان مكروهاً أصاب احدهم في القصر .. هل يمكن ان تكون امها ..؟ لما يأتي هو ليأخذها .. وان كانت امها لن تتوقع ان يتأثر هكذا ابداً ..
_ سيد ادوارد ..
كان صوتها خافتاً و قريباً من الهمس .. التفت لها وكانت على وجهه نظرة استغراب من تلقيبه ومناداته بالسيد من قبلها ..
قال بنبره ساخره وكما هو المعهود بدون أي ابتسامه ..
_ ماذا هناك .. سيدة كلوديا ..؟
احست بسخريته منها فأزعجها هذا كثيراً .. لقد كانت متوتره جدا وخائفه يجب عليه ان يطمئنها على الاقل ..
تشجعت وصرخت وهي تنظر له .. - ادوارد ارجوك .. اخبرني ماذا حدث .. ؟ هل حدث لأمي شيء ..؟
نظر لها وعقد حاجبيه وهو يضع السيجاره في فمه – امك ..؟ لم يحدث لها شيء
_ اذن ماذا حدث .. لما انت مستعجل و غاضب جدا .. ما اللذي فعلته ..؟
_ ومن القى اللوم عليك ..
لم تعرف بما تجيبه بعد ما قاله . لقد كان يتكلم معها وهو ينظر للأمام .. لم يستدر لينظر لها بتاتاً .. ولم يكن يجيب على اسألتها كما يجب ابدا ..
ازعجها ذلك بشكل كبير .. تشعر انه لا يأبه بها بأي شكل .. لا يشعر بوجودها ابداً .. ولكن الان ليس الوقت
المناسب لتفكيرها السخيف هذا ... هذا ما فكرت به وهي تكاد تبكي من شدة توترها .. لن تسأله شيء هو لن يجيب على ايٍ من
تساؤلاتها .. لا تعرف لما يتصرف معها هكذا .. يستطيع ان يقول ما حدث وحسب .. لم هذا الصمت كله ..
دخل صوته فجأه افكارها فأرتبكت واستدارت له بسرعه ..
_ كلوديا ..
ضاعت في عينيه .. هذي هي المره الأولى اللتي ينظر لها مباشرة .. نحو عينيها .. هي فقط .. لقد رأت لون عينيه لأول مره ..
انهما فضيتان كأنهما احجار كريمه وضعت داخل عينيه .. كان لونهما يجعل من نضراته مخيفه وكأنه وحش .. حاولت استعادة نفسها من
داخل عينيه .. حاولت التركيز في ما يقوله .. ولاكن يبدو انه اوقف السيارة وكان ينتظر منها رد ..
_ نعم .. ماذا ...؟
_ انا على عجله من امري وليس لدي الوقت لنظرات المراهقه هذي .. هيا انزلي ..
يبدو انها بالغت في نظرها له .. ولكن لم يقولها هكذا لقد احرجها جداً .. لم تعرف بم تجيب ..
استدارت بسرعه كي تخرج من السيارة ولم تستطع النظر للخلف وهي تتقدم من البوابه الخلفيه للقصر ..
كان لا يزال واقفا ولم يحرك السيارة بعد ... لقد قال انه مستعجل لم لا يذهب اذن .. لقد بدء وقوفه هناك يزعجها ..
لم تعرف كيف تفتح هذه البوابه ف بقيت تنظر علها تجد شيء تضغط عليه .. كان هناك في طرف البوابه ارقام كما في البوابه الأماميه
ولكنها لا تعرف الارقام السريه اللتي تفتح هذا المكان .. استدارت له فكان ينظر لها بنفاذ صبر ..
قال بصوت عالي من داخل السيارة – ثلاثه ثلاثه واحد ..
وحرك السيارة بعدها .. ضغطت على الارقام اللتي قالها وحقا ماحدث هو ان البوابه الكبيره فتحت امامها وكأنها مغارة علي بابا ..
دخلت ففوجئت بالجميع يقف في حديقة المنزل .. كانت امها تقف في الوسط و كان هناك رجل بقربها يمسك بيدها .. لم تعرفه كلوديا واستغربت وقوفه بقرب امها وامساكه ليدها هكذا .. كانت السيدة كاميليا ايضاً هناك وبقربها تقف الشقراء الجميلة .. ضلت كلوديا مستغربه من وجود الشقراء ايضاً هنا .. عندما رأتها امها جرت نحوها وهي تبكي واحتضنتها بقوه .. لم تفهم كلوديا شيء وبدأت تهدأ امها ..
كانت روزا تبكي بقوه وكأنها تريح نفسها بهذا البكاء – لقد خفت .. ضننتك ذهبتي مني .. حمداً لله انك بخير ..
_ امي اهدئي ارجوك .. ماذا حدث انا بخير ..
_ نعم .. نعم انتي بخير ياعزيزتي ..
ابعدت امي قليلا عني وكانت السيدة كاميليا قد تقدمت منا وربتت على كتف امي وهي تنظر لي بفرح كبير ..
ماذا حدث هنا .. هل حدث لي شيء .. لما امي قلقه وخائفه هكذا ..؟
_ حمداً لله انك بخير عزيزتي .. لقد قلقنا عليك حقاً ..
بدأ هدوء امي يعود لها فأمسكت بوجهي بين يديها وهي تبتسم بين دموعها .. – كدت اموت خوفا .. من جاء بك .. اين كنتِ ..؟ انتي لم تكوني مع رالف في السيارة اليس كذلك ..
استغربت كلوديا سؤال امها او لنقل اسألتها فقالت .. – نعم لم اكن .. لقد احضرني السيد ادوارد ..
لم تعرف لما قالت السيد ولكنها احست انها لو قالت اسمه بدون تلقيبه بالسيد سوف تكشف شيئا ..
اكملت بعد هذا بقلق .. – ولكن امي ماذا هناك ..؟ لم تبكين ..؟
قالت السيدة كاميليا مقاطعه الموقف الحميم بين كلوديا وامها .. – تعالا لندخل .. لقد تعبتي من الوقفه هنا روزا ..
وهذا ما حدث دخلنا للقصر مجدداُ وامي تحتضنني بين يديها .. ودخل بعدنا الرجل الغريب اللذي كان يمسك بيد امي معه تلك الشقراء المغروره اللتي كانت تنظر الي طوال الوقت بحقد .. لقد كرهتها كلوديا الان جداً .. ربما لانها كانت للتو مع ادوارد .. فكانت الغيره في اوجها ..
جلسوا في غرفة الضيوف فجلست كلوديا بجوار امها اللتي ما تزال ممسكة بيدها بقوه
وجلس الرجل قرب السيده كلوديا بينما جلست الشقراء على الجانب الاخر قرب السيدة كاميليا ..
بعد ان طال الصمت وانا انظر للجميع عدت لأمي وفي عقلي اسأله كثيره اخترت بينها الاهم – امي .. ماذا هناك ..؟
كنت اشعر بالضياع بين ما يحدث هنا .. وما كان عليه حال ادوارد .. ماذا يحدث
_ عزيزتي .. لقد ضننا انكِ كنتي في السيارة مع السيد رالف .. لقد تعرض لحادث وهذا ما اخافنا
صدمت الكلمه كلوديا بشده واطالت النظر بوجه امها – ماذا ..؟ السيد رالف حدث له حادث ..؟ كيف هو الان .. ماذا حدث له ..؟
اقلقها ماقالته امها جداً ... خافت ان يكون قد حدث شيء للسيد رالف .. يبدو ان ماكان يقلق ادوارد هو هذا ..
هل كان قلقاً عليها لهذا كان غاضب .. افرحها هذا التفكير قبل ان تفكر انه لو كان يظن انها كانت في السيارة اثناء الحادث
لما جاء ليأخذها من المدرسه .. – وكيف هو الأن امي .. ؟
_ لا نعرف .. لقد ذهب ادوارد ليراه ولم يتصل بنا حتى الان ..
_ لم لا تتصلون به انتم لتسألوا ..؟
_ لقد اتصلنا كثيراُ ولكن يبدو ان هاتف ادوارد مغلق .. لم يجب على اي من مكالماتي
هذا ما قالته السيده كاميليا .. وبعدها ساد الصمت في الغرفه حتى قررت السيدة كاميليا تعريفي بالرجل الذي كان يجلس على الكرسي المجاور لها .
كان رجل عريض المنكبين ذو قامه طويله .. وكان يبدو في اواسط الااربعينيات .. نظرته كانت لطيفه ولكن لم كان يمسك بيد والدتها بينما كانت السيدة كاميليا بعيده عنهم .. اليس من المفروض ان تكون هي بقرب امي ..
_ هذه هي كلوديا زهرة روزا النادرة ..
كان وصفها لي جميل جداً ويبدو انه ازعج الشقراء بقدر ما اسعدني .. ابتسمت وانا انظر لها
كنت سعيده جدا بأزعاجها وكأني طفله .. لقد وقف الرجل ومد يده لي فوقفت بسرعه وصافحته
قال بشكل مهذب جداً – انا دانيال .. اخ كاميليا سررت بمعرفتك صغيرتي

كان لطيفاً جدا .. ولكن نظراته لي كانت غريبه .. متفحصه .. وكأنه يحاول تذكر شيء من خلالي ..
يبدو اني بدوت مرتبكه لذا ابتسم لي وقال لأمي وهو يبتسم لها بحزن - انها لا تشبهك ولكنها نسخه من جورج ..
عندما قال جورج فهمت كلوديا انه يقصد والدها .. هي لم تره من قبل سوى في صوره واحده تملكها امها وكانت تستغرب انه لا يوجد صور غيرها لديهم .. كانت تعرف انها تشبه ابيها جداً .. فهي لم تأخذ من امها سوى انهما يملكان نفس البشره البيضاء
بينما كل شي اخر مختلف .. استغربت كلوديا معرفة هذا الرجل بأبيها و كان يبدو حزيناً عندما تذكره و امي ايضاً انزلت رأسها ويبدو ان الحاله طالت السيدة كاميليا اذ انها هي الاخرى تنهدت .. بعد هذا لابد لي من التعرف على خطيبة ادوارد ..
انتظرت كلوديا ان تقف الشقراء لكي تصافحها ولكن الشقراء لم تقف لذا عادت هي بدورها لمكانها .. لم تنتبه السيدة كاميليا للعداوه الباديه في نظرات الفتاتان لبعضهم ..
فقالت بهدوء .. – كلوديا عزيزتي .. هذه هي ابنة اصدقائنا أل جيفرون .. سيدرا .. اتمنى ان تصبحا صديقتان ..
تبدو السيدة كاميليا وكأنها تخاطب اطفال وليس فتيات عبرن سن الرشد منذ فتره .. هذا ما فكرت به كلوديا وهي تلقي التحيه
على سيدرا اللتي بدى اسمها جميلا لكلوديا .. بينما استغربت عدم تعريف كاميليا لها بخطيبت ادوارد فهي كانت تنتظر ان يطلق هذا اللقب على سيدرا كما اطلقت هي على نفسها .. بينما القت سيدرا التحية بتكلف على كلوديا وكأنها
منزعجه منها جداً ولم تأبه لنظرات الاستغراب من قبل الجميع من هذا الموقف ..
بدت السيدة كاميليا محرجه لذا بدأت بالتحدث عن قلقهما على كلوديا عندما سمعا بالحادث وبدأت تحاول الاتصال بأدوارد مجدداً ..
لم يجب ايضاً .. يبدو ان هاتفه مغلق لذا قرر السيد دانيال الاتصال بالمشفى والسؤال عن حال رالف .. وهذا ما فعله ..
كان بين الحين والاخر ينظر لأمي ويبتسم .. يبدو انهم اصدقاء او شيء من هذا .. يبدو على امي انها تعرف سكان هذا المنزل منذ زمن
لم لا تخبرني اذن بشيء عن هذا .. ؟ تسائلت بينها وبين نفسها حتى تذكرت اتصال امها مع الشخص الغريب اللذي كانت تريد ان يلتقي بكلوديا .. خمنت انه هذا هو الشخص ولم تعرف لما جائها هذا التخمين .. لم تفكر بالأمر اكثر وبدأت تستمع للأتصال اللذي قام به السيد دانيال .. يبدو ان رالف بخير .. فقد لانت اسارير السيد دانيال بعد الاتصال .. قال لهم بفرح – يبدو ان الحادث لم يكن خطيراً .. لقد اصيب ببعض الكسور والامر لا يتعدى راحت اسبوع ..
ارتاح الجميع .. وشعرت كلوديا بالفرح يغمرها لهذا الخبر .. لقد التقت اليوم فقط بالسيد رالف ولكنه طيب جداً .. واحبته كثيراُ فهي لم تتعرف
على احد من قبل وتشعر بعاطفه ابويه تجاهه .. لقد فقدت ابوها قبل ان تولد لذا لم تفكر يوما كيف ستكون الأمور ان كان لديها اب ..
ولكن مع رالف كان يبدو الامر سهلاً .. انه اطيب انسان قابلته في حياتها .. هو يجعلك تشعر بأنه مهتم بك انت فقط ..
هذا ما حدث عندما تحدثا عن دراستها وكيف كان يحدثها عن اهمية الدراسه وعن مستقبلها ..
لم تكن مستعده بعد لذهابه فلقد تعرفت عليه للتو وهي تريد ان تتعرف عليه اكثر وان تقضي معه اوقات اطول .. لم يبد على سيدرا اي تعبير من الفرح
كانت طوال الوقت متجهمة الوجه عابسه .. يبدو انها منزعجه لان ادوارد ليس موجود .. هذا ما فكرت به كلوديا ..
بعد هذا انتقلوا لطاولة الطعام وهذا ما اسعد كلوديا لأنها كانت جائعه جداً .. كانت تدور الاحاديث بين والدتها والسيد دانيال والسيدة كاميليا
ولكنها لم تدخل فيها .. كانت احاديثهم عن اشياء بينهم بينما هي وسيدرا كانتا تتقنان الصمت و الاكل .. سيدرا لم تأكل سوى القليل القليل كما لاحظت كلوديا .. بينما اكلت كلوديا حتى شبعت فهي لا تأبه بأمور الحمية بتاتاً وحتى لو حاولت فعل ذلك لا تستطيع .. هي ليست سمينه ولا تحتاج للحمية .. واستغربت ان هذه الفتاة صاحبة الجسد الممشوق الجميل تقوم بعمل حمية .. ولاكنها فهمت انها لم تحصل على هذا الجسم الجميل الا بعد رجيم .. لم تأبه وعندما انتهت من الطعام استأذنت للذهاب لكي ترتاح .. كانت كلوديا واقفه تنتظر ان تأتي امها معها ولكن هذا لم يحدث .. يبدو انهم لم ينهو حديثهم لذا لم تزعجها كلوديا واستأذنتهم وذهبت ..
عندما خرجت من الباب الخلفي للقصر لحقت سيدرا بها واوقفتها فنظرت لها كلوديا بتعب وهي صامته ..
_ يبدو انك لا تملكين شيء من الحياء .. بعد ما قاله لكِ ادوارد كله تأتين لتعيشي في بيته .. ماهذه الوقاحه ...
_ وما شأنك انتي ..؟
كما بدى لكلوديا ان سيدرا كانت تنتظر رداً اقوى ففاجئها هذا لذا صمتت قليلا قبل ان تعاود رمي سمومها على كلوديا ..
_ شأني اني اشعر بالحزن عليك واريد ان اوضح لكِ الوضع اللذي انتي فيه ..
_ تحزنين علي .. هذا مضحك ولاكني متعبه ولست بمزاج يسمح بالضحك .. ولاكني شاكره لكِ مشاعرك المرهفه ..
اغضب هدوء كلوديا سيدرا بقوه وبنفس الوقت فاجأ كلوديا اذ انها لم تعرف انها تستطيع السيطره على نفسها هكذا
لقد كانت تغلي من الداخل ولكنها فهمت انها ليست بموقف يسمح لها بأثارة المشاكل .. لن تجلب الخزي لأمها ..
قبل ان تستدير رفعت اصبعها وحركته قليلا – صحيح نسيت ان اسأل .. لم تفاجئي برؤيتي هنا .. لما ..؟
_ لا يحدث شيء هنا دون ان اعرفه .. كوني حذره لست طيبه دائماً .. لا تقتربي من ادوارد
_ اذن هناك جواسيس .. هذا مخيف
تصنعت كلوديا انها خائفه مما زاد من غضب سيدرا ولكن كلوديا اكملت بأستفزاز
_ الم تقولي انه خطيبك .. اذن يجب ان تكوني واثقه انه لا ينظر لغيرك ..
بدت السخريه واضحه في لهجة كلوديا .. فأثار هذا غضب سيدرا اللتي استدارت عنها بعد ان اطلقت عليها
شتيمه .. كانت كلوديا تريد ان ترد عليها ولكنها لم تفعل ..
احرجها ان يسمع احد .. لن يكون الامر جيدا ان تبدا بالشجار مع اصدقاء هذه العائله ..
سارت الى المنزل و عندما دخلت رمت حقيبتها في الممر و دخلت الغرفه والقت بجسدها على السرير ونامت ..
لم تغير ملابسها .. كانت متعبه جدا من احداث اليوم والمدرسه لذا نامت حتى وقت متاخر جداً ..
في القصر وفي صالة الضيوف كانت سيدرا قد غادرت القصر والسيدة كاميليا تجلس بصحبة روزا ودانيال بصمت ..
قطع الصمت دانيال بعصبيه – لا يمكنك الخوف منها للأبد .. تبدو لي غير ما تكلمتي عنها .. فهي ليست خجوله ولا متوتره انها فتاة رائعه
سوف تتقبل الموضوع ان شرحته لها ..
_ وان لم تتقبل ..؟
قالت روزا هذا بهدوء جعل دانيال يقف غاضبا امامها ويصرخ – ان لم تتقبل .. هذا ما تقولينه كلما فتحنا الموضوع .. ان كنتي قد غيرتي رأيكِ فقولي .. لا تجعليني افقد صوابي ..
_ دانيال انت لا تفهم .. كاميليا قولي شيئأ ..
_ ماللذي لا افهمه ..؟ افهميني
تدخلت كاميليا بينهم – دان ارجوك اهدأ .. اسمعها ولا تصرخ عليها .. تعرف انها تفكر كثيراً بالقرارات اللتي تتخذها وهذا القرار لا يخصها وحدها ..
_ اذن ان كان الامر يخص كلوديا اليس من الجدير فتح الموضوع معها مباشرة .. ان قامت ببعض المعارضه ليس بالموضوع الكبير
فهي سترا الامر صعب في البدايه بالطبع .. ولكن يجب عليك اولا ادخالها في الوضع ..
_ دانيال كلوديا ليست من النوع اللذي تستطيع اقناعه بسهوله .. عندما كانت لدي علاقات زماله مع بعض الرجال في السابق ولم
تتعدى الحديث السطحي كانت تجن وكانت تطلب مني ان اعدها اني لن اتخلى عنها لأجل رجل .. الا تفهمني ..؟
_ انتي لن تتخلي عنها .. زواجنا لن يحدث تغيراً في حياتها صدقيني ..
_ لن تفهم الامر هكذا .. سوف تفكر فقط بأني سوف اتركها لسعادتي فقط .. انا اعرفها
_ اللعنه ..
لم يستطع مجادلتها اكثر .. كانت تبدو وكأنها تتكلم مع نفسها .. لم تستطع الاقتناع بأي شيء يقوله ..
تنهد وجلس على الاريكه وهو ينظر لها بعصبيه .. كاميليا لم تتدخل في المسأله .. كانت تريد تهدأتهم ولكنها لم تستطع
لم يعطياها مجال .. قال بهدوء بعد هذا الصراخ كله .. – ماذا الان اذن ..؟
_ ارجوك اجُل الموضوع قليلا .. على الاقل حتى تعتاد عليك ..
لم يقل شيء بل هز رأسه موافقاً ولكن روزا كانت تعرف انه لم يقتنع .. لقد عذبته كثيراً ..
طال الامر بينهما وهو يكاد ينفجر كلما اجلت الموضوع .. ليس بيدها انها تخاف من انهيار كلوديا ان عرفت بالمسأله ..
بالنسبه لكلوديا هي تعرف ان زواج امها يمثل لها انها تخلت عنها .. ماذا تفعل ان كانت ابنتها تفهم الامور هكذا ..؟
لم ترفع نظرها له ولم تقل شيء بعد هذا الشجار اللذي اخذ من طاقتها الكثير .. ولكنه وقف وامسكها من ذراعيها لتقف امامه وقال
_ سأذهب الأن .. فكري بالأمر ملياً واحسمي امرك .. لا يجب ان تبقي مشتته هكذا.. اتعبتي نفسك و اتعبتني معك جداً ..
ان كان الامر مستحيلا لكِ فأريحي احدنا على الاقل ..
ضلت تنظر له بدون ان تقول كلمه .. لم يكن لديها شيء تقوله سمرتها نظرته فبقيت صامته ..
ولكنها تعرف ان ما قاله هو الصحيح وما تفعله هي هو الشيء الخاطء .. نظرت لكاميليا بخجل عندما رفع يدها وقبلها قبل ان يخرج ..
هذه هي المره الأولى اللتي يفعل هذا .. هو في العاده لا يقترب منها كثيراً .. يعرف انها لا تحب هذه الاشياء اللتي تضهرهما وكأنهما
مراهقين كما تسميها هي .. هو يريد ان يعيش معها مشاعر الحب اللتي يكنها لها ولكنها متحفظه وخائفه دائماً من كل شيء ..
هذا يزعجه كثيراً فهي احيان كثيره تتصرف معه وكأنه زميل عادي ولا تحمل له اي مشاعر .. فيجن جنونه منها .. هي تحبه
تشعر بانها تريد ان تكون معه للأبد .. ولكن عندما تفكر ب جورج تجد انها مازالت رغم هذي السنين كلها وكل ما فعله بها تعشقه اكثر من اي شيء .. تحاول نسيانه كثيراً ولكنه يأتيها دائماً عندما تكوت وحيده .. تتذكر اللحظات اللتي كانت معه فيها ... لقائهم .. والفتره اللتي
عاشتها معه اللتي كانت اقل من سنه بكثير .. كان رائعاً ..كانت تشعر انه يعشقها .. بل كان يجن كلما رأها ..
ربما ما تزل تحبه لأن ماكان بينهم كان شغف طفوله وحب مراهقه .. اما ما بينها وبين دانيال ف هو علاقه ناضجه .. بين شخصين يعرفان تماما ما يريدانه .. تناست الموضوع وحاولت الهدوء .. بدأت كاميليا الحديث – لقد مر ثمانية عشر سنه ..
نظرت روزا لها بحزن واشاحت بوجهها عنها وهي تقول – و اربع اشهر ..
_ حسنا .. حسابكِ هذا يجعل من المسأله خطره ..
_ كاميليا لا تتكلمي مثل دانيال .. لست طفله انا كبيره بما فيه الكفايه لأفهم ما علي فعله .. موضوع جورج انتهى منذ زمن ليس بالقريب ابدا _ لو انه انتهى لما لمعت عيناك بهذه الطريقه كلما ذكر اسمه .. ذكراه مازالت تسيطر عليك بعد هذا العمر كله ..
_ كاميليا .. لا استطيع انتزاعه كليا .. ليس بيدي وهذا لا يعني اني اتلاعب بمشاعر دانيال
_ لا لاعزيزتي .. انا افهم هذا ..
_ لنغير الموضوع ..
_ كما تشائين .. ولكن يجب ان تفكري الان بوضعك اكثر .. وليس فقط بكلوديا .. كلوديا فتاة ناضجه وهي ستتفهم المسأله بالتأكيد
لا تجعلي خوفك من فقدانها يشتتك ..
_ نعم .. ما تقولينه صحيح ولكني احتاج لفتره .. على الاقل يجب ان ارى انطباعها عن دانيال ..
_ اتفهم هذا .. وانا اعتذر لان دان بدأ بالصراخ ..
_ لا عليك .. لقد اغضبته هذه المره كثيراً ..
اكملتا الحوار وبدت الاحاديث بالمجيء واحد تلو الاخر حتى بدأ الوقت بالتأخر ..
في وقت متأخر عاد السيد مايكل من العمل و حينها ذهبت روزا للمنزل .. لقد اخذهما الحديث هي وكاميليا حتى نسيتا الوقت ..
لم يعد ادوارد حتى الأن ولكن هذا ليس مستغرب فهو احيان كثيره يبيت في العمل .. ان كان العمل يقتضي هذا ..
لقد استقل عنهم منذ زمن .. يتعامل معهم دائما على انهم اشخاص يعيشون معه وليس على انهم ابوه وامه .. منذ صغره لم يعتد
على العيش معهم كثيراُ .. ما يثير استغراب من حوله دائماً انه ما يزال يعيش معهم ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت كلوديا ما تزال نائمة بملابسها و لم يتحرك شيء في البيت فعرفت انها نامت بعد عودتها منهم
الى الان .. لم توقضها لقد كانت تبدو متعبه جداً فلم يهن عليها ازعاجها .. ذهبت هي بدورها كي تنام ..
كان الوقت منتصف الليل عندما وصلت لكلوديا رساله أيقظتها من نومٍ عميق ..
نهضت وبقيت قليلا حتى استوعبت الوضع أللذي هي فيه .. بعدها أخذت الهاتف لترى من مَن الرسالة ..
فكانت من شركت الاتصالات .. أي رسالة إعلانيه .. اغضب هذا كلوديا إذ أنها كانت نائمة بعمق ولم تكن تريد الاستيقاظ بعد ..
لم تستطع العودة للنوم مباشرةً فنهضت لتشرب شيئا .. كان الوقت متأخر جداً .. أطلت على أمها فوجدتها نائمة ..
ذهبت بعد هذا للمطبخ كي تشرب شيئا .. سكبت لنفسها كوباً من القهوة فقد كانت تشعر ببعض البرد .. وأخذت شال أمها
فلفته على كتفيها وخرجت للحديقة .. كانت السماء صافيه وجميله .. بقيت قليلا تتمشى وتحتسي القهوة وهي تشعر
بأن هذا الجو وهذا المكان يريح النفسية بشكل كبير .. الهواء منعش جداً هنا .. فكرت انه ربما لان المكان مرتفع .. جاء رالف في باله
و تمنت أن يكون بخير .. لقد طمئنوهم من المستشفى انه على ما يرام .. ولكن مع هذا تريد أن تراه وتتأكد بنفسه ..
قطع صوت فتح البوابة عليها أفكارها فاستدارت بقلق لترا سيارة ادوارد تدخل القصر ..
يبدو انه عاد للتو من المستشفى .. كان يبدو تعباً جداً .. لم ينتبه لها عندما نزل من السيارة .. كان يمسك بسترته و قد فتح أزرار قميصه من فوق .. يبدو مرهقاً جداً .. أحست بالعطف عليه وضلت تنظر له بحنان حتى فتح باب القصر فنادته بدون وعي منها .. – ادوارد ..
ضل واقفاً قليلا قبل أن يستدير وينظر لها باستغراب .. لم يقل شيء ولم يتقدم منها فعرفت أنها يجب أن تذهب إليه ..
سارت بتردد نحوه وهي تلعن نفسها لأنها نادته .. عندما أصبحت أمامه كان ينظر لها وينتظر أن تقول شيئا ..
بينما كانت هي تنتظر أن يقول لها شيء كي تبدأ .. ولكن عندما طال صبرها ولم يتفوه بكلمه بدأت هي الحديث ..
_ كي.. كيف هو السيد رالف ..؟
كانت تشعر بالتوتر الشديد وهو لم يساعدها حتى تهدأ .. لقد كان ينظر لها بتعب وارتعشت قليلا عندما مد يده ليأخذ منها
الكأس أللذي بيدها فينظر له قليلا .. – أتسمحين ..
قال هذا و شرب القهوة قبل أن تجيب عليه حتى .. أعاد الكأس ليدها وهو يتكلم بتثاقل – انه بخير ..
بقي ينظر لها قليلا وهي تنتظر أن يقول شيئاً .. لقد كانت تحاول تفادي النظر مباشرةً لعينيه لأنها تعرف أنها لو فعلت
لضاعت فيهما .. – فيه سكر كثير ..
ودخل .. هذا ما قاله فقط .. بقيت تنظر للباب أللذي لم يغلقه بعد دخوله .. نظرت للكأس أللذي شربه كله بسحبه واحده ..
عندها فقط استوعبت قصده بقوله أن السكر كثير .. لقد قصد القهوة .. ابتسمت وهي فرحه لهذا التقارب الصغير أللذي حدث بينهم
سارت عائده للبيت وهي تكلم نفسها بصوت منخفض – على الأقل لم يصرخ علي ولم يتجاهلني هذي المرة ..
كانت تشعر بتضارب مشاعرها .. عندما تفكر في ما يفعله و كيف يتصرف معها تغضب و تقرر أنها لن تهتم بهي بعد الآن
وإنها سوف تنساه كلياً .. لكن هذا كله يختفي عندما تراه .. هي لا تستطيع إلا أن تعشقه .. عندما تفكر أحيان أن شخصيه كشخصية
ادوارد يجب أن تكون مكروهه لدى الناس .. هو شخص لا مبالي .. لا يهتم لأحد ولا يبدو انه يحب احد .. لم أذن هذا كله ..
لم يكون في قلبها هكذا .. ولما هو محبوب هكذا بين الجميع .. أعادت شال أمها لمكانه ودخلت للغرفة دون أن تعيد الكأس ..
نظرت للكأس قليلا وهي تفكر كم هي غبية .. ولكنها أرادت أن يبقى من هذا اليوم شيء للذكرى .. لذا فتحت دفتراً اشترته للتو لم تكتب
بهي شيء بعد وبدأت تكتب ..



::الجزء الخامس,,




ابتسمت وهي فرحه لهذا التقارب الصغير أللذي حدث بينهم ..
سارت عائده للبيت وهي تكلم نفسها بصوت منخفض – على الأقل لم يصرخ علي ولم يتجاهلني هذي المرة ..
كانت تشعر بتضارب مشاعرها .. عندما تفكر في ما يفعله و كيف يتصرف معها تغضب و تقرر أنها لن تهتم به بعد الآن
وإنها سوف تنساه كلياً .. لكن هذا كله يختفي عندما تراه .. هي لا تستطيع إلا أن تعشقه .. عندما تفكر أحيان أن شخصيه كشخصية ادوارد يجب أن تكون مكروهه لدى الناس ..
هو شخص لا مبالي .. لا يهتم لأحد ولا يبدو انه يحب احد .. لم أذن هذا كله ..
لم يكون في قلبها هكذا .. ولما هو محبوب هكذا بين الجميع .. أعادت شال أمها لمكانه ودخلت للغرفة دون أن تعيد الكأس ..
نظرت للكأس قليلا وهي تفكر كم هي غبية .. ولكنها أرادت أن يبقى من هذا اليوم شيء للذكرى .. لذا فتحت دفتراً اشترته للتو لم تكتب بهي شيء بعد وبدأت تكتب ..
وضعت الكأس امامها وضلت تحدق به قليلا قبل ان تبدا الكتابه في دفترها الصغير ..
كانت تتكلم بصوت مسموع .. تقول كل جمله تريد ان تخطها قبل وضعها على الورق ..
_ لا اعرف لماذا اليوم اريد ان اكتب .. سوف اكتب ما افكر به .. لانه لا يوجد احد غيرك ايها الكتاب
من استطيع ان اقول له كل ما سوف اضعه بين صفحاتك .. ادوارد .. هل تسمح لي ان اسميك بهذا الاسم ..؟
بالطبع تقبل .. من في العالم لا يريد ان يطلق عليه هذا الاسم .. انه اروع اسم سمعته .. او .. ربما اراه هكذا لان من يحمله هو ادوارد .. اعتقد ان اي اسم مهما كان فضيعاً سوف يصبح الاروع عندما يكون له هو .. انني اعشقه .. وبت اتنفسه بعد انتقالنا الى هذا المنزل .. لا اعرف لما يحدث هذا معي ولم لا استطيع ان افهم انه لا يطيقني .. الا يجب ان ابتعد عنه بعد ان عرفت بهذي الحقيقه .. الا يجب ان امحوه من داخلي .. ولكني لا استطيع وحسب .. سوف ابتعد عنه ولكن لا اضن انني استطيع نسيانه .. حسنا ما رأيك ايها الدفتر ان ابقى على حبه بدون ان يعرف هو وبدون ان انتظر منه شيء .. اليس هذا قرار حكيم .. انا ارى ان هذا افظل شيء .. سوف افعل هذا ولكن يجب ان اكون حذره ..
يجب ان اعتاد اولا على الحديث معه بدون اي شيء .. كي يعرف انني لم اعد افكر به .. وهناك شيء اخر اريد ان اعرفه بشده .. سيدرا .. هل هي حقا خطيبته ام لا .. هل هما عشيقان .. ربما لهذا لم تقل السيده انها خطيبته .. ربما لم تحدث خطبه رسميه بعد .. كلما افكر بالامر اشعر بالالم الشديد والغيره منها .. هل تعرف ادوارد .. لم احسد ولم اكرهه من قبل شخص لأمتلاكه شيئ ما .. ولكني الان اكرهه سيدرا حقا .. لا احب ان اشعر هكذا ولاكن هذي هي الحقيقه .. انا لا اطيقها .. اشعر انها هي اخذت ادوارد مني مع انني اعرف انه لم يكن يوما لي وانها اصلا تعرفه قبلي .. لقد بدأت بالبكاء الان لذا سوف اكتفي بهذا لليوم .. لم اتحدث بعد عن قصت هذا الكأس ولاكن لا عليك .. سوف تعرف كل شيء .. ف منذ الان سوف اقول لك كل شيء يحدث معي هنا .. اراك لاحقا اذن ..
الا اللقاء عزيزي ..

اغلقت الكتاب وخبأته في الدرج .. وضعت الكأس ايضا معه .. ذهبت بعد هذا للحمام كي تغسل وجهها ..
لقد كانت تبكي .. غسلت وجهها جيدا وعادت لتغير ملابسها .. ارتد ملابس مريحه للنوم وعادت للفراش .. اغمضت عينيها ومنعت نفسها من التفكير بأي شيء .. الان هي تريد ان تنام فقط ..
كانت تحلم .. لقد حلمت باشياء عديده ولكنها لا تتذكر شيء منها .. سمعت صوت سيارة تخرج من البوابه فأيقضها الصوت .. لقد نامت طويلا لذا هي الان لا تشعر بالنعاس ابدا .. مع ان الوقت مبكر جدا على الاستيقاض .. نهضت من السرير ودخلت لتأخ حماما تنتعش به .. ارتدت بعد هذا ملابس دافئه لان الجو في الخارج كان باردا بعض الشيء .. الشتاء بدا بالاقتراب والجو اصبح باردا خصوصا في الصباح وفي هذي البقعه العاليه عن الارض .. صنعت لها كوبا ساخنا من الشاي كي تدفأ نفسها وخرجت للحديقه .. كانت امها ما تزال نائمه لذا لم ترد ازعاجها بالبقاء في المنزل واحداث ضجه .. عندما خرجت كان الجو لطيف جدا .. الهواء منعش و بدأت تتنفس براحه .. نظرت نحو مرأب السيارات فلم تجد سيارة ادوارد هناك .. لقد كان الوقت مبكر جدا على الذهاب للعمل ان كان لديه اليوم عمل .. ربما ذهب للمشفى .. هذا ما فكرت به .. شربت من الكأس و عندما انزلته وكانت تريد ان تجلس على احدى الكراسي الموجوده رأت طفلا يجلس بعيدا قليلا عن مكانها .. كان يجلس على الارض وهو يلعب بجهاز محمول .. عرفت انه جون .. اخ ادوارد الصغير
لم ينتبه لها لانه كان منشغل بالجهاز امامه .. ترددت قليلا قبل ان تذهب اليه .. لقد كانت مقابلتها الاولى معه غير مشجعه للتحدث اليه مره اخرى .. ولكنه طفل صغير .. سيكون من الجيد ان يصبحان صديقان ..
هي تحب ان تلعب مع الاطفال .. وتحب ان تكون معهم .. ولاكن هذا الولد مختلف .. انه يتصرف كالكبار ..
اقتربت منه حتى اصبحت واقفه امامه مباشرتا .. رفع نظره لها بعدائيه وكان يبدو عليه الانزعاج ..
_ ماذا تريدين ..؟
صرخ بوجهها ..
_ لما تصرخ .. لا اريد شيء ..
_ اذن لما انتي هنا .. اغربي عن وجهي
_ تأدب ايها الصغير .. اليس من المعيب ان تتكلم بهذي الطريقه مع ضيفتك ..؟
_ انتي لستي ضيفتي .. انتي سارقه
صدمت هذي الكلمه كلوديا بقوه .. لم تعد تفهم هذا .. سارقه .؟ ترددت الكلمه في رأسها حتى استوعبتها وصرخت – ماذا .. كيف تجرأ ..؟
قال جون بخوف - انتي تريدين سرقت امي مني
_ ماذا ..
نظرت له بحيره ثم جلست امامه وهي مستغربه من حديثه ..
_ اسرق امك ..؟ ماهذا الهراء ..؟
_ لا تكذبي .. لقد جئتي لتأخذي امي لانها تملك المال وانتي لا تملكين
_ كف عن هذا ..
صرخت بوجهه بقوه فصمت الولد وبدى عليه الخوف .. يبدو انها صرخت بقوه اكثر من اللازم ..
تنهدت وهي تحاول فهم الوضع اللذي يتحدث عنه هذا الولد ...
_ من قال لك هذي السخافات .. ولما عساي اسرق امك .. لدي ام ولا احتاج لواحده ..
_ ولكن ليس لديك اب ..
_ وما شأن هذا ..؟
لم يجب عليها .. لم يعد يعرف ما يقول .. ولكن يبدو ان هناك احد قال له هذي السخافات ... لقد انتهى ما لديه ولم يعد يعرف ما يقول .. – اسمع يا صغير .. لما تقول هذا الكلام .. انا لدي ام ولا احتاج للمال لكي ااخذ امك ..
_ بلا تريدين امي لان امك سوف تذهب عنك ..
استغربت كلامه وبقيت تنظر له قليلا .. بدا يشيح بوجهه عنها .. يبدو ان هذا الطفل ليس لئيم كما ضنت ..انه خائف من شيء ..
_ اسمع يا صغيري .. انا لا اريد اخذ امك .. وامي لن تذهب لمكان بدوني .. هي لا تستطيع ان تعيش بدوني وانا كذلك .. ولاكن الان قل لي من قال لك هذا الكلام السخيف ..؟
_ لا احد ..
_ اذن لما تقول هذا .. انت كبير بما فيه الكفايه لتعرف ان لي ام وانني لن اأخذ امك .. فالأمهات لا تسرق
_ امي تريد فتاة .. هي لا تحب الاولاد .. وانتي تريدين ان تصبحي ابنتها ..
لم تعد كلوديا تفهم شيء من هذا الطفل .. ماهذا الهراء .. ما للذي يتفوه به .. بحق الله ليخبرها احد ..
لم تقل شيء و عاد هو لينظر لجهازه بتوتر ..
_ انا لن اصدقك .. لن اسمح لك ان تأخذي امي بعد ان اصبحت تحبني ..
نهض بعد هذا وركض نحو القصر تاركاً جهازه خلفه .. نادته كلوديا ولكنه لم يتوقف
لم تركض هي ورائه .. لقد بدى الامر غريباً .. عن ماذا كان يتكلم هذا
بدت بفكر بكل شيء قاله .. وصولن الى جملته عن كون امه بدت تحبه الان .. ماذا كان يقصد
ان فكرت بكلامه فهذا يجعل السيده كاميليا غير مهتمه باولادها .. ويبدو ان هذا الولد كان مهمَلا من قبلها ..لم يبدو على ادوارد ايضا ان بينه وبين امه علاقه حميمه .. كان يكلمها بعدم اهتمام وكان يناديها احيانا بأسمها .. السيده كاميليا تبدو من اكثر الامهات اهتماما وحبا لأولادها .. لما يتصرفان هذان الاثنان هكذا اذن ..
لا .. قالت بصوت مسموع .. هذا الطفل ليس كأدوارد .. هناك شيء يعرفه ويخبئه .. عنها هي .. لم يقل كل ما لديه ولكن .. هل ما قاله يصدق حتى يكون لديه شيء اخر ليقوله .. يبدو ان عطلت الاسبوع لن تكون جيده كما ارادتها ان كانت هذي البدايه .. عادت بعد هذا الحوار الشاق مع جون واللذي ابقاها منذهله من هذا الولد والكلام اللذي قاله .. عندما دخلت المنزل كانت امها قد استيقضت وكانت تجهز الفطور .. نظرت لها كلوديا وتذكرت كلام جون عن ترك امها لها .. من اين اتى بهذي السخافه .. هي لن تصدق هذا حتى لو اخبرتها امها .. لا يمكن لها تصديق ان امها تتركها في يوم من الايام .. هي لا تستطيع العيش بدونها .. عدى انها لا تستطيع اليعش بدونها عاطفيا فهي ايضا لا تستطيع تحمل اي نوع من المسؤليه .. لقد اعتادت ان تفعل امها كل شيء .. ابتسمت لامها وهي تفكر ان ماقاله جون كله هراء .. ربما كان خوفه من ترك امه له لسبب ما اخافه ليجعله يقول هذي الاشياء السخيفه .. دخلت لتلقي على امها تحية الصباح وتبدى الافطار معها .. كان هذا اليوم عابراً لم يحدث فيه ما يذكر .. لقد امضت اليوم بصحبت خادمت منزل ادوارد لان امها والسيده كاميليا كان لديهم عمل ما اخرهم لوقت طويل .. و ادوارد لم يعد بعد خروجه منذ الصباح اما جون الصغير فهي لم تلتق به بعد تلك المحادثه اللتي دارت بينهم .. كانت ميا خادمتهم طيبه جدا .. وهي تكبر كلوديا بثلاث سنوات فقط لذا كان الحديث معها مسلي جدا .. اصبحتا صديقتين ولاكن كان هناك خادمه كبيره في السن لم تكن طيبه جدا .. كانت تنظر لكلوديا بانزعاج و تطلب من ميا ان تكمل عملها وان تكف عن الحديث .. انها صارمه جدا .. شعرت بالشفقه على ميا لانها تعمل مع امرأة مثلها .. لقد كانت ميا تصمت ولم ترد على كلمه من كلمات الخادمه العجوز .. فكرت كلوديا انها لو كانت بمكان ميا لتشاجرت مع هذي العجوز بالتأكيد ..
مر اسبوع كانت روزا تغيب فيه على الدوام مع كاميليا وعندما تسأل كلوديا عن وجهتهم تقول لها زيارات .. او حفله لصديقتهما . او شيء من هذي الاشياء اللتي لا تعجب كلوديا ولا تحب الذهاب لها .. رالف لم يعد بعد ولم تذهب كلوديا لزيارته ولكنها كانت تتصل به على الدوام .. كانت تتحدث معه على الهاتف لساعات .. لم يكن لها سوى ان تتحدث مع رالف على الهاتف .. او مع ميا .. اللتي اصبحت صديقه لها وكانت تسأل ميا كثيراُ عن هذي العائله .. كما تقول ميا واللذي صدم كلوديا بشده انها تعمل هنا منذ ان كانت في العاشره من عمرها .. لقد كانت امها تعمل هنا وعندما توفيت امها ضلت تعيش لديهم حتى اصبحت كبيره بما فيه الكفايه فطلبت منهم ان تعمل .. كما قالت هم لم يقبلو في البدايه ولكنا لم تقبل ان تعيش لديهم بدون مقابل .. مع هذا لم يعجب كلوديا ان تكون قد عاشت حياتها كلها وهي خادمه .. يبدو الامر صعب جدا على عقل كلوديا ..
في احدى المرات عندما استيقضت كلوديا مبكره رأت ادوارد يخرج بالسياره .. كان يخرج في هذا الوقت كل يوم ولا تراه عندما يعود اي انه يعود متأخر جداً .. لقد اصبحت تشتاق لرؤيته جدا .. لم ترا يجلس في البيت ولا مره .. كان في الخارج دوما .. اما جون فهو ايضا يذهب للمدرسه مبكراً و عندما يعود يغلق على نفسه الغرفه ولا يخرج .. بينما يكون السيد مايكل في العمل طوال اليوم .. ماهذي العائله .. لم تعد كلوديا تحب طريقت عيشهم ..
في احدى الليالي كانت كلوديا تجلس في المطبخ مع ميا بينما ذهبت العجوز للنوم اذ ان الوقت كان متأخر ..
لم تعد روزا مع كاميليا بعد للمنزل لذا هي تبقى في القصر حتى عودت امها .. انها تخاف ان تبقى بمفردها في منزلهم .. اعدت ميا لها بعض القهوة واعدت لنفسها ايضا .. لقد انتهت من عملها لذا قررتا الخروج وشرب القهوه في الحديقه .. جلستها على احدى المقاعد و كانتا شاردتا الذهن كليهما ..
عادت كلوديا للواقع وتكلمت بصوت خفيف – بما تفكرين ..؟
_ انتي ايضا كنتي تفكرين .. بماذا ..؟
_ لقد سألت اولا ..
_ لا شأن لي بهذا .. ان اجبتي اجيب ..
_ افكر كم ان هذي العائله غريبه ..
_ ههههههههه .. حسنا يبدو ان هذا ما يشغلك موخراً .. اليس كذلك
_ ولكن حقا .. انظري معي .. الا ترين ان هذي العائله غريبه .. انهم لا يجتمعون ابدا
_ حسنا . ربما هو شيء غريب ولكني اعتد عليه لذا لم يعد ذو اهميه بالنسبه لي ..
_ لما هم هكذا .. لقد بدو لي طيبين ومحبين لجو العائله عندما التقيتهم اول مره
_ لنقل انهم حقا كذلك .. ولكن ..
_ ماذا .؟
سألت كلوديا بأهتمام ..
_ سألتني ماذا .. اسمعي لا اعرف ولاكن هم هكذا ... اشعر احيان انهم يحبون بعضهم وهذا شيء طبيعي ولاكن في احيان اخرى اشعر انهم لا يهتمون لبعض .. خصوصا ادوارد وجون .. لا يشعران بالأنتماء الى امهما وابوهما ..
_ لما ..
بدى الامر مشوقا لكلوديا .. لقد حدثت اشياء كثيره في الأاونه الاخيره ادخلت الحيره لقلب كلوديا .. ربما ستجد جوابا لدى ميا ..
_ لما انتي مهتمه .. دعينا من هذا الا تريدين ان اخبرك بما كنت افكر
_ ميا هيا اكملي .. سوف تقولين فيما بعد .. اريد ان اعرف لما هم هكذا ..؟
_ انتي فضوليه جداً .. هل تعرفين هذا ..
_ ههههههه ... نعم اعرف .. هيا تكلمي
_ لا اعرف الكثير بالرغم من انني اعيش هنا منذ صغري .. لم اهتم بالامر كثيرا .. او بالاحرى لم يبدو لي غريبا كي اهتم به .. لقد كانت السيده تخرج دوما بصحبت السيد للحفلات ويسافران كثيرا .. لم ارها كثيرا مع
السيد ادوارد مع انه كان كبير عندما جئت انا لمنزلهم .. الامر ذاته مع السيد جون .. حسنا ربما مختلف قليلا فهي بدت تهتم او بالاحرى تجلس اكثر معه في المنزل .. قلت سفراتهم هي وزوجها .. السيد ادوارد لا يبدو من هذي العائله .. لقد استغربت عيشه معهم حتى هذي اللحضه .. الشبان امثاله يستقلون بحياتهم في هذا العمر خصوصا وعلاقته مع اهله ليست حميمه .. تشبه علاقت الاقارب .. ليس ولد وابويه ..
هناك شيء اخير .. السيد ادوارد متعلق جدا بالسيد رالف سائق العائله .. كما سمعت انه كان يهتم به جدا وكان له كألأب في غياب ابويه الدائم .. انه يعتبره اقرب من ابويه له .. وهذا ما رأيته .. يحترمه بطريقه جميله جدا .. لا تقولي لأحد ولاكن يبدو ان السيد رالف هو الوحيد اللذي يحصل على هذا الاحترام والتهذيب من السيد ادوارد .. لا اقول ان السيد ادوارد غير مهذب ومحترم ولاكنه لا يحب المزاح ولا الابتسام .. وعندما يطلب مني شيء اكاد اتجمد من شدت بردوته ..
كانت كلوديا مهتمه بكل كلمه تخرج من بين شفتا ميا .. لقد كان الحديث عن ادوارد بالطبع ستكون هذي حالتها
ولاكن بعد الطرفه اللتي القتها ميا ضحكت كلوديا بشده .. لقد كان هذا افضل وصف سمعته عن طريقت ادوارد بالحديث .. فهمت الأن لما يخرج كل صباح .. لم يكن يذهب للعمل بل كان يذهب لزيارت السيد رالف ..انه رائع عندما يكون حنون .. شعرت انها تريد ان تضحك على نفسها بعد ما قالته .. كم هي سخيفه
ماهذا التفكير الان .. يبدو ان ميا لم تعد تريد الحديث عن العائله لذا غيرت الحديث .. دار بينهما حوارات عديده حول حياة ميا و عن كلوديا ايضا بعض الاحيان .. ولكن كلوديا كانت متحمسه جدا لمعرفت كل شيء عن ميا لذا لم تتحدث كثيرا عن نفسها .. هي دائما هكذا تحب ان تسمع كثيرا وتحب ان تسأل وتعرف الكثير عن الاشياء والناس اما عن نفسها فهي لا تحب ان تتحدث ابدا .. ربما لانها لا ترا في حياتها شيء يقال .. اوقف حديثهم فتح البوابه ووصول والدتها بصحبت كاميليا ويبدو ان السيد دانيال هو اللذي اوصلهم ..
كان يبدو ان امها ليست بمزاج جيد .. اقتربو منها ومن ميا اللتي وقفت بسرعه فوقفت كلوديا بعدها ..
القت ميا التحيه والقيت انا ايضا بينما مد السيد دانيال يده لي للمصافحه وهو مبتسم .. كان شخص لطيف
ولكن فيه شيء لا استطيع معرفته يزعجني ..
_ كيف امضيت يومك عزيزتي ..
هذا كان سؤال كاميليا لها .. واللذي انتظرت ان تسأله امها ..
_ جيد .. لم يحدث الكثير كنت مع ميا طوال اليوم ..
كان يبدو عليها الاسف لانهما تركاني وحدي هذا الاسبوع كله .. لم اشعر بالملل الكثير
لقد كنت استمتع بالحديث مع ميا .. ولكني اردت الخروج ايضا ..
امي لم تقل شيء .. كانت تبدو قلقه او متوتره من شيء.. ما بها ..؟
وقفت كلوديا واقتربت من امها لتمسك يدها .. – ما بك امي ..؟
_ ااه .. لا شيء عزيزتي .. كنت ساهيه قليلا ..
ابتسمت كلوديا لها ولم تصر عليها .. لقد بدى الوضع يزعجها .. منذ وصولهم لهذا المنزل وامها
منشغله عنها كليا .. هذا لا يطاق .. هي لم تعتد على اهمال امها لها حتى وان كانت كبيره ..
لقد كانت روزا تمضي اكثر اوقاتها برفقت كاميليا .. يبدو انهن منشغلات جدا هذي الفتره ..
عندما تسأل امها عن اللذي يقومان به لا تجيب او تقول لها ستعرفين فيما بعد .. هذا مزعج
جدا لكلوديا ..
سألتها كاميليا – هل تعشيتي ..؟
_ نعم ..
لم تعتد بعد على السيده كاميليا ولا السيد دانيال .. هي لم ترهم كثيرا كي تعتاد عليهم ..
افضل شخص في هذا المنزل بالنسبه لها ميا .. هي الوحيده الموجوده دوما .. متى احتاجت كلوديا
لشيء تجده عندها .. القى السيد دانيال التحيه عليهم و ابتسم لروزا قبل ان يستدير ليذهب لسيارته ..
استغربت كلوديا ابتساماته الدائمه لأمها .. ولكنها لم تهتم كثيرا .. القت هي بدورها التحيه على ميا والسيده كلوديا لتدخل مع امها للمنزل قبل ان يأتي ادوارد .. بدأت امها حديثا مع روزا فوجدت هي الفرصه لترى ادوارد قليلا .. لقد اشتاقت له كثيرا .. لم ترا في الاسبوع الماضي سوى مرتين او ثلاث .. وكانت سريعه جدا .. عندما وصل القى التحيه على امها ويبدو ان التحيه كانت موجهه لها ايضا .. هي لم تنتبه لقد كانت تحاول السيطره على مشاعرها و عدم النظر له .. كان يتعب نفسه جدا .. يخرج من الصباح لا يعود حتى المساء
هل يعمل طوال هذا الوقت .. بدأت كلوديا تتسائل قبل ان تعود لتسمع ما يريده من ميا .. ناداها بالخادمه ..
قال لها ايتها الخادمه .. صدمت هذي الكلمه كلوديا بشده .. لم تتصور ان يصل الى هذي الدرجه .. حتى لو
كان هو سيدها كيف يستطيع ان يناديها بهذا الاسم .. انه اسم كان يستخدمه القدماء فقط لمنادات عبيدهم .. نظرت كلوديا بسرعه نحو ميا اللتي صدمتها هي ايضا بهدوئها وكأنه شيء لم يكن .. يبدو انها معتاده على هذا .. لقد قالت انها عاشت معهم طوال حياتها .. كيف يستطيع
استعمال هذي الكلمه لمناداتها .. هذا ابعد ما يكون عن الاحترام والتهذيب .. مابال هذا الرجل .. يعيش في قصر كهذا وله كل هذي الحاشيه .. اهله يملكون كل هذي الاموال ولم يعلموه كيف يحترم الاخرين ..
تكلم عن تحضيرها لغرفت ضيوف بسبب وصول احدهم غداً .. يبدو ان ضيفا سيزوره .. جيد انه على الاقل
يستقبل الضيوف في منزله .. قال ايضا ان ضيفه سيصل مبكرا .. اي ان على ميا تحضير كل شيء في الصباح الباكر .. ماهذا الضلم الم يستطع اخبارها قبل هذا .. لقد تأخر الوقت كيف ستستيقض غدا .. يريدها ان تستيقض مبكرا . هل يضن انها مثله حتى النوم والاستيقاض لديه مختلف عن الاخرين .. يكون اول من يستيقض واخر من ينام ..
ذهبت ميا بعد ان انتهى من اعطائها اوامره الفضيعه .. امها وكاميليا كانتا بعيدتان بعض الشيء عنهما ..
استاردت كلوديا لتبتعد عنه .. لم تعد تحتمل وجوده بقربها هكذا .. مشاعرها متضاربه بين حبها له و بين
محاولتها لكرهه اللتي تنتهي بالفشل دائماً ..
_ هل هذي لكِ ...؟
استدارت لتواجهه وهي لا تريد سماع منه شيء .. كان يحمل بيده سلسال ناعم فيه حجره حمراء على شكل قلب .. لقد كانت تبحث عنها في كل مكان .. اين وجدها ..؟ استغربت هذا واخذتها من يده بسرعه ..
نظر لها مستغربا – لما تنظرين لي هكذا .. الا يجب عليك ان تشكريني على الاقل ..
لاحظت انها تنظر له بأزدراء فعدلت من وضع وجهها بسرعه واشاحت عنه .. لما يتحدث معها الان ..؟
لقد اثار استغرابها .. لم يقل لها من قبل سوى كلمه او كلمتين وكان فقط ردا على سؤالاتها ..
لم تعرف ما تقول له فبقيت صامته ورفعت نضرها له وظلت تحدق بعينيه بانزعاج ..
نظر لها شضرا قبل ان يقول بأستهزاء وبضحكه ساخره – طفله غير مهذبه ..
لم تعد تستطيع السيطره على نفسها .. صرخت خلفه بعد ان استدار – انت بدون اخلاق ..
تنفست بقوه بعد ان كانت تحبس نفسها وهي غاضبه .. اجابها بكلمه صدمتها جدا ولم تتوقع ان يقولها
رداً على شتمها له .. قال لها وهو يتابع سيره بهدؤ – اعرف
بدأت تهدا وظلت تنظر له حتى غاب في القصر .. لما قال لها اعرف .. اشعرها هذا بالذنب ..
لقد كان صوته مؤلم وهو يقول هذا .. الا يعرف انها لا تتحمل منه هذا الكلام .. ان كان الوضع يسمح لكانت
ركضت ورائه لتعتذر عن ما قالته له .. لقد انزعجت كثيرا من نفسها ومنه هو ايضا .. ماذا يحدث لها ..
بدا هذا الحب يزعجها ويؤلمها اكثر .. لم تعد تتحمل هذا الوضع .. كانت ستبكي قبل تستدير لترى امها والسيده كاميليا ينظران لها بتعجب .. لم يكن ينقصها سوى هذا .. من الصدمه الباديه على وجوههم واضح انهم سمعوا شتمها لأدوارد .. بالطبع سوف يسمع الجميع .. لقد صرخت باعلى صوتها من شدت الغضب ..
لم تستطع الوقوف امامهم لمده اطول ..ماذا ستقول السيده كاميليا عنها الان .. انزلت رأسها للاسفل قبل ان تستدير لتذهب للمنزل .. لم يناديها احد ..
اشعرها هذا بالراحه .. دخلت الى غرفتها واقفلت الباب على نفسها .. دخلت بعد هذا للحمام وفتحت الماء وجلست على الارض بملابسها .. بدأت تبكي بحرقه .. كانت هذا الاسبوع منزعجه من كل شي ومستغربه من كل شيء .. تسمع اشياء كثيرا غير مفهومه .. لا احد يشرح لها ولا يجيب عن اسألتها احد .. يبدو ان الجميع يخطط لشيء هي لا تعرفه .. تعرف ان امها لديها شيء تخفيه وهذا يزعجها جدا .. حاولت مرارا ان تسألها عن اي شيء ولاكن روزا كانت تتهرب من الجاوب دائماً .. لقد كان هذا ضغط لم تعتد عليه من قبل ..
بدأت بالبكاء ولم تفتح الباب لأمها عندما بدأت تطرقه بقوه ..
بدت روزا خائفه على كلوديا .. صرخت من خلف الباب .. – كلوديا ما بك .. افتحي الباب .. ارجوك ما بك .. لما تبكين كلوديا ..
كان صوت امها خائفا جدا وهي لم ترد ان يحدث هذا .. هي تريد ان تبكي لتخفف على نفسها .. البكاء يفيدها دائما .. صرخت لأمها وهي تبكي – ارجوك امي دعيني .. لم يحدث لي شيء انا منزعجه فقط ..
_ كلوديا افتحي الباب وقولي لي ما يزعجك .. لا تفعلي هذا بي ..
_ امي لا اريد التحدث اليوم دعيني ارجوك .. اريد ان ابقى وحدي
_ كلوديا ..
_ امي لن ابكي .. لقد هدأت فقط اريد ان ابقى لوحدي ..
استندت روزا على باب غرفت كلوديا وهي تشعر بالحزن الشديد على حالها وعلى ابنتها ..
لما يحدث معها هذا .. لم تشعر يوماً بالراحه التامه .. كان هناك دوما شيء ما ينغص عليها ..
اتجهت لغرفتها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا يحدث لها .. هذا كله قبل ان اقول لها انني اريد ان اتزوج وان
ننتقل لنعيش في بيت دانيال .. ماذا سيحدث لها ان قلت .. هل يمكن ان تقبل .. لا . لا . لالالا
بدأت تردد هذي الكلمه ..
_ كلوديا لن تقبل ابدا بهذا .. لا اعرف ماذا افعل .. لم اعد احتمل هذا الوضع .. يجب ان اتخذ قرار
اما ان اخبرها بالامر .. او ان ..
بدأت قلقه من الحل الاخر .. انه ترك دانيال .. هي لا تشعر انها ستنهار ان تركته ..
هي تشعر بالراحه معه .. هو يؤمن لها كل شي .. يحبها ويفعل من اجلها اي شيء .. لقد احبها في السابق ولم
يكف عن حبها حتى بعد كل ما حدث لها .. انه انسان رائع لا تستطيع ان تجرحه هكذا فقط ..
تذكرت زوجها جورج .. اخرجت صورته من خزانت ملابسها .. لديها صوره واحده تحتفض بها لجورج ..
لقد اعطاها اياها عندما قابلها اول مره .. قال لها حينها – انظري لي جيدا وان اعجبتك سوف اتزوجك ..
كانت الحياة بالنسبه له مفارقات .. شي لا يحتاج لقرارات او لتفكير .. يفعل اي شيء ومتى شاء
بدون ان يفكر بمن حوله .. كان اناني جدا .. ومع هذا كان عشقه لها كبيراً .. لقد قال لها ذات مره ..
_ لو ان حياتي ملكي لما اهديتها الا لكِ ..
لم تعرف حينها ماكان يقصده .. كانت صغيره وبريئه جدا على عالمه .. مع كل ماكان يحمله لها
لم يهتم ولم يفكر بما سيحدث لها عندما ينتهي به المطاف و يمسكون به .. لقد كان يعيش يومه فقط ..
لو انه قال لها بما كان يعمل ربما كانت فكرت بتعقل اكثر من التهور اللذي قامت به في مراهقتها واللي ادى
الى خراب حياتها .. لقد حطمها .. حطمها بأسم الحب .. لهذا هي لا تستطيع ان تكرهه ..
تجد له الاعذار دائماً .. تفكر احيان وتتمنى لو يأتي ويأخذها من هذي الحياة .. ليذهبو لكوخهم الصغير اللذي كان يأخذها له .. الكوخ اللذي بناه هو واهداه لها .. قال لها في ذلك اليوم وهي سعيده جدا وكان هو مغتر بأنجازه للكوخ و يمثل عليها عدم اهتمامه بسماع رأيها .. بينما كان الفرح يتطاير من عينيه وهي تمدحه ..
قال لها – عندما انجح في ما انا فيه سوف اهديك قصراُ .. ولكن الان هذا ما استطيع اهدائه لكِ ..
لم تكن تريد منه شيء سوى الامان .. كانت ستقبل ان تعيش معه في اي مكان .. فقط لو كان فكر قبل ان يبدأ بذلك العمل اللعين .. تعبت من شدت التفكير وكانت قد امتلات الصوره بدموعها .. مسحتها وخبأت الصوره في الخزانه .. القت بنفسها على السرير و نامت نوما ثقيلا جدا ..



استيقضت كلوديا في صباح ذلك اليوم بمزاج سيء جداً .. كان الجو كئيبا و المطر قد بلل كل شي في الخارج ..
ارادت اكمال نومها ولكن النعاس قد طار .. نهضت من السرير بتثاقل و ارتدت ملابس دافئه ..
ذهبت للمطبخ كي تصنع لنفسها شيء تأكله .. كانت تشعر بجوع شديد .. بعد ان انتهت من افطارها ارتدت معطفها وكتبت ورقه لأمها تقول فيها ( امي .. سوف اخرج لأتمشى قليلا .. لا تقلقي علي ) ..
وضعتها على الطاوله وخرجت .. كانت السماء مليئه بالغيون السوداء والجو كان كئيبا جدا ..
يعطيك جو من الكئابه يجعلك تبكي بدون اي هم .. بدى الجو تصويرا لقلبها .. لقد كانت هي ايضا كهذا الجو ..
تشعر بالكئابه و اليأس من الحياة .. لم تنتبه من قبل على وضعها الحقيقي .. لقد فكرت بالامس ان تركتها امها لأي ضرف ماذا سيكوت مصيرها .. ليس معها اي شهاده ولا يبدو انه سيصبح ان ضل هذا حالها ..
هي تكرهه الدراسه وغير هذا هي غبيه ايضا .. انها تقر بهذا .. لما بدأت تفكر ان امها سوف تتركها .. انها حمقاء .. هذا لن يحدث بتاتا وهي متأكده .. ازاحت عنها الافكار ولكن هذا لم يساعد على تغيير مزاجها ..
بدأت تتنهد وهي تتمشى بين زهور الحديقه الاماميه للمنزل .. لم تأتي لها منذ اول يوم وصلو فيه .. كانت
تجلس في الحديقه امام منزلهم دوما .. قررت ان تتعب نفسها قليلا كي تنسى ماهي فيه .. بدأت تنزل السلالم
ولكنها لم تكمل لقد تعبت بسرعه .. هذي السلالم متعبه جداً .. ان خرجت من هذا القصر ومحيطه سوف يكون من المتعب العوده لذا قررت ان تبقى فيه .. بدأت تشم الازهار وتبحث عن انواع تعرفها ..
كانت الانواع اللتي تعرفها قليله فكل ما يوجد في هذي الحديقه غريب .. زهور جميله و جديده على كلوديا ..
كانت هناك زهره في اناء وحيده .. لم يكن معها اي زعره اخرى ولا حتى من نفس نوعها .. كان شكلها جميل
ولكنها تبدو غريبه عن بقيت الزهور .. لانها كانت اخف لونا منهم و اصغر حجماً .. بينما ان وضعت وحدها في مكان خالي ستكون رائعه جدا .. امسكتها وهي تتأملها .. جائها صوت من خلفها افزعها ..
_ كلوديا ..
هذا ما قاله الصوت الرجولي خلفها .. استدارت له بسرعه .. لم تعرفه .. من هذا
وكيف عرف اسمها ..؟ بدى بعمر ادوارد .. انه شاب طويل ذو وجه وسيم جدا .. ملابسه غريبه بعض الشيء .. يبدو كاللذين في التلفاز .. كانت ابتسامته جميله .. كان يبتسم لها فأحرجها جدا ..
سألت بتردد – من انت ..؟ ثم كيف عرفت اسمي ..؟
_ اسمك ..؟
قال بأستغراب وكأنها تتبلى عليه .. نظرت هي ايضا نحوه بأرتباك .. يبدو من ضيوف هذا القصر .. انه مناسب لهذا الجو جداً .. يبدو كأمير ..
_ لقد قلت كلوديا للتو .. الم تفعل ..؟
بدى انه فهم الوضع الأن .. – ااااه .. كلوديا نعم .. هل هو اسمك ..؟
_ ان كنت لا تعرفه لما قلت اذن ...؟
¬_ لقد رأيتك محتاره وانتي تنظرين لتلك الزهره .. لم استطع ان ابقي على تلك الحيره على وجهك الجميل
لذا قلت كلوديا .. اللتي كنت اقصد بها اسم الزهره .. لم اعرف انكِ كنتِ تتأملين توأمك ..
بدت كلوديا محرجه ومستغربه في نفس الوقت من حديث هذا الرجل .. ماباله يتحدث وكأنه يمثل ..
يبدو غريبا جدا .. ولكن من ناحيه اخرى كلامه جميل ومهذب للغايه .. اكثر من اللازم بقليل ..
لم تقل شيء .. لم تعرف ما تقول لها الشاب .. ولكن هو قال – لقد قلتي لي من انت .. هل كنتي جاده ..؟
_ وهل يبدو الامر مزحه ..؟
_ حسنا لا استطيع ان اصدق انك لا تعرفيني .. لم التق من قبل بشخص يسألني هذا السؤال ..
_ هل انت احمق ..؟
خرجت الكلمات من فمها بدون تفكير .. شعرت بالحرج الشديد ولكنها لم تقل شيء بعد هذا .. انه حقا احمق
ماهذا اللذي يتفوه به .. ومن يكون هو حتى يتوجب على الجميع معرفته ..
قال لها وهو يبتسم ولم يغضب من نعتها له بالاحمق – انا آمون كرينغ
بدى سعيدا جدا وهو ينطق اسمه .. ماهذا الغرور بحق الله ..
_ تشرفنا
قالت كلوديا هذا وتعمدت ان يكون صوتها فاتراً و استدارت لتكمل استطلاعها للزهور ..
_ هل خطيبت ادوارد ..؟
استدارت بقوه لتنظر بوجهه .. كانت الصدمه مرسومه على وجهها من سؤاله .. ماهذا اللذي يقوله ..
كان يتكلم بجديه اكثر من ذي قبل .. بدى قلبها يدق بسرعه .. لما يسأل هذا السؤال ..؟
هل يضنها سيدرا .. ؟
الجزء السادس..,




_ هل انت احمق ..؟
خرجت الكلمات من فمها بدون تفكير .. شعرت بالحرج الشديد ولكنها لم تقل شيء بعد هذا .. انه حقا احمق
ماهذا اللذي يتفوه به .. ومن يكون هو حتى يتوجب على الجميع معرفته ..
قال لها وهو يبتسم ولم يغضب من نعتها له بالاحمق – انا آمون كرينغ
بدى سعيدا جدا وهو ينطق اسمه .. ماهذا الغرور بحق الله ..
_ تشرفنا
قالت كلوديا هذا وتعمدت ان يكون صوتها فاتراً و استدارت لتكمل استطلاعها للزهور ..
_ هل انتي خطيبت ادوارد ..؟
استدارت لتنظر بوجهه .. كانت الصدمه مرسومه على وجهها من سؤاله .. ماهذا اللذي يقوله ..
كان يتكلم بجديه اكثر من ذي قبل .. بدى قلبها يدق بسرعه .. لما يسأل هذا السؤال ..؟
هل يضنها سيدرا .. ؟ بدت مرتبكه جدا ..
هدئت بعد هذا وهي تنعت نفسها بالحمقاء .. لمجرد ان سأل سؤال كهذا لا يجب ان يحدث لها شيء ..
نظرت له وهي تسيطر على نفسها بصعوبه - لا .. لما تسأل ..؟
كانت تريد ان تسال لما قرر انها خطيبت ادوارد ولكنها لم تفعل .. اكتفت بما قالت ..
_ حسناً .. لم اعتد على رؤية فتيات في هذا الوقت وفي حديقة هذا المنزل .. هل تعملين هنا اذن ..؟
_ لا ..
ابتسم لها
_ لما لا تقولين من انتي بدل كلمة لا ..؟
_ انا ..
لم تعرف ما تقول .. ولكن في النهاية قررت ان تقول من هي فلا يوجد داعي لتوترها بتاتاً ..
_ انا ضيفه هنا ..
لم تشأ ان تقول انها مستأجره .. سوف يبدو الوضع غريب ..
_ اااه .. هذا جيد .. فقضاء الاجازه بصحبت ادوارد بدت لي فكرة مرعبه ..
ضحك بعد هذا فأبتسمت كلوديا له .. كم هو احمق من يستطيع ان يقول ان قضاء الاجازه مع ادوارد امر مرعب ..
هي تتمنى ان تعيش هذا الرعب مره في حياتها .. بدت تطير بتخيلاتها بعيدا قبل ان يعيدها صوت الوحش المرعب اللذي
خرج من القصر .. استدارت لتنظر له .. كان مازال يرتدي ملابس نومه وهو يبدو منزعج جدا .. لقد غيرت رأيها الان ..
لم تعد تريد قضاء اي وقت معه .. قال بانزعاج - لما اتيت الان ..؟
_ هل هذا هو ترحيبك يارجل .. لم ارك منذ اكثر من سنه ..
تحرك آمون كي يدخل القصر و بقيت كلوديا في مكانها امام زهرتها .. كانت تنظر لأدوارد فأدارت وجهها عنه
عندما احست انها اطالت النظر .. ناداها آمون - الن تدخلي ايتها الزهرة .؟
اخجلها مناداته لها بالزهره امام ادوارد اللذي نظر لها بطريقه اثارت غضبها جداً ..
قالت له بتوتر وهي تستدير لتذهب بأتجاة السلالم ..- لا شكرا .. سأبقى في الخارج قليلا ً ..
_ لا تخرجي من البوابه ..
قال ادوارد آمراً فنظرت له بصمت وهزت رأسها بالموافقه .. دخلا بينما بقيت هي واقفه امام القصر
تنظر لنفس المكان اللذي كان ادوارد فيه .. كانت قد قررت بالامس انها سوف تعتذر لأدوارد عندما تراه اليوم ..
ولكن كل شيء اختلف عندما رأته .. انه يستحق ما قالته له وهو غير مهذب .. ولا يستحق ابدا الاعتذار .. استدارت بغضب
كي تعود للمنزل .. بدأ الجو ينزل قطرات من الماء .. شعرت بالبرد فلم ترد ان تبقى تحت المطر كي لا تتمرض ..
مع انها عادتا تخرج من المنزل عندما تمطر لانها تعشق اللعب تحت المطر و السير تحته .. على عكس امها تماما ..
لم تكن روزا قد استيقضت بعد عندما عادت كلوديا للمنزل .. فذهبت لغرفتها وجلست على طاولتها لتكتب في دفترها الخاص ..
_ جائنا اليوم زائر جديد .. انه رجل وسيم جدا .. ملابسه وطريقته في الحديث مضحكه بعض الشيء .. انه يبدو
كعارضين الازياء او ممثلي السيمنا .. لقد سألني ان كنت خطيبت ادوارد .. اشعر بالالم .. هل يعني هذا ان سيدرا تلك
خطيبت ادوارد فعلا .. ولكن ان كان هو صديقه الا يجب عليه ان يعرف شكل خطيبت صديقه ام ربما قد خطبها في هذي السنه
لان ذك الرجل قال انه لم يرى ادوارد منذ سنه .. هل خطبها لانه يحبها ام ..
اقفلت الدفتر بسرعه .. لقد بدت يدها ترتعش وهي تكتب .. لم تعد تتحمل كتابت هذي الاشياء ..
كيف لسيدرا المتعجرفه الحقيره تلك ان تكون خطيبت ادوارد ..؟
بدت تضحك على نفسها .. عندما تذكرت من يكون ادوارد .. على كل حال هي لا تستطيع
انكار انهم متشابهين تماما ..
سمعت اصوات في الخارج فعرفت ان امها قد استيقضت .. نهضت عن الكرسي ونفضت افكارها عنها ..
خرجت لترى ان امها قد حضرت الفطور ..
نطرت روزا لأبنتها بتفحص وعندما انزلت كلوديا راسها واستدارت لتجلس امام التلفاز بدت بالحديث ..
_ الن تأكلي ..؟
_ لقد اكلت .. انا مستيقضه منذ فتره
يبدو ان امها لم ترى رسالتها الصغيره بعد ..
_ كلوديا استمعي لي ..
لم تقل شيء لمده فعرفت كلوديا ان امها تنتظر ان تستدير لها .. ولكنها لم تفعل ..
عرفت ان هناك محاضره في الطريق ..
_ كلوديا ..؟
يبدو ان امها غاضبه فعلاً لذا استدارت بهدوء وهي تتصنع عدم معرفت شيء ..
_ ماذا هناك امي ..؟
_ انا لا اعرف مطلقا ماذا دار بينك وبين ادوارد ولكن مهما كان ما قد قاله لا يعطيك الحق بشتم رجل اكبر منك
ويستضيفك في بيته .. كيف تجرأتي ان تقولي تلك الكلمه امام كاميليا
لم تقل كلوديا شيء .. لم يكن لديها شيء تقوله ..
_ سوف تعتذرين منه اليوم ..
نظرت لأمها واستدارت بسرعه .. ماذا ستفعل .. امها معها حق .. ليس في ان ادوارد لا يستحق ان تشتمه
بل ان السيدة كاميليا كانت هناك .. الامر يبدو الان محرجا جدا .. ماذا ستقول لها ان سألتها عن سبب شجارها مع ادوارد
لو انهم يعرفون انه لم يكن شجار .. ادوارد لا يتنازل حتى في ان يتشاجر معها ..
_ لقد اعتذرت له هذا الصباح ..
خرجت الكلمات قبل ان تستطيع منعها .. رأت ان هذا افضل حل .. لن تستطيع ان تعتذر لادوارد مهما حدث ..
ببساطه في رأيها هو لا يستحق اي اعتذار منها .. فكرت في انها سوف تعتذر للسيده كاميليا ان صادفتها اليوم ..
_ اعتذرتي له ..؟
قالت روزا مشككه ..
_ نعم ..
نطقتها بتوتر وهي تحاول عدم الاهتمام بالموضوع ..
_ ومتى فعلتي هذا .. متى رأيتي ادوارد اليوم ..؟
_ لقد كنت في الحديقه صباحاً فرأيته ..
لم يكن لها مزاج بأخبار امها بكل شيء .. فكرت ان على الاقل هناك شيء صحيح في ما قالته
لقد قابلت ادوارد هذا الصباح .. لم تكن تعرف انها تستطيع ان تكذب على امها هكذا ..
بدت تشعر بالحزن ولكن فات الاوان على هذا ..
انتهى هذا الحوار بسكوت الام وجلوسها لتناول الفطور ..
في ذاك اليوم لم تخرج كلوديا من المنزل بتاتا .. وكانت تضع حجه لعدم الذهاب مع امها
لمنزل ادوارد عندما دعتهم السيده كاميليا للعشاء .. لم تكن تريد الالتقاء بادوارد خوفا من ان يقول شيء يفضح
كذبتها الصغيره امام امها .. و قد سمعت ان سيدرا هناك ايضا فزاد هذا اصرارها على عدم الذهاب .. لم تكن بمزاج يسمح
لها بمقابلت سيدرا .. خصوصا بعد ان اكتشفت انها خطيبت ادوارد الحقيقيه ..

في اليوم الثاني طلبت كلوديا من امها الخروج .. كانت تشعر
بالانزعاج من كل شيء لذا لم تكن تريد تمضيت الوقت في المنزل .
فكرت انها سوف تطلب من ميا مرافقتها .. سوف يكون ذلك رائعا ان وافقت السيده كاميليا على خروج ميا معها ..
_ ميا ..؟ لا اعرف ان كانت كاميليا تستغني عنها في مثل هذا اليوم
_ ماذا تقصدين في مثل هذا اليوم .. ؟
_ حسنا .. سوف تقوم كاميليا باعداد حفلت تخرج لأدوارد .. و حفلت افتتاحه لشركته الخاصه ..لذا ستحتاج لميا كثيرا
بقيت كلوديا تنظر لأمها باستغراب .. ادوارد سوف يتخرج .. ولكن مازال هناك وقت طويل لنهاية العام الدراسي ..
_ امي العام الدراسي لن ينتهي الان ..
_ اعرف هذا ولكن ادوارد سوف يتخرج في بدايت السنه الجديده اي في نصف السنه الدراسيه ..
بدت امي سعيده جدا وهي تقول هذا الكلام .. تبدو فخوره به ..
شعرت بالاسى عليها لانها لم تكن يوما فخوره او سعيده بي .. لم استطع يوما انجاز شيء يذكر في حياتي..
فاشله حتى في الدراسه .. لم افكر كثيرا في افتتاح ادوارد لشركه جديده خاصه به .. انه عبقري
واعتقد انه اذكى انسان في العالم .. او على الاقل اذكى من قابلت .. ليس غريب عليه انه سيفتتح شركه جديده
بوجود عقله و بالطبع المال ..
_ حسنا امي .. سوف اخرج وحدي اذن ..
_ كلوديا هنا ليس كما في بيتنا السابق .. لا تستطيعين الخروج بمفردك .. الشوارع هنا مختلفه تماما ..
_ لم اخرج منذ ان انتقلنا الى هنا .. بدأت اشعر بالاختناق امي .. انتي مشغوله دائما وليس لديك وقت لي
بينما انا يجب ان ابقى قابعه في المنزل ويجب علي تحمل كل شيء بدون الاعتراض حتى
اقتربت روزا من ابنتها وجلست بجوارها .. بدت قلقه جدا .. هذا ماكانت تخاف منه ..
ما زلت بجانبها وهي تفكر بهذي الطريقه .. ماذا ستفعل ان تزوجت وانشغلت عنها اكثر ..
لن استطيع الاهتمام بها كليا ان تزوجت مهما حاولت ..
_ امي .. اريد الخروج ..
بدى قلق روزا يتلاشى مع مشاغبت ابنتها اللتي تبدو لا تفهم الحديث ..
_ كلوديا انا لا امنعك من الخروج ولكن هل تعرفين طريق العوده ان خرجي من هنا ..؟
_ نعم اعرف ..
_ يا الهي .. ارجوك لا تتعبيني ولا تتصرفي كالأطفال
_ امي اليوم انا اريد الذهاب للسوق .. لن امتنع مهما حاولتِ ..
_ حسنا .. سوف يأخذك السائق اذن ..
_ رالف لم يعد للمنزل بعد
_ سوف يعود غداً .. اما عن السائق فهناك غيره ..
_ حقاً .. ؟ سوف يعود غداً ..؟
_ نعم عزيزتي .. سوف يعود غداً
بدت فرحت كلوديا عضيمه جدا .. هي لم تره رالف الا مره واحده ولكنها تشعر بشعور دافئ جدا تجاهه ..
لا عجب في ذلك ..انه قريب جدا من القلب .. فرالف ذاك قد حصل على حب ادوارد اللذي لم يحصل عليه حتى امه وابوه ..
انتهى هذا الحوار بموافقت امها على خروجها .. ضلت هي متابعه للتلفاز ..
ولم تخرج طيلت الصباح ..
بعد مرور ساعات ايقضتها امها .. لقد نامت وهي تشاهد التلفاز ..
لقد استيقضت مبكراُ لذا كانت تعبه ..
_ السياره تنتضرك في الخارج .. هيا غيري ملابسك لتذهبي للسوق ..
_ تجعلين الامر يبدو كمهمه
قالت هذا بانزعاج واتجهت نحو غرفتها ..
روزا لم تنزعج .. تعرف ان هذا الوضع لا يناسب كلوديا ابدا .. هي لم تعتد على العيش
في مثل هذي الاماكن .. ولا على منع حريتها ..
لم يمض وقت طويل منذ جائوا الى هنا لذا سوف تعتاد مستقبلا ..
انتهت من ارتداء ملابسها .. لا تأخذ وقتاً طويلا في تحضير نفسها للخروج ..
لا تستعمل كثيرا مستحضرات التجميل .. الشيء الوحيد اللذي تضعه دائما هو الكحل ..
يجعل من عينيها شرقيتين وجميلتين جداً .. لذا هي تحبه ..
بينما تقول دوماً ان كل السماحيق الباقيه لا تغير من شكلها الخارجي كثير
الشكل اللذي ليست مقتنعه به جداً ..
_ امي ليس لدي مال ..
تصنعت الحرج والبرائه فأبتسمت لها روزا وذهبت للغرفه كي تحضر لها المال ..
_ اشتري شياً لحضور الحفل ايضاً ..
_ سوف ارى
لم تكن تريد شراء شيء لحفلت ادوارد .. هي لم تقرر حضورها اصلا ..
اخذت معطفها الاسود وخرجت من المنزل .. ذهبت لمرأب السيارات وهي تبحث في هاتفها عن رقم ساره ..
قررت ان تطلب منها ملاقاتها في السوق ان كانت غير مشغوله ..
ولكن حالما وضعت السماعه على هاتفها ورفعت رأسها رأت سيارة ادوارد امامها ..
لم تكن هذي هي الصدمه بل الصدمه هي انه كان يمسك بالباب وهو ينظر لها بعصبيه ..
اما في الداخل فقد كان ذاك الآمون جالساً .. لم تعرف ماذا يفعلان ولما
هذا الاخر ينظر لها بعصبيه .. بقيت واقفا في مكانها فأثار الامر استغراب ادوارد هذي المره ..
لن تفكر ابدا ان اللذي قصدت امها وجوده في الخارج بأنتظارها .. سوف يكون هذا الجحيم بعينه ..
انزلت الهاتف بسرعه وتقدمت من سيارته .. لم تكن لتفعل هذا لو لم
يشر عليها هو .. – ماذا هناك
قالت ذلك متصنعه عدم المبالات به وعدم النظر له كالسابق ..
_ هل يتطلب تحضيرك لنفسك كل هذا الوقت ..
قال هذا وهو ينظر لها وكأنها لا تعجبه وكأن ما ارتدت لا يحتاج الوقت اللذي يتحدث عنه ..
_ وما شأنك انت ..؟
_ اركبي هيا ..
حسنا لن يتشاجر معها حتى .. هذا هو بالطبع ..
ولكنها لن تهني الحديث هكذا فقط ..
_ لما اركب ..؟
_ الم تطلبي الذهاب للسوق ايتها الحمقاء
بدى يثير سخطها حقاً .. لما ينعتها بالحمقاء مع انها لم تقل له شيء
_ لا تقل لي حمقاء ..
_ اولستي كذلك ..
نظرت لآمون اللذي كان يجلس في السياره فرأت ينظر لهما وهو يبتسم ..
ازعجها هذا جداً .. شعرت انه يسخر منها فأستدارت لتعود للمنزل ولكن صوت ادوارد اوقفها ..
_ كلوديا .. لستي حمقاء .. هيا اركبي
بقيت واقفه وهي غير مصدقه لما يقول .. ماذا يحدث ..؟
هل ادوارد مريض ..؟ لقد قال لها انها ليست حمقاء لانها انزعجت وكانت ستعود ..
استدارت لترى انه ركب السياره.. كانت سعيده جداً .. لقد كان صوته هادئا معها هذي المره ..
لم يصرخ ولم يقلها بنفاذ صبر .. عادت وفتحت السياره .. جلست بهدوؤ وهي تحاول عدم النظر له ..
ان نظرت للمرأه المعلقه امامه لن تستطيع اشاحت وجهها عنه بعد ذلك ..
_ الى اين تريدين الذهاب ..؟
قطع عليها صوت آمون تفكيرها واعادها لما هي فيه .. نضرت بأتجاهه وهي ماتزل تفكر .
_ ااه ..
لم تسمع السؤال جيدا لذا ارتبكت ..
ابتسم هو لها واستدار ليعيد ما قاله
_ الى اين تريدين ان يأخذنا ادوارد
بدت مرتبكه جداً عندما قال ادوارد .. كان ينظر لها بأبتسامه غريبه ... كأنه يحاول احراجها
قالت بهدوء – الى السوق ..
_ بالطبع الى السوق ولكن اي سوق تريدين الذهاب له اولاً ..
ماهذي الأسأله اللتي يسألها .. ليأخذوها لاي سوق .. هي على اي حال لم ترد المجيئ معهم
وهي لا تعرف الاسواق القريبه من هنا ..
_ حسنا .. لا اعرف الاسواق الموجوده في هذي المنطقه ..
ارتاحت الان بعد اعترافها .. نظر لها آمون وقال وهو يغمز
*_ اذن سوف نأخذك الى اجمل المحلات ..
بدا هذا واضحا من الطريق اللذي كانو يسيرون فيه .. انه طريق جميل جدا
او بالاحرى مبهر .. لم تكن تعرف ان هناك طريق كهذا في بلدها ..
يبدو ان في هذا البلد للفقراء مناطق خاصه وللأغنياء كذلك ..
لم تكن ترا انها من الفقراء قبل مجيئها لهذا القصر .. كانت ترا ان حياتها افضل حياة ..
وكانت هي في المدرسه من الفتيات اللات تلبى طلباتهن بسرعه ..
توقفت السياره فجأ ففقدت كلوديا توازنها وظربت رأسها بكرسي ادوارد
_ ااه .. ااه ..
تألمت فأمسكت برأسها بقوه
_ هل انتي بخير ..؟
سأل آمون بقلق .. بينما اكتفى ادوارد بالصمت والنظر للامام ..
_ نعم .. الى حدٍ ما ...
_ ادوارد الا تستطيع ان توقف السياره بهدوء اكثر ..؟
سأل آمون هذا بتأنيب ولكن ادوارد لم يعره اي اهتمام .. لقد كان ينظر لرجل يقف امام السياره ..
يبدو انه كان يقطع الشارع .. ولكن الم يره ادوارد .. بدل التوقف بهذي الطريقه كان يستطيع ان يهدء السير قبل الوقوف ..
وهي تفكر بهذي الافكار ركزت نظرها على الرجل لترى لما ينظر أدوارد له هكذا ..
كان رجل طويل وكبير في السن .. لم يكن طاعن في السن ولكن يبدو قد قطع الاربعين منذ زمن
يبدو متعباً .. نزل ادوارد لينظر ان كان بخير ..
كان الموقف كله غريب .. ادوارد ينزل ليطمأن على شخص .. ماهذا العجب ...
يجب ان يكون شيء اصاب ادوارد اليوم .. ليس بطبيعي ابد ..
نزل آمون ايضا فقررت النزول هي ايضا .. تقدمت منهم كانو يسألونه ان كان حدث له شيء ..
عندما وصلت نظر لها الرجل بلطف ولكن سرعان ما تحولت نظرته للصدمه واقترب منها بسرعه
فخافت وقفزت للخلف تلقائياً ..
امسك آمون بالرجل المسن .. كان يبدو خائفا على كلوديا ..
_ ماذا هناك ..؟
سأل ادوارد بهدوء وكأنه يحاول الوصول لشيء ما ..
_ من هذي ..؟
هذا ما قاله الرجل الغريب .. بدأت اخاف منه ..
لم يعد لطيف .. لما يسأل عني انا ..؟
افلته آمون وتقدم مني ليمسك بيدي ويسحبني معه للسياره .. يبدو انني
بدوت خائفا جداً .. بدى آمون يطمأنني بعبارات لطيفه بينما كنت انظر لأدوارد وهو يتحدث مع ذلك الرجل ..
كان يعطينا ظهره فلم استطع ان ارى من ملامحه شيء وهو يحاور ذلك الرجل ..
هز بعد ذلك الرجل رأسه ونظر بأتجاه السياره .. رفع يده اعتذاراً لي وابتسم .. لم ابتسم له او بالأحرى سار سريعا فلم
الحق بالرد عليه ..
دخل ادوارد وجلس .. لم يقل شيء .. رفع عينيه ونظر لي من خلال المرأة .. كنت انا ايضا انظر له ..
بدى يركز النظر لعينيي ووجهي كله .. احرجني فأنزلت وجهي بسرعه ..
ماذا يحدث .. ما به ادوارد ..؟
_ ماذا كان يريد ذاك الرجل ..؟
_ لقد قال انه اضاع ابنته وشبه كلوديا بها ..
اقنع كلوديا هذا الجواب .. بدى الانسب لما حدث .. ولكنه لم يقنع آمون
لقد كانت طريقت ادوارد في قوله غير مقنعه .. بدى قلقاً جدا .. وهذا ما يحدث نادرا
في حياته .. لم يفكر آمون اكثر بالوضع وعاد لمرحه الطبيعي ..
وصلو اخيرا للسوق .. كان مجمع تجاري كبير جدا .. يوجد فيه اكثر من خمسين سوق على ما يبدو ..
كان بنائه جميل و فخم للغايه .. ظلت كلوديا تحدق به طويلا حتى ناداها آمون
وهو يضحك عليها .. لقد كانت تتوقف لتنظر لكل شيء امامها ..
_ هل يعجبك المجمع ..؟
سال آمون هذا بينما كانو يسيرون فيه وهم يبحثون عن محل لبيع المجوهرات
كما قال ادوارد ..
_ انه رائع ..
ابتسم لها قليلا قبل ان يضحك عليها ..
عرفت ان الرائع اللذي قالته كان معبر جدا .. ماذا تفعل هذي هي الحقيقه .. انه جميل جدا ..
_ هذي هي المره الاولى اللتي تأتين فيها ..؟
_ نعم .. في الحقيقه لم ادخل مكانا كهذا من قبل ..
_ انا فرح لأنه اعجبك اذن .. يا زهرة ..
_ لما تناديني بالزهرة ؟
_ لأنه معنى اسمك .. يجعلني مميز بالنسبه لك
غمز لها فأحرجها وازعجها في نفس الوقت .. لم تعجبها تصرفاته
لقد كان يغمز كثيراُ ..
_ ان كان يغضبك لن استعمله ..
_ لا .. ليس تماما ولكن كلوديا افضل ..
_ كما تشائين ياصغيره ..
ابتسمت له .. ادوارد كان قد دخل سوقا للمجوهرات ..
انه يشبه بناء من المجوهرات لم يكن هناك مجال لشيء سوى مجوهرات .. اشياء لم ترى كلوديا مثلها ..
بدت محرجه جدا .. لم تعرف ما تفعل لذا بقيت واقفا في الباب تنتظر ان يخرجو ..
ناداها آمون فأقتربت منهم .. كانو ينظرون لخواتم زواج .. استغربت وبدت تشعر بمغص في بطنها ..
اول ما خطر ببالها انها لأدوارد وسيدرا ..
_ نريد ان نشتري خواتم زواج لأحد اصدقائنا اللذي سوف يتزوج قريبا ..
ابتسم آمون بعد هذا بينما شعرت هي بالهدوء التام واكمل .. – تعالي لتري ايمها اجمل ..
كانت تقف بين آمون وادوارد اللذي لم يبد انه يرى المجوهرات حتى ..
_ آمون استعجل .. لم يعد ليدنا وقت طويل ..
هذا ما قاله .. يبدو ان لديه عمل ما ..
_ هذا جميل جدا ..
اشارت باصبعها على خاتم يحمل جوهره حمراء صغيره .. تتوجها الماسات
كان يبدو رائعاً .. نظر آمون له ايضا ويبدو انه اعجبه .. حيث انه طلب من البائع اخراجه لنا لنراه عن قرب ..
اراه لأدوارد فقال فقط
_ انه جيد ..
تنهدت وهي تنظر لأدوارد فنظر لها باستغراب .. لقد اصيبت الان باليأس من هذا الرجل ..
لن يشعر بأي شيء بعد الأن ولن يرى اي شيئ جميل في الحياة ..
اتفق آمون مع البائع و طلب منه تغليفه ووضعه في علبة زواج ..
خرجو من محل المجوهرات .. كان آمون يطلب منها شراء كل شيء تنظر له
ولكنها كانت ترفض بشده .. لم تستطع شراء شيء ..
لم تدخل اسواق لملابس نسائيه كثيره .. كانت تشعر انها تزعجهم وتحرجها هي ايضا ..
كانو يسيرون في وسط المجمع عندما رأت محل لبيع الالعاب ..
سارت وهي تتقدمهم ودخلت له .. ضحك آمون عليها بينما اكتفى ادوارد بالنظر واتكئ على الباب منتظرا خروجها ..
بقيت تنظر للألعاب طويلا وهي تبحث عن شيء تشتريه ..
_ هل هذا ما اعبجك من كل هذا المجمع
قال آمون ساخرا وهو يرى الالعاب ..
_ الا ترا كميت الاعاب الموجوده فيه .. اتمنى ان تكون غرفتي هكذا
ضحك عليها بينما كانت هي تتكلم بجديه تامه ..
_ آمون انظر الى هذي ..
نادته ليرى معها صندوق كبير عليه ازرار كثيره ..
كان يوجد على الازرار كلمات تعبر عن شخصيه الشخص .. يبدو ان هناك العاب لكل شخصيه ..
_ سوف اشتري من هذي ..
_ حسنا اختاري الشخصيه اللتي ترينها مناسبه لكِ لنرى ما يخرج منها ..
كانت تقرأ عندما وجدت على احدى الازرار مكتوب .. ( لا يعترف بوجود احد ) ..
ذكرها بأدوارد فلم تستطع سوى الضغط عليه .. استغرب آمون في بادء الامر ولكنه عرف قصدها
وضحك بصوت عالي وهو ينظر لأدوارد .. خرج من الصندوق لعبه لشخص ذو انف كبير يرفع رأسه وعيناه مغمضتان ..
فكرت انه لا يشبه ذاك الوسيم ابدا .. ولكن مع هذا انهما متشابهان في الطباع جدا ..
_ اختاري لي واحده ايضاً ..
قال آمون هذا فنظرت له بخبث وعادت لترى ما كتب على الازرار ..
ضغطت على زر كتب عليه ..( الست رائعاً ) ..
وخرج من الصندوق شخص يبتسم وهو فرح جدا بنفسه ..
لم يستطع آمون سوى الضحك وهو ينظر لكلوديا اللتي اعطته دميته ..
عادت لتختار شيئا لها بعد هذا فلم تجد شيء مناسب سوى .. ( حمقاء )
فخرجت دميه جميله جدا ولكنها تبدو بلهاء جدا ..
_ على الاقل هي اجمل من دماكم ..
قالت هذا وهي تريها لآمون اللذي قال لها
_ لما اخترتي حمقاء
_ اسمعها كثيرا .. يجب ان اكون كذلك .. لا يمكن ان يكون الجميع على خطأ ..
وضحكت بعد هذا وهي تسير للبائع كي تشتري الدمى ..
نظر لها آمون ولحق بها بعد هذا وهو مستغرب من هذي الفتاة ..
اخذت الدميه من يده وقالت له عندما اخرج محفضته – لا شكرا .. سأدفع ما علي
اشترت الدمى بينما ابتسم هو لها واعاد محفضته ..
عندما خرجو سار ادوارد قبلهم فنادته وهي تسرع خطاها كي تلحق به ..
_ ماذا الأن ..؟
بدى منزعجا .. يبدو انها اطالت المكوث في المحل ..
_ لا شيء .. هذي لك ..
اعطته الدميه وسارت امامه وهي غاضبه ..
_ اللعنه .. ماهذي الان ..
قال هذا وهو ينظر للدميه بأستغراب ..
_ انه رأي حبيبتك فيك ..
نظر ادوارد له بفتور
_ يبدو سيئا جدا
ضحك آمون على صديقه .. كان يفكر بكلوديا .. تبدو عاشقه لهذا الاحمق اللذي
لا يبدو مهتما بها .. سوف تقاسي الكثير تلك الصغيره ..
قال بصوت خافت وهو يسير خلفهم – كما في السابق الفتيات الرائعات داماً يعجبن بك اولا ..

مرو من امام مطعم .. كانت جائعه جدا .. امسكت ادوارد من كم قميصه فنظر لها وهو مستغرب من حركتها
ابتسمت محاوله جعله يلين قليلا ولكن لم ينفع فقالت ما لديها
_ انا جائعة ..هل يمكن ان اشتري فطيره بسرعه
_ هذا محرج جدا .. لقد نسينا كليا اطعامك ..
قال آمون هذا وهو يشعر بالاحراج .. نظرت كلوديا له مستغربه
يتصرف الأن وكأن كلوديا طفله وهم نسو اعطائها الحليب ..
تحركو ليدخلو المطعم فلحقت بهم بسرعه .. جلسو على احدى الطاولات ونادا ادوارد النادل ليطلب منه
اطباق لم تعرف كلوديا منها شيء ..
احضر بعد هذا الاطباق اللتي كانت تبدو غريبة الشكل .. لم تعجب كلوديا بتاتا ..
تبدو غاليه جدا ولكن هذا لم يشفع لها كي تحبها ..
بدأ الرجال في الاكل فبدأت هي ايضا .. لم تقترب من الروبيان ولا من
شيء غريب الشكل لونه قريب للاسود .. وعليه حبات طماطم و خيار ..
اكلت من المقبلات والسلطات فقط .. يبدو ان الاطعمه اللتي طلبها بحريه كلها .. هناك شيء كالمحار
في صحن امام آمون .. ابتسمت باحراج عندما قدم لها منه وقالت
_ لا شكرا
_ انتي لم تأكلي شيء .. الا تحبين الاطعمه البحريه
_ لا .. ولاكني شبعت ..
_ لما لم تقولي ذلك منذ البدايه .. هل انتي حمقاء يافتاة .. لم تأكلي شيا منذ الصباح
_ صدقني آمون لقد شبعت
كان ادوارد قد انتهى من الاكل الان ونظر لي ولمى يوجد امامي من طعام ..
كنت اتمنى ان يقول شيء لاني لم آكل الكثير ولكنه لم يفعل .. وضع مالا في صحن عليه ورقه يبدو انها الحساب و
وقف ليخرج .. نظر آمون لي بتأنيب لاني لم اكل كثيرا وسار بقربي ..
_ سوف اعود حالا
قال ادوارد هذا وذهب في اتجاه اخر عنا .. ذهبنا انا وآمون لننتظر امام السياره ..
الى اين قد يكون ذهب .. بدأت افكر قبل ان يبدأ آمون في الحديث ..
_ كم عمرك ..؟
نظرت له مستغربه سؤاله
_ عمري 18 عاماً .. وانت ..؟
_ هذا ما خمنته .. 30
_ حقاً .. ضننتك اصغر ..
_ حسنا هذا ما اسمعه دائما .. لا احد يصدق اني اكبر من ادوارد
_ اه نعم هذا صحيح ..
لما يدخل ادوارد في كل شيء .. عندما يقول اسمه ينظر لي بطريقه غريبه ..
وصل ادوارد فتوقفنا عن الحديث تلقائياً .. كان يحمل بيده كيس ..
يبدو انه اشترى شيء .. صدم كلوديا عندما اعطاها الكيس واستدار ليدخل السياره ..
نظر آمون لها باستغراب ايضا ولاكنه ابتسم ودخل السياره .. فتحت هي الكيس فوجدت فطيره لحم
رائحتها شهيه جداً .. كانت ما تزل جائعه وبدت لها الفطيره لذيذه جدا ..
دخلت بسرعه للسياره وقالت لادوارد وهي تكاد تطير من الفرح - شكرا ..
نظر لها علامه على انه سمع وحرك السياره .. مهما فعل اليوم لن تغضب منه ..
لقد احضر لها فطيره .. انه قلق عليها .. او ربما كي لا تعود للبيت جائعا فيقولون انهم لم يقومو باطعامها ..
لا يهم السبب المهم ان هذي الفطيره اللتي في يدها من ادوارد ..
بدت تاكلها بشهيه مفتوحه وهي تشعر انها تطير .. رفعت نظرها لترى آمون ينظر لها ويهو يكتم ضحكه ..
شعرت بالخجل واشاحت بوجهها عنه .. لما يتصرف هكذا هذا الرجل ..؟
كان الطريق الان مختلف لذا اقتربت من آمون وسألته - الى اين سنذهب ..؟
نظر لها بهدوء وكأنه يشعر بالشفقه عليها .. ارجعت نفسها للخلف وهي تنظر له بأستغراب .. مابال هذا الرجل الان
كانت تنظر له وهي تنتظر منه اجابه فقال ما شرح سر وضعه - نحن ذاهبون للمطار ..
لم ينتظر منها ان تسأل لما بل قال بأبتسامه حزينه - خطيبت ادوارد ستصل اليوم لذا سنحضرها معنا ..
كانت هناك ابتسامه صغيره مرسومه على وجهها قبل ان يقول هذا .. - ااه ..
قالت هذا وهي تنظر لأدوارد .. سوف تبكي .. نظر ادوارد لها فأشاحت بوجهها بسرعه وعادت لتنظر من خلال زجاج السياره ..
بدأت تتنفس بهدوء كي لا تبكي .. بدى العالم ينهار من امامها .. فكرت قليلا ..
سيدرا كانت بالامس في القصر .. اذن هي ليست المقصوده كما توقعت في بادء الامر .. يبدو ان هناك بطله اخرى لادوارد ..
هذي الفتاة اللتي ستعود من السفر اليوم .. واللتي كان مستعجل جدا على موعدها .. لقد كان يستعجلهم طوال الوقت لهذا السبب ..
شعرت ان يدها بدأت ترتعش .. وضعت بقيت الفطيره في الكيس .. لم تستطع اكمالها .. كان آمون ينضر لها بأسف فحطمها هذا ..
هل تبدو حالها مأساوي جدا .. لماذا اليوم يقول لها هذا .. لماذا بعد ان احضر ادوارد لها فطيره .. لماذا بعد ان خرجت معه للسوق و
اصبحت قريبه من اكثر من ذي قبل .. بدأت تشعر بحماقتها .. ماهذي الاشياء اللتي تتذكرها .. انها لا شيء ..
هذا ما قالته لنفسها وهي تحاول السيطره على ارتعاشتها ..
وصلوا للمطار اخيرا .. بعد عناء طريق قصير بدى لكلوديا بدون نهايه .. نزلت من السياره بسرعه وقالت لهم انها ذاهبه للحمام ..
بالطبع عرفو الامر .. على الاقل ادوارد عرف .. لنا احضرها معه .. بالطبع ليقول لها انظري هذي خطيبتي .
اتركيني وشأني الان .. هذا ما يقصده من هذي الحركه .. سوف ينال ما يريد بالضبط ..
سارت وهي لا تعرف اين الحمامات .. بدت دموعها بالنزول .. وقفت في احدى الزوايا وبدت تبكي .. بصوت خافت .
بنفس مخنوق .. مسحت بعد هذا دموعها بسرعه وهي غاضبه من نفسها .. بدت تحتقر نفسها فعلا الان ..
لما تبكي عليه .. هو اللذي لم يفكر حتى بمشاعرها .. لم يتركها في البيت تصدم بخطيبته بل احضرها الى المطار
كي تستقبلها وتكون حاضره في لقائهم بعد هذا الغياب .. اخرجت محرمه ومسحت عيونها جيدا .. عرفت انها قد مسحت الكحل ايضا
ولاكن هذا لم يهمها كثيرا .. سارت في المطار وهي تبحث عنهم .. امسكتها يد من الخلف فأنتفضت وصرخت ..
ادارها بسرعه له وهو يكتف صرختها - اصمتي ايتها الحمقاء ..
كان هو .. ادوارد .. بدت تنظر له وبدت الدموع تتدفق من جديد لعينيها .. نظر لها بهدوء ومسح دمعه نزلت على خدها ..
_ الدموع لا تفيد .. هيا امسحيها .
نظرت له وهي تريد منه ان يحتضنها .. ان يقول لها انه لا يملك خطيبه .. اي شيء ينفي ما قاله آمون ولكن ماقاله بعد ذلك
كان قاسي جدا .. - لقد وصلت الطائره هيا .. اتبعيني ..
ترنحت قليلا عندما افلتها من يديه ولاكنها ثبتت نفسها .. تبعته كما قال و سارت خلفه ..
انتظرو قرابت العشر دقائق .. كان آمون ينظر فيهما اليها بحزن والاعتذار مرسوم على وجهه .. شعرت بالاحراج من
طريقته وكانت تشيح بوجهها عنه .. اما ادوارد كان يدخن سيجاره تتبعها سيجاره ..
يبدو الوضع سيا جدا لأستقبال احدهم .. ولكن بدى صراخ فتاة يتعالا عندما فتحت الابواب واعلن عن وصول المسافرين .
كانت فتاة صغيره .. تبدو بعمر كلوديا .. جميله وشكلها يبدو طفولي جدا .. شعرها كستنائي بينما يبدو عليها
انها قضت وقتا طويلا تحت الشمس .. عيناها بدتا مضيئتان بلونهما الاخضر وسط لون شعرها وبشرتها الداكن ..
صرخت بأسم ادوارد وعندما لمحته من بعيد اتجهت نحوه مسرعه واحتضنته ..
هنا انتهى الامر بالنسبه لكلوديا .. الأن تأكد وجود خطيبته .. نظرت لهم وهي تشعر بالالم شديد يعتصرها ..
ربما عزاها الوحيد في ان ادوارد لم يتفاعل مع الفتاة كثيرا ولم يبدو عليه انه يلتقي بحبيبته بعد غياب طويل ..
كلوديا تعرف ان هذا هو طبع ادوارد حتى مع من يحب .. اذن هذا لا يعني انه لا يحب فتاته هذي .. حاولت السيطره على نفسها
وعدم فقدان هدوئها .. نظرت لآمون فكان مازال ينظر لها .. ابتسمت له بحزن و استدارت لتأخذ نفس عميق قبل ان تستدير لترحب
بخطيبت ادوارد .. عندما استدارت وصل رجل اخر وقف بقرب ادوارد وخطيبته .. يبدو انه جاء معها ..
نظرت له كلوديا بتمعن وصرخت بعدها .. - هل انت ايفان ستيف ..؟
ابتسم لها وهو غير مصدوم بمعرفتها به - نعم انا هو ..
بالطبع انه هو .. الممثل الشهير ايفان .. اللذي تملا صوره مجلات البلد جميعها .. الجميع يتابع سلسلت افلامه الشهيره
( رصاصات قاتله ) .. انه الشاب المعجزه كما يسمونه .. وصل للشهره من اول فلم قدمه .. لم تبدى شهرته الى منذ
ثلاث سنوات .. وهو الان من الاأوائل في عالم السينما .. - هل تعرفينه
سألها آمون اللذي بدى مصدوما .. - بالطبع اعرفه .. انه بطل سلسلت رصاصات قاتله .. اليس كذلك ..؟
قالت ذالك وهي فرحه بمقابلته جدا .. ابتسم هو لها بلطف اشعرها بالفرح .. حاولت عدم النظر لادوارد وصديقته تلك ..
كانت تريد ان تستثمر هذي اللحضه اللتي ربما لن تتكرر بمقابلت احد نجوم السينما ..
_ انا حزين جدا كلوديا .
قال آمون هذا فنظرت له وهي مستغربه .. - ماذا هناك آمون ..؟
_ ايفان هل تعرف انها لم تعرفني ..
صدم هذا ايفان ايضا .. بقيت كلوديا تنظر لهم ثم استدارت لأدوارد فوجدت خطيبته تنظر لها بلطف
وهي تنتظر ان تعيرها انتباهها كي تلقي عليها التحيه ..
_ مرحبا ..
قالت الفتاة بابتسامه مشرقه جدا ومدت يدها .. - انا كلارا واتسون .. سررت بلقائك ..
بدت لطيفه جدا وهي تقدم نفسها لكلوديا .. بينما صافحتها كلوديا وهي تحاول الابتسام بوجه الفتاة بصعوبه ..
_ انها ابنت صديقت والدتي .. هم ضيوف لدينا ..
_ هذا رائع .. سوف اراكِ اذا في هذي الفتره اللتي سوف امكث فيها عند ادوارد ..
بدت عبارتها عند ادوارد قاتله .. هو لم يقل شيء .. اخرج سيجاره و اشعلها ..
قام بالرد على تحية ايفان ببرود .. يبدو انهم لا يتفقان .. لم يتكلم معه ابداً ..
_ لقد اشتقت لك كثيرا ..
قالت كلارا هذا وتشبثت بيد ادوارد .. سارا ادوارد وكلارا امامهم بينما بقيت هي واقفه مع ايفان وآمون ..
استدارت لآمون وهي تحاول تناسي ما يدور برأسها .. لن تهتم بما حدث وبما يحدث امامها الان ..
سوف يكون لديها وقت في المنزل لهذا الالم اللذي يعتصرها ..
_ آمون من انت .. لقد قلت اكثر من مره انني لا اعرفك .. لما يجب علي معرفتك اذن ..؟
_ انتي تجعليني حزين جدا عزيزتي كلوديا .. لو انك لم تتعرفي على ايفان لما كنت سأشعر بهذا كله ..
كان ايفان يسير بالقرب مني .. انه هذا رائع لو ان صديقاتي يروني الان وانا اسير بقرب ايفان ..
كانت تحاول ابهاج نفسها باي وسيله .. لن تسمح لاحد بان يرا ما يحدث في قلبها ابدا ..
_ انظري الى ذاك الاعلان ..
توقفت ورفعت رأسها لتنظر للتلفاز .. كان هناك اعلان عن فيلم جديد .. واخيرا ضهر فيه احد الملوك القدماء ..
ولاكن لا .. نضرت بصدمه وهي ترا آمون يضهر .. انه يمثل تلك الشخصيه .. انتهى الاعلان وهي مشدوهه ..
_ آمون كرينغ ..؟
نطقت الاسم وهي تلتفت له .. - هل انت الممثل المنتج .. صاحب اضخم شركة انتاج في البلد ..؟
_ هذا يثلج صدري ..
_ لم ارى لك فيلم من قبل .. انا اسفه ولكن افلامك غاليه وانا لا اذهب للسينما كثيرا ..
لهذا لم اعرفك عندما رأيتك ..
_ لا اعرف ان كان هذا جيد ام سيء .. ولكني سعيد لانك عرفتني اخيرا
_ انا اسفه ..
بدت محرجه جدا منه .. بينما كان ايفان يضحك عليه .. بدى ايفان
اصغر من ادوارد و آمون .. لقد سمعت انه في اواسط العشرينات وهذا ما يبدو عليه حقا ..
يبدو في التلفاز اوسم .. وصلو للسياره وهي تعتذر من آمون بينما كان هو يمثل الحزن عليها ..
كانو يضحكون ولكن ضحكت كلوديا تلاشت عندما رأت كلارا تجلس فوق السيارة بينما ادوارد يقف امامها يمسك
بها كي لا تقع .. كانت تتحدث معه بحماس ..
شعرت بالارتعاش فأحس آمون بها .. امسك بيدها وضغط عليها .. هدأت وفتحت باب السياره وجلست بهدوء ..
يبدو ان ايفان استغرب منها .. لقد انتهت طاقتها لهذا اليوم .. لم تعد تتحمل .. ليعدها للمنزل ويفعل ما يحلو له هو وحبيبته
بعد هذا .. دخل ايفان السياره وقال لها بقلق - هل انتي بخير ..؟
نظرت له بسرعه وبدأت تتوتر .. - نعم .. نعم بخير اشعر ببعض الصداع فقط ..
_ سوف اذهب بسيارتي لمنزل السيد مايكل .. هل تريدين ان اوصلك بطريقي ..؟ ربما طال مكوثهم هنا ..؟
بدى لطيفا جدا .. بينما بدى افتراحه لكلوديا الافضل .. هزت رأسها علامت الموافقه على اقتراحه .. ونزلت بعد هذا من السياره ..
_ سأخذ الانسه كلوديا معي ..
نظر ادوارد لي مستغربا ولكنه لم يقل شيء .. بدى منزعج .. انزل الفتاة للارض وركب السياره ..
بينما ابتسم آمون لي .. لم يسأل عن شيء .. غريب ..
ذهبت خل ايفان لأركب معه في سيارته .. سارت سيارة ادوارد قبل ان اصل لسيارة ايفان ..
ذاك الاحمق البليد .. لما ذهب الان فقط .. هل كان ينتظر مني ان اتنازل عن الركوب معهم .. لو اننا احضرنا آمون
كي يبقيان بمفردهما تماما .. اللعنه عليهم .. نظر ايفان لها مستغربا فعرفت ان ملامح وجهها غاضبه ..
ابتسمت له بسرعه وجلست بجواره في الكرسي الامامي ..
لم تنظر له .. تصنعت ان رأسها يألمها فلم يزعجها بشيء ولم يقل شيء ..
وصلو اخيرا بعد طريق طويل .. يبدو انه يعرف المنزل جيدا اذ انه لم يذهب من البوابه الاماميه بل من الخلفيه ..
كانت البوابه ما تزال مفتوحه .. يبدو انهم وصلو للتو .. ادخل ايفان سيارته الرائعه .. اللتي تبدو صنعت للتو للمرأب
خرجت قبل ايفان وكنت اريد ان اودعه واذهب للبيت .. ولاكنه قال - هل تستطيعين ان تدخلي معي ..
_ لما ..؟
استغربت سؤاله .. هل يخاف ام يخجل هذا ..؟ لم ارد ان ادخل معه باي شكل .. ارجوك يا الهي ..
ابتسم لي بدون ان يقول شيء فأحرجني رفض طلبه .. دخلت معه للقصر و اتجهنا لصالة الضيوف ..
التقينا ميا في الطريق فرحبت بأيفان .. يبدو انها ليست المره الاولى اللتي يزورهم فيها ..
_ من في الصاله ميا ..؟
سالتها وانا احاول ان اطيل وقوفي معها كي لا ادخل لأجد ادوارد و كلارا ..
_ السيد آمون ووالدتك .. مع السيد دانيال والسيد مايكل والسيدة كاميليا
اين ذهب ادوارد و كلارا اذن .. بدا الامر اصعب من ان اجدهم في الصاله ..
سيطرت كلوديا على نفسها وتقدمت مع ايفان .. سمعت صوت آمون الضاحك قبل ان تدخل
للصاله وهو يقول عباره جعلتها تمسك بأيفان من يده وتوقفه قبل ان يدخل ..
_ هذا هو خاتمك سيدتي .. اتمنى ان يعجبك ..
نظر ايفان لي بأستغراب ولاكني لم اهتم به .. اقتربت من الباب ونظرت من الشق الموجود .. لقد
كان مفتوح قليلا لذا استطعت ان ارى بدون ان يراني احد من الجالسين هناك ..
كان آمون يقدم الخاتم اللذي اشتريناه لأمي .. بينما كان السيد دانيال جالسا بجوارها .. ماذا يحدث ..؟
هل يمزحون ..؟
قال السيد دانيال وهوو يلبس الخاتم لأمي - ارجو ان يعجبكِ عزيزتي .. لم اختره انا ولكن من اختاره يهمك اكثر ..
عرفت انه يقصدها .. ماذا يحدث هناك ..كل شي اصبح واضحا في جملت كاميليا اللتي قالتها بأبتسامه ...
_ اتمنى ان تخبري كلوديا كي نعلن خبر خطوبتك من دانيال في الحفل ..
بدى الامر اشبه بحلم .. رباه لا اعلم ما اصابني .. بدأت روحي تستكين شيا فشيا ..
لم اعد اريد الشعور بالحزن .. امي لن تفعل شيا كهذا ابدا .. انهم يمزحون وحسب .. قالت هذا وسقطت ارضا
امسكها ايفان بسرعه بينما فتحت دفعتها الباب على مصراعيه ..
ماهذا اليوم .. بدأ الامر مشوش .. كانت تنظر لأمها بهدوء وكأنها لا ترى شيا امامها ..
تفاجأ الجميع بفتح الباب بهذي القوه ولكن من ملامحهم لم يبد على احد
انه تخيل وجود كلوديا خلفه .. كانو جميعا يحاولون خداعي .. هل يمكن ان يكون جميع سكان هذا المنزل
هكذا .. جميع زائريه ايضا .. الكل يعرف بزواج امي وانا لا اعرف .. بالطبع هي تخاف من اخباري ..
تعرف اني لن اقبل .. قررت ان تتزوج وتتركني .. هذا كان افضل ما استطاعت فعله ..
هل تعبت مني .. هل انا فاشله ومزعجه الى هذي الدرجه .. حتى امي لم تتحملني ..
بدت الصدمه تأثر عليها شيئا فشيئا حتى بدت دموعها بالسقوط كالشلال ..
نهضت روزا مسرعه وهي تجري نحو ابنتها ولكنها توقف عندما صرخت كلوديا بصوت كاد
يفجر كل شيء حي - توقفي ..
ضلت روزا تنضر لابنتها بينما نهضت كلوديا وهي تنظر لها بغضب شديد .. - لا تقتربي مني
بدت تتحرك للغلف .. امسك بها ايفان فرمت يده بعيدا عنها .. وعادت لتنظر لأمها
_ لا تلحقي بي .. ان كنتم لا توريدوني انا ايضا لا اريكم ..
قصدت بهذا امها وادوارد .. قلبها الصغير ومشاعرها المبتدء لم تتحمل هذا كله في يوم واحد ..
حياتها كلها لم يحدث فيها شي كهذا .. لم تكن لتتخيل ان امها ستفعل هذا بها - لما امي .. ما السبب ..؟
ردتت هذي الكلمات وهي تحاول الروئيه من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب احزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقادمهم خلفها ..
دخلت احدى الغرف اللتي لاقتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدأون باقناعها باسباب سخيفه ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان ..
الجزء السابع
مشكوووووورين على مرووركم


وانا اعتذر عن هذا التأخري الغير مقصود
اعتذر بشده


جهازي في الصيانه وليس لدي جهاز
تحت متناول يدي ..
لذا من الصعب علي ان اكتب الجزء بسرعه


اعتذر بشده لكم


اليوم سوف اضع جزء
ليس طويل كسابقه ولكني اعدكم
بان الجزء الثامن سوف يكون طويل


اتمنى ان تستمتعو






- لما امي .. ما السبب ..؟
رددت هذي الكلمات وهي تحاول الرؤية من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب أحزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقدامهم خلفها دخلت احدى الغرف اللتي وجدتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدءون بإقناعها بأسباب سخيفة ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان .
.. جلست في زواية الغرفه اللتي دخلتها .. كانت دموعها تجعل من الرؤية سيئه للغاية ..
اخفضت صوتها وهي تبكي .. لم تكن تريد منهم ان يسمعوها .. حاولت ان تأخذ نفسا عميقا كي
تكف عن البكاء ولكن دموعها كانت لا تكاد ان تتوقف حتى تهطر من جديد .. كلما
فكرت انها ستبقى وحيده .. تبكي بحرقه اكثر .. سمعت شيئا يتحرك فخافت في البدايه ..
حاولت مسح دموعها لترى من يقف امامها .. بدى المنظر مشوشا .. الغرفه تغط في الضلام ..
ولكن هناك شخص صغير يقف امامها .. كانت تشهق من البكاء وهي تحاول
ان تهدء .. - ما بكِ ..؟
بدى الصوت قلقا بعض الشيء .. عرفت انه جون .. يبدو انها دخلت غرفته وايقضته ..
تكلمت من بين شهقاتها .. - انا .. اس..فه ... لم اكن اعرف انها غرفتك ..
كانت تبدو مسكينه جدا .. و محطمه كليا .. اشفق جون عليها فتقدم منها وهو مستغرب..
_ لا عليكِ ..
رفعت عيناها له وهي تكاد تنفجر .. اغلقت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء مجددا ..
_ انتي كبيره .. اليس من المفروض الا تبكي ..؟
لم تجب عليه .. انزعج جون لانها تبكي وهو لا يعرف السبب .. - كفاكي بكاء ..
نظرت له بسرعه وهي تمسح دموعها .. يبدو انها خجلت منه الان ..
_ هيا قولي ماذا حدث ..؟
عندما سألها تذكرت اخر مره تحدثا فيها .. حدقت في عينيه وهي تتذكر جملته ..
( أمك سوف تتركك ).. هذا ما قاله في تلك المره ..
_ انت تعرف .. اليس كذلك ..
قالتها بتأنيب وكأنها تعاتبه .. - اعرف ماذا ..؟
بدى مستغربا منها ..
_ لقد قلت لي ان امي سوف تتركني .. اذن انت تعرف ..
_ اااه ..
استدار ليجلس بقربها واسند ضهره للحائط .. - هل قالو لك ..؟
_ لا لم يقولو .. انا عرفت
وقفت وهي تقترب من النافذه .. ضلت تنظر للقمر اللذي كان ملبد بين الغيوم ..
كان الليل يبدو مخيفا .. توقفت عن البكاء الان وهي تشعر بالانهيار ..
_ لم انتي حزينه جدا .. ماذا ان تزوجت امك ..؟
استدارت لتنظر له .. كان يشعر انها لا تراه .. نظرتها بدت فارغه جدا ..
اكمل وهو يتكلم وكأنه شخص بالغ - الاهل دائما هكذا .. عندما يريدون فعل شيء
لا يفكرون سوى بسعادتهم ..
_ ولكن امي تحبني .. امي لا تفعل شيء يجعلني حزينه ..
_ ومن اجل من انتي حزينه الان .. من اللذي جعلك تبكين ..اليست امك؟
_ تتكلم وكأنك كبير ..
_ انا كبير ..
عادت النبره الطفوليه لصوته عندما بدى منزعج من كلامها ..
ابتسمت له بحزن - نعم انت كبير ..
_ هل انتهيتي من البكاء ..؟
كان سؤاله بريئ ومضحك في نفس الوقت .. لقد سأل بخجل وكأنه لا يريد ان يذكرها بشيء ..
نظرت له قليلا وقالت وهي تستدير لتخرج من الغرفه - نعم .. اعتقد ان البكاء لا يفعل شيء
لقد تعبت .. بكيت اليوم كثيرا .. سأذهب لارتاح ..
_ سوف يكونون في الخارج ..
قالها بهدوء قبل ان تفتح باب غرفته لتخرج فعادت لتنظر له وقالت ..
_ لن اهتم .. ليكونوا في اي مكان .. لم اعد اتحمل ان اكون الحمقاء في هذا المنزل ..
ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت ..
كانت تنظر للأرظ وهي تقفل الباب خلفها .. رفعت رأسها لتستند على الباب و تأخذ نفس عميق
فتعثرت من ما رأت امامها .. نظرت بصدمه له وهو يستند امام باب جون على الحائط ..
يبدو ادوارد منزعج .. كان يريد ان يقول شيء قبل ان يسمعا صوت اقدام ويلتفتان ..
كانت كلارا من اتت .. انزعجت كلوديا منها ومن نفسها اكثر .. بدت الفتاة قلقه على كلوديا ..
اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء ولطف شديد - امك حزينه جدا من اجلك .. انها تبكي ..
يجب عليك ان تذهبي لتهدئيها .. هي خائفه جدا عليك .
مع ان كلماتها كانت لطيفه و تضهر مدا قلقها على ام كلوديا لم يأثر هذا في كلوديا ..
انها لا تحب هذي الفتاة .. لا تستطيع سوى ان تنزعج منها ..
نظرت كلوديا لها بعيون لم تحمل اي معنى و قالت بهدوء - سأذهب لغرفتي ..
لم تستدر لتنظر لأدوارد .. خافت ان تضعف وتبكي .. سارت بسرعه وهي تحاول
الابتعاد عن مكان وجودهم معاً .. لا تريد ان ترا هذا الثنائي بعد الان .. لما بدى الان يهتم لأمرها
و يضهر لها في كل مكان .. الان بعد ان بدأت تجبر نفسها على نسيانه .. هل يحب ان يجعل
كل شيء صعب بالنسبه لها .. عندما كانت تريد رؤيته كان يتغيب عن البيت بأستمرار ..
بينما الان بدأ يتواجد في كل مكان .. هو وتلك الفتاة .. خطيبته ..
وصلت للباب الخلفي .. لم تلتقي بأحد في الطريق .. اين يمكن ان يكونو ..
اراحها هذا كثيرا فهي لم ترد الشجار مجددا ولا البكاء ..
عندما خرجت لتذهب لغرفتها كانوا جميعا هناك .. يجلسون في الخارج ..
ضلت واقفه وهي تمسك بمقبض الباب وتنظر لهم .. لم ينتبه احد لها ..
كان الجميع مشغول بتهدأت روزا .. ذاك الرجل ايضا .. المدعو دانيال
كان يقف بقرب امها وهو يمسك يدها .. آمون كان موجود ايضا ولكنه لم يفعل شيء .. كان ينظر
لامي بحزن .. السيده كاميليا كانت تجلس بجوار امي وهي تحتضنها ..كان يبدو حال امي سيء جدا ..
اردت ان اذهب لأحتضنها ولكن وجود السيد دانيال وهو يمسك بيدها اعاد براكين الغضب الى قلبي .. لم استطع تحمل ان هذا الرجل سوف يأخذ امي ...
كانت كلوديا تقف عند الباب دون حراك .. تنظر لهم بحزن .. تفكر ان كانت هي سبب ما يحدث
ام هم من سبب هذا لها .. تفكر هل زواج امها شيء طبيعي .. كيف يستطيعون تخيل هذا ..
هي لن تستطيع ان تفهم الامر هكذا .. ان تزوجت امها هذا يعني انها تريد التخلي عنها ..
او على الاقل انها لم تعد تهتم لها كما كان في الماضي .. كان الوضع مشوش جدا هي تريد الان الذهاب للغرفه ..
ولكن ان تحركت سوف ينتبهون عليها .. وهي لا تريد التحدث معهم ..
لم تهتم .. سارت متوجهه للمنزل فأنتبه لها الجميع .. لم تنظر لهم حاولت السير بدون توقف وهي تنظر للارض ..
ناداها آمون ولكنها لم تجب واستعجلت حركتها .. لكنه لم يتركها بل وقف وناداهها بصوت اعلى ..
كان من المخجل ان تتجاهله الأن فأستادرت لتنظر له بدون ان تضهر اي مشاعر حزينه على وجهها ..
_ ماذا هناك ..؟
كان صوتها فاتراً .. لا مبالي الى درجه استغربته هي ايضا ..
امها كانت قد وقفت وهي تمسح دموعها .. بدت مسكينه جدا وحزينه ..
_ الا تخجلين من تصرفك ..؟
لم تكن تنتظر ان يقول هذا .. كانت تنتظر شيء يهدئها .. كانت تنتظر اعذار .. اعتذارات منهم ..
ولكن ان يلوموها بهذي الطريقه .. صدمها جدا ..
بدت تتنفس بعصبيه وهي تنظر لأمها اللتي بدت تقترب منها ..
_ الا يجب عليكم انتم ان تخجلو من تصرفكم ..؟
صرخت بوجهه امها فصعق الوضع روزا .. بدت مستغربه جدا .. انها المره الاأولى اللتي تتحدث بها كلوديا هكذا ..
بهذي الوقاحه .. خجلت من ابنتها امام الجميع .. كانت ستعذرها لو كانتا وحدهما وفي الحاله اللتي كانت كلوديا بها
اما ان تصرخ عليها امام الجميع وبهذي الوقاحه لم يعجب روزا ابدا ..
_ لم نقم بأي تصرف خاطء .. ولا تكوني وقحه اكثر من هذا .. لقد تماديتي كثيرا كلوديا ..
بدت امها غاضبه جدا .. صدمها هذا .. مابالهم يتحدثون معها هكذا .. كانت تنتضر ان يقنعوها .. ان يبررو لها ما فعلو ..
ان تقول امها لها اي شيء غير ما قالته الأن .. بدت الصدمه قويه عليها .. قويه جدا ..
كانت تتنفس بعصبيه .. الان هي تكرهه جميع من هنا .. لما يكون اللوم عليها .. لما هي المخطئ هنا مع ان الجميع
كان يخبئ عنها زواج امها .. لو لم يكن خطأ لما اخفوه عنها ..
هدأت ونظرت لأمها بحزن وابتسامه ساخره – هل تحاولون السخريه مني ..؟ لم تخفين امر زواجك ان لم يكن امر خاطأ ..؟
_ لانني اعرف تفكيرك واعرف انكِ لم تكوني لتتقبلي الوضع بسهوله ..
_ فقررتي ان تضعيني امام الامر الواقع .. حسنا امي .. افعلي ما تريدين لم اعد اهتم ..
ان كنتي تريدين الزواج فلتتزوجي .. لقد مللت من هذا كله ..
قالت الكلمات بدون تفكير .. لم تعرف ما ستقول بعده .. عن ما ستفعله هي الان ..
لم يكن هناك شيء ببالها ..
قررت ان افضل حل هو الهروب .. ركظت نحو المنزل بسرعه ولم تعر صراخ امها اي اهتمام ..
لم يعد هناك شيء لتقوله .. لقد وضحت امها ان رأي كلوديا ليس مهم .. وان انزعاج كلوديا من الوضع ليس مهم ابداً ..
دخلت للغرفه واغلقت الباب خلفها .. انهارت امام الباب باكيه وهي تصرخ ..
_ مخادعين ..

سقطت روزا على الارض وهي تبكي بحرقه .. كان الوضع سيء ويبدو انهم زادوه سوؤ .. كلوديا ما تزل طفله
وخصوصا امام امر كهذا .. كان يجب ان يتفهمو انها اعتادت على ان تكون امها لها .. وهذا شيء طبيعي بالنسبه لاي طفل عاش
وحيدا كل هذي المده .. دانيال لم يتقدم منها .. ضل جالسا على الكرسي وهو يشعر بأستياء كبير على الحال
اللذي وصلتا اليه كلوديا وروزا .. بينما تحركت كاميليا بسرعه كي تحتضن روزا وتخفف عنها ..
_ اهدئي روزا .. يجب ان تتفاهمي مع كلوديا .. الصراخ والبكاء ليسا حل ..
_ هل سمعتي ما قلت لها .. لقد حطمتها الأن كليا ..
قالت روزا هذا واكملت بكائها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا ستفعل الان ..
لقد كنت قاسيه عليها جداً ..
_ اهدئي الان .. ودعي كلوديا ايضا تهدء .. يجب ان تفكر مليا بما حدث ..
كان كلام كاميليا يبدو جيدا بالنسبه لروزا .. ولكن عندما تفكر بكلوديا لا يعود وجود للمنطق ..
_ سيدة روزا .. لندخل للقصر .. سيكون ترك كلوديا بمفردها لبعض الوقت امر جيد ..
وهذا ما فعلوه .. دخلو جميعا للقصر بينما بقي ايفان واقفا وهو يتابع كل ما يحدث .. لم يكن يعرف شيء ..
سوى ما حدث امامه طبعا .. كان وجهه كلوديا الباكي لا يفارقه .. لم تكن المره الأولى اللتي يرى فيها فتاة
تبكي امامه .. ولكنها اثرت به جدا .. لقد كانت تبدو محطمه .. ضل ينظر نحو المنزل اللذي دخلته وهو يفكر
بالقرار اللذي يمكن ان تتخذه الان ..

في غرفت كلوديا كانت تجلس وهي تستند على الباب .. لقد بكت كثيرا حتى
غطت في نوم عميق لم تصحو منه الا على هاتفها .. وقفت بصعوبه المكان سيء جدا للنوم ..
تشعر الان وكأن جسدها محطم كليا .. اخذت الهاتف ورمت نفسها على السرير ..
كانت المتصله ساره .. لم تتكلم فقالت سارة بمرح – مرحبا ..
_ اهلا ساره ..
بدى صوتها سيء جدا .. اقلق سارة جدا فقالت بسرعه – ماذا الان ..؟
_ لا شيء .. لا تهتمي كثيرا
_ كلوديا تكلمي .. صوتك يبدو مخنوق ماذا حدث ..؟
_ ليس بالشيء الكبير .. امي سوف تتزوج ..
قالتها وهي تحاول منع دموعها من النزول .. بدى صوتها يرتجف ..
_ ماذا ...
لم تعرف ساره ماذا تقول .. بدت كلوديا في حاله سيء جداً .. يبدو ان الخبر جديد عليها ..
_ اهدئي الأن .. لا تبدئي بالبكاء
قالت ساره هذا بسرعه وهي تسمع شهقات كلوديا في الجانب الاخر من الهاتف ..
_ ساره تعالي وخذيني من هنا
قالت كلوديا جملتها وبدأت بالبكاء ..
_ كلوديا اهتدئي هيا .. اردوك لا تبكي .. سآتي حالا .. فقط توقفي عن البكاء ..
_ هل ستأتين حقا .. سوف اخرج لأنتضارك في الخارج .. لا تتاخري
_ وامك ..؟
_ ساره .. هل ستأتين ام اذهب لمكان اخر ..؟
قالت هذا بعناد وهي تصرخ في وجهه ساره – حسنا .. حسنا .. سأذهب لأيقاض ماثيو
ماثيو هو اخ سارة الكبير .. اللذي تعيش هي معه ..
انه رجل في الثلاثين من عمره متزوج ولديه فتاة صغيره بعمر الخمس سنوات ..
هي تعيش معه لان والداها ماتا منذ ان كانت صغيره .. في حادث سير بينما تول ماثيو رعايتها
وتأمين لها كل ما تحتاجه وكأنه ابوها .. انه اخ رائع .. كلوديا تحبه كثيرا لانه يشعرها دائما انه اخوها ,..
نهضت بسرعه من على السرير ودخلت لتغتسل بسرعه .. لقد كان وجهها مخيف بعد البكاء اللذي بكته . . عيناها
حمراوان بينما كانت بشرتها شاحبه .. ارتاحت قليلا بعد ان اخذت حماما ساخنا .. ارتدت ملابس دافئه و لفت شالا حول عنقها ..
وضعت لها بعض الغيارات في حقيبه صغيره واخذت هاتفها و خرجت من الغرفه .. لم تكن روزا هناك .. لقد ضنت انها ستجدها تنتظرها ..
_ يبدو انها لم تعد تستطيع الابتعاد عن حبيبها ولو برهه ..
قالت هذا بصوت منخفض وهي تشعر بالحزن على التغيرات اللتي حدثت بحياتها بعد انتقالهم لهذا
القصر الفخم .. أطلت من النافذة قبل ان تخرج .. ارادت ان تتأكد ان ما من احد هناك ..
كان ايفان فقط بالخارج لذا لم تهتم كثيرا .. كان يبدو نائما وعندما فتحت الباب استيقض بسرعه .. استدار لينظر لها
ثم وقف واقترب منها وهو ينظر بأستغراب للحقيبه في يدها .. توترة هي قليلا .. كانت تريد ان لا يعرف احد بخروجها ..
ارادت ان تقلق امها عليها .. ابتسم هو لها بلطف وعلى وجهه علامات استفهام – إلى اين انتِ ذاهبه ..؟
تعرفت عليه اليوم فقط .. استغربت سؤاله .. بدى مهتما وهو ينتظر الاجابه – سوف اذهب لبيت صديقتي
_ بدون ان تعرف والدتك ؟
_ لا اعتقد ان الامر يهمها ..
_ بعد كل ما حدث لها أمامك ..؟
_ وماذا حدث لها امامي .. لقد تشاجرت معي لأني قلت لها لما كنت اخر من يعلم ..
_ هل هذا حقا ما قلتيه ..؟
بدى وكأنه يحاول استفزازها .. – سيد ايفان .. هل تستطيع ان لا تقول لامي انك تعرف مكان وجودي
_ لا .. لا استطيع .. بينما انا في الحقيقة لا اعرف مكان وجودك غير انك ستذهبين لصديقتك
لم تعرف ما تقول له .. بدى وكأنه ينتظر ان تقول شيء .. ولكن لم يكن لها مزاج في الحديث لذا قال هو ..
_ امك لم تقصد حدوث ما حدث .. لم تكن تريد ان يحدث الامر هكذا ..
_ لم اعد اهتم ..
_ حقا ..؟
_ انا متعيه .. اسفه ولكن لا اريد الحديث ..
_ الهروب جيد احياناً ..
قال هذا وهو يبتعد عنها ليتجه نحو القصر فصرخت خلفه – انا لا اهرب
استدار وشبه ابتسامه مرسومه على فمه .. – اذن ما اللذي تقومين به ؟
لم تقل له شيء .. فقال وهو يبتعد عنها – فكري بوضع امك جيداً ..
لم تأبه لكلامه .. لن تفكر بأمها بعد الان ابدا .. سوف تفعل ما تراه يناسبها فقط .. اليس هذا
ما تفعله امها .. فتحت البوابه الخلفيه بعد هذا وخرجت .. احست بشعور غريب عند خروجها .. كأنها تعود لحياتها الطبيعيه
عندما تكون خلف هذا القصر .. خارج ابوابه وبعديه عن الناس الساكنين فيه .. احست بالحريه لأول مره منذ مده طويله ..
سيكون من الجيد ان تبتعد عن هذا المكان .. هل ستستطيع الابتعاد عن امها .. بدى الامر صعب الأن .
بعد ان خرجت ... فكرة مليا بكلام ايفان .. امها ومهما فعلت لن تتحمل ابتعاد كلوديا .. على الاقل هي واثقه من هذي النقطه ..
حتى ان ادارت الزواج وادخال شخص جديد في حياتها هذا لا يعني انها تستطيع ابعاد كاوديا عنها ..
بدت الكئابه والحزن يتسربان الى قلبها وهي تفكر بحالها الان .. تذكرت حياتها في ما مضى .. كانت سعيده جدا عندما
كانت تعيش مع امها بمفردهما .. كان العالم كله رائع بالنسبه لها .. حتى حبها لأدوارد كان يشعرها بالسعاده في ذلك الوقت ..
كان شغف مراهقه .. حب يجعلها تحلم بمستقبل جميل .. بدون ان يعرف ادوارد ..
عرفت الان ان اسؤ شيء قامت به هو الاعتراف لأدوارد بحبها له .. لقد اصبح الان حب معروف لدى الكثيرين ..
لو انه ضل حب في داخلها فقط لما حدث كل هذا .. ربما كانت ستكون صدمات ادوارد اقل وطأ عليها ..
بدت الدموع تملا عينيها .. تشعر الان انها خسرت اغلى شخصين في حياتها .. الشخصين اللذين احبتهم اكثر من أي شيء اخر ..
مسحت دموعها بسرعه وهي ترا سيارة ماثيو تقترب منها .. وقفت السياره امامها ونزلت سارة منها بسرعه ..
_ ماذا بك عزيزتي ..؟
احتضنتها بسرعه وهي قلقله جدا عليها .. ابعدتها كلوديا بهدوء وهي تبتسم بحزن – لا شيء .. لنبتعد عن هذا المكان الان .
_ حسنا عزيزتي ..
تحركتا بسرعه لتدخلان السيارة .. القى عليها ماثيو التحيه بهدوء وردت هي عليه بنفس الهدوء اللذي كان يسود المكان كله ..
اسندت رأسها على المقعد وهي تنظر للخارج .. لقد بدى الجو يبدو كئيب .. الليل بدى يأخفاء جميع المناظر ..
امتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما حدث اليوم .. لقد كانت هناك صدمات كثيره .. ولكن ماذا ستفعل الان ..
لن تستطيع المكوث طويلا في منزل سارة .. هذا سيكون محرج .. لم تعد تطيق التفكير بالأمر ..
اغمضت عينيها وغطت في نوم حتى احست بساره تحركها .. – كلوديا لقد وصلنا .. استيقضي هيا
_ ااه ..
بدت تستعيد وعيها ثم خرجت من السياره ووقفت امام المنزل ..كان يبدو جميلا جدا .. دافئ وصغير ..
تذكرت عندما كانت تأتي لزيارت سارة في السابق كم كانت تستمتع بذلك .. بدت تشعر بان حياتها تنهار شيء فشيء ..
انا صغيره على مثل هذي الامور .. لم تعتد من قبل ان تقرر شيء لوحدها لذا كان اتخاذ قرار صعب جدا الان ..
امسكت سارة بيدها وادخلتها معها للمنزل .. ابتسم ماثيو لهن والقى تحية المساء وذهب لينام ..
اتجهت الفتاتان لغرفة ساره .. رمت كلوديا نفسها على السرير عندما دخلتا للغرفه بينما توجهت ساره للحمام واخذت معها
ملابس كي ترتدي شيء مريح ..
اخمضت كلوديا عينيها وبدأت تفكر مليا بما حدث .. لقد ارتبطت امها .. ارتبطت بشخص اخر
امها اللتي ضنت انها لن تبتعد عنها يوما لاي سبب .. لماذا فعلت هذا .. هي تعرف ان ما فعلته خطا
لو كانت لا تعرف لما اخفت الموضوع عن كلوديا .. هذا الشيء كان راسخا في رأسها ولن تتقبل اي عذر من جانب امها
مهما كان .. خرجت ساره ففتحت عينيها وبدأت تنظر لصديقتها بحزن ..
_ ماذا .. ؟
سألتها ساره بقلق ..
_ لا شيء ..
وتنهدت بعد هذا و فتحت خزانة صديقتها – سأخذ هذي البيجامه كي انام بها ..
لم تقل ساره شيء واتجهت كلوديا للحمام .. استحمت فأشعرها هذا ببعض الانتعاش ..
خرجت بعدها فوجدت ساره تتصفح بعض من كتبها المدرسيه وهي تضعهم في الحقيبه ..
تركتهم بعد هذا على الارض وتقدمت من كلوديا لتجلسا على السرير متقابلتان ..
_ هيا اذن .. تكلمي الان
_ عن ماذا ..؟
_ عن ما انتي فيه .. ماذا حدث لكِ ..؟ هل يعقل ان كل ما تفعلينه لان امك سوف تتزوج ..؟
_ هل يبدو الامر سهل الى هذي الدرجه ..؟
_ حسنا .. ليس سهل
ارتبكن ساره من سؤال كلوديا المؤنب لها واكملت – انه صعب .. اعرف هذا ولكن لا يجب عليك ان تخرجي من المنزل هكذا
يجب ان تتحدثي معها وتسمعيها ..
_ لا اريد
صرخت ونهضت بسرعه من على السرير متجهه نحو النافذه ..
نظرت مطولا من النافذه و قالت بعد هذا بدون شعور – لقد كنت في المطار اليوم ..
لم تعرف لما تقول لساره عن الموضوع ..
_ ماذا كنتي تفعلين هناك ..؟ لا تقولي لي انك كنتي تريدين السفر
استدارت لها وهي تضحك على جنون صديقتها – هل انتي حمقاء ..؟
_ حسنا بجنونك هذا سوف اتوقع منك كل شيء .. المهم ماذا فعلتي هناك ..؟
_ كنت في استقبال خطيبة ادوارد ..
_ خطيبة ادوارد ..؟ ماذا تقصدين ..؟ من اين تعرفينها ولما كنتِ في استقبالها ..؟
كانت الصدمه تبدو على سارة .. كلوديا انتظرت منها ان تستغرب ولكن ليس الى هذي الدرجه ..
فقالت لها بهدوء وهي تحاول تثبيت صوتها من الارتعاش – لقد اخذني ادوارد الى هناك ..
_ ادوارد ..؟ واين رأيته ..؟
الأن بدت الامور تتوضح لكلوديا .. هي لم تخبر سارة باي شيء عن انتقالهم للسكن في منزل ادوارد
لم يكن لدى صديقاتها اي معلومه عن هذا الامر .. لقد نسيت الامر كليا ..
تنهدت وبدأت بعد هذا بسرد كل ما حدث لها منذ ان اعطت الرساله لأدوارد .. شعرت ببعض الراحه
لان الموضوع تغير .. لم تكن تريد التفكير بموضوع امها وبما سوف تؤول اليه احوالها هي ..
بعد انتهائها من سرد القصه بدت انها لم تدخل في رأس سارة لوهله .. وبعد لحضات من الصمت
انهالت عليها بالكلام – ايتها اللئيمه .. هذا كله يحدث معك ونحن لا نعلم بشيء .. كم انتي قاسيه هل هذي هي الصداقه اللتي
كانت بيننا .. حتى عندما كنا نسألك عن شيء تقولين انه لم يحدث شيء . لماذا لم تخبرينا ما مشكلتك بالضبط ..؟
_ اهدئي اهدئي .. ساره توقفي هيا .. سوف توقضينهم ..
التزمت سارة الهدوء ونظرت لكلوديا بعصبيه .. بينما عادت كلوديا للجلوس على السرير ..
_ لم اكن اريد ان اقول شيء لان الموضوع كله لم يكن يعجبني ..
_ لم يكن يعجبك ..؟ هل هذا سبب ام ماذا ..
_ لم اخبركم وحسب .. لا اعرف لما ولكني لم اكن اريد ان يعرف احد
_ حسنا .. اذن انتي تعيشين مع ادوارد الان ..
_ في ملحق تابع لمنزلهم وليس معه ..
_ نفس الشيء
_ لا .. مختلف تماما ..
_ هل سبب حزنك هذا هو ادوارد ..؟
كان السؤال مفاجأ – لما تسألني هكذا فجأ ..
_ فقط .. بدون سبب
_ لا ليس هو سبب حزني
_ كاذبه ..
قالت سارة بابتسامه خبيثه – لا تستطيعين اخفاء لمعان الدموع وارتعاش صوتك وانتي تلفضين اسمه
_ ما هذي الحماقه ساره .. لم اعد افكر فيه بعد موضوع الرساله اصلا
_ لماذا تقولين لي عن موضوع خطبته هكذا وانتي حزينه بهذي الطريقه ..
نظرت لها كلوديا وقالت بعدها وهي تتنهد – حسنا .. انا حزينه نعم .. بل اكاد اموت حزنا بعد ان رايت خطيبته ..
ولكن هذا فقط اليوم .. غدا لن يكون هناك اي اثر له .. سوف أنساه كليا .. ولن اعود لذلك المنزل مجددا .. ابدا
_ وامك ..؟
_ لتفعل ما يحلو لها ..
_ انت يحمقاء .. لن تستطيعي اتخاذ أي قرار وانتي بهذي الحاله .. يجب ان تنامي وترتاحي الان وسوف نتحدث غدا
_ هل ستذهبين غدا للمدرسه ..؟
سألت مع ان الموضوع لم يكن يشغلها اصلا .. فقالت ساره – نعم سوف اذهب .. وانتي ايضا سوف تذهبين
_ لن اذهب
_ كلوديا .. كيف ستعيشين ان ان لم تذهبي للمدرسه ..؟ الا تريدين ان تستقلي بنفسك
_ لا تسخري مني
_ لم اكن اسخر
_ ساره لن اذهب وحسب .. حتى ان ذهب لن يدخل في مخي شيء لذا لن اتعب نفسي
_ كما تشائين .. انتي عنيده حقا ..
_ كم بقى قبل اجازة نصف السنه ..؟
_ نعم هذا ما تفكرين فيه .. الاجازات فقط
_ وهل هناك اجمل من الاجازات ..؟
_ هههههههه لا اعتقد .. سوف تكون الاجازه بعد ثلاث اسابيع بالضبط من اليوم ..
_ اااه .. حسنا هذا جيد
_ سوف يكون من الضروري وجودك في هذي الايام .. لدينا اختبارات كثيره
_ اعرف .. سوف اذهب ولكن ليس غدا
_ كما تشائين .. هيا للنوم لقد تأخر الوقت
كانت كلوديا متعبه جدا .. عندما وضعت رأسها على الوساده لم تفكر بشيء ونامت فوراً ..
لم تذهب في اليوم التالي للمدرسه كما قالت .. ولكن ذلك كان اليوم الوحيد اللذي تغيبت فيه عندما كانت في منزل ساره ..
مضى اسبوع منذ ان تركت المنزل .. لم يتصل احد بها من القصر .. بدت تنتظر حقا ان تأتي امها او تتصل ..
لقد اشتاقت لها كثيرا .. لجميع من هناك .. كانت تبكي كل يوم يمر بدون ان تحاول امها الاتصال بها .. هل نسيتها ام تناست ..
هل يعقل ان تتركها هكذا ..؟ بدون ان تسأل عليها ..؟ هل تنتظر ان تعود هي من تلقاء نفسها .. ؟
هذا لن يحدث ابدا .. كلوديا كانت تحاول فعل أي شيء لتشغل نفسها حتى لا تفكر بأمها وبما يحدث معها ..
بدت تهتم بدورسها وتقرأ على الدوام .. قررت ان لا شيء سيفيدها سوى المدرسه والشهاده اللتي ستحصلها ..
وان كانت امها لم تعد تحتاجها فهي ايضا لن تحتاج احد من الان وصاعداً ..
هذا ما قررته في الاسبوع هذا ..
امضت وقتا جميلا برفقة سارة وعائلتها .. ماثيو وزوجته وابنته .. انها صغيره جدا وجميله ..
مشاغبه بعض الشيء ولكن هذا يضفي عليها برائه جميله .. كانت حياتهم سعيده جدا .. وهي مرتاحه معهم كثيرا
ولكنها تريد الان العوده لأمها .. تود ان يعود الزمن للوراء .. الي بيتهم القديم .. قبل ان ينتقلو للقصر
وقبل ان تحصل كل هذي الاشياء ..
في المدرسه كانو يجهزون لحفلة نهاية نصف السنه .. لقد كانت التجهيزات كثيره لان هناك طلاب سوف يتخرجون في هذي الحفله
وبالطبع ادوارد هو اول المتخرجين .. كان تأخذ معها في هذي الايام طعام الغداء دائما لانها لم تكن تريد الذهاب للجامعه .. لم
تكن تريد ان تلتقي بأدوارد ..
في ذلك اليوم كانت تجلس في حديقة المدرسه هي وفيفيان وسارة .. الجو كان بارد .. لقد اتى فصل الشتاء ..
كانت ترتدي معطف ساره لأنها لم تجلب معطفها من القصر .. اصواتهم كانت عاليه بالضحك .. لم يتحدثن معها عن ما حدث ابدا ..
لقد كان مزاجها ينقلب عندما يسألنها عن ما ستفعل لذا لم يردن تعكير مزاجها الجيد اليوم ..
ولكن ادوارد كان على ما يبدو يريد تعكير مزاجها .. اذ انه ضهر فجأ امامها وبدت نظراته غاضبه جدا .. تجاهلته ولم تنظر له
بينما كانت ساره وفيفيان يتابعان الموقف بدقه .. وقفت بسرعه وهي تستدير لتذهب للداخل فناداها بحده – كلوديا ..!
لم تكن تريد ان تتحدث معه ولكنها توقف واستدارت وهي تنظر له بدون مبالاة .
_ ماذا هناك ؟
نظر هو بدوره لصديقتيها علامة ان يتركوهم لوحدهم .. وفعلا هذا ما حدث توقفت سارة وفيفيان بسرعه واتجهتا نحو المدرسه ..
لم تكن تريد ان يذهبن ولكن بما انهن ذهبن سوف تتصرف معه بتجاهل تام ولن تهتم ابدا بما سيقوله ..
_ تعالي معي ..
نظرت له وهي مستغربه منه .. لما طلب من صديقتيها الانصراف ان كان يريد اخذها الى مكان ما ؟؟
_ الى اين ؟؟
_ تحركي
قال هذا يحده وهو يبدو منزعج جدا ..
تحركت هي خلفه عندما اتجه هو نحو بوابة المدرسه .. لقد كانت تنظر للارض وهي تفكر بما قدد يكون في رأسه ..
اعترفت لنفسها انها اشتاقت له كثيرا .. لقد فرحت جدا عندما رأته .. ولكن عندما تتذكر كلارا خطيبته تشعر بالألم جدا ..
_ ااخ
يبدو انه توقف وهي كانت تنظر للارض لذا لم تنتبه له فأسطدمت به و صرخت فأمسك بها كي لا تقع ..
رفعت عينيها له وهي تنظر له بعصبيه .. – لما توقفت هكذا ..؟
_ لا تصرخي .. هيا اركبي
يبدو انهم وصلو لمرأب السيارات .. لقد كانو يقفون امام سيارت ادوارد .. لكمها لم تكن تريد الركوب معه
لذا استدارت عنه وهي تحاول جعل صوتها حاد - قل ما تريد هنا .. داعي للذهاب لاي مكان ..
_ من الافضل ان تتركي مساله تحديد المكان لي .. هيا اركبي لقد ازعجتني حقا
صرخت بوجهه – ان كنت ازعجك لما تأتي لرؤيتي اذن ..؟
_ كلوديا ..
قال هذا علامه على انزعاجه وبانه لم يعد يريد الاستمرار ..
ركب السياره وانتظر ان تركب بدون ان يقول لها شيء .. ركبت هي بدورها وظلت تنظر من خلال النافذه ولم تلتفت له ابدا ..
_ لقد وصلنا ..
قال هذا ونزل من السياره .. ضلت هي تنظر له وبعدها التفتت لترى اين هم .. لقد كان مكان تراه لأول مره ..
يبدو منزل صغير ولكنه جميل جدا .. نزلت من السياره وسارت خلفه نحو الباب ..
لقد كان الباب مفتوح لذا دخل ودخلت هي خلفه .. – ادوارد ..
_ ادوارد ماذا هناك ..
صرخت عندما لم يجبها ولكنها صمتت عندما دخلو الى غرفه فيها شخص .. رجل ..
وقف الرجل بسرعه وهو يبدو مرتبك جدا .. ضلت هي تنظر له وهي واقفه خلف ادوارد .. لقد عرفته
انه ذلك الرجل اللذي اوقفهم عندما كانو ذاهبين للمطار لأحضار كلارا منذ اسبوع تقريبا .. كان مختلف بعض الشيء ..
ملابسه اصبحت انيقه .. ويبدو انه قد حلق ذقتنه منذ فتره قصيره .. كان يبتسم لها بلطف ويبدو خائف من ردت فعلها .. هي كانت مستغربه من وضعيتها . . لم تفهم لما اتى بها ادوارد الى هنا ..
_ كلوديا ..
نطق الرجل باسمها وهو يركز على كل حرف .. بدت تشعر بالانزعاج .. ليقول لها احد ماذا يحصل ..
رفعت نضرها لادوارد متسائله ولكنه لم يقل شيء .. – من انت ..؟
سألت الرجل بخوف وهي ما تزل تقف خلف ادوارد اللذي لم يقل ولم يفعل شيء ..
نظر لها بابتسامه لطيفه وقالت بخوف – انا والدك .. الم تعرفيني ..؟
بدا حزين وهو يسأل ان كانت قد عرفته .. ولكن هذا لم يكن يهمها .. لم تكن تستطيع التركيز على مايشعر به
حتى ... بعد نطقه للكلمه .. امسكت بقميص ادوارد بقوه وهي تشعر بان نبضات قلبها تتسارع .. ماذا يقول هذا الرجل
لم اعد استطيع التفكير بأي شيء .. ماذا يحدث هنا وماللذي يتفوهه به هذا الاحمق .. ابي ..؟
كيف يقول انه ابي .. لقد مات ابي من سنوات طوال فكيف يأتي الان شخص ويقول انه ابي .. ماذا كان يقصد ادوارد بأحضاره لي
الى هنا ..؟ هل يعرف بالأمر ..؟ بالطبع يعرف .. نظرت له وهي تشعر بعدم التركيز على شيء .. اشعر اني سوف اقع ..
ولكن لا .. ماذا افعل ..
كانت تفكر بسرعه وبكل شيء بدون ان تفهم شيء .. افلتت قميص ادوارد بينما ضل هو ينظر لها .. كما يبدو هو ينتظر
منها ردت فعل ملموسه .. بينما بقيت هي صامته لا تعرف ما تقول وما تفعل .. تراجعت للخلف قليلا وبعد هذا تركت العنان لقدميها
كي تركضا .. ركضت خارج المنزل بسرعه كبيره .. سمعت ذلك الرجل يناديها باسمها اكثر من مره ولكنها لم تتوقف ..
عندما خرجت من المنزل توقفت لتلقط انفاسها ونظرت للخلف فلم تجد ان احد منهم تبعها .. كانت تريد ان تستمر بالجري والخروج من هذي المنطقه .. لاكنها كانت متبعه لذا بدأت تسير وهي تتنفس بقوه .. جائها صوته من بعيد حيث انها قطعت مسافه ليست قليله ..
لقد كان ادوارد قد ركب السياره ولحق بها .. – كلوديا .. !
اوقف السياره بالقرب منها بينما بقيت هي صامته تنظر له .. اشار لها برأسه ان تركب وهو يضع السيجاره في فمه ..
لم تطل الوقوف ولم تقل شيء .. ركبت بقربه واسندت رأسها وهي تنظر للخارج ..
كان يقود السياره بهدوء .. لم يكن هناك سيارات لكي يخفف السرعه .. لقد كان الشارع خاليا تقريبا ولكنه لم يسرع ..
هي كانت ما تزال تفكر بما حدث .. استطاعت ان تستوعب الان ماذا حدث ..
لقد ضهر رجل من العدم وقال لها انه والدها .. ماهذا التخريف .. ؟ استدارت وضلت تحدق بادوارد مطولا بدون ان تلفض اي كلمه ..
انتبه هو لها فأستدار لها – ماذا ؟
_ من كان ذلك الرجل ..؟
سألت بهدوء و خوف .. لم تكن تعرف ماذا تريد .. هل كانت تريد ان يقول لها انه ابوها ام لا ..؟ ماذا سيحدث ان كان والدها
او ان لم يكن ...؟ بدى هو مهتم بسؤالها واوقف السياره في زوايه من الطريق .. – لقد قال انه ابيك ..
_ اعرف .. اعرف ما قال لقد سمعت .. انا اسأل من هو ..؟
_ كلوديا توقفي عن طرح هذي الحماقات .. لقد قال لك انه والدك
_ حماقات ..؟
صرخت بوجهه بصوت عالي – كيف تقول انها حماقات ..؟ تحضر لي رجل لا اعرف من اين ويقول انه ابي اللذي مات منذ ثمانية عشر سنه وتقول اني اتفوهه بالحماقات ..؟
_ اهدئي الان ..
سألته بعد ان ضلت صامته لفتره وهي تحدق به .. - هل هو ابي حقا ..؟
كان هو ايضا ينظر لها .. اخذ نفسا عميقا وقال بصوت هادئ – ما رأيك انت
_ هل يعودون الاموات ..؟
_ هل انتي واثقه ان ابيك ميت ..؟
_ هذا ما قالته امي .. هذا ما اعرفه منذ ولادتي ..
لم يقل هو شيء .. ضل ينظر لها ولم يكن لديه شيء ليرد به عليها – ادوارد ..
لم يجبها لذا صرخت – قل شيء .. لما انت صامت ..؟
_ لا تصرخي ..
لقد شعرت انه لا يهتم بالامر ابدا .. جرحها هذا جدا فلم تعد تستطيع ان تقول له شيء .. بدت دموعها تملئ عينيها
عندما طلب منها عدم الصراخ .. هل تزعجه الى هذي الدرجه .. لا يستطيع ان يتحملها حتى في وضع كهذا ..
اخذت هي نفسا عميقا وقالت له – اعدني الى المدرسه ..
_ لقد انتهى الدوام .. الساعه الان الخامسه
الخامسه .. ردتت هذا في رأسها .. لقد كان الطريق طويل بعض الشيء ولكنها لم تتوقع ان يأخذ كل هذا الوقت ..
لقد تأخر الوقت وساره الان قلقه عليها جدا .. اخرجت هاتفها من الحقيبه . لقد كان وضعه صامت .. كان هناك خمس اتصالات من ساره .. لم تكن بمزاج لتجيبها .. سوف تعود للمنزل وتشرح لها كل شيء .. على الاقل ما استوعبته هي من ما حدث ..
_ اعدني لمبنى المدرسه وانا سأذهب لبيت صديقتي ..
لم يقل شيء .. يبدو انه لن يطلب منها العوده للمنزل .. لم يقل شيء عن امها وهي لم تتجرأ على السؤال ..
عندما وصلو كانت كلوديا قد نامت .. لقد اوصلها الى بيت ساره .. كان يعرف انها تقيم فيه .. لم يوقضها عندما وصلو
بل ضل صامتا وهو يدخن وينظر للأمام .. لقد حدثت اشياء كثيره لها .. كان تفكيره بها وبما يحدث معها يزعجه جدا ..
لم يعتد على الاهتمام بمشاكل الاخرين ولكن هذي الفتاة تجبره على الاهتمام بعالمها .. لم يعد يريد التفكير لذا ايقضها ..
_ كلوديا .. استيقضي لقد وصلنا ..
فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بالنعاس .. لقد كانت تعبه جدا .. رفعت عينيها له وضلت تنظر له بينما ضل هو يحدق بعينيها
حتى شعرت بالاحراج ونهضت بسرعه – ااه .. هل كنت نائمه ..؟
لم يقل شيء فنزلت هي بسرعه من السياره .. – كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟


الجزء الثامن..


– كلوديا ..
ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
_ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
_ حاضر
خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
_ هيا ادخلي ..
امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
_ الى اللقاء ..
قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
_ اين كنتي ..؟
عندما فتحت سارة الباب لي كنت ما ازال افكر بما قاله ادوارد قبل قليل .. كنت مشدوهه جدا حتى اني لم
انتبه لأي من تساؤلات سارة لي .. ولم اجبها على اي شيء حتى صرخت بوجهي – كلوديا ..!
_ اه ..؟
عدت الى ما انا فيه ونظرت لها بحرج قبل ان اخلع حذائي وادخل الى غرفة الضيوف .. كانت زوجة ماثيو
هناك مع صديقه لها .. القيت عليهم التحيه واستأذنتهم بالذهاب لتغير ملابسي .. لحقت ساره بي ..
عندما دخلتا الغرفه رمت كلوديا بنفسها على السرير وهي تتنهد بعمق بينما اغلقن ساره الباب واقتربت من صديقتها ..
_ استبدلي ملابسك على الاقل ..
قالت ساره بأنزعاج فنظرت كلوديا لها بأستغراب .. – ما بك سارة ..؟
قالت بلا مبالاة – لا شيء ..
رمت كلوديا الوساده عليها – تحدثي ماذا هناك ..؟ لما انتي منزعجه ..؟
نظرت لها قليلا قبل ان تصرخ غاضبه – الا تخجلين من نفسك..؟ كنت قلقه جدا عليك بينما انتي لا تجيبين على مكالماتي
ولم تأبهي حتى بارسال رساله لتطمئنيني .. مابك كلوديا ..؟
_ انا اسفه ..
قالت كلوديا بخجل .. لقد كان لدى ساره الحق في كل ما قالته .. كان يجب ان ترد على الهاتف على الاقل بعد ان رأت مكالماتها ..
_ انا اسفه حقا .. لقد نسيت هاتفي على الوضع الصامت ..
كانت تحني رأسها وهي تتكلم فصدمها رد ساره – بالطبع سوف تنسين كل شيء ما دمتي مع ذلك الادوارد ..!
_ لما تتحدثين بهذي الطريقه ساره ..؟
سألتها وهي مستغربه فأنتبهت ساره لنفسها وصمتت بسرعه .. جلست بعد هذا بقربها .. – لقد كنت قلقه حقا ..
_ ولكن لماذا ..؟
_ اعرف انك لا تفكرين عندما تكونين معه . لا اعرف ولكني لم ارتح لمجيئه لأخذك ..
_ لقد دعاني للخروج معه هذا المساء .. للعشاء ..
قالت هذا بهمس .. لم تعرف ان كان الامر جيد ام سيء .. ولكن ماا تعرفه انها لن تستطيع رفض طلبه مهما حدث ..
_ ماذا ..؟ هل انتي حمقاء كليا ..؟ ماذا تفعلين بحق السماء ..؟ هل نسيتي خطيبته
_ اسمعي اسمعي .. الامر هو انه يريد ان يحدثني بشيء اخر .. ليس كما تضنين
_ شيء اخر ..؟ ماذا تقصدين ..؟
_ لم تسأليني الى اين اخذني ..
_ هذا صحيح ..
نظرت لها قليلا فوجدت ان ملامحها تغيرت عند هذي النقطه – ماذا الان كلوديا ..؟
_ نعم ماذا الان .. جمله جيدا .. يبدو ان هذي السنه بالنسبه لي سنة المفاجئات
_ ماذا تقصدين ..؟
_ لقد ذهبنا لشقة احدهم .. احد الرجال .. واللذي قال ..
_ نعم ..؟
كانت ساره تنصت بتمعن وكأنها تنتظر كارثه ..
_ قال انه ... أب .. ي
_ ماذا .؟
بدت ساره غير مصدقه تماما .. – ماذا تقولين ..؟
_ لا اعرف .. هذا ما فهمته
_ كلوديا تحدثي بجديه .. اليس ابوك .. ميت ..؟
نطقت ساره الكلمه بخوف وتردد .. لم تعرف ماذا تفعل ولكن اليست هذي الحقيقه اللتي يعرفها الجميع ..
_ هذا ما اعرفه .. ولم اعد افهم شيء ..
_ هل انتي متأكده انه قال لك .. انه والدك ..؟
_ الوضع لا يسمح بسماع شيء اخر ..
_ اعتقد ان الامر معقد .. الا يجب ان تتصلي بأمك كي تفهمي منها ..
لم تكمل ساره جملتها حتى صرخت كلوديا بوجهها – لن اكلمها ابدا ... ان لم تسأل هي عني هذي المده كلها لن افعل انا ايضا ..
_ كلوديا في الاخير انتي المخطئه في المسأله .. يجب ان تعترفي ..
_ اليس على الامهات ان يسألو عن ابنائهم مهما حدث ..؟ اليس هذا هو الشيئ الطبيعي في الحياة ..؟
_ كلوديا .. لا تكوني حمقاء .. يجب عليك ان تتحدثي مع امك ..
_ هل بدأ مكوثي يزعجك ..؟ انا اسفه ولكن ..
وقفت ساره بسرعه وهي غاضبه جدا .. – ان كان هذا ما فهمته من حديثي اعتقد انك لم تستعيدي عقلك بعد
فكري مليا بما تقومين بفعله .. وان كان على اقامتك هنا .. تعرفين انها تجعلني سعيده جدا ..
خرجت بسرعه من الغرفه وصفقت الباب خلفها بقوه .. احست كلوديا بالحزن لما قامت به
لقد كانت هذي المره غبيه جدا لقولها مثل هذا الكلام لساره .. ولكن مع هذا لا يمكنها ان تبدأ الحديث
مع امها ما دامت لم تسأل عنها حتى .. هي لا تعرف حتى ان كانت لدى امها اي فكره اين تكون الان ..
رمت بنفسها على السرير واغمضت عينيها وهي تبكي .. ماذا الان .. او بالاحرى ماذا بعد ..؟
من يمكن ان يكون ذاك الرجل اللذي قال انه ابوها ..؟ كيف تقول لها امها ان ابوها مات منذ ان كانت طفله ..
من الكاذب بينهم .. هل يعقل ان يكون ابوها حقا ..؟ اين كان اذن كل هذي المده ..؟ لما لم يسأل عنهم ابداً ..؟
تكاد تجن من شدت التفكير بالامر .. والان فوق كل ما يحدث لها ادوارد يطلب منها الخروج معه للعشاء ..
لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟ وعن ماذا يريد ان يحدثها ..؟ هل ستكون كلارا هناك ..؟هل يمكن ان يحدث هذا ويجلبها معه ..؟
سوف تكون الضربه القاضيه بالنسبه لكلوديا .
هي لن تهتم هذا ما فكرت به .. قررت انها لن تهتم له ابدا .. سوف ترى ماذا سيقول فقط . يجب ان تضغ حدا لحماقتها
يجب ان تفكر بنفسها اكثر .. لا يجب ان تعود لحب ادوارد بعد الان .. ماهذا الجحيم يا ألهي .. كل هذا حدث
بعد تركهم لمنزلهم وانتقالهم للقصر ذاك .. كم تتمنى ان تستيقض فتجد ان كل شيء يعود الى حاله .. تتمنى ان تعود
امها كما كانت .. ولكن لحضه .. كما كانت .. امها كانت على علاقه بذاك الدانيال بالطبع قبل انتقالهم للعيش في القصر ..
هذا شيء اكيد . هل تفعل الصواب برفضها لزواج امها .. هل يعقل ان تتسبب هي بتعاست امها ..؟
ولكن هل يعقل ان تحب امها احد في هذي الدنيا اكثر منها .. لماذا ...؟
كانت هناك مئات الاسأله والمواضيع اللتي لا تفهمها .. بدت تشعر بالحيره والعجز .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء ..
تنهدت و غطت بعد هذا في نوم عميق لم تستيقض منه سوى على رنين هاتفها .. نهضت وهي تتثائب وتشعر بالتعب ..
اجابت على الهاتف دون ان تنظر للرقم حتى .. – الو ..
كان صوتها متعب وكان واضح انها لم تستيقض كليا بعد ..
_ هل انتي نائمه ..؟
سأل الصوت ببرود .. فجمدت بمكانها .. – ااه .. لا .. اقصد نعم .... لا لا قليلا فقط ..
_ ماهو القليل فقط ..؟
نظرت للساعه فوجدتها الثامنه .. يبدو انه دقيق جدا بمواعيده .. – انا اسفه ادوارد .. سوف انزل حالا ..
لم يقل شيء .. بل اغلق الهاتف .. كم هو كريهه .. لم يقل حتى وداعا ..
ماهذا الرجل .. يا الهي .. اعطني القوه كي لا افعل شيء احمق اندم عليه لاحقا ..
خرجت وهي مسرعه .. حتى انها لم تبدل ملابسها .. التقت بساره عند الردهه فلم تقل ساره شيء ..
_ سوف اخرج الان .. لن اتأخر ..
قالت كلوديا وهي تتقدم منها بخجل ..
_ افعلي ما تشائين ..
_ سنتحدث عندما اعود .. ارجوك لا تغضبي ..
_ لا تقومي باي شيء احمق ..
_ حاضر ماما ..
قالت هذا وهي تضحك على ساره اللتي تتصنع الغضب من كلوديا .. اخذت معطفها معها وخرجت بسرعه ..
كانت سيارة ادوارد تنتظرها في الخارج .. وكان الجو بارد جدا .. نظرت للمقعد بجانب ادوارد فوجدت انه فارغ ..
احست بالراحه فهو على الاقل لم يجلب كلارا معه .. عندما تقدمت لتدخل السياره رأت انه هناك احد يجلس في المقعد الخلفي ..
تقدمت لترى من وتفاجأت برؤيتها رالف يجلس هناك .. شعرت بالفرح لرؤيته ففتحدت الباب بسرعه ودخلت لتجلس بقربه ..
_ سيد رالف .. كيف حالك ..؟
قالتها بفرح وهي تبتسم له بسعاده غامره .. امسك هو بيديها و قال لها مؤنبا – لقد اتيت لاني ايقنت انك لن تأتي لزيارتي مهما انتظرت ..
احست بالحرج الشديد منه .. لقد كان على حق .. هو خرج من المستشفى في اليوم اللذي تركت المنزل .. ولكن لم يكن لديها الوقت لتزوره .. وهي نسيت امره كليا في كل هذي المشاكل اللتي تعيشها .. – انا اسفه .. اسفه حقا سيد رالف .. ولكني ..
_ هلا توقفتي عن مناداتي بسيد .. قولي رالف فقط ..
ابتسمت له – اعتقد انها افضل .. كيف اصبحت ..؟
_ بعد رؤيت ابتسامتك الرائعه افضل بكثير ..
نظرت له بفرح وهي سعيده برؤيته على خير ما يرام .. – اني سعيده جدا انك لم تصب بأذى ..
_ كيف حالك انتي صغيرتي ..؟
لقد كان ادوارد قد سار بالسياره منذ ان ركبت هي بها .. هذا جيد .. جيد ان رالف اتى معه .. لن يكون عليها ان تكون معه لوحدهما
وهذا سوف يجعل الجلسه مريحه اكثر ..
عادت لرالف بعد ان افلت يدها .. وقال لها بقلق – ما بكِ صغيرتي .. هل هناك شيء ..
_ اه .. لا لا شيء ابدا ..
_ لستي بخير .. هل هذا لانكِ عرفتي ان امك سوف تتزوج ..؟
ظلت تنظر له مطولا قبل ان تبتسم بحزن – حسنا .. نوعا ما ..
_ ولكن عزيزتي .. الامر هو ان ..
لم يكمل جملته حتى ارتمت في حضنه وهي تبكي بشده .. لم تكن تريد ان تفعل هذا .. ليس امام ادوارد على الاقل .
ولكن عندما سألها رالف عن حالها تذكرت كل شيء حدث لها .. كانت تريد بشده ان تبكي في حضن احد .. شخص تشعر انه
يهتم لأمرها حقا .. شخص يستطيع ان يتفهم ما تشعر به .. لم يقل شيء .. لف يديه حولها و بدى يمسح على شعرها – هل انتي طفله ..
الم تقولي انك كبرتي .. الكبار لا يبكون كلوديا .. يجب ان تواجههي مشاكلك وليس الهرب منها ..
رفعت رأسها ومسحت دموعها بخجل – انا اسفه ..
قالت بهمس وهي تشعر بالخجل .. وقعت عينيها على المرأة امام ادوارد فلاحضت انه ينظر لها .. احرجها هذا اكثر ..
_ صغيرتي لا يجب ان تفعلي هذا .. يجب ان تكوني اكثر تعقلا ولا تتصرفي كالاطفال ..
_ لم اتصرف كالاطفال .. لم افعل شيء ..
_ اليس تركك للمنزل تصرف طفولي ..؟
_ هل كان يجب ان اقبل بتركها لي هكذا فقط .. هي لم تعد تريد ان اكون معها لهذا ..
_ كلوديا توقفي عن قول هذي الحماقات عزيزتي .. الامور ليست هكذا وانتي تعرفين هذا ..
انزلت رأسها .. لم تعرف ما تقول له .. بينما اكمل هو
_ امك واجهت الكثير من المشاكل والمآسي وهي تحاول تأمين لك حياة رائعا .. حياة لا تحتاجين لاي احد فيها ..
لقد تعبت جدا .. انتي كنتي ترينها فقط عندما تكون معك .. تحاول جعلك لا تشعرين باي نقص .. عندما جاء الوقت لترتاح وتشعر
انها انجبت فتاة ستريحها .. عندما وجدت الرجل اللذي احست معه انها سترتاح اكثر .. جأتي انتي وقلبتي كل شيء ..
هل تعتقدين ان روزا تريد تركك حقا ..؟ بعد كل ما فعلت من اجلك هذا يكون جوابك ..؟
_ انا ابنتها .. ما فعلته ليس دين يجب علي ارجاعه لها ..
صدمت هذي الكلمات رالف كما صدمتها هي .. لم تشعر عندما خرجت منها .. ماهذا اللذي تقوله بحق الجحيم
نظرت لأدوارد فوجدته ينظر لها بطريقه غريبه .. كان ينظر لها وكأنه يراها للمره الاولى .. انزلت رأسها
وهي تحاول السيطره على ارتعاشها .. – ليس هذا .. لم يكن هذا ما اردت قوله
_ اذن ماذا ..؟
سألها رالف وهو ينظر لها بتدقيق .. – ماللذي تريدين قوله اكثر مما قلتيه .. ماذا حدث لكِ .. تغيرتي كثيرا في هذا الاسبوع
_ انا اسفه .. لم اعد اعرف ما اقول .. اسفه حقا
بدأت تتأسف وهي تحاول كبت دموعها .. كانت تشعر بالكراهيه لنفسها بعد ما قالته .. هل يعقل ان تكون بهذا الجحود ..؟
بعد كل ما فعلته امها لها .. احست انها حقيره .. بدأت تمسح دموعها وهي تشهق ..
_ لقد وصلنا ..
رفعت رأسها بعد ان قال رالف ذلك .. لقد وصلو لمطعم .. مطعم فخم جداً .. فتحو الابواب ونزل رالف وادوارد قبلها .. بينما ضلت هي تنظر للمطعم .. كان جميل جدا ويبدو من المطاعم الغاليه .. نزلت ولحقت بهم بسرعه .. لقد تغير مزاجها الان بقوه .. بدت تشعر بالانزعاج من الوضع .. لقد كان الجو مشحون جدا .. حتى انهم لم يتحدثو بمسأله والدها اللتي ذهبت مع ذكر مشكلة زواج روزا ..
عندما دخلت للمطعم كان شيء رائع من الداخل .. يبدو راقيا جدا .. الناس اللذين كانو فيه كلهم من الطبقات الراقيه
والناس الاغنياء .. احست بنضراتهم المستغربه لها .. لقد كانت تبدو في المكان الغلط تماما مع ملابسها الغريبه .. لا تنتمي لهذا الجو
ابدا .. كانت ترتدي بنطالا اسود ومعطف اسود .. ترفع شعرها للأعلى بأهمال .. وبعد الحوار والبكاء اللذي حدث في السياره يجب ان يكون وجهها قد اصبح شاحب جدا .. لم تأبه لنظراتهم وسارت خلف ادوارد ورالف بهدوء .. عبرو كل الطاولات ولم يجلسو على احداها .. اشتغربت الى اين هم ذاهبين .. وصلو لمكان فيه طاولات معزوله .. يبدو انه للعائلات او شيء كذا .. فتحو احد الابواب ودخلو ..
دخلت هي بعدهم وهي تشعر بالراحه لانهم سيكونون معزولين عن الناس .. ولكن كل شيء اختفى عندما دخلت .. كانت امها تجلس بأنتضارهم في الداخل .. بدت صدمتها كبيره .. لم ترا امها منذ وقت طويل .. لم تعتد على ان تبتعد عنها كل هذي المده .. كانت مشتاقه لها جدا .. ولكن وبدون شعود تحركت للخلف بسرعه عندما وقفت روزا وتقدمت منها .. صدم هذا روزا فوقت ولم تتقدم اكثر ..
لم تعرف ما تقول وما تفعل .. انزلت رأسها للأسفل لانها شعرت بالحزن لما قامت به .. لقد كانت امها تبدو متعبه جدا ..
خرج رالف واقترب ادوارد منها ليهمس بأذنها .. – لا تقولي لها عن جورج ..
كان قلبها يدق بسرعه عندما اقترب منها ولكن بعد ان قال جورج رفعت رأسها له باستغراب .. – ماذا ..؟
لم تعرف ماذا كان يقصد بجورج .. لقد كان عقلها قد توقف عن التفكير في هذي اللحضه ..
نظر لها ادوارد بحده وقال – والدك .. لا تقولي لها اي شيء عنه ..
وخرج بعد هذا .. استغربت ما قاله .. لما لا تقول لأمها شيء .. اليس من المفروض ان تسألها عن هذا الموضوع ..
رفعت رأسها لترى ان امها لم تتحرك بعد .. كانت تنتظر منها اي حركه .. – لما لم تسألي عني كل هذي المده ..
سألت كلوديا بحزن وهي لا تجرؤ على النظر لوالدتها ..
_ كنت انتظر ان تعودي لصوابك ..
_ هل تضننيني مجنونه ..؟
سألت وهي تتقدم لتجلس على اخر مقعد .. ابعد مقعد عن امها ..
_ هل ستعودين للصراخ ..
_ لا ..
قالت هذا وهي تحاول ان تفكر باي شيء تقوله ..
_ لقد وجدت شقه صغيره .. سوف ننتقل لها بعد اسبوع .. هل يناسبك هذا ..؟
رفعت كلوديا رأسها بسرعه .. لم تفهم .. هل تقصد امها انها لن تتزوج .. _ ماذا ..؟
سألت بهمس .. – الن تتزوجي ..؟
_ لن افعل شيء يجعلني اخسرك .. انتي اهم شيء بالنسبه لي في الحياة ..
لم تعرف ما تقول .. كل شيء كانت تريد ان تقوله ذهب .. كل العصبيه وكل ما كانت تشعر به ..
هي ايضا شعرت في هذا الاسبوع ان اهم شيء لديها هو امها .. ان كانو سينتقلون من هذا العالم اللذي اٌقحمو فيه
ويعودون الى حياتهم الطبيعيه .. هذا هو الشيء اللذي تريده حقا .. ولكن هل هذا ما تريده روزا حقا .. هل هذا ما يجعل والدتها
سعيده ..؟ هل ستعود مجددا للعمل والتعب .. لم تعرف ما تقول .. لن تطلب منها ان تتزوج دانيال ابدا .. هي تعرف ان هذا لا يمكن
ان يحدث .. لا تريد لأمها ان تتزوج .. ولكن .. ماذا سيحدث ان عرفت ان زوجها مازال على قيد الحياة .. هل تعرف هذا
ام انها هي ايضا تضنه ميت ..؟ لن تستطيع ان تفعل ما طلبه ادوارد منها .. الموضوع كبير جدا حتى تخبأه .
بدأت بتوتر وهي تتكلم بهدوء .. وكأنها لا تريد التفكير باللذي ستتحمله امها من اجلها عندما يعودون لحياتهم السابقه ..
_ متى مات ابي ..؟
كان السؤال مفاجأ جدا .. رفعت عينيها لتنظر لأمها اللتي بدت مصدومه جدا من السؤال ..
ضلت تنظر لكلوديا وهي لا تعرف ما تقول .. .. هل جاء الوقت اللذي يجب ان تعرف كلوديا
فيه كل شيء .. لماذا تسأل الان عن جورج .. ماذا حدث ..؟
_ لما تسألين .. الأن ..؟
سألت روزا بخوف .. لم تعد تستطيع التفكير بعد ان جاء اسم جورج .. بدت تشعر بالاشتياق له .. لو كان هو الان هنا
لما حدث لها كل هذا .. هزت رأسها وهي تحاول ازالت هذي الافكار .. جورج ليس بالرجل اللذي تستطيع ان تعتمد عليه ..
_ فقط .. للأ شيء ..
لم تعرف ما تقول .. هل تعترف انها التقت رجل قال انه والدها .. ولكن يجب ان تعرف اولا هل ابوها ميت حقا
ام انها ايضا كذبه عاشت فيها كل هذي المده ..
_ لقد مات عندما ... عندما كنتي ..
لم يكن في رأسها شيء لتقوله .. او انها لم تتذكر ما كانت قد قالته في الماضي عن جورج .. لذى قالت بغموض
_ عندما كنتي صغيره ..
_ هل مات ابي حقا امي ..؟
سألت كلوديا السؤال عندما احست ان امها كانت متوتره .. يجب ان يكون هناك شيء .. لماذا عساها ترتبك ان كان
لا يوجد شيء مخفي ..
_ لماذا هذي الاساله الان كلوديا .. ماللذي ذكرك بأبوك ..؟
_ هو .
خرجت الكلمه بسرعه قبل ان تفكر بها .. مهما حاولت ان تتفهم صدمت امها ولكنها لم تضن ان تكون بهذي القوه ..
وقفت بسرعه وهي تنظر لكلوديا بخوف – ماذا تقصدين ..
صرخت عندما لم تتحدث كلوديا – تكلمي كلوديا ماللذي تقصدينه بهذا ..؟
_ امي مابك ..؟ انه فقط .. انني ...
_ ماذا .. قولي ماذا هناك ..؟
_ لقد التقيت رجل يقول انه ابي .
قالت هذا بسرعه وهي تحاول ان تبعد كل شي .. لم تعرف سبب غضب امها عليها هكذا ..
ولكن هذا كله زال عندما سمعت روزا هذا .. سقطت على الكرسي وهي تبدو محطمه .. ماذا حدث لها ..
صرخت كلوديا وهي تنتقل بسرعه لتجلس بجوار امها – ماذا هناك امي .. مابك ارجوك ..؟
رفعت روزا عينيها لأبنتها .. كانت مصدومه للغايه .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء .. – اين التقيتي به ..؟
_ امي اهدئي ارجوك .. لنخرج من هنا ..
لم تعرف مايجب عليها فعله .. ولكن روزا لم تكن تسمع شيء .. كانت تتكلم وتسأل بأرتعاش ..
_ اين التقيتي بهذا الرجل .. متى وكيف قال لك هذا .. تكلمي هيا ..
_ لقد اخذني ادوارد لأراه ..
عندما اعترفت بهذا وقفت امها بسرعه وسحبتها معها خارج المطعم .. كان ادوارد ورالف ينتظرونهم بالسياره
تغير الجو واصبح بارد جدا .. بدأت تمطر بغزاره .. افلتت روزا يد ابنتها في الخارج وركضت نحو السياره .. لم تركب بل
ضربت على باب ادوارد كي يفتحه .. خرجو كليهم من السياره وهم مستغربين من موقف امي .. انا لم اتحرك بعد هذا .. كنت اشاهد
ما يحدث من بعيد .. كانت امي تبدو كالمجنونه لم اعرف مابها ولما تتصرف هكذا .. لم اسمعهم عندما تحدثت مع ادوارد
ولاكني عرفت انها قالت له ما قلته انا .. لانه نظر لي بعصبيه اخافتني جدا ..
اقتربت منهم بهدوء وانا احاول تهدئت نفسي ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بخوف .. هل سيحدث شيء لروزا الان .. تبدو في حاله سيئه جدا ..
امسكت بأدوارد من كتفيه وكانت تهزه بقوه وهي تصرخ .. كلوديا لم ترى من قبل امها هكذا ابدا ..كانت تبدو كالمجنونه ..
اقتربت منها واحتضنتها بقوه – امي ارجوك كفى .. اهدئي ارجوك ..
بدت كلوديا بالبكاء وهي تشعر بارتعاش امها .. هدأت روزا في احضان ابنتها .. لقد تبللو كليا .. امسكت رالف بروزا وادخلها
للسياره .. بينما ضلت كلوديا واقفه تنظر لما فعلت .. ماذا كان سيحدث ان ضلت صامته كما طلب منها ادوارد ..
_ هل انتي راضيه الان .. هل حصلتي على الاجابه اللتي تريدينها ..؟
سأل ادوارد هذا بغضب شديد .. لقد القى اللوم كله عليها .. لماذا ..؟
ولكن ان فكرت ههي قليلا فهي سبب كل هذا .. كان يجب ان تعرف متى تتحث ومتى لا .. كان يجب على الاقل ان
تفكر لما طلب منها ادوارد عدم الكلام .. ركبت السياره بقرب امها وعادت لأحتضانها .. كانت امها تنظر من زجاج السياره وهي
نصف نائمه .. تبدو شاردت الذهن تماما .. همست كلوديا بأذنها ..
_ ما بك امي ..؟
رفعت عينيها لها واغمضتهم بعد هذا .. يبدو انها لم تعد تريد الحديث .. سارو في طريق طويل عرفت انه متجه نحو
القصر .. لم تكن تريد العوده للقصر الان .. ولكنها لن تستطيع ترك امها هكذا ..
وصلو للقصر فنزلت كلوديا وهي تمسك بأمها اللتي توجهت الى الملحق بسرعه .. ماذا حدث .. الن تفهم الموضوع على الاقل .؟
كانت كلوديا تنظر لهم بأستغراب .. الا تريد روزا ان تسأل شيء عن جورج ..؟ لم تلحق بأمها بل ضلت واقفه تحت المطر وهي تنظر
للأمام بدون تصوب نضرها لشيء .. – الن تدخلي ..؟
جائها صوت ادوارد فأستدارت ببطئ لتجد انه يقف في باب القصر يمسك الباب في انتضار دخولها ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تتقدم لتدخل القصر .. فكرت عندما وصلت بقربه – اريد الذهاب لأرى امي ..
_ دعيها الان .. يجب ان تبقى قليلا وحدها ..
نظرت له بتعب شديد .. ان كان هذا رأي ادوارد فهو الصح .. دخلت امامه وتوقفت امام غرفة الضيوف .. لم تعرف هل تدخل ام
ماذا تفعل .. امسك ادوارد بذراعها وقادها معه لتجلس على احدى الارائك .. لم يكن في الغرفه احد رفعت نظرها له وهي تحاول
منع دموعها من النزول .. – ماذا حدث ..؟
_ انا من يجب عليه ان يسأل .. ماللذي قمتي بفعله ..؟
_ لم افعل شيء .. لقد قلت لها فقط ...
لم تستمر .. كان يجلس بقربها وهو يتحدث معها .. كان يبدو منزعج من تصرفها ولكنه لم يصرخ عليها ..
قطع عليهم حديثهم دخول كلارا اللتي بدت مستغربه من وجود كلوديا في بادء الامر .. وبعدها ركضت نحوها لتركع امامها
وهي تمسك بيديها .. كانت تنظر لي بلطف شديد وهي تحاول ان تفهم ما بي .. اعتقد ان حالتي بدت سيئه جدا ..
مع كل ما تفعله ومع كل طيبة هذي الفتاة الى انني لم استطع ان احبها .. – كيف انتي الان كلوديا ..؟
كان سؤالها يضهر مدى اهتمامها .. نظرت لها بابتسامه متكلفه جدا – الى حدا ما .. بخير ..
دخلت بعد هذا السيده كاميليا فوقفت لألقي عليها التحيه .. ولاكنها احتضنتني بسرعه وهي تبدو سعيده جدا بعودتي
_ لقد كان البيت مضلم مذ ان تركتينا .. كيف اصبحتي الان صغيرتي ..
_ انا بخير .. شكرا ..
قلت ذلك وانا اشعر بالتعب .. جلست بقربي بينما وقفت ادوارد .. تكلم بهدوء وهو يعطينها ضهره ..
_ اعتقد ان الرجل اللذي التقيتيه هو ابوك ..
رفعت نظري له بسرعه .. لم استوعب جيدا ما قاله ..- ها ..؟
نظرت للسيده كاميليا ويبدو انها هي الاخرى لم تصدم جدا بالخبر .. هل تعرف شيء ..؟
_ اسمعي كلوديا .. لا اعرف هل من الجيد ان اخبرك انا بالموضوع ام روزا ولكن ما استطيع ان اقوله لك الان
ان الرجل اللذي التقينا هو جورج .. وهو والدك ..
ابتلعت ريقها بصعوبه .. لم تعرف ماذا تسأل الان .. لماذا ابوها ليس ميت .. او لماذا قالو لها انه مات ..
نظرت للسيده كاميليا وسألتها – اليس ابي ميت .؟ الا تعرفون هذا ..؟
استدار ادوارد لينظر لها .. لقد بدت كالاطفال وهي تسأل .. لم تعرف كاميليا ما يجب عليها ان تقول
ففضلت ترك الموضوع لأبنها اللذي قال – هذي قصه طويله .. اعتقد ان الافضل ان نتركها لروزا كي تقولها لكِ ..
_ ان كنت تعرفها قلها انت .. افهموني ماذا يحدث ..؟
نظرت كلوديا لكلارا وهي تحاول ان تجعل الفتاة تقول اي شيء ان كانت تعرف .. هزت كلارا رأسها
بأسف وهي تعلن عدم معرفتها بشيئ ..
_ انتي متعبه جدا عزيزتي .. اذهبي للنوم وغدا سوف نتحدث بكل شيء ..
قالت السيده كاميليا بهدوء وقلق هذا .. لقد كانت كلوديا تشعر بالتعب الشديد .. والنعاس كان يدغدغ عيناها بقوه ..
لذا لم تصر على معرفت المزيد .. النوم سوف يريحها اكثر .. لم تعد لديها الطاقه الكافيه لمعرفت مفاجأت اكثر اليوم ..
القت عليهم التحيه وخرجت .. عندما وصلت للباب الخارجي للقصر كان آمون يقف هناك .. نظر لها بأبتسامه مشرقه
.. – لقد عدتي اخيرا .. كان المنزل هادئ جدا في غيابك ..
ابتسمت له – الم يكن مريح ..
قالت هذا وهي تقف امامه .. لقد اشتاقت حقا لهذا القصر وللناس اللذين فيه ..
لم تعرف هذا الا عندما عادت له ..
_ لا لم يكن مريح ابدا .. لم يكن هناك من يصرخ ويتسبب بالمشاكل .. هذا مزعج
اضحكها ما قاله فأبتسم هو بدوره لها - تكونين اجمل بكثير عندما تضحكين .. لا تتجهمي بعد الان
_ حاضر سيدي ..
القت عليه التحيه العسكريه وهي تضحك .. بعدها قالت له – سوف اذهب للنوم الان ..
_ اراكي غدا اذن .. لا اعتقد انك ستذهبين للمدرسه ..؟
_ نعم .. لا اعتقد انا ايضا
قالت هذا بهدوؤ وخرجت من الباب .. كان الجو ما زال يمطر بغزاره .. امسكها واخرج المضله الموضوعه على الباب .. فتحها واوصلها لباب الملحق .. _ شكراً ..
_ احلام سعيده .. نامي جيدا ..
_ شكرا لك ...
قالت هذا ودخلت للمنزل .. خلعت معطفها المبلل كليا .. ذهبت للغرفه .. لقد كانت كما تركتها .. اخذت منشفه ودخلت
لتأخذ حماما سريعا قبل ان تتجهه نحو سريرها .. لم تسمع صوتا لأمها لذا عرفت انها نائمه ..
لم تستطع كلوديا في ذلك اليوم النوم في سريرها فنهضت ليلا واتجهت نحو غرفت امها ..
كانت روزا تغط في النوم في ذلك الوقت .. تحركت ودخلت في السرير لتنام مع والدتها .. اندست في حضنها
ونامت نوما عميقا جدا .. احست في ذالك الوقت بالراحه والامان التام في حضن امها ..
في صباح ذلك اليوم عندما استيقضت كلوديا كانت روزا قد استيقضت قبلها .. ولكنها لم تنهض من على السرير بل ضلت
عليه تحتضن كلوديا .. _ صباح الخير ماما ..
هذا ما قالته كلوديا لأمها عندما انتظرت منها اي شيء ولكن روزا كانت في عالم اخر ..
نظرة لأبنتها وبدت تتحدث وكأنها تتحدث مع نفسها – لقد بدأ كل شيء عندما جاء لحينا .. كان رائعا أنذاك ..
كانت كلوديا تنظر لأمها بأستغراب وهي لا تفهم شيء مما تقوله .. ولكن مع اكمال روزا لحديثها بدأت كلوديا تفهم ..
لقد كانت امها تتحدث عن جورج .. واللذي هو والد كلوديا .. استمعت لوالدتا بدقه وهي تروي قصتها ..
بدت الام وكأنها لا تشعر بوجود كلوديا ..
_ احبتته منذ البدايه .. كان مختلف عن كل من في المدرسه .. وكل الفتيات كن مهتمات به .. ولكنه
ابدى اهتمامه بي منذ اللحضه الاولى .. ربما هذا ما جعلني اسير معه كيفما يشاء .. كنا صغار انذاك ..
لم اكن قد تجاوزت السابعه عشر بينما هو كان في الرابعه والعشرين تقريبا .. بعد تعارفنا بأسبوعين فقط
طلب مني الزواج ..
توقفت روزا قليلا عن الحديث عند هذا الحد بينما كانت كلوديا تستمع وهي لا تكاد تصدق ما تقوله امها ..
بدت القصه لها وكأنها فيلم سنمائي .. ولكن ليس هناك وقت لشرودها فقد عادت روزا للحديث الان ..
_ بالطبع لم يوافق اهلي على هذا .. ولكن لانني كنت حمقاء الى حد لا يتخيله احد.. وافقت على ان نتزوج
بدون موافقت اهلي .. لا اعرف كيف استطاع هو ان يقنع من قام بتزويجنا أنذاك وكيف استطاع ان يقنعني
ان اهلي سوافقون يما ما على زواجنا ..لقد حدث كل شيء بسرعه .. جورج .. لقد كان غامضا جدا ..
لم اشعر يوما انني افهمه .. كانت تصرفاته كلها غريبه .. عشت معه بعد ان تركت اهلي مده لا تتجاوز الست
اشهر .. وبعدها اختفى .. تركت المدرسه في ذلك الوقت .. كان جورج صديق دانيال المقرب .. لذا عندما غاب
واختفى ذهبت لأسأله عن جورج .. هو بالطبع لم يعرف بزواجي منه الى في ذلك الوقت .. اعتقد انه كان حزين جدا
.. لقد كان دانيال واقعا بحبي منذ ان عرفته .. ولم اشعر يوم انه كف عن شعوره تجاهي .. بينما انا لم اشعر في يوم
من الايام بأي احساس تجاه احد غير جورج .. لم يعرفه هو ايضا اين اختفى زوجي .. انتقلت للعيش في منزل كاميليا ودانيال في ذلك الوقت .. لقد رفض اهلي عودتي لهم بعد ان عرفو بزواجي .. وفي ذلك الوقت اكتشفت انني حامل ..
حامل بأجمل طفله في هذي الدنيا .. بأروع هديه حملتها لي الاقدار .. عاد جورج بعد غياب دام اسبوعان ..
ولكنه لم يعد لي .. لم يعد ليفسر لي سبب غيابه .. ولا لنعود لمنزلنا الصغير ونتتظر حضور مولودنا .. بل عاد ليعتذر
عن ماذا .. لم اعرف في ذلك الوقت .. قال لي فقط انه اسف .. وان كل ما حدث لم يكن بيديه .. قال هذا واستدار ليذهب ..
ناديته .. صرخت ووقعت ارضا وانا لا استوعب شيئ مما يقوله .. في ذلك اليوم كانت السماء تمطر بشده ..
وكأنها تريد ان تخفي دموعي عنه .. عندما صرخت خلفه وقلت له انني حامل توقف قليلا
ولكنه لمم يفعل شيء اكثر من هذا .. توقف قليلا فقط .. ربما كانتت لحضات لا تتعدى الثواني .. قبل ان يواصل سيره
ويبتعد كليا .. يخرج من عالمي .. العالم اللذي اقحمني فيه ..
امسكت كلوديا بيد امها عندما شعرت بها ترتعش .. كانت دموعها تهطل ولكن كان بكائها من دون صوت ..
_ والدك لم يمت .. جورج لم يمت .. كنت اعرف هذا منذ البدايه .. ولكنه مات في قلبي .. لهذا لم يكن هناك داع لذكر وجوده ..
_ اين كان اذن ..؟
سألت كلوديا بتوتر .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
_ لقد كان في السجن ..
بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
_ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
_ لماذا هو في السجن ..؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لتكن انت .انت .فانت .انت ...................!!!!! روز روز كلام من القلب للقلب 10 November 8, 2012 12:12 PM
لن تعشقي غيري فانتي فتاتي يسرى شهبار روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 June 22, 2010 08:34 PM
بعها فانت لما سواها ابيع سلطان الامراء شعر و نثر 0 October 11, 2009 05:06 PM
يا فتاتى يارب حسن الخاتمه شعر و نثر 6 July 26, 2009 08:03 PM


الساعة الآن 10:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر