فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم June 8, 2010, 03:36 AM
 
Zip لا شرعية لمن لا يلتزم الشرعية الدولية .. جريدة تشرين السورية



منذ تأسيسها تقيم إسرائيل سياساتها وفق معادلات مقلوبة، وفريدة من نوعها، وخاصة فيما يتعلق بالقوانين والشرائع الدولية.
وعلى أساس هذه المعادلات المقلوبة يرى المنظرون الصهاينة قديمهم وحديثهم أن الالتزام بالشرعية الدولية يعني نهاية المشروع الصهيوني بشكل كامل، ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بقولهم: إن التقيد بالقوانين الدولية يعني بدء أفول إسرائيل، وإنه إذا خسرنا أي معركة عسكرية أو سياسية أو قانونية يعني أننا سنخسر كل معركة. ‏
لذلك، وبعد أن طغت إسرائيل وتجبّرت وتمادت واستهترت بالعالم أجمع وجدت نفسها في السنوات الأخيرة وسط أمواج عاتية من حروب إثبات شرعيتها على الساحة الدولية، فمن لا يعترف بالشرعية الدولية وبشرعية قرارات الآخرين وقوانينهم لا شرعية له، وهذه قواعد قانونية ثابتة وليست مجرد استنتاجات. ‏
وبالتأكيد فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية، حكومة نتنياهو - ليبرمان العنصرية المتطرفة نهجاً وأشخاصاً، هي من أكثر الحكومات الإسرائيلية التي أججت معركة لا شرعية إسرائيل في الأوساط الدولية، ودفعت باتجاه تأليب العالم وخاصة الغربي على سياساتها ومواقفها ورفضها القوانين الدولية.

وجاءت الحرب على غزة، وتدميرها بأشدّ الأسلحة فتكاً بما فيها المحرمة دولياً، وبعد ذلك محاصرة سكانها المليونين حتى الموت بمنع إيصال الغذاء والدواء ومستلزمات السكن إليهم لتشكّل الشعرة التي قصمت ظهر البعير. ‏

فالغرب الذي كان دائماً إلى جانب إسرائيل في كل شيء حتى في حروبها العدوانية ومخالفاتها للقوانين الدولية، لم يعد قادراً أمام شعوبه على الأقل على تحمل وزر وتبعات ما يحدث لأهل غزة، فقط لأن الحكومة الإسرائيلية تريد ذلك، وليس لأي سبب قانوني. ‏
لذلك كانت هذه الهبّة العالمية لنصرة المتضامنين الذين كانوا على أسطول الحرية المحمّل بالغذاء والدواء والكساء ولعب الأطفال والمقاعد الطبية المتحركة لمنكوبي غزة، في محاولة عالمية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها. ‏
شعوب العالم كلها تحركت تأييداً لأسطول الحرية، ورفضاً لدموية إسرائيل تجاه المتضامنين الذين كانوا على متنه وهم من أربعين بلداً، وقضى بعضهم برصاص الغدر الإسرائيلي، ما حشر إسرائيل في الزاوية، وكشفها على حقيقتها ككيان عدواني خارج على الشرعية الدولية، ودفع أقرب المقربين إلى هذا الكيان وهي الولايات المتحدة إلى التململ، والتحدث عن ضرورة فك الحصار عن غزة. ‏
وهذا يعني أن حكومة نتنياهو -ليبرمان ستجد نفسها بكل تأكيد غير قادرة على فعل أي شيء في معركة إثبات شرعية إسرائيل. ‏


* جريدة تشرين السورية

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية ألاء ياقوت كتب اسلاميه 3 August 27, 2014 06:50 AM
لماذا لا يكون لدينا سيمون فيزنتال عربي؟ .. تشرين السورية .. د. إبراهيم دراجي مُصعب مقالات الكُتّاب 1 September 23, 2009 01:00 PM
بالوثائق.. يا سعادة الأمين العام .. جريدة تشرين السورية .. د.إبراهيم دراجي ~&~ مُصعب مقالات الكُتّاب 1 September 21, 2009 09:30 PM
تغيير المعادلة في المنطقة والعالم .. بقلم :د بثينة شعبان- جريدة تشرين السورية مُصعب قناة الاخبار اليومية 1 January 15, 2009 08:09 PM
ممكن طلب كتاب( مدى انطباق الشرعية على نظام العقوبات الدولية) abusini أرشيف طلبات الكتب 5 December 28, 2008 09:59 PM


الساعة الآن 08:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر