كيف تلقى المسلمون فكرة البرمجة ؟

كاتب الموضوع: عبد الفتاح بن عمار
إن طائفة من المسلمين عندما ظهر هذا العلم الجديد، أبهر عقولهم، وشككوا في صحة دينهم، وحتى يبعدوا عن أنفسهم شبهة الانخراط في جمعيات لا تتوافق تعاليمها مع مبادئ دينهم، حاولوا بلورتها بإضافات جديدة، ليعطوا لها صبغة دينية، فغيروا بعض رموزها وطقوسها، وذلك باستخلافها بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، من أجل أن تلقى قبولا حسنا في نفوس الناس، واعتبروها ضرورة علمية ملحة تفرضها متطلبات العصر الحديث.

وقد تناسوا أن البرمجة هي عبارة عن خليط ديني، اشتقت من العقائد الوثنية، والطرق السحرية، ومن ضمن أهدافها العمل على تغيير عقول الناس، وعاداتهم ودياناتهم، وتنويم ضمائرهم، لتحقيق مشروع كبير يسعى الغرب لتكريسه من أجل عولمة العقل والدين واللغة، والجمع بين رموز الوثنية ومختلف الفلسفات والمذاهب الصوفية والطرق السحرية.

وهي لا شك منبثقة عن نظريات فاسدة، مثل المثل الأفلاطونية صاحبة نظرية العقل الظاهر الذي يعتبر واجهة وعيه محدودا، يسمع ولا يعي، وليس بمقدوره فهم ما يسمع، وعقل باطن غير واع، يستطيع فك الكلمات المشفرة .

وما يقال في فلسفة المثل الأفلاطونية الفاسدة، يقال أيضا في فلسفات فاسدة أخرى مثل: "السريالية " المتأثرة بمدارس إلحادية كمدرسة فرويد المؤمنة بقوى الواقع الغير الواعية في النفس الإنسانية، والداعية إلى فك الحصار المضروب عليها، وتحريرها من قيودها، وتفجير طاقاتها الكامنة فيها، وفي سياق ذلك يقول المفكر الإسلامي محمد قطب: " أما السريالية فقد تتبعت التحليل النفسي الذي أنشأه فرويد القائل: إن حقيقة النفس الإنسانية ليست في النفس الواعية التي تتعامل مع الواقع الخارجي، إنما هي في العقل الباطن الذي لا ترتيب فيه ولا منطق! فحاولت في نماذج أقرب إلى الخبل منها إلى العقل أن تبرز "حقيقة النفس الإنسانية"! فلم تصنع شيئاً في الحقيقة إلا بعثرة هذه النفس إلى قطع متناثرة لا دلالة لها ولا معنى ولا طعم ".

__________________